ضبط عصابة دولية جمعت 686 مليون دولار من عمليات احتيال تتعلق بالقنب

زهرة القنب (رويترز)
زهرة القنب (رويترز)
TT

ضبط عصابة دولية جمعت 686 مليون دولار من عمليات احتيال تتعلق بالقنب

زهرة القنب (رويترز)
زهرة القنب (رويترز)

ألقت قوات شرطة بقيادة إسبانيا القبض على عصابة يشتبه في أنها جمعت 645 مليون يورو (686.41 مليون دولار) من ضحايا في 35 دولة في عملية احتيال تتمحور حول الاستخدام الطبي لنبات القنب.

وقالت الشرطة الوطنية الإسبانية، في بيان، إن العصابة أنشأت نظاماً للتسويق وحضرت معارض القنب الدولية لإقناع الضحايا بالاستثمار في النظام، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وقادت الشرطة الإسبانية العملية بمساعدة وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول) وقوات الشرطة في خمس دول أخرى.

وتم القبض على تسعة، لم يتم الكشف عن أسمائهم، في 11 أبريل (نيسان) للاشتباه في تورطهم بقضية الاحتيال في إسبانيا وبريطانيا وألمانيا ولاتفيا وبولندا وإيطاليا وجمهورية الدومينيكان.

وقالت سيلفيا جاريدو المتحدثة باسم الشرطة الإسبانية: «عرض نموذج النشاط الذي قدمه هذا التنظيم استخدام رأس المال المحول من المستثمرين لتطوير شراكات لتمويل زراعة نبات القنب».

وأضافت: «بهذا النظام، وعدوا الضحايا بأرباح تتراوح بين 70 بالمائة و168 بالمائة سنوياً، اعتماداً على نوع القنب الذي يستثمرون فيه».

وحظرت الشرطة حسابات مصرفية تحتوي على 58.6 مليون يورو وعملات مشفرة بقيمة 116.3 مليون يورو، واستردت 106 آلاف يورو نقداً. وصادرت عقارات بقيمة 2.6 مليار يورو (الدولار = 0.9397 يورو).



الآلاف يحتجون في فالنسيا الإسبانية بسبب كارثة الفيضانات (صور)

عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)
عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)
TT

الآلاف يحتجون في فالنسيا الإسبانية بسبب كارثة الفيضانات (صور)

عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)
عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)

تظاهر عشرات الآلاف في مدينة فالنسيا بشرق إسبانيا، السبت، احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 220 شخصاً في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في أوروبا منذ عقود.

وفي أحدث المظاهرات بسبب الفيضانات، توافدت الحشود على وسط مدينة فالنسيا للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة الإقليمية كارلوس مازون وهتفوا: «قتلة!».

وكُتب على إحدى اللافتات، وفقاً لوكالة «رويترز»: «أيادينا ملطخة بالطين وأياديكم ملطخة بالدماء».

سيارات مدمرة من جراء فيضانات فالنسيا الإسبانية (إ.ب.أ)

ويتهم سكان المناطق المتضررة مازون بالتأخر في إصدار التحذير يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) بعد وقت طويل من تدفق المياه إلى كثير من البلدات والقرى القريبة.

وقال مازون إنه كان سيصدر إنذاراً في وقت مبكر لو أن السلطات المركزية قدمت معلومات كافية عن خطورة الوضع.

عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)

وقالت أنا أوليفر رئيسة إحدى الجماعات التي نظمت الاحتجاج وعددها 30 جماعة: «نريد أن نعبر عن سخطنا وغضبنا إزاء الإدارة السيئة لهذه الكارثة التي أثرت على عدد كبير من الناس».

وقدرت الحكومة عدد المشاركين في الاحتجاج بنحو 130 ألف شخص.

ولا يزال نحو 80 شخصاً في عداد المفقودين من جراء أعنف فيضان تشهده دولة أوروبية واحدة، منذ الفيضانات التي ضربت البرتغال عام 1967 وأودت بحياة 500 شخص تقريباً.

عناصر من الشرطة الإسبانية تحمل معدات مكافحة الشغب خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (رويترز)

روائح كريهة

وتنتشر روائح كريهة في المناطق المجاورة لفالنسيا بعد أن اجتاحتها فيضانات مدمرة الأسبوع الماضي، ما يثير تساؤلات حول احتمال أن تترتب عليها مخاطر صحية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

عناصر من وحدات الإطفاء في إقليم الباسك يجوبون حقلاً للأرز بحثاً عن ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية (رويترز)

وقال عالم الأحياء في جامعة بوليتكنيك في فالنسيا ميغيل روديلا إن روائح «البيض الفاسد والكبريت» المنبعثة من المناطق المنكوبة ناتجة من «تحلل مواد عضوية دون أكسجين».

