ألمانيا تستضيف «مؤتمر إنعاش أوكرانيا» وتحث على زيادة الاستثمارات في كييف

زيلينسكي يدعو من برلين لزيادة الدعم العسكري متهماً موسكو بأنها دمرت نصف الطاقة الإنتاجية للكهرباء

زيلينسكي بالبوندستاغ (أ.ف.ب)
زيلينسكي بالبوندستاغ (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تستضيف «مؤتمر إنعاش أوكرانيا» وتحث على زيادة الاستثمارات في كييف

زيلينسكي بالبوندستاغ (أ.ف.ب)
زيلينسكي بالبوندستاغ (أ.ف.ب)

رغم استمرار الحرب الأوكرانية بدأت جهود إعادة الإعمار تتسارع بدفع من ألمانيا التي استضافت، الثلاثاء، النسخة الثالثة من «مؤتمر الإنعاش» الذي تحول إلى مركز لتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات والتعهدات باستثمارات بين كييف والدول الداعمة لها.

المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في مؤتمر إنعاش أوكرانيا ببرلين (إ.ب.أ)

ودعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي شارك شخصياً مع زوجته في المؤتمر، إلى زيادة الاستثمارات في بلاده، خصوصاً في قطاعات الطاقة والدفاع وإعادة البناء. وقال زيلينسكي لدى افتتاحه المؤتمر إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس، إن بلاده تعاني من «المقاربة المدمرة التي تعتمدها روسيا»، متهماً موسكو بتدمير مصادر الطاقة في أوكرانيا.

وقال إن القصف الروسي الذي استهدف منشآت الطاقة أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء في أوكرانيا إلى النصف منذ الشتاء. وأوضح زيلينسكي: «لقد دمرت الضربات الروسية بواسطة الصواريخ والمسيرات حتى الآن 9 غيغاواط من طاقة الإنتاج. بلغت ذروة استهلاك الكهرباء في الشتاء الماضي 18 غيغاواط. وبذلك تقلص ذلك إلى النصف الآن».

ومع ذلك، رأى الرئيس الأوكراني أن الدفاعات الجوية هي «مفتاح كل شيء»؛ لأنها تمكن أوكرانيا من التصدي للصواريخ الروسية، داعياً لزيادة الاستثمارات في قطاع الدفاع، وللدول الصديقة لزيادة حجم المساعدات العسكرية أسوة بألمانيا. وامتدح زيلينسكي ألمانيا التي قال إنها من الدول «الرائدة» في دعم كييف بأنظمة دفاع جوي.

ولاحقاً خاطب زيلينسكي البرلمان الفيدرالي (البوندستاغ) وسط مقاطعة 74 نائباً من أصل 77 نائباً من «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، إضافة إلى تكتل من 10 نواب ينتمون لحزب «سارا فاغنكنيشت» من أقصى اليسار والمنشق عن حزب «دي لينكا». ويرفض الحزبان سياسات الحكومة الألمانية المؤيدة لأوكرانيا ويدعوان لإنهاء الحرب وإعادة العلاقات مع روسيا كما كانت. وكان فوز «البديل لألمانيا» بالمرتبة الثانية في الانتخابات الأوروبية أثار مفاجأة في ألمانيا بعد أن حصل على 16 في المائة من الأصوات، وهي نسبة أعلى مما حصلت عليها الأحزاب الثلاثة المشاركة في الحكومة.

الرئيس الألماني يحيي زيلينسكي في البوندستاغ (أ.ف.ب)

وصدر كلام شبيه عن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الذي قال في جلسة حوارية إن «طريق التعافي تبدأ بالأنظمة الدفاعية، لأن كلما قل الضرر كان البناء أسهل». وطالب من الدول الصديقة «دعماً شبيهاً بالدعم الذي نحصل عليه من ألمانيا». كما دعا «الشركات ألا تنتظر السلام كي تبدأ بالاستثمار، بل أن تبدأ الآن بالتخطيط».

وبالفعل أعلن المستشار الألماني أن بلاده ستقدم منظومة دفاع جوي من نوع «إيريس» إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، إضافة إلى مزيد من الذخائر. وجدّد شولتس تأكيده على أن ألمانيا مستمرة في دعم أوكرانيا «ما دام تتطلب الأمر ذلك». ودعا شولتس الحلفاء إلى دعم المبادرة الألمانية «بكل ما هو ممكن»، وقال: «لأن أفضل عملية لإعادة إعمار هي تلك التي لا يجب أن تحدث».

