نشطاء سودانيون يدعون إلى قطع العلاقات مع مصر

إثر شيوع معلومات عن مقتل 15 سودانيًا قرب حدود مصر

نشطاء سودانيون يدعون إلى قطع العلاقات مع مصر
TT

نشطاء سودانيون يدعون إلى قطع العلاقات مع مصر

نشطاء سودانيون يدعون إلى قطع العلاقات مع مصر

زادت حدة التوتر في العلاقات السودانية - المصرية إثر شيوع معلومات عن انتهاكات واعتداءات من قبل أجهزة الأمن والشرطة المصرية على سودانيين، ومقتل 15 سودانيًا قرب حدود مصر مع إسرائيل.
وشن ناشطون سودانيون في مواقع التواصل الاجتماعي حملة تدعو الحكومة السودانية لمعاملة رصيفتها المصرية بالمثل، فيما نقلت صحف سودانية قصصًا عن تعرض سودانيين لاعتداءات من قبل الشرطة المصرية، أو عصابات ترتدي زي الشرطة، تمت خلالها مصادرة أموالهم وممتلكاتهم، وتعرضوا خلالها لعمليات تعذيب قاس، أعقبه إعادة بعضهم للسودان.
ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد السودانيين في مصر على وجه الدقة، إلا أن الآلاف يسافرون إلى مصر شهريًا للعلاج والسياحة، فيما تقيم أعداد أخرى بشكل دائم هناك، ويملكون عقارات وحسابات مصرفية وأعمال، إضافة إلى آلاف من اللاجئين السودانيين الذين غادروا البلاد طلبًا للجوء السياسي، أو هربوا من الأوضاع الاقتصادية القاسية، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى أن أعدادهم بلغ بضعة ملايين، في الوقت الذي تقول فيه دوائر سودانية إن أعدادهم لا تزيد عن آلاف.
ووقع البلدان اتفاقية «الحريات الأربع» في أغسطس (آب) 2004، تنص على منح حرية التملك والتنقل والإقامة والعمل لمواطني البلدين، لكن الاتفاقية مطبقة من الجانب السوداني، في الوقت الذي تتراص فيه صفوف السودانيين الراغبين في السفر إلى مصر حول القنصلية المصرية بالخرطوم للحصول على فيزا الدخول إلى مصر.
وإثر تداول تقارير عن تعرض أعداد من السودانيين لعمليات احتجاز وتفتيش في مصر، ومقتل 15 سودانيًا برصاص حرس الحدود في منطقة رفح قرب الحدود المصرية الإسرائيلية، استفسرت الخارجية السودانية من السفارة المصرية في الخرطوم استنادًا على مذكرة احتجاج عن سوء معاملة السودانيين في مصر، قدمتها القنصلية السودانية في القاهرة للخارجية المصرية، ولم تتلق عليها ردا بعد.
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق في تصريحات، إن حكومته ستتخذ الإجراءات اللازمة لحفظ رعاياها وكرامتهم وهيبة بلادهم ومكانتها حال ثبوت الادعاءات، مؤكدًا أن «الحكومة لن تسمح بأي إهانة أو إساءة أو استغلال لأي مواطن سوداني في مصر، أو أي مكان آخر، وأن الخارجية ستتابع مع سفارتها في القاهرة».
من جهة أخرى، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا، حيث تبنى نشطاء حملات شعبية ضد ما سموه «نهب السودانيين في القاهرة من قبل الشرطة المصرية»، وانتقدوا «سلوك الحكومة المصرية غير المقبول، واستهداف السودانيين»، كما تبنوا حملة لمواجهة تلك الاعتداءات ولرد كرامة السودانيين، حسب قولهم.
ودعت الحملة السودانيين للتوقف عن السفر إلى مصر حتى للعلاج، واقترحوا الأردن والهند ودولا أخرى بديلة، والتوقف عن السياحة وقضاء شهر العسل هناك، واستبدال مصر بدول مثل إثيوبيا، أو إريتريا، أو تركيا، أو ماليزيا، وغيرها. كما دعت الحملة لمقاطعة المنتجات المصرية لإجبار التجار على وقف الاستيراد من مصر، ودعوا ملاك العقارات السودانيين لبيعها فورًا، لتكبيد سوق العقارات المصرية خسائر فادحة، وإلى مقاطعة رحلات الخطوط الجوية المصرية (مصر للطيران).
وأوردت صحف الخرطوم مقابلة مع سوداني زعم فيها أنه تعرض للتعذيب الممنهج من قبل الشرطة المصرية، ومصادرة نقوده وإعادته لبلاده، على الرغم من أنه ذهب بابنه لتلقي العلاج هناك، فيما قدمت فضائيات سودانية حلقات عن العلاقات السودانية المصرية، وكتب كتاب رأي معروفون مقالات تدعو بعضها الحكومة السودانية للتعامل بالمثل، فيما دعا بعضها للتهدئة.
ولا ينظر مراقبون وصحافيون لموقف الحكومة السودانية للحملة الإعلامية شبه المنظمة، ولغض الطرف عنها باعتبارها موقفًا مدافعًا عن مواطنيها، بل يعتبرونها استغلالاً للحملات المتعلقة بإساءة معاملة السودانيين لتحقيق أجندات سياسية ضد الحكومة المصرية، سيما وأنها حكومة محسوبة على الإخوان المسلمين الذين تحاربهم السلطات في مصر، ويستندون في ذلك إلى أن الخرطوم سكتت على أحداث ميدان مصطفى محمود خلال ديسمبر (كانون الأول) 2005، التي راح ضحيتها 24 قتيلاً من اللاجئين السودانيين، و70 جريحًا، برصاص الشرطة المصرية، لإخلاء الميدان الشهير من معتصمين أمام مبنى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ولم تحرك ساكنًا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.