ألمانيا تحشد كل أجهزتها استعداداً لانطلاق كأس أوروبا الجمعة

بثقة في نجاح يوازي تنظيمها المبهر لمونديال 2006... وأمل كبير بالتتويج القاري

ملعب برلين الأولمبي الأكبر بين الاستادات العشرة سيحتضن النهائي وحفل التتويج (رويترز)
ملعب برلين الأولمبي الأكبر بين الاستادات العشرة سيحتضن النهائي وحفل التتويج (رويترز)
TT

ألمانيا تحشد كل أجهزتها استعداداً لانطلاق كأس أوروبا الجمعة

ملعب برلين الأولمبي الأكبر بين الاستادات العشرة سيحتضن النهائي وحفل التتويج (رويترز)
ملعب برلين الأولمبي الأكبر بين الاستادات العشرة سيحتضن النهائي وحفل التتويج (رويترز)

حشدت ألمانيا كل أجهزتها، استعداداً لانطلاق كأس أوروبا لكرة القدم على ملاعبها، بداية من الجمعة وحتى 14 الشهر المقبل، وبثقة في نجاح يوازي تنظيمها المبهر لمونديال 2006.

وبعد 3 سنوات من نسخة عكّرتها جائحة «كوفيد»، واستضافتها 11 مدينة في 11 بلداً بمناسبة الذكرى الستين لانطلاقها، تحتضن ألمانيا البطولة الأوروبية على 10 ملاعب موزعة على 10 مدن، 9 منها استضاف مونديال 2006، باستثناء استاد دوسلدورف أرينا.

وخلال البطولة السابقة، وفي خضم الجائحة، أقيمت مباريات صيف 2021 بسعة محدودة للملاعب تفاوتت بين مدينة وأخرى، بيد أن هذه المرة لا مكان للقيود، في ظل توقعات بحضور 2.7 مليون مشجع للمباريات الـ51 التي تختتم بالنهائي على كأس هنري دولوني في استاد برلين الأولمبي.

وفي حين تأمل ألمانيا التي تفتتح البطولة الجمعة أمام اسكوتلندا في ميونيخ، أن تعيش من جديد «قصة الخيال الصيفية» في تكرار لعام 2006، عندما بلغت نصف نهائي كأس العالم على أرضها، انشغلت بإجراءات أمنية مشددة ضمن مسعاها للحفاظ على سلامة وأمن المشجعين واللاعبين، في مهمة ضخمة تزداد صعوبتها في ظل التوتر الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا والنزاع المتجدد بين إسرائيل والفلسطينيين.

ووضعت ألمانيا العامل الأمني في صدارة أولوياتها، ووجهت تحذيرات صارمة لمثيري الشغب المعروفين بـ«الهوليغنز»، وحشدت قوات إضافية لتفادي أي مخاطر إرهابية وحتى الهجمات الإلكترونية.

ومن المتوقَّع أيضاً أن تستقطب المناطق المخصصة للمشجعين نحو 12 مليون زائر خلال الحدث القاري.

ناغلسمان المدرب الاصغر بالبطولة يراقب لاعبي المانيا متطلعا لتحقيق انجاز كبير (اب)

قال مدير البطولة فيليب لام: «منذ البداية، كان الأمن على رأس أولوياتنا».

وخلال المباريات، سيكون الجميع في حال جاهزية واستنفار تام لدرجة أن عناصر الشرطة محرومون من الإجازات خلال النهائيات القارية.

ويُعدّ الملعب الأولمبي بالعاصمة برلين (71 ألف متفرج) الأكبر بين الاستادات العشر ووقع عليه الاختيار لاستضافة المباراة النهائية. وسبق أن استضاف الملعب الذي يعتمده فريق «هيرتا برلين» (درجة ثانية حالياً)، أولمبياد 1936، ونهائي مونديال 2006 ونهائي دوري أبطال أوروبا 2015، ونهائي كأس ألمانيا دون انقطاع منذ 1985. علماً بأنه خضع للتجديد في 2000 و2004.

أما ملعب «ميونيخ فوتبول أرينا (أليانز أرينا)»، فيتسع لنحو 66 ألف متفرج، وهو الذي سيحتضن المباراة الافتتاحية الجمعة بين ألمانيا وأسكوتلندا إضافة لإحدى مباراتي نصف النهائي.

