تنطلق غداً الاثنين فعاليات القمة العراقية - الأميركية المرتقبة بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الأميركي جو بادين.
ويتضمن جدول زيارة السوداني للولايات المتحدة التي تستمر خمسة أيام زيارة ولايتي ميتشيغان وهيوستن، حيث توجد جاليتان عراقيتان كبيرتان. فيما يحضر اليوم الأحد حفل العشاء الذي تقيمه السفارة العراقية في واشنطن، كما يلتقي المبعوث الخاص للشرق الأوسط بريث ماكغورك، ومسؤولين آخرين. كذلك اللقاء مع المنظومة الاقتصادية الأميركية في المجلس الاقتصادي العراقي - الأميركي ضمن جهود غرفة التجارة الأميركية في واشنطن (دي سي) لبحث الفرص الاقتصادية في المشاريع الاستراتيجية، وتعزيز العمل القائم في محافظات العراق وإقليم كردستان العراق في قطاع الطاقة.
وبدأت اللجنة الفنية العسكرية المرافقة للسوداني لقاءاتها مع نظيرتها الأميركية، فيما تنتظر لقاءات أخرى لرئيس الوزراء العراقي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، ووكيل الخزانة الأميركية.
وقال الدكتور حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات العراقية _ الأميركية في تقدم مستمر رغم كل التحديات والصعوبات، وتمر العلاقات بحراك مؤسساتي تأسس بعد تجارب ومخاضات للدولة العراقية».
وأضاف: «على الجانب السياسي الاقتصادي تم تأسيس اللجنة التنسيقية العليا التي تعمل على نقل العلاقات العراقية - الأميركية إلى المستوى الأفقي بعد زيارات عديدة قام بها الوفدان الحكومي العراقي والأميركي في المجالات كافة»، أما على الجانب العسكري «فهنالك اللجنة العسكرية العليا التي يقودها رئيس الوزراء للعمل على تقييم خطر (داعش) وتقييم الجاهزية القتالية للقوات المسلحة العراقية، وجدولة إنهاء تواجد التحالف الدولي، ونقله من الصعيد الدولي إلى الصعيد الثنائي».
فيما يكمن المسار الثالث بحسب علاوي «في مراجعة اتفاقية الإطار الاستراتيجي واللجان الست المقرة فيها من أجل تعزيز العلاقة العراقية الأميركية».
من جانبه قال السياسي العراقي إياد السماوي لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة السوداني لا تستهدف الإعلان عن إنهاء مهمة التحالف الدولي، لأن إنهاء مهمة التحالف مرهونة بسير الحوار بين ممثلي البلدين في اللجنة العسكرية التي تواصل اجتماعاتها بشكل منتظم». وأضاف «مسألة إنهاء التحالف الدولي وصل جميع الأطراف فيها إلى قناعة بإنهائها، والانتقال بالعلاقات من الجانب الأمني إلى العلاقات الثنائية بين العراق وبلدان التحالف الدولي لتشمل كافة الجوانب السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية».
وأوضح أن «حكومة السوداني ترى أن مصالح العراق يجب أن تبقى بعيداً عن سياسة الخنادق، وأن يحتفظ العراق بعلاقات طيبة قائمة على أساس الاحترام المتبادل، والسيادة، والمصالح المشتركة».
يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سيقود حوار القمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض في 15 أبريل 2024، وهذا ما سيعطي للعلاقات العراقية - الأميركية مساراً شاملاً بعد عشر سنوات من النظر عبر العدسة الأمنية للعلاقات، والانتقال إلى الأبعاد الشاملة، وعودة نقطة الاستقرار إلى ما قبل سقوط الموصل.