وزير الخارجية العراقي: تلقينا معلومات عن استهداف فرنسا وأميركا وإيران

الرئيس التركي يؤكد إجماع القادة في قمة العشرين على توجيه «رسالة قوية وصارمة» لمكافحة الإرهاب

وزير الخارجية العراقي: تلقينا معلومات عن استهداف فرنسا وأميركا وإيران
TT

وزير الخارجية العراقي: تلقينا معلومات عن استهداف فرنسا وأميركا وإيران

وزير الخارجية العراقي: تلقينا معلومات عن استهداف فرنسا وأميركا وإيران

قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، ان أجهزة المخابرات العراقية تلقت معلومات تشير الى أن فرنسا والولايات المتحدة وايران من بين الدول المستهدفة لشن هجوم عليها.
ولم يوضح الوزير الجهة المحتملة التي ستشن الهجوم ولم يفصح عن اطار زمني، لكن تصريحاته تأتي بعد مقتل 129 شخصا في باريس يوم الجمعة في هجمات نفذها مسلحون وانتحاريون وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها.
وفي تصريحات نشرت على الانترنت على هامش محادثات في فيينا أمس السبت بشأن انهاء الصراع في سوريا، قال الجعفري انه تم ابلاغ هذه الدول بالخطر. وأحجم متحدث عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
على صعيد متصل، وصف الرئيس الاميركي باراك أوباما الهجمات التي وقعت في باريس وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها بأنها هجوم على العالم المتحضر. وقال اليوم (الاحد) ان الولايات المتحدة ستعمل مع فرنسا على ملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان قبل قمة مجموعة العشرين "نقف الى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والشعب الفرنسي ونتضامن معهما في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة". وأضاف "ومثلما حدث في الهجمات الرهيبة التي وقعت في أنقرة، فان قتل الابرياء استنادا الى أيديولوجية ملتوية هجوم ليس فقط على فرنسا وليس فقط على تركيا وانما هو هجوم على العالم المتحضر"؛ في اشارة الى تفجيرين انتحاريين وقعا في العاصمة التركية الشهر الماضي.
من جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان قمة قادة دول وحكومات مجموعة العشرين ستوجه "رسالة قوية وصارمة" حول مكافحة الارهاب بعد الاعتداءات الدامية التي هزت باريس.
وصرح اردوغان امام الصحافيين قائلا "اعتقد ان ردنا على الارهاب الدولي سيتبلور بشكل قوي وصارم جدا في قمة مجموعة العشرين".
بدوره، رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم بتجدد الشعور بالحاجة الملحة للتوصل الى حل للنزاع في سوريا بعد هجمات باريس، وأضاف أن أمام العالم "لحظة نادرة" لفرصة تاريخية لوضع نهاية للعنف.
وفي مؤتمر صحافي خلال قمة العشرين لزعماء أكبر اقتصادات في العالم، قال بان ان مواجهة الارهاب يجب أن تكون قوية لكن بصورة تحترم سيادة القانون وحقوق الانسان.
من جهته، صرح وزير المالية الفرنسي ميشال سابان بعيد وصوله الى انطاليا بتركيا أن فرنسا تنتظر من رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين اصدار "قرارات ملموسة" ضد تمويل الارهاب.
وقال سابان الذي يمثل مع وزير الخارجية لوران فابيوس، الرئيس فرانسوا هولاند اثناء قمة مجموعة العشرين يومي الاحد والاثنين "بمعزل عن التضامن والتأثر" بعد اعتداءات باريس، تريد فرنسا "قرارات ملموسة في مجال مكافحة تمويل الارهاب".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.