ريال مدريد يصطدم بمانشستر سيتي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا

«يوروبا ليغ»: ليفربول يواجه أتالانتا ومعركة إيطالية بين ميلان وروما

مراسم إجراء قرعة دوري أبطال أوروبا في نيون بسويسرا
مراسم إجراء قرعة دوري أبطال أوروبا في نيون بسويسرا
TT

ريال مدريد يصطدم بمانشستر سيتي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا

مراسم إجراء قرعة دوري أبطال أوروبا في نيون بسويسرا
مراسم إجراء قرعة دوري أبطال أوروبا في نيون بسويسرا

يصطدم ريال مدريد الإسباني، حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (14)، بمانشستر سيتي الإنجليزي بطل الموسم الماضي في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك وفق القرعة التي سحبت الجمعة في نيون السويسرية. وستكون ثاني أبرز مواجهة في هذا الدور بين باريس سان جيرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني، فيما يلعب آرسنال، متصدر الدوري الإنجليزي حالياً، مع بايرن ميونيخ الألماني، وأتلتيكو مدريد الإسباني مع بوروسيا دورتموند الألماني. ويحتضن ملعب ويمبلي المباراة النهائية السبت 1 يونيو (حزيران). وسحبت أيضاً قرعة الدور نصف النهائي التي أسفرت عن وضع ريال مدريد أو سيتي ضد الفائز من مواجهة آرسنال وبايرن ميونيخ.

وبالتأكيد، ستكون المواجهة الأبرز في ربع النهائي بين ريال وسيتي في إعادة لنصف نهائي الموسم الماضي حين تعادلا ذهاباً في مدريد 1-1 قبل أن يحقق النادي الإنجليزي انتصاراً كاسحاً في الإياب على أرضه برباعية نظيفة، في طريقه لإحراز اللقب الأول في تاريخه على حساب إنتر الإيطالي. ولم تكن مواجهة الموسم الماضي الأولى بين الفريقين، إذ وقعا معاً في دور المجموعات موسم 2012-2013 حين كان سيتي في بداية صعوده مع ملاكه الإماراتيين، وفاز ريال 3-2 ذهاباً ثم تعادلا 1-1.

واصطدما بعدها في نصف نهائي موسم 2015-2016 حين فاز ريال 1-0 بمجموع المباراتين، ومرة أخرى في ثمن نهائي موسم 2019-2020 وفاز سيتي ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 2-1، ثم نصف نهائي موسم 2021-2022 حين حقق ريال «ريمونتادا» رائعة إياباً في الوقت القاتل وفاز 3-1 بعد التمديد بفضل ثنائية البرازيلي رودريغو وهدف الفرنسي كريم بنزيمة، معوضاً خسارته ذهاباً خارج الديار 3-4.

ويخوض ريال ربع النهائي للموسم الثالث على التوالي ويمني النفس بالمحافظة على تقليده بتجاوزه، كما فعل في المناسبات الـ11 الأخيرة التي وصل فيها إلى هذا الدور. ويعود الخروج الأخير للنادي الملكي من هذا الدور إلى موسم 2003-2004 على يد موناكو الفرنسي، فيما تجاوزه سيتي ومدربه الإسباني جوسيب غوارديولا الذي يعدّ إحدى أيقونات الغريم الأزلي برشلونة، سواء لاعبا أو مدربا، هذا الدور في المواسم الثلاثة الماضية (تخطى دورتموند عام 2021 وأتلتيكو مدريد عام 2022 ثم بايرن ميونيخ الموسم الماضي).

برشلونة يعود إلى ذكريات الـ«ريمونتادا»

وبعدما بلغ ربع النهائي لأول مرة منذ 2020 حين خسر 2-8 أمام بايرن في مباراة أقيمت في لشبونة بسبب تداعيات فيروس كورونا، يعود برشلونة في مواجهته مع باريس سان جيرمان ونجمه كيليان مبابي إلى ذكريات الـ«ريمونتادا» التاريخية في ثمن النهائي عام 2017 حين فاز الفريق الفرنسي ذهاباً على أرضه 4-0 قبل أن يقلب النادي الكاتالوني الطاولة عليه إياباً بفوزه 6-1 بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار اللذين انتقلا لاحقاً للعب في باريس. وعاد الفريقان للتواجه في ثمن النهائي عام 2021 وخرج حينها سان جيرمان منتصراً من كتالونيا 4-1 قبل التعادل إياباً 1-1.

وسيكون آرسنال، الذي يتصدر ترتيب الدوري الإنجليزي، أمام مهمة ثأرية ضد بايرن ميونيخ الذي أقصى النادي اللندني في آخر ظهور له في الأدوار الإقصائية باكتساحه 10-2 بمجموعة مباراتي ثمن النهائي عام 2017. ويعود هداف بايرن الجديد الإنجليزي هاري كين إلى شمال لندن حيث دافع عن ألوان الغريم توتنهام من 2009 حتى 2023 بعدما مر بآرسنال بالذات خلال بدايته في الفرق العمرية بين 2001 و2002.

وستكون المواجهة الأخيرة في ربع النهائي مفتوحة بين أتلتيكو الذي أقصى إنتر وصيف بطل الموسم الماضي من ثمن النهائي، ودورتموند الألماني الذي يبقى من دون فوز في هذا الدور في ثلاث محاولات، وتحديداً منذ تخطيه ملقة الإسباني موسم 2012-2013 في طريقه لخسارة النهائي أمام مواطنه وغريمه بايرن (1-2).

وبعد مواجهة قارية أولى بينهما موسم 1965-1966 في ربع نهائي كأس الكؤوس حيث فاز دورتموند 2-1 بمجموع المباراتين، التقى الفريقان مرتين في دوري الأبطال. الأولى كانت في موسم 1996-1997 خلال دور المجموعات حين فاز الفريق الألماني 1-0 ثم خسر 1-2 في مشوار قاده إلى إحراز اللقب على حساب يوفنتوس الإيطالي، والثانية موسم 2018-2019 في دور المجموعات حين تبادلا الفوز (4-0 لدورتموند و2-0 لأتلتيكو).

«يوروبا ليغ»

أسفرت قرعة الدور ربع النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» عن وقوع ليفربول الانجليزي مع أتالانتا الإيطالي، فيما يتواجه ميلان الإيطالي مع مواطنه روما. ويبحث ليفربول حامل لقب هذه المسابقة ثلاث مرات، عن رباعية تاريخية حيث سبق أن أحرز لقب كأس الرابطة، ولا يزال ينافس بقوة على ثلاث جبهات (الدوري والكأس المحليان و«يوروبا ليغ»)، وذلك في الموسم الأخير لمدربه الألماني يورغن كلوب الذي أعلن رحيله في نهاية الموسم. وعلى الرغم من أنّ معظم الترشيحات ستصبّ في مصلحة ليفربول الذي توج لآخر مرة بلقب هذه المسابقة في موسم 2000-2001 حين كانت تحت اسم كأس الاتحاد الأوروبي، فإنّ أتالانتا سيطمح لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.

ومن جهة أخرى، سيأمل ميلان أن تبتسم له المسابقة القارية بعدما تلاشت حظوظه في إحراز لقب الدوري الإيطالي حيث يتخلف بفارق 16 نقطة عن جاره إنتر المتصدر، لكن سيكون عليه تخطي عقبة روما الذي يمرّ بفترة انتعاش تحت قيادة لاعبه الأسطورة السابق ومدربه الحالي دانييلي دي روسي. في المقابل، سيلعب باير ليفركوزن الألماني بقيادة مدربه الإسباني تشابي ألونسو الذي لم يتعرّض بعد لأي هزيمة في مختلف المسابقات هذا الموسم، مع وستهام الإنجليزي. ويقدّم ليفركوزن موسما تاريخيا بكل ما للكلمة من معنى ويتصدر ترتيب الدوري الألماني بفارق عشر نقاط عن بايرن ميونيخ البطل في المواسم الـ 11 الأخيرة، وسيكون مرشحا فوق العادة لتخطي عقبة وستهام الذي يحتل المركز السابع في ترتيب الدوري الانجليزي. وستجمع المواجهة الأخيرة من دور الثمانية بنفيكا البرتغالي مع مرسيليا الفرنسي. ويتواجه في الدور نصف النهائي الفائز من لقاء بنفيكا ومرسيليا مع الفائز من ليفربول وأتالانتا، بينما سيلعب الفائز من ليفركوزن ووستهام مع الفائز من روما وميلان.


