هل يسير غوارديولا على خطى كلوب ويرحل عن سيتي بعد صناعة المجد؟

المدير الفني الإسباني يثير الشكوك حول مستقبله مع بطل إنجلترا... وآرسنال يتطلع للبدء من جديد... وليفربول ينتظر بداية عهد سلوت

غوارديولا يبحث عن حوافز جديدة بعد حصد سادس لقب دوري مع سيتي خلال 7 سنوات (د ب ا)
غوارديولا يبحث عن حوافز جديدة بعد حصد سادس لقب دوري مع سيتي خلال 7 سنوات (د ب ا)
TT

هل يسير غوارديولا على خطى كلوب ويرحل عن سيتي بعد صناعة المجد؟

غوارديولا يبحث عن حوافز جديدة بعد حصد سادس لقب دوري مع سيتي خلال 7 سنوات (د ب ا)
غوارديولا يبحث عن حوافز جديدة بعد حصد سادس لقب دوري مع سيتي خلال 7 سنوات (د ب ا)

هل يسير الإسباني جوسيب غوارديولا على خطى الألماني يورغن كلوب ويودع مانشستر سيتي بعدما قاده إلى المجد بتتويج رابع على التوالي بالدوري الإنجليزي الممتاز ولسادس مرة في آخر 7 مواسم؟... سؤال تردد بعدما أثار المدير الفني الإسباني الشكوك حول مستقبله طويل الأمد مع الفريق وصعوبة ايجاد الحافز بعد تحقيق نجاح بهذا الحجم.

وكان كلوب قد ودع ليفربول مساء الأحد بعد نحو 9 سنوات أعاد فيها الهيبة للفريق، محققاً أعلى نسبة انتصارات بين مدربي النادي منذ مات ماكوين في عام 1928، بعدما شعر بأنه فقد الحافز وخارت قواه في مطاردة سيتي بقيادة غوارديولا.

أرتيتا إرتقى بنتائج أرسنال لكن لم يفلح في إزاحة سيتي عن القمة (اب)

وبتتويجه السادس بالدوري الممتاز، رفع غوارديولا سيتي إلى مستوى مختلف منذ قدومه، ولا يتفوّق عليه سوى السير أليكس فيرغسون المتوّج 13 مرّة خلال فترته الرائعة مع مانشستر يونايتد.

وأصبح سيتي في 2019 أوّل فريق يحرز ثلاثية محليّة في موسم واحد: البرميرليغ، وكأس الاتحاد، وكأس الرابطة، والموسم الماضي سار على خطى جاره اللدود يونايتد، عندما حقق ثلاثية دوري أبطال أوروبا (للمرّة الأولى في تاريخه)، مع «البرميرليغ»، وكأس الاتحاد.

وبات سيتي الآن أوّل فريق في تاريخ الدوري الإنجليزي يحرز اللقب 4 مرّات توالياً، متخطياً إنجازات ليفربول ومانشستر يونايتد في حقبات سابقة. وسيسعى إلى أن يصبح أول فريق إنجليزي يحرز ثنائية الدوري والكأس في موسمين توالياً، عندما يواجه يونايتد على ملعب «ويمبلي» في نهائي الكأس الأسبوع المقبل.

ويرتبط غوارديولا (53 عاماً)، بعقد في ملعب «الاتحاد» حتى نهاية الموسم المقبل، لكن مستقبله لا يبدو واضحاً، وأثار الشكوك بتصريحاته: «الحقيقة أني أقرب إلى الرحيل من البقاء. هي 8 سنوات، وستصبح 9 سنوات. نحتاح إلى حافز لمواصلة المسيرة الناجحة».

بوستيكوغلو قدم موسما جيدا مع توتنهام رغم النهاية المحبطة (د ب ا)cut out

وتابع مدرّب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق: «إذا قال لي أحد عندما أتيت إلى هنا إنني في 7 سنوات سأفوز بالدوري الإنجليزي 6 مرات، كنت سأقول له: (أنت مجنون. لن يحدث

ذلك)، ولكنه حدث... أشعر الآن بأني أريد البقاء الموسم المقبل. تحدّثنا مع النادي. لدينا الوقت للحديث الموسم المقبل؛ لأنه يجب أن أرى اللاعبين أيضاً إذا كانوا يريدون اللحاق بي، اللحاق بنا، لأسباب عدّة. سنتحدّث عندما يكون الهدوء سائداً».

