«من أين تؤكل الكتف؟»... دليل الترقي في العمل

التقدم الوظيفي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية (رويترز)
التقدم الوظيفي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية (رويترز)
TT

«من أين تؤكل الكتف؟»... دليل الترقي في العمل

التقدم الوظيفي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية (رويترز)
التقدم الوظيفي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية (رويترز)

قد لا يكون عالم الأعمال عادلاً، وقد لا يحصل الجميع على المكافآت التي يستحقونها على قدر جهودهم، مثل أن يحصل الأشخاص على ترقية أو فرص جديدة بناءً على أدائهم.

ورغم أن العديد من المؤسسات والشركات تضع إجراءات في عمليات التوظيف والتقييم الخاصة بها للتأكد من أن عكس ذلك هو ما يطبق، فإن الأمر لا يسير على هذا النحو تماماً، بل يتطلب الامر تعلم مهارة «من أين تؤكل الكتف».

وفي كتابه «تمكين نفسك» (Empowering Yourself)، استكشف الكاتب هارفي كولمان العوامل التي تدخل في قرارات الترقية. ووجد أن التقدم الوظيفي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية، بحسب تقرير لموقع «سيكولوجي توداي»:

الأداء: مدى جودة قيامك بعملك.

الصورة: ما يعتقده الناس عنك وما يرونه من صفاتك.

التعرض: من يعرفك وما هو الذي يعرفونه ويقدرونه.

وللتفسير، فإن إيماننا الطبيعي بالعدالة المتأصلة في مكان العمل يجعلنا نعتقد أن الأداء سيكون العنصر المهيمن للحصول على الترقية، ومع ذلك، قدر كولمان أن الأداء يمثل 10 في المائة فقط من العوامل التي تؤثر على قرارات الترقية، في حين تمثل الصورة 30 في المائة، والتعرض يساوي 60 في المائة.

ومن الناحية العملية، أشار التقرير إلى أن هذه النسب منطقية، فقد تكون جيداً في وظيفتك (الأداء)، ولكن إن لم تقم بتطوير شبكة علاقات، فمن المحتمل ألا يكون على علم بذلك سوى مديرك المباشر وزملائك.

وعلى الرغم من أن الأشخاص المحيطين بك مباشرة قد يكونون مؤثرين في المستويات العليا، فإن مديرك المباشر وزملاءك لن يكونوا عادةً هم صناع القرار في خطوتك التالية، بحسب التقرير.

إذا لم يكن أحد الأشخاص واضحاً بشأن صفاتك الرئيسية (الصورة) أو لم يكن هناك ما يكفي من الأشخاص المؤثرين الذين يعرفون تلك الصفات (التعرض)، فسيكون أدائك أكاديمياً.

حاوط نفسك بالأشخاص المناسبين

في هذا المجال تحدث التقرير عن أهمية التفكير ملياً بشأن من تقوم بتطوير العلاقات معه في مكان العمل وكيف يمكن لهؤلاء الأشخاص مساعدتك. هذا لا يعني أنك تتبع نهجاً تعاملياً بالكامل مع زملائك، وتركز على الأشخاص الذين تعتبرهم مفيدين لك وتتجاهل أولئك الذين لا يقومون بتحديد المربعات. لا تزال بحاجة إلى أن تكون صادقاً في كيفية تعاملك مع الأشخاص والتأكد من أنهم لا يشعرون بالتواصل معك.

ولكن يمكنك أن تكون على دراية بالدعم الذي تحتاجه والتأكد من تطوير علاقات قوية مع الأشخاص، بحيث يكونون سعداء بتقديمها إذا كنت بحاجة إلى مساعدتهم.

هناك عدد من العلاقات الأساسية في مكان العمل التي يمكن أن تؤثر على نجاحك. وعلى وجه الخصوص، حاول العثور على الأشخاص الذين يمكنهم دعمك بالطرق التالية:

المدافعون: الأشخاص الذين سيطرحون اسمك ويتحدثون عنك بعبارات مشجعة. قد يوصونك بدور معين، أو يقترحون عليك بوصفك الشخص المناسب لتحدي معين، أو يثنون على عملك في مشروع حديث.

الرعاة: غالباً ما يكون الراعي زميلاً أعلى مرتبة (بينما يمكن أن يكون المدافعون على أي مستوى) وسيعملون معك خصيصاً لمساعدتك في الحصول على ترقية رئيسية. وتحمل دعوتهم وزناً كبيراً.

الموجهون: على الرغم من وجود نماذج مختلفة للإرشاد، فكر في الوقت الحالي في الإرشاد بالمعنى الأوسع. ابحث عن الأشخاص الذين خاضوا سابقاً المرحلة التي أنت فيها والذين يمكنهم مشاركة هذه التجربة معك. أو قد يكون لديهم خبرة عميقة في المجال الذي تواجه صعوبة فيه ويمكنهم مساعدتك في التغلب على التحديات. لكن لا تعتمد على مرشد واحد فقط، بل امتلك فريق توجيه يمكنه مساعدتك في العثور على طريقك.

