فنانات مصريات يستعِدن ذكرياتهن مع صلاح السعدني

صفية العمري وصفته بـ«رفيق الدرب»... وآثار الحكيم بـ«الممثل الذي لن يتكرر»

الفنان الراحل خلال تسلّمه إحدى الدروع (حسابه على فيسبوك)
الفنان الراحل خلال تسلّمه إحدى الدروع (حسابه على فيسبوك)
TT

فنانات مصريات يستعِدن ذكرياتهن مع صلاح السعدني

الفنان الراحل خلال تسلّمه إحدى الدروع (حسابه على فيسبوك)
الفنان الراحل خلال تسلّمه إحدى الدروع (حسابه على فيسبوك)

استعادت فنانات مصريات شاركن الفنان الراحل صلاح السعدني في أعمالٍ فنية خلال العقود الماضية، ذكريات العمل معه. وأجمع عدد من اللواتي تحدثن لـ«الشرق الأوسط» على أنّه كان فناناً مثقفاً وصاحب موهبة وخبرة كبيرتين في عالم التمثيل، كما كان صاحب مواقف تتّسم بالشهامة داخل بلاتوهات التصوير.

آثار الحكيم، الفنانة المصرية المعتزلة، قالت إن علاقتها بالسعدني جعلتها تَخرج من عُزلتها لإعطائه حقه بعد سنوات عمر طويلة جمعتهما في الفن. ومؤكّدة في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أنه «كان فناناً مختلفاً في أعماله وأحاديثه وعلاقته بزملائه في الوسط الفني».

وفاة السعدني أثارت الحزن في مصر (حسابه على فيسبوك)

وشاركت الحكيم السعدني في أعمال فنيّة عدّة في مقدمتها مسلسل «ليالي الحلمية»، ومسلسلي «أبنائي الأعزاء شكراً»، و«سفر الأحلام»، في بداية مسيرتها الفنية، وأيضاً بطولة فيلم «كراكيب»؛ مضيفة أنه «كان شخصية لن تتكرر على المستويين الفني والإنساني، فقد كان شخصاً حنوناً وصادقاً وراقياً وواضحاً».

آثار الحكيم (أرشيفية)

وعن وقوفهما معاً أمام الكاميرا في مسلسل «ليالي الحلمية»، قالت الحكيم: «يُعدّ هذا المسلسل علامة من علامات الدراما التلفزيونية؛ جسّدتُ فيه شخصية (زهرة) في أجزاء عدة أمام السعدني، الذي قدّم دور الأب (العمدة سليمان غانم)، وكنت أنا الابنة المدللة أمام الكاميرا، وكان هو فناناً رائعاً ومتمكّناً».

الفنان الراحل صلاح السعدني (أرشيفية)

وكشفت الحكيم عن أنها حصلت على موافقة الكاتب أسامة أنور عكاشة لإضافة بعض الجمل الحوارية للنص من بينها جملة «إنتي زعلتي يا حبيبتي»، التي وجهتها للسعدني، بوصفها نوعاً من التغيير في علاقة الأب وابنته أمام الكاميرا.

وتقول الفنانة المصرية صفية العمري أو «نازك السلحدار»، التي شاركت السعدني أيضاً في مسلسل «ليالي الحلمية»، إنها شعرت بحزنٍ شديدٍ عند سماعها نبأ وفاته، وقد شاركته كواليس (ليالي الحلمية) وذكرياته، على مدار أجزاء عدة.

الفنانة صفية العمري والفنان صلاح السعدني (إنستغرام العمري)

وتضيف العمري لـ«الشرق الأوسط»: «كان السعدني رفيق الدرب، والفنان المثقف، وعمدة الدراما الذي يمتلك أدوات فنية وحضوراً لافتاً أمام الكاميرا، والديو الذي شكّلناه لا يزال راسخاً في أذهان الناس»، مؤكدة أن كواليس التّصوير تحتاج إلى وقت طويل للحديث عنها، وعن المواقف الرائعة التي جمعتهما.

وتوضح العمري التي شاركت السعدني أيضاً في مسلسل «الأصدقاء»، أنها لم تتواصل معه في الفترة الأخيرة حرصاً منها على خصوصيته.

وبدورها، تحدثت الفنانة المصرية لُبنى عبد العزيز عن الراحل، قائلة: «صُدمت لدى سماع خبر رحيله، لا سيما أنه صديق لعائلتي هو وشقيقه الراحل محمود السعدني»، وكشفت لـ«الشرق الأوسط»، وهي التي شاركت معه في مسلسل «عمارة يعقوبيان»، عن أنه «كان شخصاً حنوناً وممثّلاً عبقرياً، وذا وجه مألوف يحبه الناس، ويتمتع بثقافة هو وشقيقه محمود الذي كان يلازم والدي».

وتابعت لُبنى: «كان السعدني وراء مشاركتي في مسلسل (عمارة يعقوبيان)، بل أصرّ على ذلك»، وفق قولها.

مع الكاتب الراحل خيري شلبي (الكاتب زين العابدين خيري)

كما ذكرت لُبنى أن الكواليس شهدت الحديث عن تفضيل السعدني لعددٍ من أفلامها على غرار «غرام الأسياد»، و«رسالة من امرأة مجهولة»، مؤكّدة أن مشاهدهما معاً كانت فكاهية أمام الكاميرا وخلفها؛ مشيرة إلى أن السعدني قال لها إنه أحب اسمه أكثر بعد سماعه بصوتها في فيلم «الوسادة الخالية».

وذكرت لُبنى أن السعدني تواصل معها ليتعاونا في مسرحية «الزيارة» للكاتب فريدريش دورينمات، وذلك قبيل مرضه وابتعاده عن الأضواء، لكن الحظّ لم يحالفهما لإكمال هذا المشروع.

في حين أكدت الفنانة المصرية لوسي أن عملها مع صلاح السعدني يُعد علامة في مشوارها الفني، ووصفته بأنه «الأب والأخ والصديق والمعلم»، مشيرة إلى أنه «لم يكن فناناً عابراً في مسيرة الدراما المصرية بل أيقونة»، وذكرت «أن علاقتها بالسعدني بدأت قبل دخولها المجال الفني».

الفنانة لوسي في إحدى مشاهدها (أرشيفية)

وتؤكد لوسي لـ«الشرق الأوسط»، وهي التي شاركت السعدني في مسلسلات «ليالي الحلمية»، و«أرابيسك»، و«الباطنية»، أنّ «كواليس العمل معه تتميّز بالالتزام والحرص على احترام حقوق زملائه»، ولفتت إلى أنه «لم يتعامل مطلقاً بمنطق النجومية بل كان شخصاً متواضعاً ومحلّ احترام الجميع وكان يسعى لحل جميع المشكلات في الكواليس».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».