ومنذ انضمامه إلى مانشستر سيتي في 2016، فاز غوارديولا بـ17 لقباً. وعمّا إذا كان هناك من إنجازات متبقية لتحقيقها في الكرة الإنجليزية، أوضح : «كان لدي هذا الشعور الموسم الماضي، عندما فزنا في إسطنبول (نهائي دوري أبطال أوروبا)، قلت هذا يكفي؛ انتهى الأمر، ماذا أفعل هنا؟ لقد انتهى الأمر، لم يبق أي شيء».

مستقبل تن هاغ مع يونايتد معلق بنهائي الكأس (رويترز)cut out

وأضاف المدرب الذي قاد برشلونة إلى لقب دوري أبطال أوروبا مرتين والدوري الإسباني 3 مرات: «لكن لديّ عقد. أنا هنا، وما زلت أستمتع. في بعض الأحيان أعاني من التعب قليلاً، لكني أحب لحظات أخرى، وأقول سنواصل التحدي». وأردف المدرب المحنّك: «بدأنا نفوز في المباريات. نلعب جيداً. لاعبون مختلفون. لاعبون جدد. وبدأت أفكّر: هناك هدف جديد؛ لم يحرز أي فريق 4 ألقاب متتالية، لمَ لا نحاول؟... الآن أشعر بأن هذا الأمر حصل. ماذا بعد ذلك؟ لا أعرف. نحتاج إلى حافز في الموسم المقبل؛ لأنه من الصعب إيجاده عندما تحقق كلّ شيء».

وبدا غوارديولا متأثراً بعبارات الثناء التي وجهها إليه كلوب خلال كلمة الأخير في وداعه جماهير ليفربول، عندما قال: «بغض النظر عما يحدث في مانشستر سيتي، فإن غوارديولا هو أفضل مدرب في العالم... إذا وضعت أي مدرب آخر في هذا النادي فلن يفوز بلقب الدوري 4 مرات متتالية. كل هذه الإنجازات بفضله وفضل لاعبيه».

وتأثر المدرب الإسباني بكلمات كلوب وبدا مفعماً بالمشاعر، ورد قائلاً: «سأفتقده كثيراً. لقد لعب يورغن دوراً كبيراً في حياتي، وجعلني أصل إلى درجة أخرى بصفتي مدرباً، وأعتقد أننا يحترم كل منا الآخر بشكل رائع. أريد فقط أن أقول لك شكراً جزيلاً على هذه الكلمات، لكني حظيت بكثير من المساعدة من هذا النادي».

وتصارع كلوب وغوارديولا على كثير من الألقاب، ونجح ليفربول في الفوز بالدوري الإنجليزي مرة واحدة وبلقب دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، بينما هيمن سيتي على الدوري 6 مرات في آخر 7 مواسم، إلى جانب لقب واحد في دوري الأبطال، كما أصبح اللقب الجديد هو العاشر لسيتي في تاريخه.

وقال كايل ووكر، قائد سيتي: «الفوز بأربعة ألقاب متتالية في الدوري الممتاز شيء سيبقى في الذاكرة إلى الأبد. كانت السنوات القليلة الماضية مميزة للغاية بالنسبة إلى الجميع في سيتي، لكن أن أكون قائداً لهذا الفريق والفوز باللقب الرابع على التوالي شيئ يفوق الخيال».

وأضاف: «الدوري الممتاز هو المعيار الذي يقاس به الجميع، وهو مشهور بالشراسة والصعوبة. يعدّ بحق أصعب وأقوى الدوريات تنافسية في العالم».