الذكاء: في حين أن مرشديك قد يقدمون لك النصائح والإرشادات بشأن تحديات معينة، فإن شبكات الاستخبارات الخاصة بك تتيح لك معرفة ما يجري. إن فهم ما يفكر فيه الآخرون، أو ما يحاولون تحقيقه، أو ما هي أولوياتهم يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في كيفية تعاملهم معك.

المؤيدون: الحياة في العمل تكون أسهل بكثير عندما يقدم لك الأشخاص المساعدة التي تحتاجها. أحد أكبر الإحباطات في مكان العمل الحديث، فضلاً عن كونه عقبة رئيسية أمام التقدم، هو الافتقار إلى التعاون والدعم من الزملاء الذين يركزون بشكل كبير على أجنداتهم الخاصة بحيث لا يقلقون بشأن أجندتك. إذا كان هناك أشخاص على استعداد لتقديم دعمهم لك، فإن الطريق أمامك يصبح أكثر سلاسة.

لماذا قد يساعدك زملاؤك؟

للتوضيح، فإن فهم نوع الدعم الذي تحتاجه مهم، ولكن الأهم هو رغبة الأشخاص الذين تحتاج منهم هذا الدعم في مساعدتك. وهناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء قيامنا بمساعدة زملائنا:

لأنه قيل لنا ذلك.

لأننا سنستفيد.

لأننا نحبهم.

الأولان هما دوافع خارجية: فهي مدفوعة بمكافآت أو تهديدات خارجية. ونتيجة لذلك، من المرجح أن يتعاون الناس فقط بالقدر الذي يحتاجون إليه للحصول على المكافأة أو تجنب التهديد، لا أكثر.

عندما نساعد الناس لأننا نحبهم، تتم إزالة هذه القيود، ونستمتع بالمساعدة. لذلك، إذا قمت بتطوير علاقات قوية مع زملائك في العمل وسهلت عليهم مساعدتك من خلال توضيح الدعم الذي تحتاجه، فسيكونون سعداء بتقديمه لك.



هل يحق للنجوم معاقبة «معجبين متجاوزين»؟

الجمهور يتفاعل مع عمرو دياب في إحدى الحفلات (فيسبوك)
الجمهور يتفاعل مع عمرو دياب في إحدى الحفلات (فيسبوك)
TT

هل يحق للنجوم معاقبة «معجبين متجاوزين»؟

الجمهور يتفاعل مع عمرو دياب في إحدى الحفلات (فيسبوك)
الجمهور يتفاعل مع عمرو دياب في إحدى الحفلات (فيسبوك)

ينظر قطاع من الجمهور إلى المشاهير أو نجوم الفن بوصفهم شخصيات «غير اعتيادية» ويُحكم عليهم ويُصنّفون وفق ردودهم العفوية، لكن هل يحق للنجوم معاقبة المعجبين المتجاوزين؟

تباينت الآراء حول هذا الطرح، فبينما يبرّر البعض تصرفات النجوم انطلاقاً من الضغوط التي يتعرضون لها، رفض آخرون توجه النجوم لمعاقبة أو صدّ المعجبين بطريقة أو بأخرى.

وتكرّرت المواقف التي شهدت ردود فعل «حادة» من فنانين، كان أحدثهم عمرو دياب الذي انتشر فيديو له وهو يوجه صفعة لأحد المعجبين، ولحق به الفنان خالد النبوي الذي انتشر مقطع مصور له وهو يطلب من أحد المصورين عدم تصويره، ويتعجّب مبتسماً لشخص جذبه من يده لمحاولة التصوير معه.

الأمر الذي فسّره الناقد الفني المصري طارق الشناوي قائلاً إن «الفنانين بشرٌ لن يستطيعوا التحكم في أفعالهم 24 ساعة، فهم يمتلكون طاقة محدودة مثل الجميع»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بالطبع أنا ضد إهانة أي شخص، ويمكن للنجم أن يرفض التصوير من دون الاعتداء على المعجبين أو عقابهم»، مشيراً إلى أن «هذا هو ما حدث مع خالد النبوي، فقد رفض التصوير فقط، وهذا حقه، لكن لا يحق معاقبة المعجبين المتجاوزين».

خالد النبوي خلال العرض الخاص لفيلم «أهل الكهف» (إنستغرام)

وعلّق الفنان يحيى الفخراني في تصريحات متلفزة بأنه «يجب احترام خصوصية الفنان»، وأشار إلى أنه شخصياً «تأذى من هذا الأمر خلال عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني»، مطالباً بتحجيم الأمر وأن تكون هناك «حدود لمسألة تصوير المعجبين مع الفنانين بحيث لا تمس خصوصية الفنان».