مقالات ذات صلة

بين الإرث والواقع… هل وصلت العلاقة بين صلاح وليفربول إلى نهايتها؟

رياضة عالمية محمد صلاح (رويترز)

بين الإرث والواقع… هل وصلت العلاقة بين صلاح وليفربول إلى نهايتها؟

اشتعلت الضغوط على المدرّب الهولندي آرني سلوت بعد المقابلة المتفجرة التي أدلى بها النجم المصري محمد صلاح والتي فتحت باب العداء على مصراعيه داخل نادي ليفربول

سلطانة آل سلطان (الرياض)
رياضة عالمية صلاح يعيش مرحلة صعبة وحاسمة (رويترز)

هل خذل محمد صلاح ليفربول بأنانيته؟

في المرة السابقة التي عبّر فيها محمد صلاح علناً عن إحباطه من جلوسه على مقاعد البدلاء في ليفربول، اكتفى بسبع كلمات فقط، وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية الكولومبي لويس دياز مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (إ.ب.أ)

«أبطال أوروبا»: تقليص عقوبة إيقاف لويس دياز

تقرر تقليص عقوبة الكولومبي لويس دياز، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني والبالغة 3 مباريات في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية الظهير الأيمن الإنجليزي ترنت ألكسندر - أرنولد تعرض لإصابة في الفخذ (رويترز)

إصابة ألكسندر - أرنولد قد تبعده شهرين عن الملاعب

تعرض الظهير الأيمن الإنجليزي ترنت ألكسندر - أرنولد لإصابة في الفخذ، وفق ما أعلن ناديه ريال مدريد، الخميس، فيما رجّحت وسائل إعلام إسبانية غيابه لمدة شهرين.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية توِّج فلامنغو بطلاً للدوري البرازيلي لكرة القدم (إ.ب.أ)

بعد لقب ليبرتادوريس... فلامنغو يُتوج بطلاً للدوري البرازيلي

تُوِّج فلامنغو بطلاً للدوري البرازيلي لكرة القدم، الأربعاء، بفوزه على سيارا 1 - 0 بهدف الجناح سامويل لينو على ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

مصافحة ودية بين المتنافسين على لقب «فورمولا 1» قبل لحظة الحسم

تصافح المتنافسون على لقب بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» (أ.ف.ب)
تصافح المتنافسون على لقب بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» (أ.ف.ب)
TT

مصافحة ودية بين المتنافسين على لقب «فورمولا 1» قبل لحظة الحسم

تصافح المتنافسون على لقب بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» (أ.ف.ب)
تصافح المتنافسون على لقب بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» (أ.ف.ب)

تصافح المتنافسون الثلاثة على لقب بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات ثم حيوا جماهيرهم قبل انطلاق سباق جائزة أبوظبي الكبرى الختامي للموسم اليوم الأحد.

وسينطلق بطل العالم أربع مرات ماكس فرستابن سائق «رد بول» من المركز الأول، بينما ينطلق لاندور نوريس سائق «مكلارين» ومتصدر الترتيب من المركز الثاني على شبكة الانطلاق قبل زميله أوسكار بياستري الذي سينطلق من المركز الثالث.

وقال فرستابن قبل انطلاق موكب السائقين حول حلبة مرسى ياس وبعد التقاط صورة نهاية الموسم مع جميع السائقين العشرين: «أشعر أنني بحالة جيدة».

وأضاف: «نحن متحمسون جداً للسباق. نأمل أن نتمكن من إكمال سباقنا، ولكن في الوقت نفسه سأنظر إلى الخلف لأرى ما يحدث هناك».

وقال نوريس الذي يتقدم بفارق 12 نقطة على فرستابن، وأربع نقاط إضافية عن بياستري إنه نام بشكل جيد على نحو مدهش، وإنه مستعد للانطلاق.

