أنصار سيف القذافي يتحدثون عن «مؤامرة بريطانية» لإقصائه سياسياً

سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)
سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)
TT

أنصار سيف القذافي يتحدثون عن «مؤامرة بريطانية» لإقصائه سياسياً

سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)
سيف الإسلام القذافي (أ.ف.ب)

​اتهم الفريق الممثل لسيف الإسلام، نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، في الجلسات التحضيرية لمؤتمر «المصالحة الوطنية»، الحكومة البريطانية بـ«التدخل السافر» في الشأن الليبي الداخلي، وذلك من خلال محاولات «لإقصائه من الحياة السياسية»، مطالبين بـ«الكف عن تعطيل» المسار الديمقراطي في البلاد.

وقال فريق سيف القذافي، في بيان، إن الحكومة البريطانية تعمل على «فرض رؤيتها الإقصائية والتآمرية ضده»، مشيرين إلى أنهم «تأكدوا من هذه التحركات، بعد تواصل الفريق مع أطراف محلية ودولية لاستقاء المعلومات الصحيحة، حتى تبين لهم ذلك».

ولم يتسنَّ لـ«الشرق الأوسط» الاتصال بالسفارة البريطانية لدى ليبيا للرد على هذه الاتهامات؛ لكن السفير البريطاني الجديد مارتن لونغدن، يؤكد منذ توليه مهمته، دعم بلاده لليبيين في إنجاز الاستحقاق المنتظر، من خلال مساندة خطة الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة، عبد الله باتيلي، بشأن الاستحقاق الرئاسي والنيابي.

اللجنة التحضيرية للمصالحة الوطنية تعقد اجتماعها العادي الثالث بمدينة سبها (المجلس الرئاسي الليبي)

ويشارك الفريق الممثل لنجل القذافي، مع ممثلين لباقي الأطراف السياسية الليبية، في الجلسات التحضيرية لمؤتمر «المصالحة الوطني الجامع» المزمع انعقاده في نهاية أبريل (نيسان) المقبل، برعاية النائب بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي.

ودلل فريق سيف القذافي على اتهاماته، بالحديث عن «لقاء جمع ممثلين للحكومة البريطانية مع أحد المسؤولين ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في لندن، منتصف شهر مارس (آذار) المنقضي»، وذهبوا إلى أن «ممثلي الحكومة البريطانية طلبوا من المسؤول الأممي العمل على إقصاء سيف الإسلام من الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وذلك بإعادة فتح ملفه القانوني».

وسبق للسفيرة البريطانية السابقة لدى ليبيا، كارولاين هرندل، التحدث غير مرة، عن وضعية سيف القذافي من المحكمة الجنائية الدولية، ودعته إلى «أن يكون مستعداً لمواجهة التهم الموجهة إليه من قِبل المحكمة»، مشددة على أن بلادها «تدعم بقوة المحكمة في مسألة محاكمة سيف». وكان مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة قد طالب السلطات الليبية بالتعاون مع مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لتوقيف وتسليم الأشخاص المطلوبين لدى المحكمة.

وعدّ فريق سيف القذافي ممارسات الحكومة البريطانية هذه «استمراراً لسياستها المعادية للشعب الليبي، وعدم اكتراثها بتطلعاته لإقامة انتخابات نيابية ورئاسية حرة ونزيهة». وعبَّرت حسابات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤيدة لسيف القذافي، عن رفضها لمثل هذه التحركات التي وصفتها بـ«التآمرية».

من ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة (أرشيفية- الشرق الأوسط)

وسيف القذافي كانت قد واجهته عقبات قانونية خلال تقدمه بملف ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا؛ لكنه تغلَّب عليها قبل أن يتم تأجيل الاستحقاق إلى أجل غير مسمى. في تلك الأثناء تحدث محاميه خالد الزائدي، عن «وجود أدلة ومعلومات تثبت تورط السفيرين: الأميركي ريتشارد نورلاند، والبريطانية هرندل في إيقاف العملية الانتخابية وتعطيلها، بسبب قبول ترشح سيف الإسلام لخوضها».

ويقول مصدر على صلة بالبعثة الأممية في ليبيا، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «ليست هي من يقرر خوض الانتخابات في البلاد، ومن يُقصَى من السباق»؛ مشيراً إلى أن «الأمر يخضع للقوانين التي تتوافق الأطراف السياسية عليها، ومن ثم تطبق على جميع الراغبين في الترشح من دون تمييز».

وأعلنت «رابطة شباب الزاوية» الداعمة لسيف الإسلام، أن ليبيا «في حاجة إلى لم شمل الجميع بكل توجهاتهم السياسية، وعدم إقصاء أي طرف سياسي، وإتاحة الفرصة في اختيار من يقود البلاد في المرحلة المقبلة بإرادة شعبية حرة من دون أي تدخل خارجي».

وأحدثت تصريحات السفيرة البريطانية السابقة، في حينها، حالة من الغضب والرفض بين أنصار نجل القذافي، لافتين إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لم تقدم أي اتهام ضده، بجانب أنها توقفت عن المطالبة باستدعائه.


مقالات ذات صلة

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

شمال افريقيا وزير الخارجية التركي مستقبلاً بلقاسم نجل حفتر في أنقرة (صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا)

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

خلَّفت زيارة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، إلى تركيا، نهاية الأسبوع الماضي، التي التقى خلالها وزير الخارجية، هاكان فيدان، قدراً من التساؤلات.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا صورة نشرتها سلطات جنوب أفريقيا لعدد من الليبيين الذين اعتقلتهم (أ.ب)

تباين بين «الوحدة» و«الاستقرار» حول الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا

أكدت حكومة الوحدة، في بيان مساء الجمعة، أنه «لا صلة لها بإجراءات إرسال 95 شخصاً من حملة الجنسية الليبية»

خالد محمود (القاهرة )
المشرق العربي 
من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

ليبيا: انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن

هزّت انفجارات ضخمة مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان»، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي.

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين أفارقة من ليبيا إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

اشتكى مصدر ليبي مسؤول من أن «منطقة أغاديز بوسط النيجر أصبحت نقطة انطلاق ومحطة عبور لتهريب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر بلده».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)

انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

هزّت انفجارات ضخمة متتالية مدينة زليتن الساحلية بغرب ليبيا إثر انفجار مخزن للذخيرة تمتلكه ميليشيا «كتيبة العيان» بمنطقة كادوش، وسط تضارب الروايات.

جمال جوهر (القاهرة)

تركيا: تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين جنوب شرقي البلاد

عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
TT

تركيا: تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين جنوب شرقي البلاد

عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)

أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، السبت، تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين في عملية ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) «الإرهابي» في ريف ولاية سيرت، جنوب شرقي البلاد، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وذكر يرلي قايا في بيان أن «الإرهابيين الأربعة شاركوا في 9 عمليات إرهابية» استشهد فيها 6 حراس أمن و5 مواطنين مدنيين، وأصيب 6 حراس أمن، و11 مواطناً مدنياً بجروح، حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.

وتستخدم تركيا كلمة تحييد للإشارة إلى المسلحين، الذين يتم قتلهم أو أسرهم أو إصابتهم من جانب القوات التركية.

ويشن الجيش التركي أيضاً عمليات عسكرية في شمال سوريا والعراق ضد حزب العمال الكردستاني «بي كيه كيه». ووفقاً لبيانات تركية، فقد تسبب «بي كيه كيه» في مقتل حوالي 40 ألف شخص (مدنيون وعسكريون) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينات القرن الماضي.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان: «بموجب حقنا في الدفاع عن النفس (...)، تم تنفيذ عمليات جوية ضد أهداف إرهابية في شمال العراق في مناطق كارا وقنديل وأسوس». وأوضح الجيش التركي، الذي ينفذ غارات في المنطقة بانتظام، أنه ضرب 25 هدفاً، «من بينها كهوف ومخابئ وملاجئ ومستودعات ومنشآت» لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن حرب عصابات ضد السلطات التركية منذ عام 1984، وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة «إرهابية».

ووصف مصدر أمني في شمال العراق هذه الضربات بأنها «مكثفة». ووفق كمران عثمان، عضو منظمة فرق صناع السلام المجتمعية ومقرها في كردستان العراق، فقد استمرت الغارات نحو 45 دقيقة، ولم يتم تسجيل أي إصابات بين المدنيين، حسب المصدر الذي تحدث عن أضرار في الأراضي الزراعية.