وأردف: «هناك كثير من الأشخاص الذين أود أن أشكرهم، لكن يجب أن أبدأ بمدربي جوسيب غوارديولا، وطاقم العمل وزملائي في الفريق، وكل من يعمل بجد بالنادي يوماً بعد يوم. لا يمكننا الفوز بهذا اللقب دون كل هذا العمل والجهود الرائعة».

وأكد: «الدعم الذي نحصل عليه من جماهير مانشستر سيتي لا يتوقف كل أسبوع؛ يوجدون، بغض النظر عن الطقس، يدعموننا بكل قوة... شغفهم ودعمهم يعني حقاً الكثير لي ولجميع اللاعبين».

وفي 38 مباراة أقيمت بالدوري هذا الموسم، فاز فريق غوارديولا بـ28 منها دون أي هزيمة بملعبه، وسجل 95 هدفاً، وحصد 91 نقطة، وترجع آخر خسارة لسيتي في الدوري الممتاز في ملعب «الاتحاد» إلى نوفمبر 2022 أمام برنتفورد 1 - 2.

وسيطر لاعبو سيتي أيضاً على الجوائز الفردية؛ حيث توج مهاجمه النرويجي إرلينغ هالاند بـ«الحذاء الذهبي» لهداف البطولة برصيد 27 هدفاً للموسم الثاني على التوالي.

كما توج فيل فودين بجائزة «أفضل لاعب» بالدوري وجائزة «لاعب العام» من «رابطة الكتاب الرياضيين»، بعد أن قدم واحداً من أفضل مواسمه بصفته لاعباً محترفاً.

وتحلى لاعب وسط المنتخب الإنجليزي الشاب بالمسؤولية في الوقت الذي كان فيه نجم الفريق البلجيكي كيفن دي بروين مصاباً، ليقدم نفسه بوصفه صاحب دور رئيسي في إنجاز هذا الموسم.

وكان هناك نجوم آخرون من ركائز سيتي ووراء هذا التتويج، مثل لاعب الوسط الإسباني رودري؛ بتأثيره اللافت والتحكم في إيقاع الفريق ودفعه للهجوم دون أن يتخطاه أحد، لدرجة أن الفريق لم يخسر أي مباراة هذا الموسم وُجد فيها ضمن التشكيلة.

وكذلك لاعب الوسط المهاجم البرتغالي بيرناردو سيلفا الذي لعب دوراً كبيراً في حسم كثير من المباريات الصعبة بمهاراته ورشاقته في الاختراق والتمرير. ورغم الشائعات عن رغبته في مغادرة الفريق، فإن سيلفا أثبت قيمته على أرض الملعب.

وواصل النجم البلجيكي كيفن دي بروين تألقه مجدداً ليثب أنه من أهم لاعبي الفريق رغم الإصابة التي أعاقته عن اللعب في النصف الأول من الموسم، لكنه عوّض كل ذلك في المراحل الحاسمة. ومن الصعب إنكار دور ستيفان أورتيغا الحارس الثاني لمانشستر سيتي بعدما حل بديلاً لينقذ آمال الفريق في مواجهة توتنهام قبل الأخيرة للموسم، والتي كانت سبباً في وضع الفريق على أعتاب التتويج.

تطور فرق وتراجع أخرى بشكل لافت

وبعيداً عن تتويج سيتي باللقب، كان هذا الموسم شاهداً على تطور كثير من الفرق وتراجع أخرى بشكل لافت، كما ثبت بهبوط الثلاثي بيرنلي وشيفيلد يونايتد ولوتون تاون الذين صعدوا بداية الموسم؛ أن الفوارق ما زالت كبيرة بين قدرات فرق «الممتاز» الغنية وفرق الدرجة الأولى.

فقد تطور آرسنال بشكل كبير بقيادة المدير الفني الإسباني ميكل أرتيتا، حيث ضغط بقوة على مانشستر سيتي حتى اليوم الأخير في سباق اللقب وأنهى الموسم في المركز الثاني برصيد 89 نقطة؛ أي أقل بنقطة واحدة من إجمالي النقاط التي حققها الفريق «الذي لا يقهر» تحت قيادة الفرنسي أرسين فينغر في موسم 2003 - 2004.

