وزراء التجارة الخليجيون يشددون بتعجيل إطلاق السوق المشتركة

التكامل الاقتصادي لدول المجلس بلغ مرحلته الثالثة

جانب من اجتماع وزراء التجارة الخليجيين بالرياض أمس  (تصوير: بشير صالح)
جانب من اجتماع وزراء التجارة الخليجيين بالرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
TT

وزراء التجارة الخليجيون يشددون بتعجيل إطلاق السوق المشتركة

جانب من اجتماع وزراء التجارة الخليجيين بالرياض أمس  (تصوير: بشير صالح)
جانب من اجتماع وزراء التجارة الخليجيين بالرياض أمس (تصوير: بشير صالح)

بحث وزراء التجارة والصناعة في دول مجلس التعاون الخليجي مساء أمس الأربعاء بالعاصمة السعودية، التحديات التي تواجه الاقتصاد الخليجي، مشددين على ضرورة تكامل الجهود المبذولة بغية التسريع بإطلاق السوق المشتركة.
وفي هذا السياق، قال عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، إن قادة الدول الخليجية حريصون على تعزيز دور القطاع الخاص، في مسيرة التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي، والاهتمام على إشراكه وتمكينه من المساهمة في الجهود الرامية لتوسيع آليات التكامل الاقتصادي لدول الخليج، إيمانا منهم بالدور الفاعل والمؤثر الذي يقوم به القطاع الخاص في مسيرة النماء والبناء التي تشهدها الدول الخليجية.
وأضاف أن هذا اللقاء يأتي تأكيدا لاهتمام لجنة التعاون التجاري بمجلس التعاون الخليجي وحرص وزراء التجارة والصناعة الخليجيين لتذليل كافة العقبات بما يتيح للقطاع الخاص الخليجي الإسهام البناء المشهود في مسيرة النمو الاقتصادي، ويمكنه من مواصلة النمو والارتقاء كشريك أصيل في جهود التنمية الشاملة التي تعيشها دول مجلس التعاون.
وتعهد بأن تضع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي كافة الإمكانيات والجهود من أجل تنفيذ وتحقيق نتائج مباحثات هذا اللقاء على أرض الواقع، داعيا إلى التواصل والتعاون والتكامل، تجسيدا للروابط التاريخية والوشائج العميقة والصلات الوثيقة تلك التي جمعت بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي على مر التاريخ.
من ناحيته، أكد الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة في دولة قطر الذي رأس أعمال هذا الاجتماع الوزاري لوزراء التجارة والصناعة في دول مجلس التعاون الخليجي، أن المرحلة الحالية هي الخطوة الثالثة من مراحل التكامل الاقتصادي الخليجي، وهي السوق الخليجية المشتركة التي تحقق مكتسبات المواطنة الخليجية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأكد آل ثاني أنه بات أمرا ملحا من أي وقت مضى أن يكون للقطاع الخاص الخليجي دور أساسي في تحقيق النقلة النوعية في مسار العمل الاقتصادي المشترك، بين مجلس التعاون في دول الخليج العربي، والسير نحو التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المجلس والقطاع الخاص، واتحاد الغرف الخليجية تبذل جهدا مقدرا في سبيل التنسيق بين البلاد الخليجية وتحقيق التكامل بينها.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة القطري: «إن قادة الدول الخليجية وجهوا بالدعم اللامحدود للقطاع الخاص الخليجي، حيث اتخذت لجنة التعاون التجاري في الخليج من التوصيات والقرارات ما يصب في مصلحة القطاع الخاص الخليجي، حيث كان ذلك بعد استئناس بمرئيات القطاع الخاص»، مقرّا في الوقت نفسه بأن القطاع الخاص يواجه بعض التحديات في وقت يجد فيه كل الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالشأن الاقتصادي.
يشار إلى أن مباحثات هذا الاجتماع استمرت لأكثر من ساعتين في جلسة مغلقة، استعرضت خلالها بعض الموضوعات والتوصيات والنتائج التي ستمثل إضافة حقيقية في إطار التعاون والتنسيق المشترك بين القطاعين العام والخاص.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.