من المؤكد أن إريك تن هاغ سيستمر في منصبه مديراً فنياً لمانشستر يونايتد حتى نهاية الموسم الحالي، لكن هل ينبغي على النادي الإبقاء عليه على المدى الطويل أم لا؟ وعلى الرغم من أن السير جيم راتكليف هو من يتحكم في الأمور المتعلقة بكرة القدم في مانشستر يونايتد، فإن القرار النهائي بشأن مستقبل تن هاغ قد يتأثر بوجهة نظر المدير التقني المقبل جيسون ويلكوكس، والرئيس التنفيذي المقبل عمر برادة (بافتراض أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق مع نيوكاسل بشأن التعويض الذي سيحصل عليه النادي للسماح لدان أشوورث ببدء دوره رئيساً لكرة القدم في مانشستر يونايتد قبل الصيف). إننا نقوم هنا بتقييم الأسباب التي تجعل مسؤولي مانشستر يونايتد يؤيدون أو يعارضون الإبقاء على تن هاغ بعد نهاية الموسم الحالي.
الإصابات لم تساعد المدير الفني
من أكثر الأمور التي تثير الدهشة في عالم كرة القدم هو أن تجد البعض يقولون إن إصابات اللاعبين أو مرضهم لا يجب أن تكون عذراً للأداء الضعيف للفريق داخل الملعب! لكن، وكما كانت الحال مع مانشستر يونايتد هذا الموسم، عندما تصل قائمة اللاعبين الغائبين عن المباريات إلى أكثر من عشرة لاعبين، فإن الإصابات والأمراض لم تعد عذراً مقبولاً فحسب، وإنما أصبحت العامل الأساسي المؤثر على أداء ونتائج الفريق. وخلال الموسم الماضي، قاد تن هاغ مانشستر يونايتد للوصول إلى نهائي بطولتين للكأس وفاز بواحدة، واحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفريق لا يعاني من الكثير من الغيابات، ويمكن القول إنه يجب الحكم على المدير الفني الهولندي بناء على ما قدمه في ذلك الموسم، وليس بناء على إنجازاته بعناصر وموارد محدودة هذا الموسم.
ناد في حالة تغيير مستمر
أظهر المدير الفني البالغ من العمر 54 عاماً قدرته على التعامل مع عدد لا يحصى من العوامل والقوى الخارجية. وقد ظهرت قوة شخصيته بشكل مثير للإعجاب خلال الموسم الماضي، وظهرت أيضاً خلال تعامله مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ومع طرح عائلة غليزر الأميركية النادي للبيع. وخلال الموسم الحالي، كان يتعين عليه أيضاً أن يتعامل مع التغيير الذي أجراه راتكليف في النادي - بعد وصول راتكليف صاحب حصة الأقلية في أسهم مانشستر يونايتد عشية عيد الميلاد - وقد فعل تن هاغ ذلك بكرامة وهدوء نموذجيين.
يعرف كيف يتأهل إلى نهائي الكأس
كان قبل نهائي كأس إنجلترا أمام كوفنتري مثيراً للقلق بلا شك لجميع عشاق مانشستر يونايتد، لكنه انتهى أيضاً بوصول النادي إلى المباراة النهائية للبطولة للمرة الثانية على التوالي - سيواجه مانشستر سيتي على ملعب ويمبلي في 25 مايو (أيار) - والنهائي الثالث، بما في ذلك كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة الذي فاز به الموسم الماضي، وهو الأمر الذي يستحق عليه تن هاغ إشادة كبيرة. وكما أشار تن هاغ بعد الفوز على كوفنتري سيتي بركلات الترجيح، فإن مانشستر يونايتد وصل إلى نهائي الكؤوس المحلية على ملعب ويمبلي ثلاث مرات فقط خلال السنوات العشر السابقة لتوليه المسؤولية، في حين تمكن هو من قيادة النادي للوصول إلى المباراة النهائية للكؤوس المحلية ثلاث مرات في غضون عامين، بل ويمكنه أن يفوز بلقب ثان للعام الثاني على التوالي. ويمكننا أيضاً مقارنة تن هاغ بالمدير الفني لآرسنال ميكيل أرتيتا، الذي تعرض أيضاً للتشكيك كثيراً خلال أول عامين من عمله مع «المدفعجية»: حقق المدير الفني الهولندي معدل فوز بنسبة 57.94 في المائة، مقارنة بنسبة 58 في المائة لأرتيتا.
يمكنه الاستمرار حتى يصبح غاريث ساوثغيت متاحاً
من المعروف أن راتكليف ومستشاره الرئيسي، السير ديف برايلسفورد، معجبان بالمدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، لكن أي محاولة للتعاقد معه يجب أن تتأجل حتى بعد انتهاء بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، وهو ما يعني أن تن هاغ ربما ستكون لديه الفرصة لمدة شهر أو نحو ذلك من الموسم الجديد لإثارة إعجاب راتكليف، وإذا لم ينجح في ذلك فإن برايلسفورد سيتواصل سريعاً مع صديقه المقرب ساوثغيت لكي يأتي وينقذ الموقف في «أولد ترافورد». لكن من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الخطوة على القاعدة الجماهيرية لمانشستر يونايتد.