افتتح الملعب الذي بناه فريقا بايرن ميونيخ وميونيخ (1860) عام 2005، قبل أن يستحوذ بايرن على الملكية كاملة. سبق لهذا الملعب أن احتضن افتتاح مونديال 2006 ونهائي دوري أبطال أوروبا 2012 عندما تفوق تشيلسي الإنجليزي على المضيف، بايرن ميونيخ، بركلات الترجيح. كما استضاف مباريات في النسخة السابقة لكأس أوروبا.

ويُعدّ ملعب «سيغنال إيدونا بارك» الذي يتسع لنحو 62 ألف متفرج والخاص بفريق بوروسيا دورتموند من الأشهر في العالم بفضل «الجدار الأصفر» لمشجعيه المتفانين وصدى الصوت القوي الذي يتردد في أرجائه. افتُتح الملعب عام 1974 وشهد عملية تجديد عام 2003، وسبق أن استضاف مباريات مهمة، من بينها نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2001 بين ليفربول الإنجليزي وألافيس الإسباني. وسيحتضن إحدى مباراتي نصف النهائي في كأس أوروبا 2024.

ويحتضن ملعب «شتوتغارت أرينا» الذي أُعيد تحديثه أكثر من مرة ليتسع لنحو 51 ألف متفرج مباريات بالدورين الأول والثاني، علماً بأنه سبق أن استقبل مباريات في مونديالَيْ 1974 و2006، وكأس أوروبا 1988، ونهائي كأس أوروبا لأبطال الدوري في 1959 و1988.

ويُعدّ ملعب هامبورغ الذي أُعيد تجديده في عام 2000 ليتسع لنحو 50 ألف متفرج من معالم المدينة، وقد سبق أن استضاف مباريات في كأس أوروبا 1988، ومونديالي 1974 و2006. وسيكون ملعب «دوسلدورف أرينا» الذي يتسع لنحو 47 ألف متفرج والخاص بفريق فورتونا دوسلدورف الذي شارك في الدرجة الأولى آخر مرة موسم 2019 - 2020، على موعد مع استضافة عدة مباريات بالدورين الأول والثاني.

ويأتي بعده «استاد كولن» الذي يتسع لنحو 43 ألف متفرج، وتجدد قبل مونديال 2006، وهو الملعب الخاص بنادي كولن الهابط إلى الدرجة الثانية. استقبل من قبل مباريات في كأس أوروبا 1988، وكأس القارات 2005 ومونديال 2006.

ويُعد ملعب «فرانكفورت أرينا» الذي يتسع لنحو 47 ألف متفرج وتم تجديده عدة مرات منذ افتتاحه في مايو (أيار) 1925 من معالم المدينة التجارية، وقد سبق أن استضاف مباريات في مونديال 1974، بينها الافتتاح، وكأس أوروبا 1988، وكأس القارات 2005، وكأس العالم 2006.

وربما يكون ملعب «لايبزيغ» (رد بول أرينا) الأقل سعة بنحو 40 ألف متفرج، إلا أنه ملعب متطوِّر يتميز بسقف حديث افتُتح عام 2004، ثم جُدِّد مرة أخرى قبل سنتين. سبق أن استضاف مباريات في مونديال 2006. وآخر الملاعب هو «فلتينس أرينا» المعروف باسم «أرينا أوف شالكه»، نسبةً لنادي شالكه، بطل ألمانيا 7 مرات المشارك راهناً في الدرجة الثانية. ويتسع الملعب لنحو 50 ألف متفرج، وقد تمّت إعادة افتتاحه في 2001 بعد تجديدات شملت إضافة سقف قابل للطي ومستطيل أخضر يمكن سحبه. وسبق أن استضاف الملعب نهائي دوري أبطال أوروبا 2004، وربع نهائي كأس العالم 2006.

وتأمل ألمانيا أن يصب عامل الأرض والجمهور في صالح منتخبها للتتويج باللقب، رغم أن إنجلترا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا تتصدر قائمة المرشحين.

وتدرك ألمانيا بطلة العالم 4 مرات التي ودَّعت النسختين الأخيرتين في المونديال من دور المجموعات صعوبة المهمة في كأس أوروبا، لكنها تأمل الاستفادة من الأجواء وحماسة المدرب الشاب يوليان ناغلسمان الذي حل بدلاً من هانزي فليك لتحقيق المفاجأة والتتويج على أرضها.

