أفلام جيمس بوند.. آلة فعالة لترويج المنتجات

صناعة الجاذبية.. من أدوات حلاقة {جيلات} إلى الساعات وبدلات من تصميم توم فورد

أفلام جيمس بوند.. آلة فعالة لترويج المنتجات
TT

أفلام جيمس بوند.. آلة فعالة لترويج المنتجات

أفلام جيمس بوند.. آلة فعالة لترويج المنتجات

عندما قدم يوجي ياماموتو عرضه لربيع وصيف 2016 في شهر يونيو (حزيران) الماضي، كان مفاجأة لأن المصمم الياباني غير توجهه بشكل كبير بالاستلهام من جيمس بوند. الاستلهام هنا لم يقتصر على الموسيقى التي افتتح بها العرض فحسب، بل شمل أيضا التصاميم المفصلة على غير العادة والمفعمة بأناقة إنجليزية إلى حد ما.
وهذا يشير إلى أن ياماموتو، مثل غيره من المصممين على اختلاف أساليبهم وميولهم، يدرك بأن جيمس بوند يُجسد صورة جذابة ومحبوبة يريد الكثير من الرجال الاقتداء بها. وفي حين اكتفى ياماموتو بالاستلهام منه من بعيد، فإن آخرين يعملون جهدهم للتعاون مع العميل 007 والمشاركة في الفيلم، ولو من خلال لقطة واحدة يعرفون أنه سيكون لها مفعول السحر وتعود عليهم بالنفع الكبير. فالسلسلة، منذ صدورها إلى اليوم، أصبحت صناعة تحركها آلة دعائية ضخمة، بحيث يتحول كل ما يظهر به البطل إلى بضاعة رائجة.
والدليل أنه عندما صدر فيلم جيمس بوند الأخير «سبيكتر» منذ بضعة أسابيع، لم ينصب الاهتمام بالكامل على الأكشن أو الحبكة التي أصبحت معروفة إلى حد ما، لولا المؤثرات التي تجعلها مثيرة في كل مرة، بل أيضا على الموضة والإكسسوارات. فشخصية جيمس بوند، سواء كان شون كونري أو بيرس بروسنان أو دانيال كريغ، يبقى عنوان الرجولة والأناقة في الوقت ذاته، لهذا تتسابق بيوت الأزياء والإكسسوارات على تلبية طلباته تحت غطاء تعزيز رجولته بينما الهدف هو أن يرش بعضا من سحره عليها.
من جهتها، أصبحت هذه الأفلام ماركة قائمة بذاتها، وصناعة لا يستهان بها، لأنها تحقق الملايين، كما تساهم في تمويل الفيلم بشكل مباشر. وهذا ما فضحته رسالة إلكترونية تسربت في شهر أبريل (نيسان) الماضي، جاء فيها أن سوني إلكترونيكس خصصت ميزانية 5 ملايين دولار أميركي للقطة يظهر فيها دانيال كريغ بهاتف إكسبيريا، إضافة إلى 5 ملايين دولار أخرى للمساهمة في إنتاج الفيلم والتعهد بتمويل حملة دعائية تقدر بـ18 مليون دولار أميركي. طبعا بقية المصممين والشركات يتكتمون عن أي تكاليف، لكن يمكننا تخيل الميزانية التي يخصصونها عن طيب خاطر للظهور في الفيلم، خصوصا بعد أن أصبحت الأزياء والمنتجات التي يستعملها بوند بأهمية الحبكة السينمائية والموسيقى وبقية المؤثرات، يترقبها المشاهد بفارغ الصبر. فيلم «سكايفول» مثلا، حصد مليار دولار أميركي، تحقق جزء كبير من هذا المبلغ من ظهور منتجات هذه الشركات في لقطات بارزة.
