اكتشف أفضل المدن الفنية في أوروبا لعام 2024

احصل على جرعة ثقافية في عطلتك المقبلة

متحف غوغنهايم في بيلباو (شاترستوك)
متحف غوغنهايم في بيلباو (شاترستوك)
TT

اكتشف أفضل المدن الفنية في أوروبا لعام 2024

متحف غوغنهايم في بيلباو (شاترستوك)
متحف غوغنهايم في بيلباو (شاترستوك)

العطلة فرصة مثالية لاستكشاف الفن والثقافة، ولهذا، فلا داعي للسفر بعيداً، حيث تنتظرك بعض المدن الجميلة بالقرب منك. من المتاحف الفنية إلى العروض المسرحية، تقدم مدن أوروبية مثل باريس وبرلين وفيينا الكثير لقضاء عطلة ثقافية.

قامت منصة «هوليدو»، بوابة تأجير المساكن لقضاء العطلات، بالبحث في المدن الأوروبية التي يمكن أن تعدّ نفسها مدناً فنية حقيقية. للقيام بذلك، تم الرجوع لبيانات خرائط «غوغل» باستخدام كلمات مفتاحية متعلقة بتخصصات الفنون السبعة الرئيسية. استعد لمعرفة أفضل الوجهات في المدن الأوروبية لقضاء عطلة ثقافية في المدينة. سواء كنت تحب الهندسة المعمارية أو الفنون البصرية أو الموسيقى، فستكتشف هنا المدن المثالية لقضاء عطلتك المقبلة.

أفضل 10 مدن فنية في أوروبا

باريس الوجهة الثقافية الأولى في العالم (شاترستوك)

1. باريس (فرنسا)

يحق للعاصمة الفرنسية أن ترى نفسها أفضل المدن الفنية في أوروبا. بمتاحفها عالمية المستوى مثل «اللوفر»، ومئات المعالم الثقافية مثل المعارض الفنية والمكتبات وقاعات الحفلات الموسيقية، تستحق باريس هذا اللقب عن جدارة. اكتشف أعمالاً فنية مشهورة عالمياً وأعمالاً رائعة لفنانين محليين، واستمتع بحفل موسيقي أو مسرحية، وتصفح متاجر الكتب ومحلات التسجيلات في المدينة. في باريس ستجد الثقافة والفن في كل ركن.

ما تجب مشاهدته في باريس:

* متحف اللوفر للفنون البصرية.

* القصر الملكي (قصر الكاردينال) ومعرض فيفيان للهندسة المعمارية.

2. بلباو (إسبانيا)

حصلت مدينة بلباو الباسكية على الميدالية الفضية، إذ تشتهر المدينة الجميلة الواقعة على الساحل الشمالي الإسباني بـ«متحف غوغنهايم» الشهير الذي يعد قبلة لمحبي الفن الحديث. لكن بلباو لديها كثير من المعارض الفنية الجميلة والمسارح ومتاجر الموسيقى غير هذا المتحف، حيث يمكن أن تكتشف فنانين محليين وعالميين. علاوة على ذلك، فإن المدينة نفسها هي أيضاً عمل فني بما تضمه من مبانٍ جميلة وكنوز معمارية يمكنك الاستمتاع بها في نزهة بأرجاء المدينة.

ما يجب مشاهدته في بلباو:

* متحف غوغنهايم للفنون البصرية.

* قاعة بيلبروك للموسيقى.

3. بورتو (البرتغال)

مدينة بورتو البرتغالية (شاترستوك)

في المركز الثالث تقع بورتو، وهي مدينة ساحلية جميلة في شمال البرتغال. تشتهر بورتو أيضاً باسم «مدينة الجسور». فالجسور الستة التي تمر عبر نهر دورو هي إنجاز معماري رائع، لكن لدى هذه المدينة لديها أيضاً الكثير لتقدمه في الموسيقى والفنون البصرية. في قاعة حفلات «كازا دا موزيكا» (من تصميم ريم كولاس)، يمكنك الاستمتاع بأفضل حفلات الموسيقى الكلاسيكية والحديثة. إذا كنت ترغب في تجربة الفن بطريقة مختلفة، تجول في شوارع بورتو واكتشف فن الشارع لفنانين مثل ديو وهيزول لوزا.

ما يجب مشاهدته في بورتو:

* مكتبتا «ليلو» و«أيرامو» للأدب والهندسة المعمارية.

