اليابان تراقب سوق العملات بعد ارتفاع قياسي للدولار

«نيكي» يتراجع على خلفية الهجوم الإيراني وعمليات البيع في «وول ستريت»

رجل يسير أمام شاشة تعرض تحركات العملات وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يسير أمام شاشة تعرض تحركات العملات وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
TT

اليابان تراقب سوق العملات بعد ارتفاع قياسي للدولار

رجل يسير أمام شاشة تعرض تحركات العملات وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يسير أمام شاشة تعرض تحركات العملات وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، يوم الاثنين، إنه يراقب تحركات العملة عن كثب، مكررا أن طوكيو «مستعدة تماماً» للتحرك بعد أن ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في 34 عاماً مقابل الين في آسيا.

وتراوح سعر الدولار حول 153.68 ين بعد أن ارتفع إلى 153.74 ين في وقت سابق من الجلسة. وقال سوزوكي للصحافيين في وزارة المالية: «نراقب عن كثب التطورات وسنتخذ جميع الخطوات الضرورية».

وقال ماساتو كاندا، كبير دبلوماسيي العملة في اليابان، للصحافيين في وقت لاحق يوم الاثنين، إنه يُجري محادثات منتظمة ومتكررة مع سلطات الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن أسواق العملات.

وقال كاندا، نائب وزير المالية للشؤون الدولية، إنه يتوقع أن يجتمع بشكل غير رسمي مع سلطات من مختلف البلدان على هامش اجتماع صندوق النقد الدولي وزعماء مالية مجموعة العشرين المنعقد في واشنطن هذا الأسبوع. ورفض كاندا التعليق على التحركات الأخيرة لسعر الصرف.

وأدى تلاشي التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية على المدى القريب إلى تسريع صعود الدولار مع تركيز الأسواق على فجوة العائدات الواسعة بشكل صارخ بين الولايات المتحدة واليابان. بينما أدى تراجع الين مقابل الدولار إلى إعادة المخاوف من التدخل، حيث حذرت السلطات في طوكيو مراراً وتكراراً خلال الأسابيع الأخيرة من أنها لن تستبعد اتخاذ أي خطوات للتعامل مع التقلبات المفرطة.

وكان آخر تدخُّل لليابان في سوق العملات في عام 2022، مرة في سبتمبر (أيلول) ومرة أخرى في أكتوبر (تشرين الأول) لدعم الين.

في سياق منفصل، أظهرت بيانات مكتب الحكومة اليابانية الصادرة يوم الاثنين، ارتفاع قيمة الطلب على الآلات الأساسية في اليابان خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، بنسبة 7.7 في المائة شهرياً بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب، لتصل إلى 886.6 مليار ين. وتوقع المحللون نمو الطلب بنسبة 0.8 في المائة خلال فبراير الماضي بعد انكماشه 1.7 في المائة شهرياً خلال يناير (كانون الثاني) الماضي.

وعلى أساس سنوي، تراجع الطلب على الآلات بنسبة 1.8 في المائة خلال فبراير، بينما توقع المحللون تراجعه بنسبة 5 في المائة سنوياً، بعد تراجعه 10.9 في المائة سنوياً خلال الشهر السابق.

وارتفع الطلب الحكومي على الآلات في فبراير 12.1 في المائة شهرياً، و58.6 في المائة سنوياً إلى 527 مليار ين، في حين ارتفع الطلب الخارجي 0.7 في المائة شهرياً و8.6 في المائة سنوياً. وتتوقع الحكومة نمو الطلب على الآلات خلال الربع الأول من العام الحالي 4.9 في المائة مقارنةً بالربع السابق، وانكماشه 0.1 في المائة سنوياً إلى نحو 2.637 تريليون ين.

وفي الأسواق، تراجع المؤشر «نيكي» للأسهم القيادية في اليابان يوم الاثنين، مع تكالب المستثمرين على بيع الأسهم بعد تصاعد العنف في الشرق الأوسط وعمليات بيع في «وول ستريت» في نهاية الأسبوع.

واقتفت أسهم قطاع أشباه الموصلات اليابانية أثر نظيراتها الأميركية انخفاضاً بعد أن ذكر تقرير إعلامي أن الصين أمرت كبرى شركات الاتصالات في البلاد بالتوقف التدريجي عن استخدام الرقائق الأجنبية.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.74 في المائة ليغلق عند 39232.80 نقطة، لكنه عوّض بعض الخسائر المبكرة التي أدت إلى تراجعه 1.78 في المائة. كما تراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.23 في المائة.

