دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

مشاهير يتهمونها بـ«نشر الفتنة»... و«الأزهر» يتابع الأزمة

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
TT

دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)

تصاعدت دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» في مصر، أخيراً، إذ تصدر هاشتاغ «إغلاق_مركز_تكوين#» ترند موقع «إكس»، الأربعاء.

وبينما تعلن مؤسسة «تكوين الفكر العربي» عن استهدافها «إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان»، رأى منتقدوها أنها «تستهدف التشكيك في ثوابت دينية وثقافية».

وتضم المؤسسة التي أطلقت مؤتمرها التأسيسي في 4 مايو (أيار) الحالي في المتحف المصري الكبير بالقاهرة، مجموعة من الكتّاب العرب في مجلس أمنائها؛ من بينهم الدكتور يوسف زيدان (مصر)، وفراس السواح (سوريا)، والدكتورة ألفة يوسف (تونس)، والدكتورة نادرة أبي نادر (لبنان)، وإسلام بحيري (مصر)، والكاتب إبراهيم عيسى.

وكان الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، قد تفاعل مع الضجة المثارة بشأن مركز «تكوين»، وكتب عبر صفحته على «فيسبوك»، أخيراً: «تتابع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حقيقة ما ينشر عن تكوين كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسيتخذ ما يلزم بعد الوقوف على الحقيقة».

ودعا وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، خلال النسخة الثالثة من ملتقى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الأربعاء، إلى «التكاتف شعوباً وحكومات، لمواجهة التيار الجارف الذي يريد أن يَفقد أبناؤنا فيه هويتهم وأن يَتحللوا مِن قيم دينهم، وأن يتنكَّروا لمبادئهِ وقيمه وأخلاقه». وهو ما عدّه البعض تلميحاً للجدل الراهن.

الدكتور يوسف زيدان (حسابه على فيسبوك)

ووصف الوكيل السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور محمود الصاوي، مؤسسة «تكوين» بأنها «محاولة لتشتيت الذهن وإشغال العقل المصري والعربي وهو في خط المواجهة مع العدو الصهيوني بهذه الحوارات الجانبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المحاولات تم نقضها والرد عليها عشرات المرات قبل ذلك».

في المقابل، دافع كتاب عن المركز، من بينهم فاطمة ناعوت، عضو مؤسسة «تكوين»، التي ترى أن «الذين يهاجمون المؤسسة يقومون بخطوة استباقية»، معتبرة أنه «هجوم غير مسؤول، يأتي نتيجة مواقف شخصية من أطراف بعينها، لكن المؤسسة هدفها الأساسي محاربة التطرف وتكريس القيم الإنسانية وقيم التنوير بشكل عام، والتدين الحقيقي وليس المغرض أو المسيّس»، وفق تعبيرها.

وفجر الإعلان عن تدشين المركز جدلاً واسعاً في مصر، وانقسمت آراء مثقفين حوله ودخلت شخصيات عامة على خط الجدل، من بينهم علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، الذي قال إن «المشكلة تكمن في أن هذا المركز يضم بعض الأشخاص من أصحاب الأهواء الذين يشككون أساساً في ثوابت دينية».

وعن الصورة التي ظهرت فيها زجاجة قيل إنها لمشروب كحولي وحظيت بكمية كبيرة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت ناعوت أن «هذه الصورة من حفل عشاء في فندق (مينا هاوس) وهو حفل مفتوح لكل نزلاء الفندق من الأجانب وغيرهم، إلا أن المتربصين حاولوا إلصاق هذا الأمر السخيف بضيوف المؤتمر تحديداً بغرض تشويههم»، على حد تعبيرها.

فاطمة ناعوت مع زيدان (حسابها على فيسبوك)

واكتفى الدكتور يوسف زيدان، عضو مجلس أمناء المؤسسة، بالرد على حملة إغلاق «تكوين»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنها «حملة غير موفقة وغير مسؤولة»، مشيراً إلى أنه «سوف يشرح عبر حسابه على (فيسبوك) في بث مباشر بوقت لاحق كل ما يخص الأزمة».



يسري نصر الله: أفلامي إنسانية وليست سياسية

كشف عن نقاط اتفاق وخلاف مع أستاذه المخرج يوسف شاهين
كشف عن نقاط اتفاق وخلاف مع أستاذه المخرج يوسف شاهين
TT

يسري نصر الله: أفلامي إنسانية وليست سياسية

كشف عن نقاط اتفاق وخلاف مع أستاذه المخرج يوسف شاهين
كشف عن نقاط اتفاق وخلاف مع أستاذه المخرج يوسف شاهين

قال المخرج المصري يسري نصر الله، إنه لم يقدم أفلاماً سياسية في مسيرته سوى فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» الذي تحدث عن العيش والحرية والكرامة، لكن أفلامه الأخرى كانت إنسانية؛ عن الناس الذين يعيشون في ظل أحداث معينة، وكيف تأثروا بها.

وأكد خلال «ماستر كلاس» عُقد معه، مساء السبت، في إطار تكريمه خلال الدورة الـ45 بمهرجان القاهرة السينمائي، ومنحه جائزة «الهرم الذهبي» لإنجاز العمر، أنه تعلم من المخرج الراحل يوسف شاهين «الصنعة»، لكنه تأثر في الوقت نفسه بكل الأفلام التي شاهدها.

ووصف صناعة السينما في مصر حالياً بأنها «مريضة»، وأبدى تعجبه من منع عرض فيلم «الملحد» رغم حصوله على ترخيص رقابي.