* قاعة «كازا دي ميوزيكا» للموسيقى.

بقية أفضل 10 مدن فنية

4. فلورنسا، إيطاليا.

5. ليو بليانا، سلوفينيا.

6. بوردو، فرنسا.

7. زيوريخ، سويسرا.

8. فينيسيا، إيطاليا.

9. دبلن، آيرلندا.

10. ترييستي، إيطاليا.

أفضل الوجهات حسب نوع الفن

باريس - الفنون البصرية (الرسم والنحت)

إذا كنت من محبي الفنون الجميلة، فلا داعي لأن ترهق نفسك بالبحث، باريس هي المكان المناسب لك. تفتخر المدينة باحتضانها لأكثر من ألفي معرض فني، بدءاً من المنظمات الكبيرة إلى الفنانين المستقلين الصغار الذين يعرضون أعمالهم. علاوة على ذلك، تعدّ باريس أيضاً موطناً لمتحف اللوفر وأكثر من 60 متحفاً للفنون يمكنك أن تجدها في مختلف أنحاء المدينة. من الموناليزا (ليوناردو دافينشي) إلى المفكر (أوجست رودين)، تتيح لك زيارة باريس رؤية كثير من الأعمال الفنية ذات الشهرة العالمية.

برايتون - المملكة المتحدة (الموسيقى)

برايتون الإنجليزية (شاترستوك)

لقضاء عطلة غنية بالموسيقى الحية، توجه إلى برايتون، فهذه المدينة الساحلية الواقعة جنوب إنجلترا هي الوجهة المثالية لعشاق الموسيقى. مع 18 قاعة حفلات دافئة، ستكون لديك دائماً فرصة لمشاهدة أداء رائع. اكتشف الفنانين المحليين واستمتع بالموسيقى الحية. وإذا رغبت في إحضار هدية تذكارية إلى بلدك، فستجد ما تبحث عنه في متاجر الموسيقى والتسجيلات بالمدينة.

بوردو، فرنسا - فنون الأداء (المسرح والسينما)

بوردو هي مدينة الفنون المسرحية الأوروبية بلا شك، حيث ستجد هنا ما لا يقل عن 80 مسرحاً، من المسارح الكبيرة مثل «غراند ثياتر»، إلى قاعات البلدية الصغيرة، حيث تقدم الفرق المحلية عروضها، ويمكنك حضور المسرحيات، والعروض الموسيقية، والأوبرا، وغيرها لكي تختار من بينها في بوردو. وإذا كنت ترغب في زيارة المدينة في أفضل حالاتها، فيمكن زيارتها خلال فعاليات «فاب»، وهو مهرجان فني نابض بالحياة مخصص للفن التفاعلي والأداء.

فلورنسا - إيطاليا (الأدب)

فلورنسا مدينة المعمار والفن (شاترستوك)

لرحلة استراحة أدبية مميزة، تعد مدينة فلورنسا المكان المثالي، حيث تحتوي هذه المدينة التي تعود إلى العصور الوسطى على ما لا يقل عن 94 مكتبة غنية يمكنك أن تجد فيها مجموعة كبيرة من الكتب الإيطالية والأجنبية. تأكد من زيارة «تودو مودو»، وهي مكتبة وحانة في مكان واحد. كما تعد فلورنسا موطناً لمكتبات تاريخية جميلة مثل «بيبليوتيكا مارسيليانو» و«بيبلوتيكا ريكورديانا»، حيث يمكن لعشاق الكتب الانغماس في مجموعة مختارة من المخطوطات والكتب النادرة.

 

بيلباو - إسبانيا (الهندسة المعمارية)

متحف غوغنهايم في بيلباو (شاترستوك)

زيارة بيلباو ستتيح المتعة لمحبي الهندسة المعمارية. فالمدينة عبارة عن مزيج مثير للاهتمام من الأنماط المعمارية المختلفة. ويعد جسر «زوبيزاري» ومبنى «غوغنهايم» مثالين جميلين على الطراز المعاصر. كذلك تعد «كاسا مونتريو» مكاناً لا غنى عن رؤيته لجميع عشاق فن «أرت نوفو». كذلك تعد مباني «أزونتا زينترو»، و«بيلباو مارينا» و«منستيريو دي سانيداد» أمثلة حية على الهندسة المعمارية الفريدة للمدينة، ويمكنك اكتشافها جميعاً في نزهة على الأقدام أو جولة في المدينة.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.