وإذا واصل آرسنال على النهج نفسه دون خسارة أي من لاعبيه الأساسيين في سوق الانتقالات الصيفية، فسيصبح قوة يحسب لها ألف حساب الموسم المقبل. وأثبت أرتيتا حسه الرائع في انتقاء العناصر القادرة على عمل الفارق، مثل ديكلان رايس الذي ضمه مقابل 100 مليون جنيه إسترليني (126.82 مليون دولار) من وستهام ليكون ركيزة خط الوسط، في حين قدم بوكايو ساكا الذي أحرز 16 هدفاً في الدوري، وقائد الفريق مارتن أوديغارد، أداءً رائعاً طوال الموسم.

أما ليفربول، ثالث الترتيب، فقد كان يحلم بتحقيق إنجاز كبير يودع به المدرب كلوب الذي قرر الرحيل بمحض إرادته؛ لكن قوى الفريق انهارت في الأسابيع الأخيرة فترك سباق قمة الدوري بين سيتي وآرسنال، ثم خرج من ربع نهائي «كأس انجلترا»، ليكتفى بالتتويج بـ«كأس الرابطة».

ويتطلع ليفربول إلى استمرار مشروعه التطويري المعتمد على الدفع بالمواهب الشابة تحت قيادة مدرب فينورد السابق آرنه سلوت الذي سيتولى المهمة الشهر المقبل لبدء فترة الإعداد للموسم الجديد.

ويستحق آستون فيلا، رابع الترتيب، الإشادة بموسمه الرائع تحت قيادة المدرب الإسباني أوناي إيمري الذي ضمن لهم التأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ موسم 1982 - 1983.

كان فيلا الذي يمر على تأسيسه 150 عاماً في 2024 في المركز الـ14 عندما وصل إيمري ليقود الفريق بدلاً من ستيفن جيرارد في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وسرعان ما أحدث تحولاً ملحوظاً بإدخال بعض الإضافات الذكية وانتهاج عقلية أكثر هجومية.

ورغم خيبة الأمل من الخروج المفاجئ من قبل نهائي «كونفرنس ليغ (دوري المؤتمر)» أمام أولمبياكوس اليوناني في بطولة كان يتطلع إيمري للنجاح فيها، فإن حجز مكان في المربع الذهبي للدوري الإنجليزي يعدً إنجازاً يستحق الإشادة.

وهناك شعور بخيبة الأمل بشأن موسم توتنهام الأول تحت قيادة المدرب أنجي بوستيكوغلو نظراً إلى البداية القوية التي وضعته في الصدارة لأسابيع عدة، ثم التحول السلبي بسلسلة من العروض السيئة في الأسابيع الأخيرة لتتبدد آماله في الحصول على أحد المراكز الأربعة الأولى.

لكن في ظل خسارة توتنهام هدافه الأبرز هاري كين المنتقل إلى بايرن ميونيخ في بداية الموسم، يمكن لمشجعي الفريق الرضا بما تحقق، خصوصاً أن بصمات بوستيكوغلو ظهرت واضحة وجعلت الفريق يتميز بأسلوب الضغط والمجازفة الهجومية الذي يأمل أن يؤتي ثماره في المشاركة بالدوري الأوروبي.

أما تشيلسي الذي بدأ الموسم بشكل سيئ وظل يراوح في مكانه بمنتصف الجدول، فقد عاد في الأسابيع الأخيرة ليحقق نتائج بمثابة الحلم بفضل تألق الهداف كول بالمر الذي منح المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مكاناً في الدوري الأوروبي، وأنقذ الأخير من مقصلة الإقالة.

وقدم نيوكاسل سابع الترتيب تحت قيادة المدرب إيدي هاو أداء أقل من التوقعات وفقاً لما حققه الموسم الماضي عندما حل رابعاً وشارك في دوري أبطال أوروبا. وتأثرت مسيرة نيوكاسل بوقوع عدد كبير من الإصابات، كما حرمه الإيقاف لفترة طويلة من خدمات لاعب خط الوسط الإيطالي ساندرو تونالي بسبب مخالفات تتعلق بالمراهنات.