ناغلسمان الاصغر بين مدربي يورو 2024 يأمل مخالفة الترشيحات وانتزاع اللقب (اب)

بعد سلسلة كارثية من المباريات الودية في 2023، أبرزها الخسارة أمام اليابان 1 - 4، جاء ناغلسمان بهدف منح الدولة المضيفة لقباً رابعاً قياسياً، الأول منذ 28 سنة؛ إذ تتساوى راهناً بـ3 ألقاب مع إسبانيا.

وعُين ناغلسمان مدرباً لألمانيا بعمر 36 عاماً فقط، مع عقد مبدئي حتى كأس أوروبا 2024، لكن بعد بدايته الجديدة مُدد حتى كأس العالم 2026 في أبريل (نيسان) الماضي.

وقدم المدرب السابق لبايرن ميونيخ الخطوط العريضة للتغييرات الجذرية التي يرغب في القيام بها لاستعادة طريق الانتصارات مع ألمانيا، ووضع على الخصوص مخططاً لإعادة لاعب وسط ريال مدريد الإسباني توني كروس (34 عاماً) بطل العالم 2014 الفائز للتو بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في مسيرته الاحترافية، إلى تشكيلة المنتخب، وإقناعه بالعدول عن اعتزاله اللعب دولياً منذ كأس أوروبا صيف 2021، ثم نجح المدرب الشاب في إقناع يوزوا كيميش بالتحول من لاعب وسط دفاعي إلى ظهير أيمن، وهو المركز الذي شغله لاعب بايرن ميونيخ في بداية مسيرته الكروية مع النادي البافاري.

ولكن الخطوة الجريئة هي على الخصوص استبعاده العديد من الركائز الأساسية المخضرمة، بينها ماتس هومليس وليون غوريتسكا، لإفساح المجال أمام لاعبين جدد، فكانت نقطة التحول ليجتاز اختبارين ناريين في وديتين كبيرتين فاز فيهما على فرنسا 2 - 0، وهولندا 2 - 1.

ويقول ناغلسمان: «لدي قناعة بقدرتنا على التتويج باللقب»... لكن قبل ذلك ينتظر الألمان العبور من المجموعة التي تضم أسكتلندا وسويسرا والمجر.

في المقابل يعول الإنجليز الذين وقعوا في مجموعة تضم الدنمارك وصربيا وسلوفينيا، على الثلاثي الهجومي الضارب المكوَّن من هاري كين وفيل فودن وجود بيلينغهام.

وتحمل إنجلترا عبء أنها لم تفُز بكأس أوروبا في تاريخها. وبعد الخسارة المؤلمة بركلات الترجيح على يد إيطاليا في نهائي 2021 على ملعب «ويمبلي»، سقط فريق المدرب غاريث ساوثغيت في ربع نهائي مونديال قطر 2022 بصعوبة أمام فرنسا. ويأمل منتخب «الأسود الثلاثة» الاستفادة من خبرة كين على الأراضي الألمانية، حيث تألق في موسمه الأول في الـ«بوندسليغا» بتسجيله 44 هدفاً في 45 مباراة خاضها مع بايرن ميونيخ في جميع المسابقات، لكن من دون أن يحرز أول لقب في مسيرته.

كما أن بيلينغهام كان من نجوم الدوري الألماني قبل أن يترك دورتموند، الصيف الماضي، للالتحاق بريال مدريد الإسباني، ويواصل التألق مساهماً في تتويج النادي الملكي بثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.

ويقول ساوثغيت: «هل نحن من المنتخبات القادرة على إحراز اللقب؟ بالطبع نعم، لكن علينا الارتقاء بمستوانا في الأوقات الحاسمة. ينتظرنا الكثير من العمل».

في المقابل تواصل فرنسا الاعتماد على مهاجمها الأبرز كيليان مبابي، المنتقل بعد مد وجزر من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد الإسباني، رغم كتيبة النجوم التي يملكها المدرب ديدييه ديشامب. ويأمل مبابي قبل التوجه إلى مدريد في إحراز أول ألقابه القارية بعد تتويجه مع فرنسا بمونديال 2018 وحصوله على الوصافة في 2022 وراء أرجنتين ليونيل ميسي بركلات الترجيح. وبلغت فرنسا المباراة النهائية 3 مرات في آخر 4 مشاركات في بطولة كبرى، بينما أخفق لاعبو المدرب ديشامب في النسخة الأخيرة بركلات الترجيح أمام سويسرا في ثمن النهائي.

قال ديشامب الذي يفتقد كمدرب اللقب القاري من سجله الزاخر بينما قاد فرنسا كلاعب لإحرازه للمرة الثانية والأخيرة في 2000: «سنخوض كأس أوروبا بطموح وصفاء ذهن. أدرك أن التوقعات ترتفع كل مرة بعد ما حققناه. لكن الخبرة تقول لنا إن هناك الكثير من الخطوات التي يجب اجتيازها في البطولات». ووقعت فرنسا في مجموعة قوية تضم هولندا وبولندا والنمسا.

أما إيطاليا حاملة اللقب الناجية من التصفيات بعد غيابها عن آخر نسختين من كأس العالم، فوقعت في أصعب مجموعة إلى جانب إسبانيا، كرواتيا وألبانيا.

نظام البطولة الذي يتيح لـ16 منتخباً من أصل 24 بلوغ ثمن النهائي قد يمنح فرصة ثانية لمنتخبات تخفق في دور المجموعات، على غرار البرتغال التي عجزت عن تحقيق أي فوز في الدور الأول عام 2016، قبل أن تحرز اللقب لاحقاً بقيادة كريستيانو رونالدو الذي يشارك في النسخة الحالية بعمر 39.

وتأمل بلجيكا وهولندا في ترك بصمة أيضاً، لكن كأس أوروبا الحالية تتميز بحضور منتخبات أقل شهرة.

ستحظى أوكرانيا بتعاطف كبير بسبب الغزو الروسي للبلاد، وسيكون لديها فريق جيد تحت قيادة سيرهي ريبروف، فيما تشارك ألبانيا بقيادة البرازيلي سيلفينيو في البطولة القارية للمرة الثانية فقط.

وسيكون من المثير متابعة الوافد الجديد المنتخب الجورجي الذي يشرف عليه المدافع السابق لبايرن ميونيخ والمنتخب الفرنسي ويلي سانيول، وبقيادة جناح نابولي الإيطالي خفيتشا كفاراتسخيليا.


مقالات ذات صلة

منح رومانيا نقاط كوسوفو بعد الانسحاب في «دوري الأمم»

رياضة عالمية مباراة رومانيا وكوسوفو توقفت عند الوقت بدل الضائع يوم الجمعة بعدما غادر لاعبو الأخير أرض الملعب (إ.ب.أ)

منح رومانيا نقاط كوسوفو بعد الانسحاب في «دوري الأمم»

قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، اليوم (الأربعاء)، إنه قرر فوز رومانيا (3 - صفر) على كوسوفو، بعد انسحاب الأخيرة من مباراة أُقيمَت في بوخارست.

«الشرق الأوسط» (بوخارست )
رياضة عالمية مدرب منتخب هولندا قال إنه اتخذ هذا القرار لأسباب طبية مع مراعاة مصلحة اللاعبين (إ.ب.أ)

غياب دي يونغ وفان دايك عن مباراة البوسنة والهرسك

قال رونالد كومان، مدرب هولندا، إنه سيُريح القائد فيرجيل فان دايك، ولاعب الوسط فرينكي دي يونغ، ولن يكونا مع الفريق في رحلته عندما يلتقي البوسنة والهرسك.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية رابيو وديني يحتفلان بفوز فرنسا أمس (أ.ف.ب)

رابيو وديني يحتفلان بمباراتهما الخمسين مع فرنسا

تعاون أدريان رابيو ولوكاس ديني بشكل مثالي ليحتفلا بمباراتهما الدولية رقم 50 ويقودا فرنسا للفوز 3-1 خارج أرضها على إيطاليا في المباراة الحاسمة بالمجموعة الثانية.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية توماس توخيل كما يبدو في كاميرا أحد المصورين خلال المؤتمر الصحافي لتقديمه رسمياً (أ.ب)

لماذا لا يشرف توماس توخيل على مباريات إنجلترا في دوري الأمم؟

بينما يقاتل منتخب إنجلترا من أجل الصعود إلى دوري الأمم هذا الأسبوع، لن يشرف الرجل الذي تم تعيينه مديراً فنياً جديد لمنتخب بلاده على المباريات على أرض الملعب.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية متظاهرون في احتجاج نظمته جمعيات مؤيدة للفلسطينيين وأحزاب يسارية قبيل مباراة فرنسا وإسرائيل (إ.ب.أ)

