منذ أن وطئت قدم ديفيد بيكهام أرض الولايات المتحدة عام 2007، وهو يفتح أبواباً جديدة في عالم كرة القدم الأميركية. وبعد 18 عاماً، لا يزال قائد التحولات في الدوري الأميركي يسجّل سطوراً جديدة في التاريخ.
هذه المرة، تحقق إنجاز غير مسبوق: بيكهام أصبح أول شخص في تاريخ الدوري الأميركي يتوَّج باللقب لاعباً، ثم يعود ليرفع الكأس مجدداً مالكاً لنادٍ.
وحدث ذلك عندما حسم إنتر ميامي النهائي بالفوز 3 - 1 على فانكوفر وايتكابس، ليتوَّج بمسيرة صعود بدأت بالصفر تقريباً.
يقول بيكهام لشبكة «The Athletic»: «لا أظن أن أحداً فعل هذا من قبل... الفوز لاعباً ثم مالكاً! إنها واحدة من أعظم لحظات مسيرتي».
بيكهام تُوج بلقب الدوري الأميركي في 2011 و2012 بقميص لوس أنجلوس غالاكسي، والآن يعود للمنصة لكن من مقعد المُلّاك.
عندما وصل من ريال مدريد قبل 18 عاماً، لم يتوقع كثيرون أن يتحول بيكهام إلى رمز مؤثر في تطور كرة القدم بالسوق الأميركية.
صفقته في 2007 أجبرت إدارة الدوري الأميركي على ابتكار «قانون اللاعب المُخصص» ليتمكن غالاكسي من دفع أموال ضخمة لنجمه الجديد. وكان ذلك نقطة تحول في معايير الاحتراف والبنية التحتية داخل الدوري.
وما بين لحظة التوقيع حتى تأسيس إنتر ميامي في 2020، تحوّل حلم بيكهام إلى مشروع ضخم مع المستثمرَيْن خورخي وماس.
منذ لحظة وصول ليونيل ميسي في 2023، بدأ التاريخ يُكتب.
لأول مرة في تاريخ الدوري الأميركي: ميسي قدّم 15 مساهمة تهديفية في الأدوار الإقصائية (6 أهداف + 9 تمريرات)، خلال 6 مباريات فقط!
في النهائي: صنع هدفين، ليحسم لقباً طال انتظاره.
والمفارقة؟
في نهائي بيكهام الأول كلاعب، صنع بنفسه هدف الفوز لدونوفان أمام هيوستن عام 2011.
مشوار ميامي لم يكن وردياً: موسمان دون التأهل، مرة خرج من الدور الأول، وأخيراً الانفجار مع ميسي.
لكن اليوم... هناك لقب وبرق واحد فوق الشعار.
النادي يستعد لافتتاح «ميامي فريدوم بارك» عام 2026. يرتبط ميسي بعقد حتى 2028، المشروع يكبر... وطموحاته كذلك.
يقول بيكهام: «الوعد كان دائماً أن أجعل اللعبة أقوى في أميركا، ليس أن أنجح أنا فقط، بل أن يتطور الجميع».
في ليلة وداع ملعبهم قبل الانتقال للمقر الجديد، حقق إنتر ميامي اللقب.
«لم يكن بالإمكان كتابة سيناريو أفضل من هذا»، ختم بيكهام بابتسامة بطل يعرف كيف يحوّل أحلامه إلى واقع.