عُمان: «منخفض المطير» يتسبب في وفاة 13 أغلبهم تلاميذ مدرسة

استمرار المنخفض الجوي وهطول الأمطار حتى الأربعاء

تمّكنت فرق الدفاع المدني والإسعاف من إنقاذ 1200 شخص من إحدى المدارس بولاية «المضيبي» بعد أن غمرت مدرستهم المياه (العمانية)
تمّكنت فرق الدفاع المدني والإسعاف من إنقاذ 1200 شخص من إحدى المدارس بولاية «المضيبي» بعد أن غمرت مدرستهم المياه (العمانية)
TT

عُمان: «منخفض المطير» يتسبب في وفاة 13 أغلبهم تلاميذ مدرسة

تمّكنت فرق الدفاع المدني والإسعاف من إنقاذ 1200 شخص من إحدى المدارس بولاية «المضيبي» بعد أن غمرت مدرستهم المياه (العمانية)
تمّكنت فرق الدفاع المدني والإسعاف من إنقاذ 1200 شخص من إحدى المدارس بولاية «المضيبي» بعد أن غمرت مدرستهم المياه (العمانية)

ارتفع عدد ضحايا المنخفض الجوي «منخفض المطير» الذي تشهده سلطنة عُمان إلى 13 وفاة أغلبهم من تلاميذ مدرسة انجرفت مركبتهم بنيابة سمد الشأن، كما تمّ صباح اليوم العثور على مفقودين اثنين من بين 5 مفقودين. في حين تمّكنت فرق الدفاع المدني والإسعاف من إنقاذ 1200 شخص من إحدى المدارس بولاية «المضيبي» بعد أن غمرت مدرستهم المياه.

وفي بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء اليوم الاثنين، أعرب المجلس عن «خالص تعازيه إلى أسر وأهالي الطلبة» المتوفين في محافظة شمال الشرقية نتيجة للأمطار الغزيرة والأودية الجارفة المُصاحبة للحالة الجوية الاستثنائية.

وحذر التلفزيون العماني من استمرار نشاط خلايا رعدية وهطول أمطار متفاوتة الغزارة على أجزاء من محافظات جنوب الباطنة ومسقط والوسطى والداخلية والظاهرة، ونقل التلفزيون عن اختصاصي الأرصاد الجوية أحمد بن عبد الله البلوشي، قوله: «نتوقع أمطاراً غزيرة اليوم الاثنين تتركز على محافظتي جنوب وشمال الشرقية والمناطق الجنوبية من محافظة الداخلية».

واعتبر البلوشي أن «ذروة الحالة الجوية هذا اليوم ستمتد من فترة الظهيرة حتى الليل».

وقال: «رصدنا خلية رعدية قد تتعمق وتؤثر بشكل كبير على محافظة الداخلية ومناطق من محافظتي جنوب الشرقية وشمال الشرقية».

كما توقع البلوشي، هطول أمطار غزيرة غداً الثلاثاء، حيث تتركز على محافظات مسندم وشمال الباطنة والظاهرة والبريمي وتمتد تدريجياً لمحافظات الداخلية وجنوب الباطنة ومسقط.

وأضاف: «نتوقع أمطاراً غزيرة غداً على محافظة مسندم قد تصل إلى 150 ملم».

وقال مساعد قائد شرطة محافظة شمال الشرقية إنه تم تفعيل اللجنة الفرعية للحالات الطارئة وتفعيل مركز الحالات الطارئة لتلقي البلاغات وتنسيق الجهود. مضيفاً: «أنّ المحافظة شهدت نزول معظم الأودية وأدت إلى احتجاز عدد من الأشخاص سواءً في الأودية وبعض المدارس مثل مدرسة الروضة ومدرسة عيد بن خلفان».

وأشار إلى أنه تم تسجيل وفاة 9 أشخاص منهم 6 أطفال وفقدان 4 أطفال ونقل طفلين لمستشفى سمد الشأن، لافتاً أن بعض الأودية أدت إلى محاصرة بعض المنازل مثل وادي بني خالد، وتمت عملية إنقاذ المحاصرين عبر طيران الشرطة.

وذكرت هيئة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة شمال الشرقية أنه تم نقل 1200 شخص من إحدى المدارس بولاية المضيبي بعد ارتفاع منسوب المياه الأمطار.

وشهد عدد من محافظات سلطنة عُمان هطول أمطار متفاوتة نتيجة للحالة الجوية التي بدأت تأثيراتها على أغلب المحافظات وتستمر حتى يوم الأربعاء المُقبل.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم تعليق العمل في المدارس الحكومية والخاصة والأجنبية كافة في محافظات مسقط وشمال الشرقية وجنوب الشرقية والداخلية والظاهرة وجنوب الباطنة، اليوم الاثنين، وتحويل الدراسة لتكون عن بُعد وفق الإمكانات المتاحة على أن تستأنف الدراسة في المدارس يوم غد الثلاثاء.

وعقدت اللجنة الرئيسية لإدارة الطوارئ الصحية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الباطنة اليوم اجتماعاً لها لمناقشة تفعيل خطط الجاهزية واستعداد المؤسسات الصحية للتعامل مع منخفض «المطير» الذي تمر به سلطنة عُمان حاليّاً.

كما تم التأكد من توفر الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية ومتابعة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين بالتنسيق مع كل الجهات والقطاعات الطبية المعنية.

تضامن

وتلقى السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان برقية تعزية من أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عبر فيها «عن صادق مواساته لضحايا السيول والأمطار التي اجتاحت ولاية المضيبي، وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين»، حسبما نقلت «وكالة الأنباء الكويتية».

كما تلقى السلطان برقية مماثلة من الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».