تبون يتهم مسؤولين من مرحلة بوتفليقة بـ«بيع سيادة الجزائر»

هاجم بشدة رئيس وزراء في السجن متهماً بـ«الفساد»

تبون يتهم مسؤولين من مرحلة بوتفليقة ببيع سيادة البلاد في خطاب بالنقابة المركزية (الرئاسة)
تبون يتهم مسؤولين من مرحلة بوتفليقة ببيع سيادة البلاد في خطاب بالنقابة المركزية (الرئاسة)
TT

تبون يتهم مسؤولين من مرحلة بوتفليقة بـ«بيع سيادة الجزائر»

تبون يتهم مسؤولين من مرحلة بوتفليقة ببيع سيادة البلاد في خطاب بالنقابة المركزية (الرئاسة)
تبون يتهم مسؤولين من مرحلة بوتفليقة ببيع سيادة البلاد في خطاب بالنقابة المركزية (الرئاسة)

بينما تترقّب وسائل الإعلام والمهتمون بالسياسة في الجزائر إعلان رغبته في الترشح لانتخابات السابع من سبتمبر (أيلول) الرئاسية، حمل الرئيس عبد المجيد تبون بشدة على الوزير الأول الأسبق أحمد أويحيى، المسجون منذ 2019 بتهم «فساد»، بحجة أنه «سوّق مشهداً سوداوياً» عن أوضاع البلاد المالية والاقتصادية عام 2017، بعد أيام قليلة من إزاحة تبون من منصب رئيس الوزراء.

رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى (الشرق الأوسط)

وتابع الجزائريون، ليلة الخميس، خطاباً للرئيس بمناسبة عيد العمال العالمي، تضمن انتقادات حادة لأبرز المسؤولين، الذين اشتغلوا في المرحلة الأخيرة من حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999- 2019)، خصوصاً رئيسي الحكومة أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، اللذين يقضيان عقوبات ثقيلة بالسجن (12 سنة لكليهما)، لاتهامهما بـ«الفساد» و«سوء التسيير»، و«تبديد المال العام»، و«استغلال النفوذ بغرض التربح».

رئيس الحكومة الأسبق عبد المالك سلال (الشرق الأوسط)

وكان تبون يتحدث بمقر النقابة المركزية بالعاصمة، عندما هاجم أويحيى دون ذكره بالاسم، مؤكداً أن «البلاد كان يسودها خطاب سياسي مدمر في تلك المرحلة (من حكم بوتفليقة)، يتضمّن خطة مدروسة، الهدف منها تثبيط عزيمة الجزائريين، وتسليم البلاد للخارج، ووضعها بين يدي صندوق النقد الدولي». وفهم مراقبون من حديث تبون أنه يقصد أويحيى وتصريحاته عام 2017 بأن «خزائن البلاد تكاد تكون فارغة من المال، بسبب عجز متواصل في ميزان المدفوعات»، وبأن الدولة «على حافة الانهيار»، وبالتالي فإن اللجوء إلى الاستدانة من صندوق النقد الدولي «بات أمراً لا مفر منه»، خصوصاً مع تراجع مداخيل البلاد بفعل انخفاض أسعار المحروقات.

الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (الشرق الأوسط)

والمعروف أن أويحيى استخلف تبون في رئاسة الحكومة في 2017، إذ أزاحه الرئيس بوتفليقة بعد 3 أشهر من توليه المنصب. وقالت وسائل الإعلام في تلك الفترة إن تبون «راح ضحية خطاب ألقاه في البرلمان، أعلن فيه الحرب على رجال الأعمال المتنفذين في السلطة».

وأكد تبون، في خطابه، الخميس، أنه كان «ضحية العصابة»، التي يقصد بها مجموعة رجال أعمال يوجدون في السجن، كانوا يتلقون أوامر وتوجيهات تخصّ الاقتصاد والاستثمار من سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس وكبير مستشاريه يومها، الذي يوجد في السجن أيضاً بتهمة «الفساد»، والذي يعده تبون من خصومه، وأنه كان وراء إقالته من رئاسة الوزراء، بذريعة أنه «كان يزعج أرباب العمل المقربين من الرئاسة».

تبون أكد أنه كان «ضحية العصابة» التي يقصد بها مجموعة رجال أعمال كانوا يتلقون أوامر من سعيد بوتفليقة (الشرق الأوسط)

كما هاجم تبون رجل الأعمال محيي طحكوت المسجون، دون تسميته، مؤكداً أنه «شخصياً أوقف أشغال إنجاز قاعة شرفية بالمطار»، كان سيخصصها لنفسه، حسبه، بعد أن اشترى طائرة، معيباً على المسؤولين ورجال الأعمال في تلك المرحلة «العيش في رفاهية، بينما كان المواطن البسيط يقف في طوابير طويلة من أجل الظفر بكيس حليب»، في إشارة إلى ندرة بودرة الحليب في وقت سابق.

وأرجع تبون ندرة بعض المواد والسلع، التي شهدتها البلاد في بداية حكمه، إلى ما سمّاه «بقايا العاصمة»، في إشارة إلى مسؤولين في مستويات دنيا، ما زالوا تابعين حسبه للمسؤولين السابقين، وأنهم «متواطئون معهم ضده».

ويستشف من السهام، التي وجهها تبون في خطابه إلى وجهاء الحكم السابقين، أنه يتهمهم بـ«بيع سيادة البلاد بثمن بخس»، بينما هو «كان حريصاً عليها»، وأنه «دفع ضريبة دفاعه عن السيادة بأن تم عزله من السلطة التنفيذية بطريقة مهينة». وهذه السردية اتُّخذت سبباً رئيسياً في ترشح تبون لانتخابات الرئاسة، التي جرت في نهاية 2019.

فعندما انتفض الشارع في 22 فبراير (شباط) 2019 ضد بوتفليقة إثر إعلانه الترشح لولاية خامسة وهو مريض، ودفعه إلى الاستقالة في الثاني من أبريل (نيسان)، قدّم تبون نفسه بديلاً له من موقع أنه «ضحية محيط الرئيس». وبنى جانباً مهماً من سياساته خلال الولاية الرئاسية الأولى (2019 - 2024)، على «تصليح الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي القريب»، علماً بأنه أمضى سنوات طويلة وزيراً للسكن والعمران تحت حكم بوتفليقة.


مقالات ذات صلة

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

شمال افريقيا تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون: «مؤسسات الجمهورية قوية بالنساء والرجال المخلصين النزهاء، ومنهم أنتم السادة القضاة… فلكم مني أفضل تحية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قال مجلس السيادة السوداني، اليوم (الاثنين)، إن رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان وجّه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

وأوضح المجلس، في بيان له، أنه تمّ السماح لتلك المنظمات بالاستفادة من مطارات كل من مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق بوصفها «مراكز إنسانية لتخزين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرّك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات، والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.

وتسبّبت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) من العام الماضي في أكبر أزمة نزوح في العالم.