«داعش» يعلن مسؤوليته مجددًا عن إسقاط الطائرة الروسية ويعد بتسجيل صوتي يبين فيه «آلية» تحطمها

محلل بشؤون الطيران: التنظيم نفسه لا يصدق أنه نفذ الهجوم

«داعش» يعلن مسؤوليته مجددًا عن إسقاط الطائرة الروسية ويعد بتسجيل صوتي يبين فيه «آلية» تحطمها
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته مجددًا عن إسقاط الطائرة الروسية ويعد بتسجيل صوتي يبين فيه «آلية» تحطمها

«داعش» يعلن مسؤوليته مجددًا عن إسقاط الطائرة الروسية ويعد بتسجيل صوتي يبين فيه «آلية» تحطمها

منذ الساعات الأولى لسقوط الطائرة الروسية من طراز "ايرباص ايه 321 " في شبه جزيرة سيناء المصرية، أعلن تنظيم "داعش" فرع مصر، مسؤوليته عن تحطمها، ونشر على حسابات موالية له على "تويتر"، تسجيلاً مصورًا يظهر طائرة تسقط بعد أن اشتعلت في الجو، لكنّه لم يوضح حينها كيف أسقطها، كما انّه لم يقدّم أي دليل ماديّ على صحّة تنفيذه للعملية، واكتفى بالقول إنّ العملية جاءت ردًا على التدخل العسكري الروسي في سوريا، وتنفيذًا للتهديدات التي كان قد أطلقها منذ بدء الحملة الجوية الروسية ضدّ التنظيم والجماعات المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد مرور أيام على الحادث، عاد التنظيم اليوم (الاربعاء)، ليعلن في تسجيل صوتي، أنّه سيكشف "آلية" تحطم طائرة الركاب الروسية، التي أودت بحياة 224 من الركاب وأفراد الطاقم.
وكانت تقارير صحافية قد أفادت بأنّ خبراء لم يستبعدوا فرضية حدوث انفجار داخل الطائرة التي اختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي في محافظة جنوب سيناء. وسقطت الطائرة المنكوبة في منطقة الحسنة بمحافظة شمال سيناء المجاورة التي تنشط فيها جماعة ولاية سيناء.
واستنكارًا لاستبعاد السلطات المصرية والروسية أن تكون "ولاية سيناء" وراء إسقاط الطائرة، نشرت صفحات لمؤيدي الجماعة على تويتر، تسجيلًا جاء فيه "نقول للمكذبين المشككين المستهجنين موتوا بغيظكم نحن بفضل الله من أسقطها ولسنا مجبرين عن الافصاح عن آلية سقوطها". وتحدى البيان المشككين بإثبات عدم إسقاطها قائلا "اثبتوا أننا لم نسقطها أو كيف سقطت"، مؤكدا أنه سيفصح عن آلية إسقاطها لاحقا حيث قال "نحن بفضل الله من أسقطها وسنفصح عن آلية سقوطها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي نراه".
وأشار المتحدث في التسجيل، الذي بقيت هويته مجهولة إلى الآن، الى أن الحادث وقع في مناسبة الذكرى الأولى لبيعة الفرع لتنظيم "داعش" العام الماضي، حين أطلقت جماعة "أنصار بيت المقدس" على نفسها بعد تلك البيعة اسم "ولاية سيناء".
وحسب ما نقلت وكالة أنباء "ريا- نوفوستي" الروسي، فإنّ ماكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي فنّد المزاعم التي تقول إن الطائرة الروسية أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات وأكّد أنّه "لا يمكن اعتبارها معلومات موثوقة".
وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان داعش مسؤوليته عن إسقاط الطائرة، في الوقت الذي أكدت شركة طيران ميتروغيت أن التفسير الوحيد لسقوطها هو عامل خارجي.
ويوم أول من أمس، قال جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات القومية الأميركية، إنه لا يستبعد أن يكون تنظيم "داعش"، قد أسقط طائرة "ميتروغيت" الروسية في سيناء، على الرغم من كونه غير مرجح.
من جهته، أفاد ديفيد سوسي محلل شؤون الطيران لدى (سي ان ان)، أنّ هناك طرقا عديدة للتحقق من انفجار قنبلة أو وقوع احتراق للوقود على متن الطائرة الروسية المنكوبة، وذلك بالتدقيق في الضحايا وملابسهم، مستغربا أنّ لا تقرير قد صدر حتى الآن يجزم بذلك، بينما قال بول كروكشينك، محلل شؤون الإرهاب لدى (سي ان ان)، إن تنظيم "داعش" نفسه لا يصدق أنه نفذ الهجوم.
وفي مقابلة مع "سي ان ان" بشأن تحطم الطائرة الروسية، نوّه سوسي بقوله "لو أن هناك قنبلة لكانت التحقيقات قد حصلت بشكل أسرع، وما لفت انتباهي هنا هو التقارير بشأن الجثث وأن ملابس الضحايا لم يظهر عليها التأثر بأي نوع من الانفجارات التي يمكن أن تكون قد وقعت داخل الطائرة".
وردًا على هذا الادعاء الأول لدى سقوط الطائرة، صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واصفًا ادعاء التنظيم بأنه "محض دعاية تهدف إلى الإضرار بسمعة مصر". مضيفًا "أن هذه طريقة للإضرار باستقرار وأمن مصر وصورة مصر في الخارج". وذكر في مقابلة أجرتها معه "بي بي سي"، أنّه ما زال من السابق لأوانه التكهن بأسباب الحادث. مؤكدا أن "الموقف في سيناء، والمنطقة التي وقع فيها الحادث على وجه التحديد، تحت سيطرتنا الكلية".
من جانبهم، أكّد مسؤولون روس أنّهم لا يستبعدون أي فرضية بشأن الأسباب المحتملة لسقوط الطائرة.
وكانت الطائرة الروسية قد تفككت في الجو - حسبما قال مسؤولون روس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».