شبيه مبارك الهندي يثير ضجة في مصر

المغني الشهير بهاتاشاريا تفاعل مع رواد «السوشيال ميديا»

المطرب الهندي بهاتاشاريا نشر صورته بجانب صورة الرئيس مبارك لإبراز التشابه بينهما (إنستغرام للمطرب)
المطرب الهندي بهاتاشاريا نشر صورته بجانب صورة الرئيس مبارك لإبراز التشابه بينهما (إنستغرام للمطرب)
TT

شبيه مبارك الهندي يثير ضجة في مصر

المطرب الهندي بهاتاشاريا نشر صورته بجانب صورة الرئيس مبارك لإبراز التشابه بينهما (إنستغرام للمطرب)
المطرب الهندي بهاتاشاريا نشر صورته بجانب صورة الرئيس مبارك لإبراز التشابه بينهما (إنستغرام للمطرب)

مع ملامحه التي تشبه كثيراً الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، تصدر الموسيقار والمطرب الهندي الشهير أبهيجيت بهاتاشاريا قائمة «التريند» في مصر خلال الأيام الماضية، عقب انتشار مقطع فيديو له يوضح ذلك التشابه، حيث ظهر فيه وهو يساعد إحدى الفتيات على الغناء.

وخلال الساعات الماضية نال المطرب الهندي تفاعل رواد «السوشيال ميديا»، بعد أن قام بالتعليق على تصدره «التريند» في مصر، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، حيث قام بنشر صورتين له بجانب صورتين للرئيس الراحل مبارك، تبرز مجدداً تشابه الملامح، وعلق عليها قائلاً: «أنا تريند في مصر».

وهو التعليق الذي وجد تفاعلاً واسعاً من جانب رواد «إنستغرام»، الذين تندروا على ذلك التشابه، كما نقلت تعليق بهاتاشاريا العديد من وسائل الإعلام المحلية في مصر، التي قامت أيضاً بنشر تعريف بالمطرب أبرز محطاته الموسيقية، التي جاء فيها أنه عضو لجنة تحكيم برنامج «india idol» الذي يقدم المواهب الغنائية الجديدة.

كما أوضحت أن بهاتاشاريا ولد في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1958 في مدينة كانبور، ويتميز بتنوعه الغنائي، إذ غنى بلغات متعددة منها البنغالية والماراثية والكانادية والهندية.

وفي عالم الفن والسينما الهندية، يبرز أبهيجيت بهاتاشاريا، كمغني «بلاي باك»، بصوته الرخيم الذي يتردد في أنحاء صالات السينما الهندية محققاً نجاحاً كبيراً، إذ ساهم بصوته في إثراء أغاني العديد من أفلام «بوليوود» الناجحة.

كما حصل المطرب الهندي على ترشيح لقائمة فوربس لأفضل 100 شخصية هندية مشهورة في عام 2014، مما يؤكد على شعبيته وتأثيره في عالم الترفيه الهندي.

وشهدت منصة «إكس» تفاعلات عديدة مع مقطع الفيديو المتداول، مستشهدة بالمثل الشعبي: «يخلق من الشبه أربعين»

وتوقع حساب باسم «خالد فودة» - متندراً - حضور المطرب الهندي إلى مصر، واستضافته في أبرز البرامج التليفزيونية، وكذلك المطاعم الشهيرة كوجه دعائي لها.

وقال حساب باسم «فاطمة» أن التشابه أحدث لها تشويشاً.

وشغل مبارك منصب رئيس مصر من 14 أكتوبر (تشرين الأول) 1981 خلفاً للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وحتى 11 فبراير (تشرين الثاني) 2011 بتنحيه عن سلطاته، مع قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.

صحيح أن مبارك رحل في 2020، إلا أن حساباً يحمل اسم «خالد» قال: «شبيه حسني مبارك الهندي دا خلاني أصدق إن الأرواح والأجساد تتناسخ في عالم موازٍ». وفق قوله.

فيما رأى حساب باسم «حازم» أن أكثر ما جذبه هو الأغنية الهندية التي كان يغنيها المطرب بمشاركة إحدى المواهب.



اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».