لم يعد السؤال الأبرز قبل انطلاق بطولة فرنسا المفتوحة للتنس عن مدى قدرة إيغا شفيونتيك على الفوز بلقب فردي السيدات مجدداً، بل عدد المرات التي سترفع فيها اللاعبة البولندية كأس سوزان لينجلن قبل اعتزالها.
وسيكون من المستحيل تقريباً على أي لاعب ولاعبة الاقتراب من رقم رافائيل نادال القياسي (14 لقباً) في بطولة فرنسا المفتوحة، لكن هيمنة شفيونتيك على الملاعب الرملية تجعلها تبدو بالفعل قريبة من تهديد الرقم القياسي للسيدات في إحدى البطولات الأربع الكبرى.
ورغم أن شفيونتيك لا تزال في الـ22 عاماً من عمرها، فإنها أوفر مرشحة حظاً للفوز بالبطولة هذا العام؛ إذ يمكنها أن تنضم إلى قائمة الفائزات باللقب أربع مرات على الأقل في عصر الاحتراف كريس إيفرت (سبعة ألقاب) وشتيفي غراف (ستة ألقاب) وجوستين هينان (أربعة ألقاب).
وتحمل مارتينا نافراتيلوفا الرقم القياسي للسيدات في عصر الاحتراف لعدد مرات الفوز بلقب بطولة واحدة من البطولات الأربع الكبرى برصيد تسعة ألقاب في ويمبلدون.
ونظراً لأنها لا تزال صغيرة في السن، ومع طريقة لعبها التي تتماشى تماماً مع الملاعب الرملية مثل نافراتيلوفا على الملاعب العشبية، تبدو شفيونتيك في طريقها للسيطرة على رولان غاروس لعدة سنوات قادمة.
وتصل شفيونتيك إلى العاصمة الفرنسية بعد سلسلة انتصارات من 12 مباراة متتالية على الملاعب الرملية في مدريد وروما، ويشير البعض إلى أن اسمها قد بدأ نقشه على الكأس في رولان غاروس. لكن شفيونتيك المصنفة الأولى على العالم والتي تستهدف تحقيق لقبها الثالث توالياً في رولان غاروس والرابع إجمالاً في البطولة، لا تضغط على نفسها، في حين تستعد لثاني البطولات الأربع الكبرى هذا العام.
وقالت شفيونتيك عقب فوزها على المصنفة الثانية عالمياً أرينا سابالينكا في روما: «أشعر بثقة كبيرة. ألعب بشكل رائع، لكني أحاول إبقاء قدمي على الأرض والتعامل مع الأمور خطوة بخطوة. البطولات الأربع الكبرى مختلفة. هناك سبع مباريات صعبة في حاجة للفوز بها. سأعمل بجد كما فعلت في مدريد وروما وسنرى. أنا رقم واحد، لذلك فأنا المفضلة في كل مكان إذا نظرت إلى التصنيف العالمي، لكن التصنيف لا يلعب المباريات».
وقائمة اللاعبات اللائي يتمتعن بالقدرة على إيقاف شفيونتيك ليست طويلة.
وبرزت سابالينكا، بطلة أستراليا المفتوحة مرتين، كمنافسة قوية لها وتماسكت أمامها في نهائي مدريد هذا العام قبل أن تتلاعب بها شيانتيك في روما.
ورغم أن قوة سابالينكا لا تظهر بوضوح في الملاعب الرملية، فإنها تمتلك الأسلحة اللازمة للفوز على أي أرضية عندما تقدم أفضل مستوياتها. وقالت لاعبة روسيا البيضاء: «رغم خسارة هاتين المباراتين النهائيتين فإني لا أنظر أبداً للماضي». ووصلت كوكو جوف بطلة أميركا المفتوحة إلى نهائي بطولة فرنسا المفتوحة عام 2022 وأثبتت قدرتها على التكيف مع الملاعب الرملية، في حين تألقت إيلينا ريباكينا بطلة ويمبلدون السابقة أيضاً على الملاعب الرملية، ومن المتوقع أن تذهب بعيداً في البطولة.
وتفضل التونسية أنس جابر الملاعب الرملية وتملك من المهارة ما يجعلها تتفوق على أي منافسة رغم تراجع مستواها.
ومع خروج كارولينا موخوفا وصيفة العام الماضي من المنافسة هذا العام عقب خضوعها لجراحة في المعصم، فإن كل الطرق تؤدي إلى تحقيق شفيونتيك الفوز.
وقالت أميلي موريسمو مديرة البطولة: «الطريقة التي تلعب بها شفيونتيك على الملاعب الرملية في رولان غاروس لا تصدق، وكذلك الطريقة التي تتعامل بها مع الضغط الذي تواجهه عندما تصل إلى هنا. تتمتع بحضور ذهني استثنائي».