لقد تعاقد تن هاغ مع تسعة لاعبين أثناء توليه القيادة الفنية لمانشستر يونايتد، وهم: ليساندرو مارتينيز، وأنتوني، وكاسيميرو، وتيريل مالاسيا، وماسون ماونت، وفوت فيغورست، وسفيان أمرابط، ومارسيل سابيتزر، وكريستيان إريكسن، ويمكن القول إن أنتوني، وسابيتزر، وفيغورست، وأمرابط، وإريكسن لم يكونوا فعّالين، في حين أن كاسيميرو، ومالاسيا، وماونت ومارتينيز كانوا عاجزين وضعفاء! وحتى لو لم يكن لهؤلاء اللاعبين الأربعة أي ذنب في تعرضهم لإصابات متعددة، تظل الحقيقة الواضحة تتمثل في أن اللاعب الذي يغيب عن الملاعب لفترات طويلة لا فائدة منه لمديره الفني، ومن المؤكد أيضاً أن تن هاغ لعب دوراً كبيراً في التعاقد مع هؤلاء اللاعبين، كما لعب دوراً كبيراً في التعاقد مع اللاعبين الخمسة الذين أشرنا إليهم سابقاً، والذين أدى ظهورهم بشكل متواضع إلى تدهور نتائج الفريق.
ليست لديه طريقة لعب مميزة
هناك وجهة نظر مفادها أن مانشستر يونايتد تحت قيادة تن هاغ ليست لديه أي خطة، سوى محاولة الخروج بأقل الخسائر من التسديدات الهائلة التي تُسدد على مرماه، ومحاولة خطف هدف من الهجمات المرتدة من أجل التفوق على المنافس في نهاية المطاف. وخلال الموسم الماضي، ومع جاهزية عدد أكبر من اللاعبين الأساسيين لفترة أطول، كان اللعب بهذه الطريقة يحقق نجاحاً نسبياً. لكن خلال الموسم الحالي، وفي ظل غياب عدد كبير من اللاعبين بسبب الإصابات والأمراض، بدت الطريقة التي يلعب بها الفريق تحت قيادة تن هاغ بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر وفوضوية. وقد ازداد الأمر سوءاً بسبب عدم وجود استقرار في خط الوسط، لأن هذا الأمر أسهم في استقبال الفريق لعدد كبير من الأهداف. والآن، قد يكون من الحكمة أن يقوم راتكليف وأعضاء مجلس إدارته بدراسة مباريات أياكس تحت قيادة تن هاغ، ومعرفة ما إذا كان اللعب بهذه الطريقة هي بالفعل الأسلوب المفضل للمدير الفني الهولندي أم لا!
تساؤلات حول طريقة تدريبه
لقد اعترف كاسيميرو بأن مانشستر يونايتد كان «مذعوراً» أمام كوفنتري سيتي، وهو ما يعد بمثابة إدانة لتن هاغ، لأن هذا يشير إلى عدم قدرة المدير الفني على إعداد لاعبيه لسيناريوهات المباراة المختلفة. ومن المؤكد أن لاعب كرة القدم الذي يتم تذكيره باستمرار بما يتعين عليه القيام به في مواقف معينة تكون لديه الفرصة المثلى لتنفيذ هذه التعليمات، لكن إذا كان تن هاغ يفعل ذلك وفشل لاعبوه في الالتزام بهذه التعليمات، فيتعين عليه إذن أن يستبعدهم من التشكيلة الأساسية حتى يتمكنوا من التعامل مع الأمر على النحو الأمثل.
توماس توخيل متاح
لا يمكن تجاهل المدير الفني الذي فاز بدوري أبطال أوروبا بعد تغلبه في المباراة النهائية على مانشستر سيتي بقيادة جوسيب غوارديولا. وهناك أمور أخرى تزيد من إمكانية التعاقد مع المدير الفني الألماني، وهي أنه قد سبق له تحقيق نتائج جيدة مع باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ، بالإضافة إلى أنه سيكون متاحاً اعتباراً من يونيو (حزيران) المقبل بعد موافقته على ترك منصبه الحالي مع النادي البافاري. من المعروف عن توخيل أنه شخص متقلب المزاج، وهو الأمر الذي قد يُثني ليفربول، الذي يبحث أيضاً عن مدير فني جديد، عن التعاقد معه، وبالتالي يبدو أن مانشستر يونايتد لديه فرصة ذهبية للتعاقد مع المدير الفني الألماني صاحب الخبرات الكبيرة والفائز بكثير من البطولات.
*خدمة «الغارديان»