وتابع: «أنا متحمس، الأمر لا يُصدق، إنها لحظة عظيمة لنا جميعاً. من الواضح أن واحداً منا، هذا الرجل هنا (فرستابن) قد فعلها عدة مرات من قبل، لكن هذا ما كنا ننتظره طوال حياتنا».

وأكد بياستري أن الأمل لا يزال يحدوه ليكون بطلاً.

وأكمل: «هناك بعض الأمور التي يمكن أن تحدث، لكنها لن تكون المرة الأولى في تاريخي التي تحدث فيها أشياء كهذه».

وفاز السائقون الثلاثة بسبعة سباقات لكل منهم الموسم. وسبق لفرستابن ونوريس الفوز تحت الأضواء الكاشفة في حلبة أبوظبي.


أزمة إصابات مفاجئة تُهدد توتنهام قبل مواجهة سلافيا براغ التشيكي

ديستيني أودوجي (رويترز)
ديستيني أودوجي (رويترز)
TT

أزمة إصابات مفاجئة تُهدد توتنهام قبل مواجهة سلافيا براغ التشيكي

ديستيني أودوجي (رويترز)
ديستيني أودوجي (رويترز)

يواجه نادي توتنهام الإنجليزي أزمة إصابات مفاجئة قبل مواجهته الحاسمة ضد سلافيا براغ التشيكي يوم الثلاثاء المقبل في دوري أبطال أوروبا، بعد فوزه المقنع بهدفين دون ردّ على برينتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وتأكّد غياب المدافع ديستيني أودوجي، الذي غاب عن مباراة برينتفورد بسبب إصابة في الأنسجة الرخوة تعرّض لها في مواجهة نيوكاسل يونايتد؛ حيث أكّد المدرب توماس فرانك أن الغياب لن يكون طويلاً، لكنه أكّد استمرار غياب اللاعب في الوقت الراهن.

راندال كولو مواني (رويترز)

كما أثيرت شكوك حول مصير راندال كولو مواني، المهاجم المعار من باريس سان جيرمان، الذي اضطر لمغادرة مباراة برينتفورد مبكراً وشوهد وهو يعرج أثناء مغادرته الملعب.

تأتي هذه الإصابات لتُضاف إلى قائمة طويلة من الغيابات المؤثرة التي يعانيها الفريق، على رأسها النجوم الغائبون على المدى الطويل، مثل جيمس ماديسون وديان كولوسيفسكي ودومينيك سولانكي. كما سيغيب ماتيس تيل لعدم إدراجه في قائمة الفريق للمشاركة في دوري الأبطال.

ورغم هذه التحديات، حقق توتنهام فوزه الأول على أرضه في الدوري الممتاز منذ أغسطس (آب) الماضي؛ حيث تألق الوافد الجديد تشافي سيمونز في المباراة التي وصفها فرانك بأنها «المعيار» الذي يجب على الفريق البناء عليه للمضيّ قدماً.

هذا الفوز جاء ليُخفف الضغط عن المدرب فرانك، لكن الأنظار تتجه الآن نحو قدرة الفريق على تجاوز هذه الغيابات في أهم مسابقة أوروبية.


بين الإرث والواقع… هل وصلت العلاقة بين صلاح وليفربول إلى نهايتها؟

محمد صلاح (رويترز)
محمد صلاح (رويترز)
TT

بين الإرث والواقع… هل وصلت العلاقة بين صلاح وليفربول إلى نهايتها؟

محمد صلاح (رويترز)
محمد صلاح (رويترز)

اشتعلت الضغوط على المدرّب الهولندي آرني سلوت بعد المقابلة المتفجرة التي أدلى بها النجم المصري محمد صلاح، والتي فتحت باب العداء على مصراعيه داخل نادي ليفربول حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم أن صلاح لم يصرّح حرفياً بعبارة «إمّا هو وإما أنا»، فإن قوله إن علاقته مع المدرب «انكسرت تماماً» شكّل تحدياً مباشراً لسلطته من واحد من أكثر اللاعبين تأثيراً في تاريخ النادي.

