«ملتقى القاهرة الأدبي» يستعيد نشاطه بعد سنوات من التوقف

يركز في دورته السادسة على «ذاكرة المدن»

الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)
الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)
TT

«ملتقى القاهرة الأدبي» يستعيد نشاطه بعد سنوات من التوقف

الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)
الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)

في أجواء حميمة بمكان تراثي له دلالته التاريخية، وتحت شعار «المدينة والذاكرة» استعاد «ملتقى القاهرة الأدبي» نشاطه مجدداً بعد توقفه 4 سنوات، بسبب جائحة «كورونا»، والأوضاع الإقليمية.

وتستمر فعاليات الدورة السادسة من «ملتقى القاهرة الأدبي» حتى 26 أبريل (نيسان) الحالي، بمشاركة عربية ودولية.

ويرى الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد، الرئيس الشرفي للملتقى، أن «الكتابة عن المدينة ليست صعبة، ولكن الصعب هو استدعاء روح الزمن الماضي»، مشيراً في الجلسة الافتتاحية للملتقى التي عُقدت بـ«قبة الغوري» إلى أنه «لم يحب القاهرة حين جاءها من الإسكندرية للمرة الأولى بسبب زحامها الشديد، لكنه اكتشف لاحقاً أنها ساحرة ليلاً».

جانب من الملتقى (إدارة الملتقى)

فيما أكد الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، في الجلسة ذاتها أنه «واجه تحدياً إبداعياً قاسياً يتمثل في الكتابة عن مدن فلسطينية لم يرها؛ لأنه ولد خارج فلسطين في مخيمات اللاجئين، وكان عليه أن يعيد إنتاج المدينة بخياله».

وأشارت الكاتبة والمخرجة المسرحية الهولندية كريستين أوتين في جلسة «الكتابة على جدران المدن: كيف نكتشف ذواتنا بالفن والكتابة الإبداعية؟» إلى أن «روايتها (الشعراء الأخيرون) تعد نوعاً من التدوين لتجربة أربعة شعراء أميركيين من أصل أفريقي يمزجون القصيدة بالموسيقى، هم: عمر بن حسن، وفيليب لوتشيانو، وديفيد نيلسون، وأبيودون أويول»، مؤكدة أنهم «يعدون الآباء المؤسسين لموسيقى وأغاني الراب، رغم أن تجربتهم انطلقت في الستينات والسبعينات».

الملتقى يحظى بحضور لافت

وعدّ الناقد الأدبي سيد محمود أن «عودة الملتقى بعد سنوات من التوقف بسبب وباء (كورونا) تعد تجديداً لحيوية المشهد الأدبي المصري، لا سيما في ظل التراجع النسبي للمبادرات الرسمية الكبرى من مهرجانات ومؤتمرات»، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «الملتقى يعيد الاعتبار للعمل الثقافي الأهلي والمستقل، خصوصاً أنه سبق أن استضاف أسماء مهمة على الساحة العالمية في دوراته السابقة، مثل الأديب التركي الحاصل على جائزة (نوبل) أورهان باموق».

ومن الكتّاب المشاركين في الملتقى إنريكي شنايدر (البرازيل)، وسالار عبده (تركيا)، وفهد الهندال (الكويت)، وإياكي كابي (جورجيا)، فيما تشهد المشاركة المصرية حضوراً نسائياً لافتاً، يتمثل في عدد من الكاتبات والشاعرات، مثل مي التلمساني، وضحى عاصي، وزيزي شوشة، وهدى عمران.

وقال محمد البعلي، مدير دار نشر «صفصافة» التي تنظم الملتقى، لـ«الشرق الأوسط» إن «الملتقى يستهدف إبراز دور القاهرة بصفتها مركزاً ثقافياً إقليمياً ودولياً، فضلاً عن إحداث حوار خلاق بين الأدباء العرب ونظرائهم من مختلف دول العالم».

وانتقد بعض المثقفين غياب ما سموه «آلية واضحة» لاختيار المشاركين في الملتقى، ومنهم الشاعر والسيناريست صادق شرشر الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «يعارض الفعاليات التي تخلو من المضمون أو العمق وتحكمها العلاقات الشخصية والمجاملات»، مشيراً إلى أن «هناك علامات استفهام كثيرة على اختيار أسماء بعينها، وتجاهل أخرى ذات ثقل ومصداقية في هذا الملتقى».

إلى ذلك، أضاف الكاتب محمد مستجاب لـ«الشرق الأوسط» أن «الدورة الحالية للمهرجان بدت وكأنها تحصر الأدب في المدينة وتحديداً القاهرة، رغم أنه أكثر رحابة من ذلك»، مشدداً على أن «هناك زحاماً شديداً في جدول الندوات مع غياب لأسماء أدبية مهمة من خارج العاصمة».

وفي المقابل يشيد الروائي والشاعر صبحي موسى بالملتقى قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «يمثل إضافة رائعة، مثله مثل أنشطة ومهرجانات أخرى أخذت في الظهور في السنوات الأخيرة، وهي في أغلبها نشاطات أهلية تتم بجهود أفراد أو مؤسسات خاصة، وليست برؤية المؤسسة الرسمية ولا تخطيطها»، مشيراً إلى أن «الملتقى يستعيد الدور الثقافي لمصر من خلال الحضور العربي والأجنبي الكبير».

يذكر أن الدورة الأولى من «ملتقى القاهرة الأدبي» انطلقت عام 2015 وسط احتفاء لافت بدور المؤسسات الثقافية الخاصة على إطلاق مبادرات تتسم بالطابع الدولي.



أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)
عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)
TT

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)
عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أفاد بحث جديد بأن الأنشطة المنزلية الروتينية قد تعرّض الناس لسحابة من جزيئات البلاستيك الصغيرة جداً، بحيث يمكن استنشاقها عميقاً في الرئتين.

ووجدت الدراسة التي أجريت في جامعة «بورتسموث» أن التمرين الرياضي على سجادة صناعية قد يؤدي إلى استنشاق ما يصل إلى 110 ألياف أو شظايا بلاستيكية كل دقيقة، وفق شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وأظهرت الدراسة أن طي الملابس المصنوعة من أقمشة مثل البوليستر، وحتى مجرد الجلوس على أريكة، ينتج عموداً من الجزيئات المجهرية في الهواء المحيط.

ويقول الباحثون إن النتائج تؤكد على أهمية المحادثات التي تجريها الأمم المتحدة هذا الأسبوع للاتفاق على معاهدة عالمية للحد من التلوث البلاستيكي.

وفي هذا السياق، قالت فاي كوسيرو، أستاذة التلوث البيئي في الجامعة، التي قادت الدراسة، إن العواقب الصحية للجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الجسم لا تزال غير معروفة، لكنها تتخذ بالفعل خطوات للحد من تعرضها، بما في ذلك التحول حيثما أمكن إلى الأرضيات الخشبية والأقمشة المصنوعة من الألياف الطبيعية.

وقالت كوسيرو: «لا أعتقد بأنك بحاجة إلى الذهاب وتمزيق كل قطعة من البلاستيك في منزلك. هذا غير قابل للتطبيق، ولكنني أعتقد بأنه أمر مثير للقلق. إذا تعرضنا كل يوم طوال حياتنا وعشنا حتى سن 80 أو 90 عاماً، فماذا يعني ذلك؟».

وتابعت أنه «ليس مجرد حدث واحد، حيث نتعرض لمدة يوم أو يومين. هذه هي حياتنا بأكملها التي نستنشقها. إذن ماذا يحدث عندما تتراكم؟».

واستخدم الباحثون آلات لتصفية الهواء في غرفة بينما كان المتطوعون يقومون بأنشطة منزلية عادية. ثم حسبوا تركيز البلاستيك الدقيق في الهواء وعدد القطع التي من المحتمل استنشاقها.

أظهرت النتائج أن طي الملابس المصنوعة من الأقمشة الاصطناعية يمكن أن يؤدي إلى استنشاق سبع قطع من البلاستيك الدقيق في الدقيقة. والجلوس على الأريكة يمكن أن يؤدي إلى استنشاق 10 جزيئات كل دقيقة.

ولكن من المرجح أن يكون الحمل البلاستيكي الناتج عن التمرين أعلى بأكثر من 10 مرات، ويرجع ذلك جزئياً إلى التأثير على السجادة، وأيضاً بسبب معدل التنفس الأعلى.

وقالت كوسيرو إن بعض البلاستيك الدقيق سيتم إزالته من الرئتين عن طريق المخاط والسعال. لكن دراسات متعددة أكدت الآن وجود بلاستيك دقيق داخل الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية والمفاصل والأعضاء والدماغ.

ووفق الشبكة البريطانية، فإنه حتى الآن لا يوجد دليل مباشر على أن البلاستيك يسبب اعتلال الصحة، ولكن ثبت أنه يتلف الخلايا ويؤدي إلى الالتهابات، وتقول كوسيرو: «لا أستطيع أن أتخيل أي سيناريو نكتشف فيه أن استنشاق البلاستيك مفيد لنا. نحن نعلم أنه يمكن أن تكون له آثار سلبية عند تركيزات عالية جداً. ما لا نعرفه هو التركيز الذي سيكون عليه في بيئة منزلية، وإذا أردنا أن نتقدم على هذا المنحنى، ونتأكد من بقائنا تحت عتبات (المخاطر)، فنحن بحاجة إلى معرفة ماهيتها في أقرب وقت ممكن».

والبلاستيك الدقيق هو إما ألياف أو شظايا انكسرت من أجسام أكبر. ويقدر العلماء أن هناك ما بين 12.5 تريليون و125 تريليون جسيم أقل من 5 ملم في الحجم تم غسلها في محيطات العالم، حيث تستهلكها الكائنات البحرية وتنتقل إلى سلسلة الغذاء.

وتظهر أحدث الأرقام أن 400 مليون طن من البلاستيك يتم إنتاجها كل عام. ومن المقرر أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2050، ومع ذلك يتم استخدام نصف البلاستيك مرة واحدة ثم يتم التخلص منه.

ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن الاستخدام الحالي للبلاستيك غير مستدام. وتريد الأمم المتحدة التوصل إلى اتفاق دولي بشأن معاهدة للحد من تلوث البلاستيك. وقد بدأت الجولة الأخيرة من خمس جولات من المحادثات بين البلدان في بوسان بكوريا الجنوبية.

ومن المرجح أن تتضمن المعاهدة خطوات لتشجيع الاستخدام الأكثر حكمة للبلاستيك، والجهود المبذولة لإعادة استخدامه أو إعادة تدويره. لكن المملكة المتحدة من بين أكثر من 40 دولة تريد أيضاً فرض قيود على الإنتاج.