السوداني: أميركا ساعدت العراق... والفصائل ستختفي

كتب في «فورين بوليسي» أن إدارة التعقيدات بحاجة إلى الوقت... لكن المهمة ستنجز

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أرشيفية)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أرشيفية)
TT

السوداني: أميركا ساعدت العراق... والفصائل ستختفي

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أرشيفية)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أرشيفية)

قبل أن يلتقي بالرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع المقبل، أعلن رئيس الحكومة العراقية أهدافه من زيارة واشنطن. وقال إن «الفصائل المسلحة ستنتهي في العراق»، وإنه «يحتاج إلى الوقت لإدارة تعقيدات هذا الملف».

وكتب محمد شياع السوداني، الخميس، مقالاً مطولاً في مجلة «فورين بوليسي»، أعادت نشره وكالة الأنباء الحكومية قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة، السبت، وحمل عنوان «العلاقة العراقية - الأميركية مفتاح استقرار الشرق الأوسط».

وأشاد السوداني بما عدّها «مساعدة الولايات المتحدة الأميركية على الإطاحة بالنظام الديكتاتوري لصدام حسين، ووضع الأسس لنظام ديمقراطي؛ مما مكّن العراقيين من تذوق طعم الحرية للمرة الأولى».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)

علاقة اشتباك وارتباط

ولخّص السوداني علاقة العراق بالولايات المتحدة بـ«مراحل صعود وهبوط، وفترات من الاشتباك وفك الارتباط، كانت فيها المواقف متقاربةً في أحيان ومتوترةً في أخرى»، لكنه أشار إلى «تفاهم مشترك بين زعماء البلدين على أن علاقتنا ستظل أولوية استراتيجية، مدعومة بالمصلحة المشتركة والجهود التعاونية من أجل تخطي الصعوبات».

وقال السوداني: «هزمنا الإرهاب معاً، وقد أتاح التعاون الأمني بين البلدين إعادة بناء الجيش العراقي وقوات الأمن الفعالة».

وعلى صعيد مستقبل هذه العلاقة، أكد السوداني، وفي موقف يبدو مخالفاً لعديد من شركائه في «الإطار التنسيقي الشيعي»، أن «العراق بحاجة إلى تطوير شراكتنا الاستراتيجية، من خلال الانتقال بها إلى مرحلة جديدة تدعم سيادة العراق واستقلاله، من دون التخلي عن التعاون المثمر بين بغداد وواشنطن».

ورأى السوداني أن «العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق تمثل عنصراً أساسياً للاستقرار في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى رفاهية شعوب المنطقة».

الفصائل ستختفي

وفي تحول واضح باتجاه الرغبة في إنهاء ملف الجماعات المسلحة التي تُصنّف نفسها في العراق على أنها «فصائل مقاومة»، قال السوداني: «خلال السنوات الأخيرة برزت التوترات بين البلدين؛ نتيجة للصراع مع الجماعات المسلحة التي كانت موجودةً في العراق على مدى العقدين الماضيين».

وأضاف السوداني: «هذه الجماعات نشأت من الظروف المعقدة التي واجهها العراق خلال مواجهته للإرهاب، إلا أنه بالتدريج، ومع استعادة الأمن والاستقرار، ستتلاشى الحاجة إلى السلاح الموجود خارج سيطرة الدولة ومؤسساتها، ونحن نعمل على تحقيق هذه الغاية».

واعترف السوداني بأن «الطريق لا تزال طويلةً وحافلةً بالتحديات»، وأن حكومته «تدرك موقفها الحساس، والتوازن الدقيق الذي يجب الحفاظ عليه بين الولايات المتحدة والجماعات التي تدخل أحياناً في مواجهة مباشرة معها».

وشدد السوداني على أن الحكومة «ترفض الهجمات على المصالح الأميركية في العراق أو في الدول المجاورة، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة إلى الوقت لإدارة التعقيدات الداخلية، والتوصّل إلى تفاهمات سياسية مع مختلف الأطراف».

السوداني سيجري أول زيارة لواشنطن بعد نحو عام ونصف عام من توليه منصب رئاسة الحكومة (إ.ب.أ)

وأشاد السوداني بالتضحيات المشتركة للشعبَين العراقي والأميركي، وعدّ مسألة استقرار العراق نقطةً أساسيةً على صعيد تشجيع «الشركات الأميركية؛ لكي تنخرط في مشروعات تنموية مهمة في مجالات الطاقة، والاتصالات، والإسكان، والرعاية الصحية، والتعليم، والنقل وغيرها».

وأكد رئيس الحكومة العراقية أن «العراق بحاجة إلى الخبرة والتكنولوجيا الأميركيتين؛ لتطوير الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، خصوصاً أن اتفاق الإطار الاستراتيجي وضع الأساس القانوني لهذه الأنشطة».

وتترقب القوى السياسية العراقية الزيارة التي سيقوم بها السوداني إلى الولايات المتحدة الأميركية بحذر بالغ، في حين يأمل «الإطار التنسيقي» الحصول على مكاسب تؤدي إلى تخفيف عقوبات أميركية على شخصيات ومصارف عراقية.

واتفق كل من رئيس «تحالف قوى الدولة» عمار الحكيم، وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، على دعم الزيارة، لكن الأخير أكد على ما سمّاه «عدم التهاون في خروج القوات الأجنبية كافة بما فيها الأميركية من الأراضي العراقية». وقال إن «موضوع خروج القوات الأجنبية، وفي مقدمتها القوات الأميركية، مهم وأساسي واستراتيجي يجب ألا يحصل تهاون فيه»، عادّاً «هذا الوجود غير قانوني وغير شرعي».

وقبل أيام معدودة على زيارة السوداني إلى واشنطن، أعلنت بغداد أن اللجنة العسكرية العليا العراقية ونظيرتها التابعة للتحالف الدولي، اتفقتا على إنشاء شراكة أمنية ثابتة مع الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

السلطات السورية تحارب «داعش» بقاعدة بيانات وخبرة استخباراتية سابقة

المشرق العربي من عملية ضد «داعش» في ريف إدلب (وزارة الداخلية السورية)

السلطات السورية تحارب «داعش» بقاعدة بيانات وخبرة استخباراتية سابقة

تواصل الحكومة في دمشق حملتها ضد تنظيم «داعش»، التي عملت عليها قبل عملية التحرير في شمال غربي سوريا، مدفوعة حالياً بالعزم على تحقيق الاستقرار طريقاً للتنمية.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي طائرة تتبع القيادة المركزية الأميركية تتزود بالوقود في الجو خلال التدريبات (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة إكس)

الجيش الأميركي: نفذنا مع سوريا غارات جوية على مخازن أسلحة لـ«داعش»

قال الجيش الأميركي، الأحد، إنه دمر الأسبوع الماضي 15 موقعاً تضم مخازن أسلحة تابعة لتنظيم «داعش» في جنوب سوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي لقطة من الفيديو المتداول للانفجار

مقتل 5 مدنيين في انفجار مستودع ذخيرة بريف إدلب (فيديو)

ذكرت وسائل إعلام سورية أن انفجاراً ضخماً وقع، اليوم الأربعاء، في بلدة كفر تخاريم في ريف إدلب بشمال غرب سوريا، وذلك نتيجة انفجار مستودع ذخيرة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي حراس يؤمّنون سجن الصناعة في الحسكة... سوريا 18 يناير 2025 (رويترز)

سجون «داعش»... قنابل موقوتة في قلب الصحراء بشمال شرقي سوريا

تشكّل سجون تنظيم «داعش» في سوريا قنابل موقوتة في قلب صحراء الشمال الشرقي للبلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
تحليل إخباري صورة أرشيفية لدورية روسية وعناصر من «اللواء الثامن» المدعوم من «حميميم» في جنوب سوريا

تحليل إخباري في عهد الحكومة الجديدة... العلاقة الروسية - السورية تحميها المصالح

شهدت العاصمتان موسكو ودمشق زيارات لوفود عسكرية رفيعة بين البلدين، وبالتزامن مع أنباء عن تعثر المفاوضات السورية - الإسرائيلية بشأن اتفاقية أمنية، قام وفد عسكري…

سعاد جرَوس (دمشق)

احتفالات بذكرى سقوط الأسد... وأنصاره يخططون لـ«انتفاضتين»

حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)
حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)
TT

احتفالات بذكرى سقوط الأسد... وأنصاره يخططون لـ«انتفاضتين»

حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)
حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)

في موازاة احتفالات مستمرة في سوريا بمرور قرابة سنة على إسقاط حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، تسربت معلومات أمس عن خطط يقف وراءها رئيس سابق للمخابرات السورية وابن خال الأسد لإطلاق انتفاضتين في الساحل السوري ضد حكم الرئيس أحمد الشرع.

وجاءت هذه المعلومات، في وقت شهدت ساحة العاصي بمدينة حماة، الجمعة، فعالية حاشدة بمناسبة مرور عام على تحريرها من قوات الأسد. ورفع مشاركون في الفعالية علماً سوريّاً بطول 500 متر، وعرض 4 أمتار، وسط الساحة «في مشهد رمزي يؤكد وحدة الأرض والشعب»، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة «سانا» الرسمية.

تزامناً مع هذه الاحتفالات، نشرت «رويترز» تحقيقاً ذكرت فيه أن اللواء كمال حسن المسؤول السابق في المخابرات السورية، وابن خال الأسد الملياردير، رامي مخلوف، ينفقان ملايين الدولارات على عشرات الآلاف من المقاتلين المحتملين؛ أملاً في إشعال انتفاضتين ضد الحكومة الجديدة.

وقال 4 أشخاص مقربين من العائلة إن الأسد، الذي فرّ إلى روسيا في ديسمبر (كانون الأول) 2024، استسلم إلى حد كبير لفكرة العيش في المنفى بموسكو.


قاسم يؤيد «الدبلوماسية» ويتمسك بسلاح «حزب الله»

أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)
أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

قاسم يؤيد «الدبلوماسية» ويتمسك بسلاح «حزب الله»

أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)
أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)

رفع الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، أمس، سقف خطابه السياسي، مؤكداً أنّ المشاركة برئيس مدني في لجنة وقف إطلاق النار تمثل «إجراءً مخالفاً للتصريحات والمواقف الرسمية السابقة»، التي كانت تشترط، حسب تعبيره، وقف الأعمال العدائية من قبل إسرائيل قبل إشراك أي مدني في آلية التنفيذ.

وفيما أعرب قاسم عن تأييده «خيار الدبلوماسية» الذي تتبعه السلطات اللبنانية، رأى أن تعيين السفير سيمون كرم على رأس الوفد اللبناني «تنازل مجاني لن يغيّر من موقف إسرائيل ولا من عدوانها ولا من احتلالها»، مشيراً إلى أنّ «المندوب المدني ذهب واجتمع فازداد الضغط، وأن إسرائيل ومعها أميركا تريدان إبقاء لبنان تحت النار». وأضاف: «نحن مستعدون للتضحية إلى الأقصى، ولن نستسلم».


«ونعمين» و«صياح» يحلقان بكأسي ولي العهد في السباق الفروسي الكبير

أمير الرياض يسلم الأمير متعب بن عبدالله كأس ولي العهد خلال مراسم التتويج (واس)
أمير الرياض يسلم الأمير متعب بن عبدالله كأس ولي العهد خلال مراسم التتويج (واس)
TT

«ونعمين» و«صياح» يحلقان بكأسي ولي العهد في السباق الفروسي الكبير

أمير الرياض يسلم الأمير متعب بن عبدالله كأس ولي العهد خلال مراسم التتويج (واس)
أمير الرياض يسلم الأمير متعب بن عبدالله كأس ولي العهد خلال مراسم التتويج (واس)

تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ونيابة عنه، حضر الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، أولى السباقات الكبرى للفئة الأولى على كأسي ولي العهد لشوطي الخيل المنتجَة «محليًا»، والشوط مفتوح الدرجات «إنتاج محلي ومستورد» المصنف دوليًا بدرجة «ليستد»، والمقام ضمن الحفل الثالث والأربعين من موسم سباقات الرياض بميدان الملك عبد العزيز في الجنادرية، وبجائزة مالية قدرها مليونا ريال.

وفي الشوط الثامن على كأس ولي العهد للإنتاج محلي الفئة الأولى مسافة 2400 متر، أحرز الجواد «ونعمين» العائدة ملكيته إلى أبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز بالمركز الأول، وسلم أمير منطقة الرياض كأس الشوط للأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز.

وفاز بجائزة الشوط التاسع على كأس ولي العهد المصنف دوليًا «ليستد» على مسافة 2400 متر الجواد «صياح»، العائدة ملكيته إلى أبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسلم أمير منطقة الرياض كأس الشوط للأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز.

يذكر أن الكأس يمثل أهمية كونه يحمل اسم ولي العهد إلى جانب أهميته الكبيرة في خارطة السباقات السعودية، بسبب فئويته العالية وقيمة جوائزه، إضافةً إلى مستوى المشاركة الفني الكبير، إذ أظهر البرنامج النهائي مشاركة نخبة من أقوى الخيل في الميدان السعودي على مسافة 2400 متر.