إسدال الستار على أزمة «دفن» جثمان حلمي بكر

الموسيقار حلمي بكر والناقد الموسيقي فوزي إبراهيم ولطيفة (صفحة فوزي بفيسبوك)
الموسيقار حلمي بكر والناقد الموسيقي فوزي إبراهيم ولطيفة (صفحة فوزي بفيسبوك)
TT

إسدال الستار على أزمة «دفن» جثمان حلمي بكر

الموسيقار حلمي بكر والناقد الموسيقي فوزي إبراهيم ولطيفة (صفحة فوزي بفيسبوك)
الموسيقار حلمي بكر والناقد الموسيقي فوزي إبراهيم ولطيفة (صفحة فوزي بفيسبوك)

أُسدل الستار على أزمة دفن جثمان الموسيقار المصري الراحل حلمي بكر، الذي توفي، مساء الجمعة، عن عمر يناهز 86 عاماً، حيث دُفن، عصر الأحد، بمدافن الأسرة في منطقة «الوفاء والأمل» (شرق القاهرة)، وذلك بعد خلافات بين أفراد عائلته ممثلين في ابنه وأشقائه من جهة وأرملته سماح القرشي في الجهة الأخرى. وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان الراحل في مسجد السلام بمدينة نصر القريب من المقابر، وقالت الفنانة نادية مصطفى، عضو نقابة الموسيقيين، لـ«الشرق الأوسط» إن نقابة المهن الموسيقية بصدد تلقي العزاء في الموسيقار الكبير، مساء الأحد، في مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين (غرب القاهرة).

الموسيقار حلمي بكر (وزارة الثقافة المصرية)

وتصدرت أخبار الموسيقار الراحل الاهتمام في وسائل الإعلام المصرية ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشوب أزمة بين أفراد عائلة حلمي بكر أدت إلى تأخير دفن الجثمان حتى وصول ابنه الوحيد هشام من الولايات المتحدة الأميركية. وجاءت هذه الأزمة امتداداً لملاسنات إعلامية سابقة بين نجل الموسيقار حلمي بكر وزوجته، حيث اتهمها في وقت سابق بـ«اختطاف والده وعزله عن أحبائه، ومنع أعضاء نقابة الموسيقيين من زيارته وتقديم الرعاية له»، وهو ما نفته زوجة الموسيقار الكبير في ذلك الوقت.

ووصل الأمر إلى اتهامات متبادلة بين أشقاء الراحل وأرملته بمحاولة اختطاف جثمانه، وإخفاء تصريح الدفن، ما أدى لتدخل جهات رسمية، وحفظ الجثمان بمستشفى مدينة السلام، وفق ما ذكره المحامي مرتضى منصور في مقطع فيديو أشار فيه إلى أن «نجل الراحل يشك في وفاة والده بـ(شبهة جنائية)». إضافة إلى ذلك، تحولت صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالفنانين إلى سرادق عزاء كبير للراحل الذي وُصف بأنه «أحد أهم الموسيقيين في الوطن العربي»، ونعاه مصطفى كامل نقيب الموسيقيين بفيديو شهير يمتزج فيه الحزن والغضب، كما نعته وزارة الثقافة وكثير من الجهات وفنانون كبار من مختلف أنحاء الوطن العربي.

جانب من زيارة وفد نقابة الموسيقيين لبكر في المستشفى (نقابة الموسيقيين)

وتمنى الناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن لم تكن كل هذه الظروف التي أدت إلى تأخير جنازة الراحل حلمي بكر لتحدث، وقال لـ«الشرق الأوسط»: كنا نتمنى ألا تحدث هذه الأزمة، لكن في النهاية نحمد الله أنها انتهت، وجرى الإعلان عن تشييع الجثمان اليوم»، وأشار إبراهيم إلى أن جمعية المؤلفين والملحنين ستعلن قريباً جداً عن حفل تأبين يليق بالموسيقار الكبير.

وذكر هشام حلمي بكر، نجل الموسيقار الراحل في تصريحات متلفزة، مساء السبت، أنه «حاول هو وجيش من أحباء والده إنقاذه لكنه فشل»، وقال: «بعد أن كنت أجهز نفسي للمجيء إلى مصر لإنقاذ أبي، جئت لكي أدفن أبي». وكان الموسيقار الراحل قد تعرض لأزمة صحية عقب اتهامه مدير أعماله بسرقة مبلغ مالي كبير منه خلال أزمة مرضية تعرض لها في يناير (كانون الثاني) 2023، بعدها دخل بكر في أزمة صحية أخرى بداية من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وحاول ابنه ونقابة الموسيقيين التواصل معه لرعايته، وفق تصريحات إعلامية للنقيب ونجل الراحل، إلا أنهم فوجئوا بزوجته تأخذه إلى محافظة الشرقية، حيث يعيش أهلها، وبررت ذلك في تصريحات إعلامية بقضاء فترة نقاهة. ورحل حلمي بكر بأحد المستشفيات بمحافظة الشرقية، مساء الجمعة، تاركاً إرثاً موسيقياً يزيد على 1500 لحن، ونعته نقابة المهن الموسيقية المصرية بوصفه من رواد الموسيقى، وكان بكر هو آخر من لحّن للمطربة الكبيرة ليلى مراد، كما قدم ألحاناً لنجوم كبار مثل وردة الجزائرية ونجاة وعلي الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح ووليد توفيق، كما لحّن الأوبريت الغنائي الشهير «الحلم العربي».