ومنذ أن تسلم دانيال كريغ المشعل من بيرس بروسنان، وظهر في فيلم «كوانتوم أوف سولاس» في عام 2008 ثم «كازينو روايال» وأخيرا وليس آخرا «سبيكتر» وهو يتألق في تصاميم توم فورد، بعد أن تولت دار «بريوني» الإيطالية هذه المهمة في عهد الممثل بيرس بروسنان، وقبلها خياطون من أمثال سيريل كاسل، وأنطوني سينكلير، ودوغلاس هاورد. هذه الخطوة تعتبر خبطة بالنسبة لتوم فورد، ليس لأنها حملة إعلامية مصورة في فيلم يتابعه كل العالم فحسب، بل لأنه يسوق صورة تثير إعجاب الصغار كما الكبار، والرجال والنساء على حد سواء، حتى إذا لم تبع بدلة مفصلة، يبيع عطر أو أحمر شفاه أو ربطة عنق. فبدلة مسائية ظهر بها دانيال كريغ، مثلا تتكون من سترة توكسيدو تقدر بـ2.240 جنيه إسترليني، بينما بدلة مكونة من ثلاث قطع تقدر بـ3.390 جنيه إسترليني، وكلها ستجد طريقها إلى خزانة رجل مقتدر، لا سيما أن المصمم لن يطرحها بكميات كبيرة، مما يزيد من تفردها وتميزها.
من جهة أخرى، يعرف توم فورد أن النسبة الأكبر من عشاق أفلام جيمس بوند لا يتمتعون بإمكانيات مادية عالية تسمح لهم بشراء قطعة بهذا السعر، لهذا يعتمد عليهم في شراء نظارات شمسية تجعلهم يشعرون عند اقتنائها بأنهم أعضاء في نادي جيمس بوند الخاص.
ومع ذلك لا يمكن أن يقبل صناع الفيلم أن تقتصر الكعكة كلها على توم فورد، ولا بد من بعض التنويع، الأمر الذي يفسر ظهور شركة «إن بيل» في الفيلم من خلال كنزات صوفية من الكشمير بياقات عالية يقدر سعرها بـ269 جنيها إسترلينيا، علما بأن هذه الشركة، ظهرت تصاميمها أيضا في فيلم «سكايفول»، وتؤكد أنها لم تدفع أي شيء لقاء هذا الظهور، الذي عاد عليها بالنفع الكبير، حيث شهدت مبيعاتها انتعاشا بعد فيلم «سكايفول» إلى حد أنها لم تستطع تلبية كل الطلبات. ولأن العميل 007 لا يقبل بالجاهز أو العادي ولا يرضى سوى بالمفصل على مقاسه، فإن الأحذية أيضا خاطتها أنامل متمرسين في شركة «كروكيت أند جونز» البريطانية، مما يفسر سعر تصميم «كامبرلي» بـ460 جنيها إسترلينيا.
يشمل الاهتمام أيضا مستحضرات التجميل وأدوات الحلاقة بدليل دخول شركة «جيليت» على الخط من خلال التعاون مع جايني تيميم، مصممة أزياء الفيلم لكي تقدم نصائح تجميلية تساعد الرجال في كل مكان على الشعور بالثقة والظهور بأفضل مظهر كونها أكثر من تعرف شخصية جيمس بوند وما يجعله يبدو مثيرا. بموجب هذه الشراكة تستعرض «جيليت» الأدوات الدقيقة والمهارات المتميزة والاستعدادات التي يحتاج إليها الرجال لكي يكتسب أناقة بوند، بما في ذلك تقديم جايني تميم أفكارا عن قصات الشعر والعناية بالبشرة والحماية من العرق وغيرها باستعمال منتجات الشركة.
ونلاحظ أن الخط الغالب حاليا هو تعاون صناع الفيلم مع أسماء بريطانية تحديدا، مثل «كريكيت أند جونز» Crockett & Jones للأحذية، و«إن بيل» للكنزات الصوفية N Peal و«سانسبيل» Sunspel لـ«التي - شيرتات» القطنية، وغيرها. وبينما تضيف هذه الأسماء ثقلا على الفيلم وبهارات مهمة للسيناريو بحكم أن العميل 007 بريطاني، فإن أسماء تجارية مثل «أوميغا» و«سوني» لا تقل أهمية من الناحية التجارية لما تتمتع به من إمكانيات هائلة تترجمها في مساهمات مالية خيالية، لا تتأخر عن دفعها. فـ«جيمس بوند» يبقى رهانا مضمونا يبيع صورة مفعمة بكل عناصر القوة والجاذبية التي تجذب الجنسين وتضمن الربح.