ماكرون يحضر مباراة فرنسا وإسرائيل لإظهار التضامن…. ودعوات لمقاطعتها

عززت السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية في العاصمة باريس قبل مباراة كرة قدم بين فرنسا وإسرائيل الخميس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

جاكسون يعوض تشيلسي عن فشله في التعاقد مع أوسيمين

نيكولاس جاكسون يواصل التألق مع تشيلسي هذا الموسم (رويترز)
نيكولاس جاكسون يواصل التألق مع تشيلسي هذا الموسم (رويترز)
TT

جاكسون يعوض تشيلسي عن فشله في التعاقد مع أوسيمين

نيكولاس جاكسون يواصل التألق مع تشيلسي هذا الموسم (رويترز)
نيكولاس جاكسون يواصل التألق مع تشيلسي هذا الموسم (رويترز)

من الجيد أن تشيلسي لم ينجح في مساعيه للتعاقد مع فيكتور أوسيمين في فترة الانتقالات الصيفية هذا العام.

ربما رفع معجبو أوسيمين داخل قاعدة جماهير النادي حواجبهم، وقالوا بضع كلمات مختارة عند قراءة هذا البيان، لكن دعونا نشرح. هذا ليس المقصود منه أن يكون إهانة للمهاجم النيجيري، ولكن لو انضم إلى تشيلسي من نابولي، فمن المؤكد أنه سيقف الآن في طريق تطور نيكولاس جاكسون.

وبحسب شبكة «The Athletic»، فبعد 17 هدفاً و6 تمريرات حاسمة في 44 مباراة في جميع مسابقات الموسم الماضي في سن 22 عاماً، وهو الأول له في النادي بعد انتقاله من فياريال الإسباني، مقابل ما يزيد قليلاً على 35 مليون يورو (29.1 مليون جنيه إسترليني = 36.5 مليون دولار بأسعار الصرف الحالية)، حصل جاكسون على الحق في الاستمرار بكونه المهاجم الأول للنادي. لو وصل أوسيمين، وهو مهاجم أكثر خبرة وثباتاً، مع تصعيد المحادثات بشأن الإعارة في الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات قبل الانهيار، فمن الصعب أن نرى كيف سيكون الحال.

أوسيمين (26 عاماً) ليس من نوع اللاعبين الذين تضيفهم إلى فريق، ثم تضعهم على مقاعد البدلاء. لقد سجل 26 هدفاً في 32 مباراة بالدوري الإيطالي، ليساعد نابولي على الفوز بلقب إيطاليا 2022 - 2023، وهو إنجاز رفع مكانته في كرة القدم العالمية، بالتأكيد إلى مركز أعلى من جاكسون، الذي لا يتمتع بشرف كبير لاسمه، ولم يبدأ إلا أول مباراة له في الدوري الإسباني في نفس الموسم.

بالتأكيد، قد لا يكون موسم 2023 - 2024 جيداً، مع 15 هدفاً في 25 مباراة بالدوري الإيطالي، لكن أوسيمين لا يزال يحظى بتقدير كبير، فقد كان بطل الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان يسعى إليه بعد مغادرة كيليان مبابي، قبل إنهاء اهتمامهم بسبب التكلفة الإجمالية للصفقة. في النهاية، تم إضفاء الطابع الرسمي على إعارته لمدة موسم واحد إلى غلطة سراي التركي في وقت متأخر من فترة الانتقالات، ولم يكن الأمر جيداً حتى الآن في إسطنبول، حيث سجل 8 أهداف في آخر 7 مباريات له.

يبدو أنه من المحتم أن تتنافس أندية الدرجة الأولى على خدماته مرة أخرى في عام 2025.

هذا لا يعني أن تشيلسي كان مخطئاً في محاولة تعزيز خط الهجوم، أو أنهم لم يقدروا جاكسون. فقد حصل على زيادة في الراتب وتمديد عقد لمدة عامين حتى عام 2033 في سبتمبر (أيلول)، لكن النادي طموح، ويريد البدء في الفوز بالألقاب مرة أخرى.