ودعا شولتس الشركات الخاصة لزيادة استثماراتها في أوكرانيا، قائلا إن «الحديث عن تعافي أوكرانيا هو الحديث عن تعافي دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي». وامتدح الحكومة الأوكرانية في تطبيقها للإصلاحات المطلوبة لبدء محادثات الانضمام للتكتل الأوروبي.

الرئيس الألماني يحيي زيلينسكي في البوندستاغ (أ.ف.ب)

ووعد شولتس بالتزامات حكومية واسعة النطاق وطويلة الأجل لإعادة إعمار أوكرانيا، التي تضررت بشدة بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، مضيفاً أنه سيعمل من أجل تحقيق ذلك في قمة «مجموعة السبع» للقوى الاقتصادية الغربية الكبرى في إيطاليا، والتي تبدأ الخميس. وأشار المستشار إلى أن البنك الدولي يتوقع حاجة أوكرانيا إلى 500 مليار دولار أميركي (464 مليار يورو) لمساعدات إعادة الإعمار على مدى السنوات العشر المقبلة. كما دعا شولتس الشركات الخاصة للمشاركة في ذلك باستثمارات، وقال: «نظراً للحجم الذي نتحدث عنه هنا، لا بد من إضافة رأس المال الخاص». وأكد المستشار أن مئات الشركات الألمانية تواصل نشاطها في أوكرانيا، مع 35 ألف موظف في قطاع السيارات وحده، مضيفاً أنه على الرغم من الحرب، لم يكن هناك تسرب للاستثمارات الألمانية إلى الخارج، وزاد حجم التجارة بشكل ملحوظ مقارنة بفترة ما قبل الحرب، وقال: «كل هذا يوضح لي أن الاقتصاد يفهم الإمكانات التي تمتلكها أوكرانيا».

ويرى رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر أن المؤتمر يمثل إشارة مهمة للشعب الأوكراني. وقال شتاينر في تصريحات لمحطة «دويتشلاند فونك» الألمانية الإذاعية، الثلاثاء: «في خضم حرب مثل هذه من المهم للغاية أن يكون لدى الناس شعور بأن هناك غداً، أو بعد غد»، مضيفاً أن المؤتمر في برلين سيؤكد مجدداً الدعم العالمي الهائل الذي تتلقاه أوكرانيا، موضحاً أن الأمر يتعلق بمنظور مستقبلي مشترك. وأشار شتاينر أيضاً إلى النازحين داخلياً، موضحاً أن هناك 7.‏3 مليون أوكراني فروا داخل بلدهم، وحاولوا بناء حياة جديدة لأنفسهم. وقبل بدء المؤتمر، أكدت وزيرة التخطيط العمراني الألمانية كلارا جيفيتس أيضاً أهمية إشارة الدعم المنبثقة من المؤتمر، وقالت: «الأمر يتعلق من ناحية بمسألة الدعم العسكري، ومن ناحية أخرى بمسألة إرسال إشارة واضحة للغاية بأننا نقف إلى جانبكم في إعادة إعمار أوكرانيا». وبخصوص مؤتمر السلام الذي تستضيفه سويسرا نهاية الأسبوع الحالي، قال شولتس، إنه سيبعث بالرسالة نفسها بأن الدعم مستمر لكييف، مشدداً على أنه «لن يكون هناك سلام يُفرض على أوكرانيا» وأنه سيتعين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سحب جنوده ووقف اعتدائه» كي يتحقق السلام. وقال لاحقاً في مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي إن مؤتمر السلام في سويسرا لن يكون نهاية الطريق التي تؤدي إلى السلام، وإنه سيتوجب على الرئيس الروسي اتخاذ خطوات نحو السلام، منها «سحب جنوده» من أوكرانيا.

زيلينسكي مع رئيسة البرلمان الألماني باربيل باس (أ.ف.ب)

وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي تحدثت كذلك في افتتاح المؤتمر على استمرار دعم أوكرانيا، ودعت دول الاتحاد الأوروبي لبدء مفاوضات الانضمام مع كييف في نهاية الشهر الحالي. وأعلن زيلينسكي لاحقاً في المؤتمر الصحافي مع شولتس أن بلاده أوفت بكل المتطلبات التي تخولها لبدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأعلن خلال المؤتمر عن إطلاق ألمانيا وأوكرانيا وأكثر من 50 منظمة دولية وشركة مبادرة لتدريب الأوكرانيين وتطوير مهاراتهم للسنوات الثلاث المقبلة، بهدف إعادة إعمار البلاد. وتهدف مبادرة «تحالف المهارات من أجل أوكرانيا» إلى معالجة النقص في اليد العاملة بسبب مشاركة عدد كبير منهم في القتال أو تحولهم إلى لاجئين ونازحين. وسيتم تدريب وتأهيل أكثر من 180 ألف عامل ماهر على مدى السنوات الثلاث المقبلة في القطاعات الرئيسية، مثل البناء والنقل وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والرعاية الصحية، بقيمة تزيد على 700 مليون يورو.

وكان قال مصدر في الحكومة الألمانية إن الهدف من المؤتمر محاولة التركيز على الوضع في أوكرانيا على «المدى البعيد وليس فقط الكفاح اليومي والعمليات العسكرية». ولكن المؤتمر سيناقش كذلك القضايا الطارئة في أوكرانيا خصوصاً موضوع السلاح والتعاون بين شركات الصناعات العسكرية.

وحدّد المصدر أربعة أبعاد للمؤتمر: وهي تقوية القطاع الخاص، والأخذ في الاعتبار بالبعد الإنساني، وإعادة البناء الاجتماعي، وجهود الانضمام للاتحاد الأوروبي. وشدّد مصدر آخر في الحكومة على أن المؤتمر ليس مؤتمر مانحين ولا يهدف لجمع أموال لأوكرانيا، بل يشكل فرصة للتواصل بين الشركات الخاصة والبلديات والدول التي تريد مساعدة أوكرانيا على إعادة البناء. ويشارك في المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين، ألفا شخص بين سياسيين ورجال أعمال وممثلي شركات أوروبية من مختلف الصناعات.

ونفت المصادر الألمانية أن يكون المؤتمر يتعارض مع الوضع على الأرض في أوكرانيا واستمرار المعارك هناك، وقال إن مناقشة إعادة الإعمار يمكن أن تجري بشكل مواز لاستمرار الحرب. وقالت إنه «لا يمكن انتظار اليوم إكس الذي ستتوقف فيه الحرب لبدء مناقشة جهود إعادة الإعمار»، مشيرة إلى أن هذه المهمة هي «مهمة مستمرة»، وأنه يتوجب إعادة البنية التحتية التي تم تدميرها وجذب الاستثمارات اللازمة لذلك.

وأعطت المصادر مثلاً على انهيار إمدادات مياه الشرب في ميكولايف بعد قصف روسي، وقالت إن ألمانيا تدخلت فوراً لبناء وحدة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، وأعادت هذه إمدادات المياه إلى المنطقة. وأضافت: «هذا لا يتعارض مع سير المعارك، نحن نحتاج إلى النجاحات العسكرية، ولكن بالطبع أوكرانيا بحاجة أيضاً إلى الصمود ببساطة من خلال الأمور اليومية الضرورية». ولكن المؤتمر لن يتطرق للأموال الروسية المحجوزة في أوروبا رغم مطالبة أوكرانيا بتضمينها للأجندة. وبررت مصادر في الحكومة الألمانية عدم تضمينها بالقول إن «هذه المسألة تخضع لنقاش مكثف حالياً، وبنظر الحكومة الألمانية هناك تركيبات وسياقات مناسبة أكثر لمناقشتها».


مقالات ذات صلة

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

آسيا وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات «صريحة ومثمرة» أجراها مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

رأت روسيا أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجيته ديمتري كوليبا حول مفاوضات السلام تنم عن تناقض.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
أوروبا القوات الروسية دمرت 7 مسيّرات أوكرانية فوق أراضي مقاطعة ريازان (رويترز)

روسيا: تدمير 21 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وصباح اليوم

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت) تدمير 21 طائرة دون طيار أوكرانية خلال ساعات الليل والصباح في عدد من مقاطعات البلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (قناة الكرملين عبر «تلغرام»)

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد

لفت الكرملين النظر إلى أن الحالة الديموغرافية «كارثية على مستقبل الأمة»، في حين عجزت السياسات المختلفة المنفّذة في روسيا منذ ربع قرن عن زيادة معدل المواليد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
TT

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)

رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجيته حول مفاوضات السلام تنم عن تناقض، مؤكداً أنه «لا يستمع إليهما».

ولافروف الموجود في فينتيان بلاوس، كان يتحدث بعد زيارة للصين قام بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، وإثر تصريحات لزيلينسكي رأى فيها أن بكين وجهت «إشارة دعم واضحة» لوحدة أراضي أوكرانيا.

ورداً على أسئلة طرحها صحافيون على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، كان لافروف يشير إلى تعليقات أخيرة لزيلينسكي وكوليبا انطوت في رأيه على شيء من الازدراء.

ففي مقابلة مع قناة «تي إس إن» الأوكرانية خصصت لزيارته لبكين، الجمعة، أعلن كوليبا أنه لا يمكن إجبار كييف على التفاوض مع موسكو، وأن بكين التي ترغب في أداء دور الوسيط بين البلدين تحترم وحدة أراضي أوكرانيا.

مصافحة بين وزيري خارجية الصين وانغ يي وروسيا سيرغي لافروف في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

وعلق لافروف بالقول إن كوليبا «لا يقول ذلك للمرة الأولى، وقد أعلن أحياناً موقفاً مناقضاً تماماً». أضاف: «قبل وقت غير بعيد، تحدث (الأوكرانيون) عن مفاوضات. أبدى زيلينسكي استعداده للجلوس إلى طاولة مفاوضات مع ممثلين لروسيا. ولأكون صادقاً، لا أستمع إليهم».

كذلك، أوضح لافروف أنه تطرق خلال محادثاته مع نظيره الصيني، وانغ يي، في فينتيان إلى التصريحات التي صدرت خلال زيارة كوليبا، مؤكداً أن الروس «شعروا بأن الموقف الصيني لم يتغير».

وفي رأيه يرى أن بكين تشدد على وجوب أن يكون شكل مفاوضات السلام «مقبولاً لدى جميع الأطراف».

وأعلن زيلينسكي أخيراً أنه يجب أن تمثَّل موسكو في قمة ثانية حول السلام، بخلاف ما حصل خلال قمة أولى استضافتها سويسرا في يونيو (حزيران) الفائت، الأمر الذي دفع الصين إلى عدم المشاركة فيها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد جنوداً جرحى في أحد مستشفيات كييف السبت (أ.ف.ب)

وتناول لافروف أيضاً الموقف الذي يمكن أن يتبناه الرئيس الأميركي السابق الجمهوري، دونالد ترمب، حيال أوكرانيا في حال فاز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية، وقال: «فيما يتعلق بترمب، سمعت أنه اقترح إقراض أوكرانيا 500 مليار دولار، بدلاً من مجرد إعطائها المال»، لافتاً إلى أن ذلك يعكس براغماتية «رجل أعمال». أضاف: «لا يمكنني أن أعلق على أفكار عديدة ليست جدية فعلاً... حين يتم طرح شيء جدي، مثلما قال الرئيس (فلاديمير بوتين)، نحن جاهزون دائماً لإجراء حديث صادق، مع أخذ الحقائق الراهنة في الاعتبار».

ميدانياً، قال مصدر بالمخابرات العسكرية الأوكرانية لوكالة «رويترز» إن طائرات مسيّرة أوكرانية ألحقت ضرراً بقاذفة قنابل استراتيجية روسية من طراز «تو - 22 إم 3» في مطار عسكري بشمال روسيا.

وأضاف المصدر أنه تمت إصابة قاذفة القنابل فرط الصوتية بعيدة المدى، في مطار أولينيا العسكري قرب أولينيغورسك بشمال روسيا.

وذكرت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» أن المطار الذي تُقلع منه الطائرات الاستراتيجية الروسية لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، يبعد 1800 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.

وأضافت الصحيفة أنه تم شن هجمات أخرى على روسيا شملت مطاراً عسكرياً في مدينة إنعلز بمنطقة ساراتوف، ومطار دياغيليفو في منطقة ريازان. كما أصابت طائرة مسيّرة مصفاة نفط في ريازان.

نيران تتصاعد من مسيرة روسية أسقطتها الدفاعات الأوكرانية في خيرسون الجمعة (رويترز)

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من التقارير على نحو مستقل.

وفي المقابل، أعلنت روسيا، السبت، سيطرتها على بلدة جديدة شرق أوكرانيا حيث تواصل تقدمها البطيء منذ أشهر من دون تحقيق خرق كبير في هذه المرحلة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن «وحدات من مجموعة القوات المركزية حررت بلدة لوزوفاتسكي».

تقع هذه البلدة شرق مدينة بوكروفسك، في قطاع أوتشريتين حيث تقدمت القوات الروسية بسرعة نسبياً في الأشهر الأخيرة.

بدأت روسيا تكتسب المزيد من الأرض منذ فشل الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في صيف 2023، وسقوط أفدييفكا في فبراير (شباط).

وتواجه القوات الروسية جيشاً أوكرانياً يفتقر إلى الأسلحة والذخيرة مع تفكك المساعدات الغربية، ويواجه صعوبات في التجنيد.