صلاح الذي يعرفه جمهور أنفيلد بلقب «الملك المصري»، لم يعلن نهاية مسيرته مع ليفربول، لكنه جعل من الصعب تخيّل مصالحة قريبة مع سلوت بعد انتقاد علني وشخصي بهذا الحجم. وجاءت تصريحات النجم المصري في لحظة حسّاسة، إذ يتعرض ليفربول نفسه لانهيار متسارع في حملة الدفاع عن لقبه، وزادت المقابلة من الاتهامات والنيران داخل النادي.

وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد ذكر صلاح بكل وضوح شديد: «يبدو أن النادي قد ألقى بي تحت الحافلة. هذا ما أشعر به. أعتقد أنه من الواضح جداً أن هناك من أراد تحميل كل الخطأ علي». لم يسمِّ اللاعب الجهة التي يقصدها، لكنه أكّد أن علاقته مع سلوت لم تعد قائمة أساساً.

ولفريقٍ لطالما تباهى باستقراره وانضباطه الداخلي، مثّل هذا الانفجار العلني نقلة خطيرة من الضيق المكتوم إلى التمرد المعلن. وزاد الأمر سوءاً أنّ تصريحات صلاح جاءت بعد ثالث مباراة متتالية يجلس فيها على مقاعد البدلاء، ليشاهد فريقه يهدر تقدّمه 2 - 0 قبل أن يتعادل 3 - 3 أمام ليدز يونايتد في اللحظات الأخيرة.

ورغم إنفاق ليفربول ما يقارب 450 مليون جنيه إسترليني في سوق الصيف الماضي، فإن سلوت ظلّ يبحث عن حلول، ولم يكن بحاجة إلى أزمة جديدة، لكنّ أكبر أزماته انفجرت حين قرر صلاح الإدلاء بهذه التصريحات العلنية الغاضبة.

صلاح، المعروف بدقته في توقيت رسائله الإعلامية، نادراً ما يتحدث للصحافة عند بوابات الملاعب، إلا عندما يريد إيصال رسالة محددة. فعندما أحرز هدفين في مرمى ساوثهامبتون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خرج في أجواء عاصفة ليقول إنه «أقرب إلى الرحيل منه إلى البقاء» بسبب بطء المفاوضات حول عقده، قبل أن يتم تجديد العقد في أبريل (نيسان) ويجلس على «عرش» داخل ملعب أنفيلد في صورة احتفالية شهيرة.

لكن المشهد تغيّر بالكامل بعد أزمة ليدز، إذ بات صلاح «أقرب إلى الخروج» من أي وقت مضى.

ورغم مكانته الكبيرة، فإن اللاعب لم يعد محصناً ضد قرارات المدرب. فقد نال صلاح كل الألقاب الممكنة مع ليفربول وهي: لقبان للدوري، ودوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، وسجّل 250 هدفاً للنادي. وفي الدوري الإنجليزي وحده، سجل 188 هدفاً وصنع 88 تمريرة حاسمة. وهو ثالث هدّافي ليفربول التاريخيين بعد إيان راش وروجر هنت.

إلا أنّ هذا الموسم شهد تراجعاً لافتاً، فلا سرعة الأمس ولا الغزارة التهديفية السابقة. حيث بدأ 16 مباراة فقط وسجّل خمسة أهداف، مقارنة بـ34 هدفاً في 50 مباراة الموسم الماضي، حين قاد بنفسه حملة استعادة لقب الدوري.

ومع اقتراب مشاركته مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية يوم 15 ديسمبر (كانون الأول)، كان على سلوت أن يختبر خياراته الهجومية من دون صلاح.

ورغم أن المدرب الهولندي كان تحت ضغط جماهيري كبير، فإن الجمهور لم يوجّه غضبه نحوه، بل ظلّ يحفظ مكانة صلاح بصفته أيقونة للنادي، وهو ما يجعل المواجهات المقبلة على ملعب أنفيلد مشحونة ومليئة بالتدقيق، خصوصاً عندما يكون اللاعب والمدرب قريبين من بعضهما في المنطقة الفنية.

وفي الوقت الذي يصعب فيه تخيّل أن يضحي ليفربول بمدربه بسبب انتقادات لاعب يقترب من نهاية مسيرته، فإن صلاح بشخصيته القوية أثبت سابقاً أنه لا يخشى تحدّي السلطة. ففي أبريل 2024، خاض مشادة علنية على الخط مع المدرب السابق يورغن كلوب أثناء مباراة ضد وست هام، وكان تعليقه الشهير عند مغادرته الملعب: «لو تكلمت سيكون هناك حريق»، و أما الآن صلاح تكلّم في «إيلاند رود» واندلع الحريق بالفعل.

فمنذ اللحظة التي وقّع فيها محمد صلاح عقده مع ليفربول آتياً من روما في يونيو (حزيران) 2017 مقابل 34 مليون جنيه إسترليني، بدأ النادي يشهد تحولاً استثنائياً في صورته الهجومية. جاء النجم المصري وهو يحمل طموح لاعب يبحث عن مساحة لإثبات نفسه، فإذا به يتحول خلال سنوات قليلة إلى أحد أعظم من ارتدوا القميص الأحمر في العصر الحديث. وما إن أسهم في قيادة منتخب بلاده إلى كأس العالم 2018 لأول مرة منذ 1990، حتى بدأ كتابة فصل ذهبي داخل أنفيلد لا يزال صداه حاضراً رغم عاصفة الخلافات الحالية.

كان موسمه الأول إعلاناً مبكراً لميلاد أسطورة جديدة، حين انفجر تهديفياً وسجّل 32 هدفاً في الدوري الإنجليزي، ليحصد الحذاء الذهبي وجائزة أفضل لاعب في إنجلترا في موسم 2017 - 2018. وبعد عام واحد فقط، لعب دوراً محورياً في تتويج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا 2019، وهو العام ذاته الذي حصل فيه على جائزة «بوشكاش» من «فيفا»، قبل أن يقود النادي إلى حلم انتظره المشجعون ثلاثة عقود كاملة عبر إحراز لقب الدوري الإنجليزي في 2020، بعدما سجّل 19 هدفاً وأسهم بقوة في الموسم التاريخي الذي أنهى حقبة العطش الطويلة.

لم تتوقف إنجازاته عند حدود الألقاب الجماعية، فقد واصل صلاح ترسيخ مكانته في 2022 حين جمع بين كأس الاتحاد وكأس الرابطة، وأضاف جائزة لاعب العام في إنجلترا للمرة الثانية، إلى جانب حذاء ذهبي جديد، في تأكيد على استمرار تأثيره داخل الفريق. ثم عاد ليقود ليفربول في 2025 إلى لقب الدوري للمرة الثانية خلال خمس سنوات، بعدما أنهى الموسم بـ29 هدفاً و18 تمريرة حاسمة، في مؤشر على أنه لا يزال حجر الأساس في مشروع ليفربول.

وفي العام نفسه، وضع اسمه في سجلات الدوري الإنجليزي إلى الأبد بعدما أصبح الهداف التاريخي للاعبين الأجانب في البطولة، وأول لاعب في تاريخ ليفربول يسجّل 20 هدفاً أو أكثر في ثمانية مواسم متتالية، قبل أن يضيف إنجازاً فريداً بإحراز جائزة اتحاد اللاعبين لأفضل لاعب للمرة الثالثة بعد موسم قدّم فيه 47 مساهمة تهديفية في 38 مباراة فقط، وهو رقم غير مسبوق في حقبة الدوري الممتاز الحديثة.

هذا الإرث الهائل، الممتد عبر سبع سنوات من المجد، يجعل الخلاف الحالي داخل ليفربول أكثر صدمة وأشدّ وقعاً. فالنادي الذي لطالما اعتزّ باستقراره وهدوئه الداخلي يجد نفسه اليوم أمام شرخ كبير بين أيقونته التاريخية ومدربه، شرخ يضرب في عمق منظومة بُنيت على الثقة المتبادلة. وفي ظل هذه الخلفية المضيئة لمسيرة صلاح، يبدو الانفجار الأخير أشبه بزلزال يهز صورة الفريق من الداخل، ويضع علاقة اللاعب بالنادي وإدارته ومدربه تحت مجهر لا يرحم.