أول صور لكوكب في طور التكوين

علماء فلك أميركيون يرصدون مراحل نشأة الكواكب

أول صور لكوكب في طور التكوين
TT

أول صور لكوكب في طور التكوين

أول صور لكوكب في طور التكوين

في بحث نشرت نتائجه أول من أمس، أعلن علماء فلك أميركيون أنهم التقطوا أول صور لكوكب لا يزال في طور التكوين، ما قد يسلط مزيدا من الضوء على المراحل الأولية لنشأة الكواكب العملاقة.
واستعان العلماء بتلسكوب في أريزونا لرصد الجرم الكوني الوليد الذي يبعد مسافة 450 سنة ضوئية ضمن كوكبة الثور. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة. والنجم الذي يطلق عليه اسم «إل كيه سي إيه 15» قريب الشبه بالشمس لكن عمره مليون سنة فقط.
وعلى خلاف الشمس التي يقدر عمرها بنحو 4.6 مليار سنة، فإن هذا النجم لا يزال محاطا بقرص غازي وغبار كوني وهي المواد الأولية لنشأة الكواكب، وتوجد فجوة ضخمة داخل هذا القرص الغازي يتجاوز قطرها المسافة بين الأرض والشمس بواقع خمسين مرة.
كان العلماء يشكون من قبل في أن كوكبا عملاقا يتخذ مدارا له داخل هذه الفجوة. وأكد البحث الذي نشر في دورية «نتشر» الأسبوعية هذا الاكتشاف بالاستعانة بصور ملتقطة للكوكب بالأشعة تحت الحمراء، ويبدو إلى جانبه كوكب أو كوكبان صغيران قيد التكوين.
وقالت ستيفاني سالوم خريجة قسم الفلك بجامعة أريزونا التي أشرفت على البحث إن العلماء اكتشفوا لأول مرة البصمات الكيميائية لغاز الهيدروجين الذي ينطلق من القرص الغازي والغبار الكوني نحو الكوكب.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.