أخذت المزاعم باللجوء إلى الرشوة من أجل حصول ألمانيا على حق استضافة مونديال 2006 منحى تصاعديا جديا، بعدما قامت الشرطة، أمس، بمداهمة مقر الاتحاد الألماني لكرة القدم وبعض منازل مسؤولي اللعبة، في إطار التحقيق بالمبلغ الغامض الذي أنفقته اللجنة المنظمة وقدره 7.6 مليون يورو.
وجرى تفتيش منازل وولفغانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني الحالي وثيو زفانتسيغر الرئيس السابق للاتحاد وهورست شميت السكرتير العام السابق للاتحاد، وقد بدأت هيئة الادعاء في فرانكفورت تحقيقات معهم.
وذكرت هيئة الادعاء في بيان لها: «أن المداهمات تتعلق بالحصول على حق استضافة كأس العالم 2006 ومبلغ الـ7.6 ملايين يورو الذي جرى دفعه للاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ضمن اتفاق متعلق بالبطولة».
وكان نيرسباخ نائبا للقيصر فرانز بيكنباور رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006، بينما كان زفانتسيغر رئيسا لاتحاد الكرة في 2006 وأمينا لصندوق اللجنة المنظمة، وكان شميت نائبا لرئيس اللجنة المنظمة وسكرتيرا عاما للاتحاد حتى عام 2007.
وقال أحد محققي الضرائب في تصريحات نشرتها صحيفة «بيلد» بموقعها على الإنترنت أمس: «إننا نبحث عن دليل إدانة مادي يدعم الاشتباه في وجود تهرب ضريبي».
وشارك في المداهمات أكثر من 50 مسؤولا بالضرائب وهيئة الادعاء، وجرى التحفظ على ملفات وأجهزة كومبيوتر وأقراص صلبة. وتركز التحقيقات على مبلغ الـ7.6 مليون يورو المدفوع للفيفا والذي أدرج تحت بند المشاركة بحدث ثقافي خاص بحفل افتتاح كأس العالم 2006، ولكن هذا الحدث لم يقم.
وذكر ممثلو الادعاء أنه يبدو أن الاتحاد الألماني اعتبر المبلغ ضمن مصاريف تشغيل، معفاة من الضرائب، رغم أن المبلغ كان مخصصا لغرض آخر. وتأتي هذه التحقيقات بعد أن كلف الاتحاد الألماني مكتب محاماة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالتحقيق بشأن المبالغ المدفوعة للفيفا قبل كأس العالم 2006، لكنه نفى في الوقت نفسه تشكيل ما سمي بـ«صندوق الرشى» لشراء أصوات أعضاء في اللجنة التنفيذية للفيفا، من أجل الحصول على حق استضافة البطولة.
وفي توضيح وجهه للفيفا في أكتوبر الماضي، قال نيرسباخ إن قرضا قيمته 7.6 مليون يورو من روبرت لويس - درايفوس الرئيس السابق لشركة «أديداس» الشهيرة للمنتجات الرياضية إلى اللجنة المنظمة لكأس العالم، جرى دفعه للجنة المالية للفيفا في عام 2002. وادعى أن المبلغ جرى دفعه لضمان الدعم المالي لكأس العالم من قبل الفيفا، طبقا لاتفاقية أبرمت خلال اجتماع بين بيكنباور والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا، الموقوف حاليا.
وأوضح أن مبلغا مماثلا دفعته اللجنة المنظمة بعدها بثلاثة أعوام إلى الفيفا، كي يتم رده إلى لويس درايفوس كسداد للقرض.
ورغم ذلك، كان المبلغ قد أدرج تحت بند المساهمة في حدث ثقافي للفيفا، لم يقم. وقال نيرسباخ إنه لم يعرف مصير هذه الأموال حينذاك. وقال زفانتسيغر في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» في أكتوبر الماضي: «من الواضح أنه كان هناك صندوق رشى يتعلق بطلب ألمانيا لاستضافة كأس العالم». ويؤكد زفانتسيغر أن نائب الرئيس السابق للجنة المنظمة لمونديال 2006 هورشت شميت اعترف له بأن المبلغ المذكور دفع لرئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام الموقوف مدى الحياة بتهمة الرشوة في السباق إلى رئاسة «فيفا». ويؤكد زفانتسيغر أيضا أن غونتر نيتسر، صانع ألعاب المنتخب الألماني سابقا وسفير مونديال 2006، كان أول من اعترف له في 2012 بأن ألمانيا اشترت أصوات ممثلي آسيا الأربعة في اللجنة التنفيذية لفيفا. ونفى نيتسر ما كشفه زفانتسيغر وهدد بمقاضاة الأخير الذي تمسك بما قاله، مؤكدا أن زوجة الدولي السابق كانت موجودة خلال الحديث الذي دار بين الرجلين.
واعترف بيكنباور قبل أيام بأنه ارتكب خطأ في عملية التقدم بطلب استضافة كأس العالم 2006، وأشار إلى أنه ما كان من المفترض أن تنصاع اللجنة المنظمة لتوصية اللجنة المالية للفيفا بدفع مبلغ مقابل الحصول على منحة. ونفى بلاتر والفيفا وجود أي معرفة لديهما بشأن الاتفاق، وأوضح بلاتر أنه لم يطلب أبدا المال من بيكنباور أو الاتحاد الألماني، وكل ما يقال ببساطة غير صحيح.
السلطات الألمانية تداهم مقر اتحاد الكرة ومنازل 3 مسؤولين للبحث في قضايا رشى
في إطار التحقيق في المبلغ الغامض الذي أنفقته اللجنة المنظمة لمونديال 2006 لشراء أصوات بالفيفا
السلطات الألمانية تداهم مقر اتحاد الكرة ومنازل 3 مسؤولين للبحث في قضايا رشى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة