محكمة بريطانية: تشديد الحكومة قانون قمع المظاهرات يخالف القانون

الحكومة البريطانية تمنح الشرطة صلاحيات للتعامل بمزيد من الحزم لدى قمع الاحتجاجات الشعبية (أ. ب)
الحكومة البريطانية تمنح الشرطة صلاحيات للتعامل بمزيد من الحزم لدى قمع الاحتجاجات الشعبية (أ. ب)
TT

محكمة بريطانية: تشديد الحكومة قانون قمع المظاهرات يخالف القانون

الحكومة البريطانية تمنح الشرطة صلاحيات للتعامل بمزيد من الحزم لدى قمع الاحتجاجات الشعبية (أ. ب)
الحكومة البريطانية تمنح الشرطة صلاحيات للتعامل بمزيد من الحزم لدى قمع الاحتجاجات الشعبية (أ. ب)

أكدت محكمة بريطانية اليوم (الثلاثاء) أن حكومة المملكة المتحدة تصرفت بشكل غير قانوني عندما أدخلت تعديلات على تشريع منحت بموجبه الشرطة صلاحيات للتعامل بمزيد من الحزم لدى قمع الاحتجاجات الشعبية.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قدمت مجموعة «ليبرتي» للحريات المدنية طعناً قانونياً في التعديلات التي، بحسب نشطاء، منحت الشرطة صلاحيات «تكاد تكون غير محدودة» لتقييد الاحتجاجات.

وأُدخلت التعديلات عندما كانت اليمينية سويلا برافرمان وزيرة للداخلية. وهي تعهدت مراراً بقمع المحتجين الذين يلجأون إلى ما يسمى «أساليب حروب العصابات».

وجاء ذلك عقب تحركات احتجاجية لمجموعات بيئية خصوصاً، مثل «جاست ستوب أويل» و«إكستينكت ريبليون»، قام خلالها متظاهرون بلصق أنفسهم بالغراء أو ربطوا أنفسهم بطرق ومبان.

وتركز الطعن المقدم من «ليبرتي» على الصلاحيات التي منحها البرلمان لوزيرة الداخلية لإدخال تعديلات على قوانين قائمة خلال احتجاجات لمنع حدوث اضطرابات «خطيرة» أوسع نطاقاً.

ورأى قاضيان أن المشرعين لم يكونوا يعتزمون تسهيل تدخل الشرطة ضد المتظاهرين. لكن التعديلات سمحت للشرطة باستهداف أي شيء يعد اضطراباً «أكثر من طفيف».

وأضاف قرار المحكمة العليا أن الحكومة تشاورت فقط مع وكالات تطبيق القانون قبل تفعيل التعديلات.

و«لكي يكون الإجراء عادلاً ومتوازناً، يتعين على الحكومة الحصول على الأقل على آراء الذين قد يتأثرون سلباً بالتدابير المقترحة».

وعدّت «ليبرتي» القرار «انتصاراً للديمقراطية»، قائلة إنه «يسجل نقطة مهمة مفادها أن ليس باستطاعة الحكومة القيام فحسب بما تشاء».

وكانت برافرمان التي أقيلت من منصبها على خلفية تصريحات بشأن الهجرة، قد حاولت في البدء تعزيز صلاحيات الشرطة من خلال تصويت برلماني على قانون جديد للنظام العام.

غير أن المشرعين رفضوا تلك المقترحات، واستخدمت برافرمان بعد أشهر قليلة تشريعاً ثانوياً يُسمح بموجبه للوزير بقإدخال تعديلات على قانون قائم، لزيادة صلاحيات الشرطة «عبر الباب الخلفي» بحسب «ليبرتي».

وأشارت الحكومة إلى أنها ستستأنف القرار الذي جاء تزامناً مع توصية لمستشارها لشؤون العنف السياسي اليوم (الثلاثاء) باتخاذ إجراءات شاملة لكبح الاحتجاجات.

واقترح النائب السابق عن حزب العمال جون وودكوك، تدفيع المنظمين كلفة حراسة المظاهرات وتسهيل الأمر على أفراد الجمهور لمطالبة المجموعات الناشطة التي تسبب اضطرابات بتعويضات.

كما أوصى بفرض حظر شامل على تغطية الوجه في الاحتجاجات وإقامة مناطق عازلة حول مكاتب دوائر النواب للحؤول دون تنظيم مظاهرات هناك.

وقال وزير الداخلية الحالي جيمس كليفرلي، في بيان للبرلمان، إنه سيدرس بعناية المقترحات بما فيها «تعديل مستوى الحد الأدنى لمنع تنظيم احتجاجات».

وباتت الاحتجاجات مسألة سياسية ساخنة في بريطانيا مع انتقاد النواب اليمينيين باستمرار المظاهرات الحاشدة المؤيدة للفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل و«حماس».

ويعتزم رئيس الوزراء ريشي سوناك وضع الأمن ومكافحة التطرف في قلب حملة الانتخابات العامة لحزب المحافظين الذي يتزعمه في وقت لاحق هذا العام.


مقالات ذات صلة

أقارب الرهائن الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو

شؤون إقليمية عائلات ومتضامنون مع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يحملون صور أحبائهم خلال احتجاج يطالب بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس الاثنين 18 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أقارب الرهائن الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو

تظاهر أقارب رهائن محتجزين في قطاع غزة أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، الاثنين، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق مع «حماس» للإفراج عنهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا أشخاص يرفعون صور عبد الله أوجلان أثناء المسيرة في كولونيا (د.ب.أ)

آلاف يتظاهرون في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن زعيم «العمال الكردستاني» أوجلان

تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا، السبت، للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي اعتُقل قبل 25 عاماً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا متظاهرون يقتحمون مبنى البرلمان في جمهورية أبخازيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

زعيم أبخازيا يعلن استعداده للتنحي إذا أخلى متظاهرون مبنى البرلمان

قال رئيس جمهورية أبخازيا التي أعلنت انفصالها عن جورجيا والمدعومة من موسكو، السبت، إنه مستعد للاستقالة بعد اقتحام متظاهرين مبنى البرلمان.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا خلال مواجهات بين محتجّين والشرطة الهولندية في أمستردام يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

الائتلاف الحاكم في هولندا يتجنب الانهيار وسط صراع بشأن «تعليقات عنصرية»

عقد مجلس الوزراء الهولندي جلسة طارئة، اليوم الجمعة، وسط تقارير عن احتمال انهيار الائتلاف الحاكم بسبب طريقة تعامل الحكومة مع أحداث العنف الأخيرة في أمستردام.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
أوروبا متظاهرون يتجمعون خارج مبنى البرلمان في منطقة أبخازيا الانفصالية الجورجية (أ.ب)

اقتحام برلمان إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا بسبب اتفاق استثمار مع روسيا

اقتحم محتجون برلمان إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا والمدعوم من روسيا، اليوم (الجمعة)، وطالب سياسيون من المعارضة باستقالة رئيس الإقليم بسبب اتفاق مع موسكو.

«الشرق الأوسط» (تبيليسي)

أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي بعد استهدافها بصاروخ باليستي روسي

TT

أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي بعد استهدافها بصاروخ باليستي روسي

صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)
صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، أن بلاده تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة حديثة للدفاع الجوي، بعدما استهدفتها روسيا، هذا الأسبوع، بصاروخ باليستي فرط صوتي.

وقال زيلينسكي، في مقطع مصوَّر نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «وزير الدفاع الأوكراني قام بالتواصل مع شركائنا من أجل (الحصول على) أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديداً نوع من الأنظمة يمكنه أن يحمي الأرواح في مواجهة أخطار جديدة».

كذلك، عَدَّ الرئيس الأوكراني أن روسيا تسخر من دعوات حليفها الصيني إلى ضبط النفس، حين تطلق صاروخاً من الجيل الجديد على أوكرانيا.

وقال، في المقطع نفسه: «من جانب روسيا، هذا الأمر يشكل سخرية من مواقف دول مثل الصين (...) وبعض القادة الذين يدعون، في كل مرة، إلى ضبط النفس»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الباليستي الجديد فرط الصوتي «أوريشنيك»، ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية، وذلك بعد استخدامه لضرب أوكرانيا.

وقال بوتين، خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين بثَّ التلفزيون وقائعه: «سنواصل هذه الاختبارات، وخصوصاً في الأوضاع القتالية، وفقاً لتطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا».