«النمر» قائداً للقوات الخاصة في سوريا... «تجميد» أم سباق نفوذ روسي - إيراني؟

صاحب فكرة «البراميل المتفجرة»

الأسد وسهيل الحسن (المرصد السوري)
الأسد وسهيل الحسن (المرصد السوري)
TT

«النمر» قائداً للقوات الخاصة في سوريا... «تجميد» أم سباق نفوذ روسي - إيراني؟

الأسد وسهيل الحسن (المرصد السوري)
الأسد وسهيل الحسن (المرصد السوري)

تناقلت وسائل إعلام سورية ووسائط التواصل الاجتماعي المقربة منها خبر تعيين اللواء سهيل الحسن، الملقب بـ«النمر»، والمدعوم من روسيا قائداً للقوات الخاصة في سوريا، خلفاً للعميد مضر محمد حيدر، المقرب من إيران، من دون أن يصدر بعد إعلان رسمي بالتعيين، وهو ما عدّته مصادر متابعة في دمشق أنه يعكس تصاعد النفوذ الروسي في البلاد على حساب النفوذ الإيراني، في حين عدّت مصادر أخرى أن القرار ليس ترقية، وإنما هو بمثابة «تجميد» للحسن.

وأمس، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره لندن: «اليوم جرى تعيين سهيل الحسن قائداً للقوات الخاصة، وبات اللواء سهيل يشغل منصبه الجديد بعد أن كان قائداً للفرقة 25 المدعومة من روسيا، والتي تسلم قيادتها اللواء صالح عبد الله».

وأضاف المرصد: «سهيل الحسن هو صاحب استراتيجية البراميل المتفجرة إبان العمليات العسكرية على أحياء حلب الشرقية وطبقها أينما رحل، كما يعد الحسن من أبرز الشخصيات العسكرية المقربة من روسيا، ودرب وأرسل كثيراً من المرتزقة للمشاركة بالحرب الروسية على أوكرانيا».

وأشار المرصد إلى أن «الحسن من الشخصيات التي فُرضت عليها عقوبات دولية لارتكابها جرائم حرب».

الخبر الذي لم يعلن عنه رسمياً من قبل دمشق كما تجري العادة عند حصول تغييرات تطال كبار الضباط في الأجهزة الأمنية والجيش، تداوله أيضاً كثير من المواقع الموالية للسلطة، وأخرى معارضة وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال موقع «الشرق للأخبار - سوريا» في حسابه على منصة «إكس»: «عينت دمشق اللواء سهيل الحسن، الملقب بـ(النمر)، قائداً للقوات الخاصة، واللواء صالح عبد الله، خلفاً له في قيادة (الفرقة 25) المدعومة من روسيا».

ونقل «الشرق للأخبار - سوريا» عن مصادر إعلامية، أن «تعيين الحسن خلفاً للعميد مضر محمد حيدر، المقرب من إيران، يشير إلى أن روسيا تحاول إخضاع القوات الخاصة لنفوذها، لا سيما أنها من أبرز قوات دمشق العاملة تحت مظلة النفوذ الإيراني بعد (الفرقة الرابعة)، التي يقودها ماهر، شقيق بشار الأسد». وقالت المصادر المتابعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط»: «النمر مدعوم من روسيا، وهذا الأمر لا يخفى على أحد، والتعيين الجديد يعكس زيادة في النفوذ الروسي في سوريا على حساب النفوذ الإيراني، خصوصاً أن هناك مؤشرات ظهرت أخيراً تنم عن فتور في العلاقة بين دمشق وطهران، وازدادت بعد الاستهدافات الإسرائيلية لمقار قادة الحرس الثوري الإيراني في المدن السورية واتهامات من قبل منابر إعلامية إيرانية لدمشق بأنها مخترقة» من قبل إسرائيل.

ولفتت المصادر إلى أن من مؤشرات ازدياد النفوذ الروسي نشر موسكو مزيداً من نقاط المراقبة في المناطق المحاذية لإسرائيل في الجولان، التي تنتشر فيها ميليشيات إيرانية وأخرى موالية لها، وازداد هذا الانتشار منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

في المقابل ووفقاً للمصادر، فإنه و«منذ أكثر من شهر، تحصل تطورات توحي بفتور في العلاقات السورية - الإيرانية التي يصفها المسؤولون في البلدين عبر المنابر الإعلامية بالراسخة والتاريخية والمتينة».

ولفتت المصادر إلى أن من هذه التطورات غياب إيران بمسؤوليها وصور خامنئي ورئيسها وأعلامها عن فعالية «يوم القدس العالمي» التي أقيمت يوم الجمعة الماضي، في مخيم اليرموك جنوب دمشق، علماً بأن تمثيل إيران في المناسبة نفسها بالأعوام السابقة، كان على مستوى ممثل خامنئي في سوريا أو سفير طهران بدمشق، وكذلك غياب صور الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله وراية الحزب بشكل نهائي، ولكن كان هناك ممثل للحزب في الفعالية، إلا أنه لم يلقِ كلمة، واقتصرت الكلمات على «سوريا» و«عوائل الشهداء» وكلمة للفصائل الفلسطينية.

لكن مصادر متابعة أخرى رأت أن تعيين النمر في هذا المنصب «تجميد لصلاحياته ونفوذه»، وقالت: «هذا المسار بدأ منذ أن تمت دعوة الحسن إلى حضور لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس بشار الأسد في قاعدة حميميم باللاذقية، وظهر فيه الحسن كرجل روسيا القوي». وأضافت المصادر: «الخطوة الثانية كانت إلحاق مجموعته في الجيش السوري بشكل نظامي تحت اسم (الفرقة 25)، وجعلها فرقة تتبع للجيش، وحالياً بهذا المنصب بات الحسن عضواً بالمجلس العسكري مثله مثل أي ضابط يمكن إقالته ووضع آخر مكانه».

يشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد ترأس اجتماعاً «لقادة الأجهزة الأمنية في الجيش والقوات المسلحة»، مطلع العام الحالي، بعد تغييرات أمنية مفاجئة طالت مراكز أمنية حساسة في سوريا، حيث تم تعيين اللواء علي مملوك مستشاراً لرئيس الجمهورية للشؤون الأمنية، وتعيين اللواء كفاح الملحم خلفاً له في رئاسة مكتب الأمن الوطني، بينما نُقل اللواء كمال حسن من رئاسة فرع فلسطين، ليصبح رئيساً لشعبة المخابرات العسكرية خلفاً للواء كفاح الملحم.

وتوصل الاجتماع الذي عقده الأسد مع قادة الأجهزة الأمنية إلى وضع «خريطة طريق أمنية وفق رؤى استراتيجية تحاكي التحديات والمخاطر الدولية والإقليمية والداخلية»، حسبما جاء في بيان للرئاسة بعد الاجتماع الذي ناقش الأثر المرتقب لإعادة الهيكلة الجارية في المجال الأمني، وتطوير التنسيق بين الأجهزة، بما يعزز أداء القوات الأمنية في المرحلة المقبلة، وكذلك «تطوير أدوات مكافحة الإرهاب بعد النتائج المهمة التي تحققت خلال السنوات الماضية».

كما شدد الأسد، وفقاً للبيان على «الدور الاستباقي والوقائي للأجهزة الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتعقب الدائم للخلايا التي تحاول الإضرار بأمن الوطن وسلامته». وقالت آنذاك مصادر متابعة لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك يأتي ضمن «عملية إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في سوريا، التي بدأتها الرئاسة السورية مطلع العام الحالي»، لافتة إلى أن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتنسيق عملها من التحديات التي تفرض نفسها على دمشق بعد التطورات التي شهدها العام الأخير، مع بدء عودة علاقاتها مع المحيط العربي، واستحقاقات معالجة ملفات مكافحة الإرهاب، وتهريب المخدرات، وأمن الحدود مع دول الجوار، لا سيما الأردن والعراق.



«تشبه نشوة المخدرات»... كيف تثير الموسيقى المشاعر؟

كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)
كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)
TT

«تشبه نشوة المخدرات»... كيف تثير الموسيقى المشاعر؟

كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)
كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)

تتميز الموسيقى بقدرتها على استحضار المشاعر العميقة لدى المستمعين، كما أن التأثر العاطفي بالموسيقى تجربة ممتعة بطبيعتها.

ويستخدم معظم مستمعي الموسيقى التعبير العاطفي باعتباره العامل الأكثر أهمية في تقدير الموسيقى واتخاذ القرار بشراء أغنية.

وشرح تقرير لموقع «سايكولوجي توداي» كيف تحركنا الموسيقى.

1. الاستجابة المشروطة

نسمع أنواعاً معينة من الموسيقى حزينة لأننا تعلمنا ربطها بأحداث حزينة مثل الجنازات.

والشعور ليس الموسيقى، بل ما تذكرنا به. فعندما ترتبط قطعة موسيقية معينة بلحظات معينة في حياة المستمعين، فإنها تميل إلى استحضار مشاعر مثل الفرح أو الحزن. وبالتالي، إذا سمعت لأول مرة مقطوعة فالس شوبان خلال فترة حزينة بشكل خاص من حياتك واستمع إليها شخص آخر لأول مرة في فترة سعيدة من حياته، فقد تذكرك في الاستماع لاحقاً بأحداث حزينة، وتذكر الشخص الآخر بأحداث سعيدة.

وبالتالي، من خلال الارتباط، تجعلك سعيداً وتجعله حزيناً.

2. الحنين إلى الماضي

الموسيقى هي المحفز الأول للحنين إلى الماضي. إن الاستماع إلى أغنية تم تشغيلها كثيراً أثناء حدث مهم في الحياة (على سبيل المثال، موسيقى من مراهقتك) منذ سنوات عديدة يمكن أن يؤدي إلى تجربة عاطفية عميقة للحنين إلى الماضي. الشعور ليس في الموسيقى، ولكن فيما تذكرنا به.

3. الموسيقى كتعبير عن العاطفة

تجسد الموسيقى صفات معبرة مثل الكآبة والمرح. يمكن للصوت الموسيقي أن يقلد أو يمثل المشاعر، مثل الحزن والفرح والخوف والأمل. على سبيل المثال، فإن الإيقاع السريع المتخطي أو مستوى الصوت العالي يجعل الموسيقى مبهجة.

على النقيض من ذلك، فإن الإيقاع البطيء أو النغمات الثانوية الداكنة تجعل الموسيقى حزينة.

على غرار الموسيقى، تكون أصوات الأشخاص المبتهجين نشطة، ويميل الأشخاص الحزينون إلى التحدث بنغمات ناعمة خافتة.

4. المفاجأة

مثل قراءة السرد الخيالي، فإن قدراً كبيراً من متعتنا في تجربة السرد الخيالي هو المتعة التي نشعر بها في التساؤل عما سيحدث. إن الاستماع إلى أغنية تم الاستماع إليها مرات عديدة من قبل لا يشكل مفاجأة؛ لأن المرء «يعرف القصة».

5. المتعة

الموسيقى مجرد سلسلة من النغمات مرتبة على مدار الوقت. قد لا يُعتبر كل حدث صوتي من هذه الأحداث منفرداً مجزياً بشكل خاص. ومع ذلك، يمكن لديناميكياتها الزمنية بطريقة أو بأخرى أن تحفز بعضاً من أكثر الاستجابات الممتعة التي يعرفها الإنسان، مما يخلق «نشوة» تم وصفها على أنها تشبه تلك التي تسببها المخدرات القوية الإدمان.

6. العاطفة الجماعية

عندما يذهب الناس إلى الحفلات الموسيقية أو يصنعون الموسيقى معاً، تتأثر عواطفهم جزئياً بمشاعر الأشخاص الآخرين الحاضرين في السياق من خلال التوافق الإيقاعي والعدوى العاطفية. يحدث التوافق عندما تتزامن حركات أجسادنا مع الموسيقى.

ويُعد التزامن مع الآخرين والإيقاعات الموسيقية أمراً ممتعاً. ويؤدي التزامن مع شخص آخر إلى ظهور مواقف إيجابية تجاههم. وقد تساعد عملية المزامنة هذه في تفسير الترابط الجماعي، مثل الثقافات الفرعية للمراهقين الذين يستمعون إلى أشكال معينة من الموسيقى.

باختصار، تمتلك الموسيقى القدرة على استحضار مشاعر عميقة لدى المستمعين. هذه الإمكانية هي أحد الدوافع الأساسية للانخراط في الاستماع إلى الموسيقى. قد يكون الاستماع إلى الموسيقى المفضلة طريقة أكثر فاعلية لتقليل الشعور بالتوتر وزيادة المشاعر الإيجابية من الاسترخاء دون موسيقى.