وبغض النظر عن الإصابات، يعتقد أن يواجه إيدي هاو بعض الأسئلة الشائكة حول مستقبله ومستقبل المجموعة.

وفي مانشستر يونايتد صدمت الجماهير بأداء محبط ونتائج هزيلة وخسائر فادحة لم يتعرض الفريق لمثلها منذ ثلاثينات القرن الماضي، لينعي الموسم في المركز الثامن.

ويواجه المدرب الهولندي إريك تن هاغ خطر الإقالة في موسمه الثاني مع الفريق، بعد أول حقق خلاله المركز الثالث وحصد كأس الرابطة وتأهل لنهائي كأس الاتحاد. ويعقد تن هاغ آماله على نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر سيتي السبت المقبل لإنقاذ موسمه ومنصبه أيضاً.

وما بين المركز التاسع الذي حصده وستهام والمركز الرابع عشر الذي ضمنه وولفرهامبتون، كانت كل الفرق التالية تقاتل لتفادي منطقة الخطر المهددة بالهبوط.

وعانى إيفرتون للسنة الثالثة على التوالي وقضى معظم الموسم في قلق من الهبوط للدرجة الأدنى إثر خصم 8 نقاط من رصيده بسبب مخالفات مالية، لكنه قاتل لينهي الموسم في المركز الخامس عشر بفوزه 4 مرات والتعادل مرتين في آخر 7 مباريات. ومن بين هذه المباريات فوزه على ملعبه أمام ليفربول لأول مرة منذ 14 عاماً ليوجه ضربة لغريمه ويزيحه من سباق اللقب.

إلى ذلك، كان موسم برنتفود مخالفاً تماماً لما حققه الموسم الماضي حين حل تاسعاً، فقد ظل قريباً بصورة خطرة من منطقة الهبوط، لكنه صمد في النهاية ليحتل المركز السادس عشر.

وأنقد نوتنغهام فورست، الذي تعرض أيضاً لعقوبة خصم 4 نقاط من رصيده لمخالفات مالية، موسمه في الوقت الحاسم، حيث لم يكن آمناً من الناحية الحسابية حتى اليوم الأخير.

وتكبد فورست 20 خسارة في 38 مباراة، كما أدى تحقيق فوز واحد في 13 مباراة إلى إقالة المدير الفني المحبوب ستيف كوبر قبل أعياد الميلاد مباشرة ليعين البرتغالي نونو إسبيريتو الذي أحدث تحسناً طفيفاً، لكنه أفلح في الوصول بالفريق إلى منطقة الأمان.

وهبط الثلاثي شيفيلد يونايتد وبيرنلي ولوتون تاون، وهم الذي صعدوا بداية الموسم. وإذا كان شيفيلد لم يقدم ما يشفع له للبقاء بين الكبار بحصاد هو الأسوأ بين كل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق، فإن بيرنلي قاتل حتى الأسابيع الاخيرة، بينما تمسك لوتون بالأمل حتى اليوم الأخير رغم أنه كان يخوض تجربته الأولى بين الكبار منذ أكثر من 30 عاماً. آستون فيلا يستحق الإشادة تحت قيادة الرائع إيمري... ويونايتد ينتظر نهائي الكأس لحسم مصير تن هاغ


مقالات ذات صلة

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا متأثراً عقب الخسارة القاسية أمام توتنهام (أ.ب)

غوارديولا بعد الخسائر الكارثية: الحل ليس في الهروب... بل «الاتحاد»

بينما يواجه غوارديولا أزمة بعد خسارته خمس مباريات متتالية لأول مرة في مسيرته الرائعة، قال مدرب مان سيتي إن الوحدة والتماسك هما مفتاح الخروج من الأزمة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

ربما لم يكن بيب غوارديولا بهذه الحدة خلال مؤتمر صحافي. فهو يأسر الحضور بانتظام، خصوصاً في أوقات كهذه.

The Athletic (مانشستر)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».