لتحصل على مظهر جيمس بوند إليك بعض الاقتراحات:

1 - استثمر في بدلة مفصلة على المقاس أو جاهزة على أن تكون تعرف خياطا ماهرا يجري عليها تغييرات طفيفة تجعلها تبدو كما لو أنها فصلت خصيصا لك، أهمية التفصيل لا تكمن في معانقتها لجسدك فحسب بل لما تمنحه من حرية حركة أيضا. وحسب جايني تميم، خبيرة أزياء فيلم جيمس بوند والمسؤولة عن إطلالة كل أبطاله، فإن «بدلة، والمقصود هنا ليس بدلة أنيقة فحسب بل بدلة راقية ورفيعة المستوى تجعل صاحبها يشعر كما لو أنه يملك العالم كله». وأضافت أنها تفضل البدلات ذات السترات بصف أزرار واحد لأنه من السهل تطويعها حسب الأسلوب الذي يتوخاه الرجل. فبقليل من الإكسسوارات يمكن أن تناسب مناسبات المساء والسهرة وبإكسسوارات أخرى، يمكن أن تناسب النهار. أما السترات المزدوجة، فهي تفتقد الأناقة عندما تُترك مفتوحة، حسب رأيها.
2 - قميص أو «تي - شيرت» بلون يناسب بشرتك من ضرورات الأناقة، إذ لا تناسب كل الدرجات تناسب كل الناس، وحسب تميم فإن أحد الأسباب التي تجعلها تتجنب ألوانا معينة مثل الليلكي والأخضر أنها يمكن أن تسرق الأضواء من جيمس بوند عوض أن تسلط الضوء عليه. «من المهم رؤية الرجل أولا والأزياء ثانية وليس العكس، لهذا السبب حرصت أن ترتكز خزانة بوند على ألوان ترابية وحيادية». وبالفعل فقد تكون عادية وقاتمة أحيانا إلا أن الأسود والرمادي والأزرق الداكن تعني أنك لن ترتكب أخطاء في حق نفسك، كما يمكنك حقنها بألوان من خلال الإكسسوارات.
3 - تذكر أن الأزياء لا تصنعك بل أنت من تتحكم فيها، وهنا يلعب جسمك دورا كبيرا في هذه العملية، لأنه من الصعب إبراز جمالية البدلة مهما كانت غالية إذا لم تكن على المقاس، أو إذا لم تموه عن جسم مترهل أو غير متناسق. طبعا ليس مطلوبا أن تكون مفتول العضلات مصقول الصدر مثل دانيال كريغ، الذي اعترف أنه يقضى نحو الساعتين في اليوم يتمرن للحصول على هذه المقاييس، لكن المطلوب أن تكون هناك بديهيات مثل التخلص من الكرش البارز وممارسة بعض النشاطات الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. في حال تخلصت من بعض الكيلوغرامات، وبدأت تشعر بالفخر بجسمك، فإن هذا لا يعني أنه أصبح بإمكانك ارتداء قطع ضيقة تشد الجسم لإبراز عضلاته، بل العكس اختر أزياء تحدده ولا تشده.
4 - الإكسسوارات في أهمية الأزياء، ومثلها يجب أن تكون أنيقة لا أن تكون مبهرجة تلفت الأنظار. «تفاصيل صغيرة مثل أزرار القميص، الكبك، تلعب دورا كبيرا في منح جيمس بوند قوته وجاذبيته» حسب قول جايني تميم، التي تضيف أن هذه التفاصيل يجب أن تكون لها قصة حتى تعكس شخصية الرجل وعمقه وليست مجرد قطع موضة.
5 - تؤكد تميم أيضا أن «جيمس بوند» ليس عن الموضة أو الأناقة بقدر ما هو عن رسم صورة رجل واثق من نفسه ويتمتع بأسلوب خاص، لا يخضع فيه لإملاءات الموضة التقليدية، وهذا ما يجعله حسب رأيها «أسلوبا يتحدى الزمن» ويثير إعجاب الرجل والمرأة على حد سواء. فالثقة أهم إكسسوار يمكن أن يتحلى به الرجل، أيا كان، وتتلخص خطوات للحصول عليها في اختيار كلاسيكيات وتنسيقها مع قطع بسيطة، سواء تعلق الأمر بملابس النهار أو المساء. تشرح: «أزياء الرجل يجب أن تكون ناعمة ومترفة عند لمسها، بينما يجب أن تكون «التي - شيرتات» بألوان حيادية والكنزات الصوفية ذات الياقات العالية كلاسيكية حتى يأتي المظهر موفقا».

> من الإكسسوارات البارزة في الفيلم، إلى جانب نظارات توم فورد الشمسية، ساعة من مجموعة «سيماستر» لأوميغا، كانت قد ظهرت على معصم بيرس بروسنان في فيلم «غولدن آي» عام 1995، لكنها تطورت لتضم تعقيدات جديدة مؤخرا، ما يفسر أنها بإنتاج محدود لا يتعدى الـ 15007 نسخ.
Seasmaster Aqua terra 150M)، ساعة «سيماستر أكوا تيرا» تتميّز بحركة ميكانيكية من عيار أوميغا 8507، ذات ميزان مشارك محوري (co - axial escapement)، لمزيد من الدقّة والمتانة. وهي مقاومة للحقول المغناطيسية (1500 غاوس). كما أنها موقّعة باسم جيمس بوند من الخلف على أسطوانة من الذهب الخالص لتبقى ذكرى خاصة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.