وكان الفنان أحمد زاهر قد ظهر في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع وهو يعنّف أشخاصاً حاولوا التقاط الصور مع ابنته بطريقة لم تعجبه، قائلاً: «الواحد لازم ييجي معاه جاردات».

ورأى الناقد الفني محمد عبد الرحمن أنه «بالتأكيد لا يحق للنجوم معاقبة المعجبين»، مشيراً إلى أن «هناك جهات منظمة للفعاليات يجب أن تكون مسؤوليتهم الحيلولة من دون تعرض النجم لمضايقات».

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «على النجم ألّا يتدخل بنفسه أو يقوم برد فعل عنيف مثلما حدث في حالة عمرو دياب لأن الجمهور يتعاطف مع من يشبهه، لذلك على النجم ألا يتحدى الجمهور».

وكان المطرب المصري عمرو دياب تصدر «الترند» الأيام الماضية بعد انتشار فيديو له خلال حضوره إحدى حفلات الزفاف، وهو يوجه صفعة لأحد المعجبين أثناء محاولة الأخير التقاط صورة معه، ووصل الأمر إلى القضاء، وتباينت الآراء حول هذا الموقف على وسائل التواصل الاجتماعي بين انتقادات لموقف دياب ومطالبات باعتذاره للشاب، وانتقادات أخرى للشاب بسبب ما عدّه البعض «مضايقته» لعمرو دياب أثناء الغناء.

ورأت الدكتورة آيات الحداد، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، أستاذة مساعدة في القانون الجنائي، أن «قبول الفنان التصوير من عدمه هو حرية شخصية، ومن حق النجم اتخاذ رد فعل مناسب ضد التجاوز حتى لا يكون مستباحاً لأنه مشهور، فهو إنسان قبل أن يكون مشهوراً». وأشارت إلى أن «ما رأيناه في موقف عمرو دياب وطريقة المعجب في الإمساك به كانت مستفزة، فأي شخص سيعدّ ذلك تعدّياً على حقوقه الشخصية، فالشخصية العامة ليست مطالبة بتحمّل وتقبل التّعدي عليها أو التجاوز معها». وفق قولها.

وظهر الفنان خالد النبوي في العرض الأول لفيلمه «أهل الكهف»، وهو يتعامل بودٍّ ولطف مع الجمهور والمعجبين، إلّا أن مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي للفنان وهو يسير برفقة زوجته، وهو يقول لأحد المصورين: «ممكن أستسمحك ما تصورنيش» ووضع يده أمام الكاميرا ليقطع الفيديو الذي يُصوّر.

في حين عدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «أي نجم يكون من صناعة الجمهور وملك للجمهور وللمعجبين وأنه من دونهم يخسر الكثير من شعبيته»، مبيناً لـ«الشرق الأوسط» أن بعض الفنانين حين يلمعون يبدأون في التعالي على الجمهور. حسب وصفه.

وأوضح أن «من حق الفنان ألّا يصافح أحداً، ومن حقه رفض التصوير، لكن لا يأتي بعد ذلك ويقول إنه يعمل من أجل الجمهور، يجب ألّا ينسى أن العلاقات العامة جزء من عمله، بالتالي لا يحق له معاقبة المتجاوزين»، معداً أن «ذكاء النجم هو ما يجعل نجوميته تستمر وليست أعماله فقط».

جانب من أزمة «صفعة عمرو دياب» (فيسبوك)

وقسّمت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، المسألة إلى شقين: «الأولى ترتبط بوعي النجوم بأن الجمهور جزء أصيل وأساسي في نجوميتهم وليس الموهبة فقط، وبالتالي يجب أن تحظى الجماهير برد فعل إيجابي حين يعبرون عن محبتهم للنجم». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «أما الشق الثاني فيرتبط بتطور الميديا، ما أدى لاختراق الخصوصية من بعض طوائف المجتمع»، وأوضحت: «إذا كنت أحب هذا النجم وأريد التصوّر معه، فقواعد الإتيكيت والذوق العام تفرض علينا الاستئذان».

وذكرت المتخصصة في علم الاجتماع أن «شخصية النجم هي التي تغلّف الموهبة وتعطيها رونقها والقدرة على الاستمرارية، وأعتقد أن بعض النجوم يحتاجون للتدريب على فن الاتزان الانفعالي ومواجهة المواقف الطارئة ومواجهة الجمهور، لأن النجم دائماً تحت دائرة الضوء، ورد الفعل العنيف يخصم من نجوميته، رغم أنه قد يكون رد فعل طبيعياً مثل أي شخص لكن نجوميته تفرض عليه إبداء مرونة أكبر».

وتُعد واقعة صفع الفنان الراحل عمر الشريف وجه إحدى المعجبات خلال وجوده في الدوحة عام 2011 من بين أشهر وقائع انفلات أعصاب الفنانين.