مقالات ذات صلة

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يوميات الشرق هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «بلد بيست» سيتيح لمحبي الموسيقى والثقافة فرصة استكشاف الإرث العريق لمنطقة «البلد» في جدة (ميدل بيست)

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

تطلق منصة «ميدل بيست» النسخة الثالثة من مهرجان «بَلَد بيست»، في قلب مدينة جدة التاريخية (غرب السعودية) يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الاستماع إلى الموسيقى يمكنه تغيير كيفية تذكر الناس للماضي (رويترز)

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

أكدت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى لا يمكن أن يحفز الذكريات فحسب، بل يمكنه أيضاً تغيير كيفية تذكُّر الناس لها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)

اختتم «مهرجان الرياض للمسرح»، الخميس، دورته الثانية التي شهدت على مدى اثني عشر يوماً، مجموعة من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وقال سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، إن المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي، ويعكس أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي، وتعزيز التفاعل مع التجارب المسرحية العالمية.

شارك في نسخة هذا العام 20 عرضاً سعودياً (تصوير: تركي العقيلي)

من جهته، أكد مدير المهرجان الدكتور راشد الشمراني، أن المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي، حيث نجح في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة، في حدث يُبرز مدى تطور قطاع المسرح في المملكة.

وأشار إلى أن المهرجان أكد التزام المملكة بتعزيز دور المسرح لكونه من الركائز الثقافية المهمة، ويُمثل بداية لحقبة جديدة من الوعي الفني والإبداعي، تُساهم في اكتشاف المواهب وبناء جيل جديد من الفنانين المسرحيين القادرين على مواكبة التطورات العالمية.

المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الحفل، أعلنت الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان، وقدمها على خشبة المسرح، رئيس لجنة التحكيم المخرج السعودي عامر الحمود.

ونالت ‏«مسرحية غيمة» جائزة أفضل مكياج مسرحي، و ‏«مسرحية سليق وباقيت» جائزة أفضل أزياء مسرحية، و «مسرحية رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه» جائزة أفضل موسيقى مسرحية، و‏«مسرحية كونتينر» جائزة أفضل إضاءة مسرحية، ‏و«مسرحية طوق» جائزة أفضل ديكور مسرحي.

شهد الحفل إعلان الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

وجائزة أفضل نص مسرحي، نالتها ‏«مسرحية قمم: الكاتب عبد العزيز اليوسف»، وجائزة أفضل إخراج مسرحي لـ«مسرحية كونتينر: المخرج عقيل عبد المنعم الخميس».

‏وعلى صعيد الجوائز الفردية، نالت ‏«آمال الرمضان» جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ، وذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ لـ«سعيد محمد عبد الله الشمراني»، وجائزة أفضل ممثلة دور أول لـ«فاطمة علي الجشي»، وجائزة أفضل ممثل دور أول، لـ«حسين يوسف».

يعكس المهرجان أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

واختتمت سلسلة الجوائز، بتتويج «مسرحية طوق» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار المعاصر)، و ‏«مسرحية حارسة المسرح» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار الاجتماعي).

وتمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة.

نجح المهرجان في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة (تصوير: تركي العقيلي)

وشارك في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج شمل 3 ندوات، و6 ورشات عمل، و20 قراءة نقدية، وتوزعت العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر وضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي وضم 9 عروض.

وشهدت الدورة الثانية من المهرجان، تكريم رائد المسرح السعودي، أحمد السباعي، الذي ساهم في إدخال المسرح إلى المملكة، وتطوير الفنون المسرحية، وأُقيم معرض فني يستعرض مسيرته الرائدة تضمّن عرضاً لمؤلفاته المسرحية والأدبية ومقتنياته الشخصية، إلى جانب الجوائز والشهادات التكريمية التي حصل عليها خلال مسيرته، وفيلماً وثائقياً يُبرز أبرز محطاته وإنجازاته الأدبية منذ الخمسينات، وصولاً إلى تأسيسه أول مسرح سعودي عام 1961م تحت اسم «دار قريش للتمثيل القصصي».