وتدهورت المعنويات التي تراجعت بعد خسائر مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية أكثر من واحد في المائة يوم الجمعة، بعد أن شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل مطلع الأسبوع. وقال كازو كاميتاني، خبير الأسهم في «نومورا» للأوراق المالية، إن «العزوف عن المخاطرة يضغط بالفعل على الأسهم اليابانية».

وتصدر سهم شركة «استيلاس» للأدوية خسائر المؤشر «نيكي»، إذ هوى السهم 8 في المائة تقريباً ليدفع مؤشر قطاع الأدوية إلى الانخفاض 1.86 في المائة إلى قاع المؤشرات الفرعية التي يبلغ عددها 33 مؤشراً في بورصة طوكيو. وحل سهم «تاكاشيمايا» ثانياً بين أكبر الخاسرين على المؤشر «نيكي» مع هبوطه 6.66 في المائة.

وتصدر سهم «ليزر تك» لتصنيع آلات اختبار أشباه الموصلات خسائر قطاع الرقائق مع هبوطه 2.59 في المائة. كما تراجع سهم أكبر منافسي الشركة «أدفانتست»، 1.31 في المائة.

وارتفع مؤشرا أسهم شركات الشحن وشركات النفط وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط 2.41 في المائة و1.02 في المائة على الترتيب. أما مؤشر قطاع المرافق فتصدّر المكاسب وصعد 3.11 في المائة، مدعوماً بسهم شركة «طوكيو للطاقة الكهربائية» الذي قفز 5.83 في المائة وسط خطوات جديدة نحو استئناف العمليات في محطة كاشيوازاكي – كاريوا، أكبر محطة نووية في العالم.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

التضخم في عالم ما بعد الجائحة... هل تستعد المصارف المركزية لمزيد من القوة؟

قد يكون التذبذب السريع في معدلات التضخم دون تأثيرات مماثلة على الناتج الاقتصادي سمة بارزة لعالم ما بعد جائحة كوفيد-19.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في نوفمبر 2.20 دولار

صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)
صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)
TT

السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في نوفمبر 2.20 دولار

صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)
صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)

رفعت شركة أرامكو السعودية، سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف الرائد لعملائها في آسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمقدار 0.90 سنت إلى 2.20 دولار.

كانت «أرامكو» قد خفضت الأسعار لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمقدار 70 سنتاً إلى 1.3 دولار للبرميل.

وقالت أرامكو في بيان السبت، إنها خفضت سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف لعملائها في أوروبا بنحو 90 سنتا للبرميل وأميركا بنحو 10 سنتات، وذلك لشهر نوفمبر المقبل.

يأتي ذلك بعدما قفزت أسعار النفط على مدار الأسبوع، لتحقق ارتفاعاً على أساس أسبوعي بأكثر من 8 في المائة، بالنسبة لخام برنت، وهو أعلى مكسب أسبوعي منذ يناير (كانون الثاني) 2023، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط 9.1 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2023.

وترتفع الأسعار بدعم تزايد وتيرة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مع تهديد إسرائيل بضرب أهداف نووية إيرانية.

وقفزت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الجمعة، آخر تداولات الأسبوع، وحققت أكبر مكاسب أسبوعية في أكثر من عام وسط مخاطر متزايدة من نشوب حرب بالشرق الأوسط، وذلك رغم تراجع بعض المكاسب بعدما نصح الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بعدم استهداف منشآت نفط إيرانية.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتاً أو 0.6 في المائة إلى 78.05 دولار للبرميل عند التسوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 67 سنتاً، أو 0.9 في المائة إلى 74.38 دولار للبرميل.

وتعهدت إسرائيل بالرد على طهران بعد هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل يوم الثلاثاء.

وقفزت أسعار النفط بنحو 2 في المائة خلال الجلسة، لكنها تراجعت بصورة حادة بعد أن قال بايدن إنه لو كان في مكان إسرائيل سيفكر في بدائل غير ضرب حقول النفط الإيرانية.

وتتوقع شركة الوساطة ستون إكس أن تقفز أسعار النفط بين ثلاثة إلى خمسة دولارات للبرميل إذا جرى استهداف البنية التحتية النفطية في إيران.

ونقلت «وكالة أنباء الطلبة الإيرانية» (إس إن إن) عن علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري القول إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنت إسرائيل هجوماً عليها.

وإيران عضو في تحالف أوبك بلس ويبلغ إنتاجها من النفط 3.2 مليون برميل يومياً أو ما يعادل ثلاثة في المائة من الإنتاج العالمي.