وتحدث نصر الله عن شغفه بالإخراج منذ طفولته حين سأل والده: من يصنع الفيلم؟ فقال له المخرج، وأنه من وقتها أراد أن يكون مخرجاً، قائلاً إن طفولته كانت صعبة، وإن الوقت الوحيد الذي كان يشعر فيه بالأمان عندما كان يشاهد فيلماً.

وكشفت المحاضرة التي قدمها عن وجود نقاط اتفاق واختلاف بينه وبين المخرج الكبير يوسف شاهين الذي عَدَّه أستاذه، وروى نصر الله: «كنت قد جئت من بيروت حيث عملت ناقداً سينمائياً بصحيفة (السفير) اللبنانية، وكنت أقوم بتغطية تصوير الفيلم لصالحها، وأتدرب مساعداً رقم 15 مع شاهين، وذات يوم طلب المساعد الأساسي أن أتابع تصوير أحد المشاهد مع شاهين، وكان لممثلة شابة، وقد أعادت المشهد 11 مرة، فقال لي شاهين بانفعال كفى فكل ممثل له حدود».

وواصل موضحاً: «حينما قمت بصناعة أفلامي شغلني هذا الأمر كثيراً، لكن ما أعرفه أنني حين أختار ممثلاً أكون متيقناً من أنه يكون مناسباً له، وأتذكر مثلاً أن الفنان أحمد زكي وهو ممثل عظيم كان يرغب في العمل معي في فيلم (مرسيدس)، لكن لم يكن يصلح للدور لأن الشخصية لرجل أبيض البشرة، لذا أختار الممثل الملائم للدور، وأثق بأنه سيضيف له، وبالتالي كل الممثلين الذين عملت معهم لم أضع لهم حدوداً».

يسري نصر الله خلال محاضرته بمهرجان القاهرة مع المخرج تامر عشري

وأشار إلى أنه كان يحب مواقع التصوير في أفلام شاهين؛ لأنها كانت تتضمن بهجة غير عادية وإحساساً بأنك تصنع جمالاً، فإذا افتقدت هذا مخرجاً أو فناناً فلا تعمل، لافتاً إلى أنه «لم يتعاطف أبداً مع من يقولون لقد تعبنا جداً في هذا الفيلم، فمتعة العمل مهمة جداً».

وتطرق نصر الله إلى تجربته الأولى في فيلم «سرقات صيفية» التي استعان فيها بممثلين غير معروفين مؤكداً أنه كان مفتوناً بالتجارب السينمائية في أميركا اللاتينية وفرنسا التي تقدَّم بممثلين ليست لهم تجارب سابقة، وأنه حينما عرض أدواراً على بعض النجوم اعتذروا كونه يتحدث عن عائلة إقطاعية، وأن يوسف شاهين نصحه بأن يعمل الفيلم بنفسه، وتم ذلك بدعم من عائلته، فاستعان بأشخاص يمثلون لأول مرة بجانب الفنانة عبلة كامل التي كانت قد قدمت بعض أدوار مسرحية.

ويكشف نصر الله أن النجوم الذين رفضوا الفيلم اكتشفوا بعد ذلك أنه مخرج يحب الممثلين، وأنه يختارهم لأنهم الأنسب للدور، ما سهَّل علاقاته مع النجوم فيما بعد.

صناع أفلام شباب حرصوا على حضور لقاء يسري نصر الله

وقدم يسري نصر الله عبر بعض أفلامه أحداثاً سياسية تنطلق منها شخصياته كما في «سرقات صيفية» و«مرسيدس»، لكنه نفى أنه قدم أفلاماً سياسية، فيما عدا «الماء والخضرة والوجه الحسن» الذي كان يتناول العيش والكرامة، أما أفلامه الأخرى فقد انطلقت من أحداث سياسية، ففيلم «سرقات صيفية» لم يكن ضد جمال عبد الناصر ولا معه، بل كان عن عائلة مصرية تعيش لحظة معينة.

ونفى أن يكون فيلم «باب الشمس» عن القضية الفلسطينية، بل كان عن الناس الذين يعيشون في ظل ظروف معينة وما يفعلونه في هذا الوضع هو ما يكون شغوفاً به.

وخلال محاضرة نصر الله؛ تحدث الفنان باسم سمرة مؤكداً أنه «كان محظوظاً بالعمل مع المخرج الكبير في أكثر من عمل، وقد تعلم منه على المستويين الإنساني والفني»، ووجَّه سمرة كلمة للمسؤولين عن صناعة السينما قائلاً: «نحن نرجع للخلف على مستوى الاستوديوهات التي تحترق، والمنع الذي يسبب إحباطاً».

لكن يسري أبدى تفاؤله قائلاً: «هذا العام شهد عرض أكثر من فيلم رائع، وهناك فنانون قادرون على العمل رغم روتين المؤسسات الرقابية»، مضيفاً: «صناعة السينما المصرية مريضة اليوم، لكنني لا أخشى على السينمائي لأنه حتماً سيجد طريقة لعمل فيلمه».

وأشار إلى أنه «منذ الثمانينات ونحن نحذر من وجود كارثة في صناعة السينما، ومنذ 2011 ونحن نعقد اجتماعات، ونكتب تقارير لإصلاح الأحوال، ثم توضع في أدراج لجنة السينما... لا أطلب تمويل أفلام، لكن أعطونا فرصة لكي ننفذ أفلامنا».

وعن أحدث أعماله قال، لديَّ فيلم محتجَز في الرقابة، وآخر تَعَطَّلَ لأسباب إنتاجية، وسُحِبت إجازته، «وهذا من العبثيات»، وفق تعبيره.