قائمة المباريات أكثر كثافة هذا الموسم مع مباريات عبر 5 مسابقات في الداخل والخارج، بما في ذلك كأس العالم للأندية في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين. قبل القيام بالدفعة الكبيرة لأوسيمين، نظر تشيلسي إلى مهاجمين آخرين، بما في ذلك سامو أوموروديون من أتليتكو ​​مدريد، وزميله البالغ من العمر 20 عاماً، جون دوران لاعب أستون فيلا. انضم الأول إلى بورتو بدلاً من ذلك، ولديه 12 هدفاً في 13 مباراة لهم. بقي دوران في فيلا، وسجّل 8 أهداف في 18 مباراة.

ولكن كما ظهر جاكسون في فوز يوم السبت 2 - 1 خارج أرضه على ليستر سيتي، فإنه يستمتع بكونه الرجل الرئيسي للنادي، والزعيم بلا منازع في الخط الأمامي. لقد وضع تشيلسي في المقدمة في الدقيقة 15، ليرفع رصيده هذا الموسم إلى 7 أهداف (و3 تمريرات حاسمة) في 13 مباراة.

لكن تدخله كان مبهجاً للغاية. ومن بين الانتقادات التي وجّهت إليه منذ انضمامه إلى تشيلسي أنه يفتقر إلى الحضور البدني الكافي للتفوق على المدافعين بالطريقة التي فعلها سلفاه المحبوبان: ديدييه دروغبا، ودييغو كوستا، في أوج عطائهما. فهو يعتمد على المهارة والسرعة بدلاً من ذلك.

ومع ذلك، فإن الطريقة التي قاتل بها ووت فايس، الذي ربما لا يكون أفضل مدافع في الدوري، ولكنه شخص لعب كل دقيقة من آخر 11 مباراة لمنتخب بلجيكا الذي يحتل حالياً المركز السادس في تصنيف الفيفا العالمي، في المباراة أعادت إلى الأذهان ذكريات استخفاف دروغبا بفيليب سينديروس لاعب آرسنال. كما أن التمريرة التي أفلت بها من كالب أوكولي، ثم التسديد من خارج القدم، لم يكونا سيئين أيضاً.

هذا المقال ليس الأخير عن جاكسون، وستكون هناك مناسبات حيث لا يتم تحويل الفرص. لكن إمكاناته هائلة. عندما يقارنه مشجعو تشيلسي بشكل غير مواتٍ بدروغبا، يبدو الأمر كما لو أنهم يقارنونه بنجم كوت ديفوار عندما كان في ذروته، وليس الشخص الذي احتاج إلى بضعة مواسم في كرة القدم الإنجليزية، ليتطور إلى أحد أعظم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق. قد يكون من المفاجئ للبعض أن يقرأوا أنه في أول 57 مباراة لدروغبا مع تشيلسي سجل 23 هدفاً. إجمالي أهداف جاكسون في أول 57 مباراة له هو 24 هدفاً.

بعد أن أهدر جاكسون الفرص في هزيمة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1 - 0 أمام مانشستر سيتي في أبريل (نيسان)، بدا من المهم أن يقدم دروغبا دعماً علنياً له عبر منصة «إكس»، حيث كتب: «ارفع رأسك عالياً ولا تتوقف أبداً عن العمل الجاد، فسوف يؤتي ثماره».

يفعل جاكسون ذلك ويكافأ. لقد أثبت أنه يتمتع بشخصية أيضاً. لا ينبغي الاستهانة بردّه على ملاحقة تشيلسي للاعبين آخرين في مركزه. من بين الإحصائيات بعد فوز ليستر كانت الإحصائية التي ذكرت أن إيرلينغ هالاند (31) وأولي واتكينز (25) فقط لديهما أهداف غير جزائية في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ بداية الموسم الماضي أكثر منه (21).

ادّعى زميله السنغالي ومدافع تشيلسي السابق كاليدو كوليبالي مؤخراً أن جاكسون لديه ما يلزم للفوز بجائزة الكرة الذهبية يوماً ما. والأهم من ذلك أنه اكتسب ثقة ماريسكا وموافقته.

وقال ماريسكا عقب المباراة: «إنه يؤدي بشكل جيد للغاية. لقد قلت عدة مرات إنه يعمل بجد، سواء مع الكرة أو من دونها. إنه يبذل جهداً لفهم الطريقة التي نريد أن نلعب بها. نحن سعداء للغاية بالطريقة التي يلعب بها نيكو مع الكرة، ولكن بشكل خاص بالطريقة التي يلعب بها من دون الكرة، والطريقة التي يضغط بها. نحن على يقين من أنه سيتحسن مباراة بعد أخرى».