مواجهة التهديدات السيبرانية في عصر الذكاء الاصطناعي

خطوات دفاعية بتوظيف نظمه المتطورة

مواجهة التهديدات السيبرانية في عصر الذكاء الاصطناعي
TT

مواجهة التهديدات السيبرانية في عصر الذكاء الاصطناعي

مواجهة التهديدات السيبرانية في عصر الذكاء الاصطناعي

تحمل مشاهد المخاطر المتغيّرة وتطوّر دور الذكاء الاصطناعي في الدفاع السيبراني دروساً مهمّة جداً عن عملية الدفاع في وجه الهجمات الإلكترونية.

مواجهات الذكاء الاصطناعي

يقوم الذكاء الاصطناعي اليوم بأمورٍ مذهلة، مثل مساعدة الأطباء في تشخيص وعلاج الأمراض، ورصد تحويلات خطرة قد تنذر بوجود عملية احتيال، وتحسين جوانب كثيرة في سلاسل التوريد، والسماح لخدمات التدفّق الإنترنتي باقتراح ما قد تودّون مشاهدته. ولكنّ تأثيراته الكبرى تبرز اليوم في الأمن السيبراني؛ وتحديداً في الدفاع السيبراني، كما يرى غاي غودمان، مدير تسويق المنتجات في شركة «بلاكبيري»، في حديث له لموقع «دارك ريدينغ».

هذا الذكاء الاصطناعي قادرٌ على التعلّم، والتكيّف، وتوقّع المخاطر سريعة التنامي، مما يجعله أداةً ضرورية لحماية الأعمال والحكومات. ويعدّ ترشيح الرسائل الإلكترونية المزعجة مهمّة عادية للذكاء الاصطناعي، الذي يملك أيضاً تطبيقاً أكثر تقدّماً، يتمثّل في دفع التحاليل التنبّئية والاستجابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ولكنّ مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني ليس إيجابياً بالكامل، خصوصاً أنّ إشارات عدّة تنذر باستدارته نحو خدمة مصالح المهاجمين، وهذا التحوّل مدفوعٌ بتوفّر تقنية الذكاء الاصطناعي للجميع. تستمرّ هذه التقنية في تقوية المؤسسات لبناء دفاعات قوية، ولكنّها في المقابل، تزوّد العناصر الخطرة بأدوات تتيح لهم هندسة هجمات أكثر تعقيداً وتخفّياً.

تطور الأمن السيبراني

تنطوي مشاهد المخاطر المتغيّرة وتطوّر دور الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني على جوانب مهمّة في الدفاع بوجه هجمات المستقبل.

> الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني:

- المرحلة الأولى (2000 - 2010): أشعلت بداية الألفية الجديدة عصراً جديداً من التحوّل الرقمي أثّر على الجانبين المهني والشخصي من حياة الناس. في ذلك الوقت، عمل معظم الشركات في بيئات تقنية مدارة بإحكام تعتمد على أجهزة الكومبيوتر المكتبية، واللابتوبات، ومراكز البيانات الموجودة داخل الشركة نفسها.

خلال هذه المرحلة، تصدّرت التهديدات السيبرانية الهادفة لافتعال الفوضى وتشويه السمعة المشهد، وتسبّبت البرمجيات الخبيثة الشهيرة مثل «آي لاف يو»، و«ميليسا»، و«ماي دوم»، في اضطرابات عالمية. كما ساهمت الدوافع المالية في تصاعد عمليات التصيّد، واستهدف برنامج «حصان طروادة» المصرفي فئة غير متوقعة من المستخدمين.

حينها؛ دافعت المؤسسات عن نفسها باستخدام إجراءات أمنية عادية، مثل برمجيات مقاومة الفيروسات التي تعتمد على التوقيع وجدران الحماية. وقدّم الأمن الشبكي أنظمة محسّنة لرصد الاختراق، بالإضافة إلى تبنّي المصادقة ثنائية العناصر.

وشهدت هذه المرحلة أيضاً تصاعداً في الرسائل الإلكترونية المزعجة، وبرز الذكاء الاصطناعي بوصفه أداةً فعّالةً للمدافعين. وقد نجحت هذه التقنية، رغم التشكيك، في إثبات مهارة غير مسبوقة في تعريف وعزل الرسائل المثيرة للشبهة، وتقليل المخاطر، واستعادة الإنتاجية، مما سلّط الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على محاربة التهديدات الآخذة في التطوّر.

> المرحلة الثانية (2010 - 2020): شهد العالم خلال المرحلة الثانية نقلة نوعية في بنية تكنولوجيا المعلومات التحتية، شملت ازدياداً في تطبيقات البرمجيات بوصفها خدمة، والحوسبة السحابية، وسياسات استخدام الجهاز الخاص، وتوسيع تكنولوجيا معلومات الظلّ لمساحة الاعتداء أمام المنفّذين.

وأصبحت التهديدات أيضاً أكثر تعقيداً؛ حيث تصدّر فيروس «ستوكس نت» والاختراقات عالية المستوى التي استهدفت شركات مهمّة مثل «تارغت» و«سوني بيكتشرز» العناوين. وأكّدت نقاط الضعف التي أصابت سلاسل التوريد وتجسّدت في اختراق «سولار ويندوز»، وتصاعد موجات برامج الفدية، وتفريغ أقراص التخزين، أكثر فأكثر، على الحاجة إلى دفاعات دقيقة وقابلة للتطوير.

هنا؛ أصبح الذكاء الاصطناعي أداةً ملحّةً في مواجهة الاعتداءات السيبرانية.

عمدت شركة البرمجيات «سيكلانسي»، التي تأسّست عام 2012، إلى دمج الذكاء الاصطناعي في أمنها السيبراني، مستبدلةً بالبرمجيات المقاومة للفيروسات نماذج تعلّم آلي خفيفة الوزن. تنامت قدرات الذكاء الاصطناعي لتتضمّن رصد العيوب، والتحليل السلوكي، والتحاليل التنبئية، وتعزيز الآليات الدفاعية في وجه الهجمات المعقّدة.

تهديدات ودفاعات الذكاء الاصطناعي

> المرحلة الثالثة (2020 - الوقت الحاضر): اليوم، يمرّ الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني بنقلة نوعية أخرى، حيث تتسبّب القوى التي تعمل من كلّ مكان، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات المفرطة الاتصال، في طمس الحدود الأمنية التقليدية وتعظيم مساحة الهجمات.

وأيضاً، بعد مراحل من استخدامه بوصفه أداةً دفاعيةً حصراً، أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم سيفا ذا حدّين، يستخدمه المهاجمون والمدافعون على حدٍ السواء.

تحاول أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة مثل «تشات جي بي تي (ChatGPT)»، تجنّب سوء استخدام الذكاء الاصطناعي، إلّا إنّ أدوات مثل «وورم جي بي تي (WormGPT)» تبرز لمساعدة المهاجمين وتفتح المجال لمزيد من التحديات في الأمن السيبراني.

مع تطوّر الذكاء الاصطناعي، يجب على المؤسسات تبنّي طبيعته المزدوجة، أي احتضان الابتكار للتبحّر في تعقيدات الأمن السيبراني العصري.

وتشمل التهديدات الجديدة المدعمة بالذكاء الاصطناعي:

- حملات التصيّد المصمّمة باستخدام الذكاء الاصطناعي: يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي المهاجمين على إنشاء رسائل تصيّد صعبة الضبط.

- تحديد الهدف بمساعدة الذكاء الاصطناعي: يوظّف المهاجمون خوارزميات التعلّم الآلي لتحديد الأهداف المهمّة بكفاءة.

- تحليل السلوك بمساعدة الذكاء الاصطناعي: تستطيع البرمجيات الخبيثة المدعمة بالذكاء الاصطناعي استنساخ سلوكيات المستخدم للتهرّب من الضبط.

- المسح الآلي لنقاط الضعف: تسهّل الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي عملية المسح الآلي للشبكة بحثاً عن الفجوات ونقاط الضعف أكثر من قبل.

- التخزين الذكي للبيانات: يساعد الذكاء الاصطناعي المهاجمين في انتقاء معلومات قيّمة للترشيح، مما يقلّل احتمالات الضبط.

- الهندسة الاجتماعية بمساعدة الذكاء الاصطناعي: تعزّز صور وفيديوهات التزييف العميق مصداقية هجمات الهندسة الاجتماعية.

الخلاصة

تكشف الثورة المستمرة في الأمن السيبراني عن حالة «الابتكار المتواصل» التي يعيشها المهاجمون، وعن الضرورة الملحة لمحافظة المدافعين على يقظتهم ووعيهم. ينتقل الذكاء الاصطناعي حالياً إلى لعب دورٍ مزدوج، هو الرمح والدرع، مما يعيد سردية الأمن السيبراني إلى نقطة الصفر ويجعلها أكثر تعقيداً.

لحسن الحظ؛ يصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة فعالة في يد المدافعين، فيزوّدهم بعدسة جديدة لترقّب وصدّ تهديدات الغد. ومن هنا، يمكن القول إنّ المستقبل يحمل وعداً عظيماً للأشخاص الجاهزين لاحتضان التركيبة الآخذة في التطوّر للأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي.



بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً رغم ارتفاع الأخطاء البشرية

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً رغم ارتفاع الأخطاء البشرية

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً يثير القلق في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».