وأكد أن تنشقها «ليس مثالياً للصحة»، لافتاً النظر إلى أنها ستصبح سامة في حال تركزت انبعاثات المواد المتحللة في الهواء بشكل «أكبر».

الحشود المشاركة في المظاهرات وسط مدينة فالنسيا يحملون لافتة مكتوباً عليها «قتلة!» (إ.ب.أ)

وقال: «قد نجد الكثير من حالات الإصابة بصداع، وتشوهات في الإدراك» مع مرور الوقت.

واشتكى العديد من المتطوعين والضحايا في المناطق المتضررة، من صداع نصفي ودوار بعد تنشق روائح كريهة. وفي فالنسيا والمناطق المحيطة بها، لجأ كثيرون إلى وضع كمامات كما درجت العادة خلال جائحة كوفيد - 19.

سيدة تحمل كلبها خلال عملية تنظيف آثار الفيضانات في فالنسيا (إ.ب.أ)

ومع ذلك، طمأنت وزيرة الصحة مونيكا غارسيا، على موقع «إكس»، قائلة إنه «لم يتم الإبلاغ أي عن وباء مرتبط بالفيضانات حالياً».

وأكدت وضع بروتوكول مراقبة «للوقاية من العدوى والأمراض التي تنتقل عن طريق عناصر موجودة في الوحل والمياه الراكدة».

ولم يقنع موقفها منظمة «غرينبيس» غير الحكومية التي تُعنى بالبيئة. وقالت المنظمة: «الرواية الحكومية الرسمية تؤكد عدم وجود مشكلة، لكن لا تتوافر لدينا طريقة للتحقق من ذلك، لذا سنجري تحليلنا الخاص» للوحل.

أمراض

بعد ظهور بعض حالات التهابات المعدة والأمعاء، أقرت وزيرة الصحة، في حديث عبر إذاعة عامة، بأن «أدلة علمية تشير إلى وجود خطر مرتبط بعوامل مسببة للأمراض، لا سيما في المياه الراكدة، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي أو التهاب رئوي».

إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية في المنطقة «الاشتباه» بإصابة متطوعَين شاركا في عمليات التنظيف «بداء البريميات»، وهو مرض بكتيري.

وانتشرت سلسلة من التوصيات على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تجنب خطر انتشار الأمراض مع تدفق متطوعين من كل أنحاء إسبانيا للمساعدة.

صورة توضح الحشود المشاركة في المظاهرات وسط مدينة فالنسيا (إ.ب.أ)

وشدّدت المتحدثة باسم لجنة الطوارئ التي شُكلت بعد الكارثة روزا توريس، خلال مؤتمر صحافي، على أهمية أن يكون «أي شخص يتوجه إلى المنطقة المتضررة مجهزاً بكمامة وقفازين وحذاء وقميص ذي أكمام طويلة وسروال طويل ونظارات واقية، خصوصاً لدى التعامل مع المياه الراكدة أو الوحل».

وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على الفيضانات التي خلفت 220 قتيلاً على الأقل في جنوب شرقي إسبانيا، لم تُزل بلديات عديدة في منطقة فالنسيا بعد كل الوحل البني الرطب المنتشر على الطرق وعلى جدران المنازل مُصدراً روائح كريهة.

خبير في تكنولوجيا المعلومات يجر عربة عليها معدات خلال استعداده للسفر إلى فالنسيا مع مجموعة من الأصدقاء للتطوع في مساعدة المتضررين من الفيضانات (رويترز)

انتشار البعوض

تنبعث رائحة كريهة من متجر كبير في بلدة سيدافي الواقعة في منطقة فالنسيا. وقال توني ماركو (40 عاماً) الموظف في شركة تنظيف: «إنها لحوم فاسدة».

وأفاد بأن اللحوم «كانت هنا يوم الفيضان ولم يُتح إمكان إخراجها قبل الآن». وبقيت المواد الغذائية لعشرة أيام في ثلاجات من دون كهرباء.

ولفت أنجيل ألدهويلا (51 عاماً) وهو رجل إطفاء يعمل في كاتاروجا بالقرب من فالنسيا إلى أن الروائح «تتغير» من شارع إلى آخر لأن «لكل عنصر متحلل رائحة مختلفة».

متطوع يستريح خلال عملية تنظيف الشوارع والمنازل من آثار فيضانات فالنسيا الإسبانية (إ.ب.أ)

وتوقع أن تزيد الروائح الكريهة، وقال: «لا أعرف كم من الوقت سيستمر هذا الوضع»، مقدراً أن تستغرق عملية التنظيف «بضعة أسابيع».

وفي الأيام المقبلة، ستولي السلطات الصحية في مقاطعة فالنسيا اهتماماً خاصاً أيضاً بمخاطر انتشار البعوض في المياه الراكدة، لكونه ينقل الأمراض. ودعت وزارة الصحة في المنطقة البلديات الـ79 المتضررة إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع هذا الوضع.