مصر تراهن على السياحة الصحية لزيادة العائدات المالية

رئيس الوزراء افتتح مؤتمراً دولياً حولها في العاصمة الإدارية

مصر تراهن على السياحة الاستشفائية والعلاجية لزيادة الموارد (عبد الفتاح فرج)
مصر تراهن على السياحة الاستشفائية والعلاجية لزيادة الموارد (عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تراهن على السياحة الصحية لزيادة العائدات المالية

مصر تراهن على السياحة الاستشفائية والعلاجية لزيادة الموارد (عبد الفتاح فرج)
مصر تراهن على السياحة الاستشفائية والعلاجية لزيادة الموارد (عبد الفتاح فرج)

تراهن مصر على السياحة الصحية لزيادة عائداتها الدولارية، وتقليل «أزمة نقص العملة الأجنبية» التي تعاني منها البلاد منذ أشهر عدة.

وافتتح رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، (السبت)، بالعاصمة الإدارية الجديدة «المؤتمر الدولي الثاني لتطبيقات السياحة الصحية». وقال: «إن السياحة العلاجية والاستشفائية تعدّ مجالاً خصباً لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر».

وتعاني مصر من أزمة في تدفق النقد الأجنبي، تزامناً مع تباين لسعر صرف الجنيه مقابل الدولار بين السوقين الرسمية والموازية، حيث استقرّ السعر في السوق الموازية عند 30.9 جنيه للدولار، في حين اقترب في بعض الأحيان من 70 جنيهاً للدولار في السوق الموازية، قبل أن يتراجع إثر الإعلان عن صفقات استثمارية كبرى.

رئيس الوزراء المصري في كلمته خلال المؤتمر (رئاسة الوزراء)

وأشار مدبولي، في كلمته خلال الافتتاح، إلى أن «المؤتمر يستهدف التحاور بشأن مستقبل صناعة تعدّ الأهم على مستوى البشرية، كونها تعنى في المقام الأول بصحة الإنسان وعافيته ورفاهيته، وهي صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية». وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أن «حجم سوق الرعاية الصحية على مستوى العالم، يتجاوز، وفقاً لمجلة (السياحة العلاجية)، الناتج المحلي الإجمالي، لبعض الدول مثل اليابان، وألمانيا، والهند».

وعدّ رئيس الوزراء «التغيرات الديمغرافية سبباً في نمو الطلب على السياحة العلاجية». وقال: «إن القرن الحادي والعشرين يشهد شيخوخة السكان، أو ما يطلق عليه (الشيب العالمي)؛ نتيجة ارتفاع الوزن النسبي للسكان في الفئة العمرية 65 عاماً فأكثر، مع تنامي فئة السكان الأكبر سناً (84) عاماً فأكثر».

وأوضح أنه «وفقاً لتقديرات الهرم السكاني، فمن المرجح أن يرتفع الوزن النسبي لسكان العالم في الفئة العمرية 65 عاماً أو أكثر من 10 في المائة، من إجمالي عدد السكان عام 2023، إلى 16.5 في المائة عام 2050، حيث سيتضاعف عدد هذه الفئة من نحو 800 مليون نسمة إلى أكثر من 1.6 مليار نسمة». وقال: «إن هذا الأمر يزيد من فجوة خدمات الرعاية الصحية غير المُلباة، ويخلق فرصاً اقتصادية غير محدودة للوفاء به».

بدوره، قال رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعَي «التأمين الصحي الشامل»، و«حياة كريمة» بوزارة الصحة والسكان المصرية، الدكتور أحمد السبكي، في كلمته خلال الافتتاح: «إن المؤتمر فرصة ذهبية للترويج لبرامج هيئة الرعاية الصحية لتقديم خدمات السياحة العلاجية تحت مظلة علامتها التجارية (نرعاك في مصر)».

ولفت إلى أن «حجم سوق السياحة العلاجية يُقدر بأكثر من 15 مليار دولار سنوياً، وهي سوق متنامية بنسبة تتجاوز 12.5 في المائة، ومن المتوقع أن يصل حجمها إلى أكثر من 346 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030».

وتستهدف مصر استقبال 30 مليون سائح سنوياً، وزيادة حصتها من حركة السياحة العالمية إلى ما بين 1.6 في المائة و1.7 في المائة عام 2028، مقارنة بـ1.2 في المائة خلال العام الماضي.

من جانبه، قال الخبير السياحي محمد كارم: «إن الفترة الأخيرة شهدت تدفقاً في الوافدين بهدف السياحة العلاجية، في مناطق عدة، لا سيما الواحات البحرية (جنوب غربي القاهرة) وواحة سيوة (غرب مصر)».

وأشار إلى أن «هذا النوع من السياحة سيسهم في زيادة تدفقات العملة الصعبة، كما أنه يسهم في تحقيق مستهدفات قطاع السياحة».

وأوضح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدة الإقامة والسفر في السياحة العلاجية طويلة مقارنة بالسياحة العادية، حيث تصل في المتوسط إلى 20 يوماً مقارنة بـ5 أيام للأغراض الأخرى». ولفت إلى أن «مصر بدأت تسويق نوع جديد من السياحة يتعلق بقضاء فترة النقاهة بعد العمليات الجراحية، وهذا النوع يشهد إقبالاً كبيراً، خصوصاً من السياح الألمان».

وسجّلت مصر نمواً في حركة السياحة خلال الأيام الأولى من يناير (كانون الثاني) الماضي، بنسبة 9 في المائة في أعداد السياح الوافدين، مقارنة بمثيلتها في 2023، بحسب وزارة السياحة والآثار.

بدورها، أكدت مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة رنا الحجة، في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر، أن «مصر لديها مقومات مهمة لنمو قطاع السياحة العلاجية، ما يوفر فرصاً لتعزيز كل القطاع الصحي من خلال الارتقاء بالبنية التحتية ودعم النمو الاقتصادي بشكل عام».

ولفت رئيس الوزراء المصري إلى أن حكومته «شرعت في وضع رؤية تنموية متكاملة لعديد من مواقعها السياحية والصحية الفريدة؛ لتكون مقاصد للسياحة العلاجية والاستشفائية مثل مدن شرم الشيخ والغردقة وسفاجا والقصير على شاطئ البحر الأحمر، وأيضاً المدن الجديدة التي شرعت الدولة في إنشائها على ساحل البحر المتوسط».

جانب من حضور المؤتمر (رئاسة الوزراء)

وأشار مدبولي إلى أنه «تم إعلان إطلاق أول مُنتجع للسياحة العلاجية في مصر، باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار جنيه مصري».

لكن الخبير السياحي محمد كارم يرى أن «هناك حاجة لمزيد من الاهتمام بهذا القطاع». وقال: «هناك مستشفيات مؤهلة لهذا النوع من الخدمات، لكن لا تزال هناك حاجة للاهتمام بالأماكن السياحية المتعلقة بهذا النوع من السياحة مثل المياه الكبريتية في الواحات».

وتعدّ مصر المؤتمر «منصة لتبادل الخبرات في مجالات السياحة الصحية، وإبراز إمكاناتها في هذا الإطار»، آملة جذب السياحة الوافدة وقاصدي السياحة الصحية والاستشفائية، ووضع البلاد على خريطة السياحة العلاجية العالمية، تنفيذاً لأهداف «رؤية مصر 2030» للتنمية المستدامة.

ويُعدّ قطاع السياحة من الركائز الاقتصادية المهمة في البلاد، ووفق بيانات البنك المركزي المصري، بلغت إيرادات السياحة خلال العام المالي 2022 - 2023 نحو 13.6 مليار دولار، ما يعني ارتفاعاً بنسبة 26.8 في المائة على أساس سنوي.


مقالات ذات صلة

مصر تستهدف جذب السائحين من بوابة «سوق السفر العربي»

يوميات الشرق مصر تستهدف الأسواق العربية سياحياً (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تستهدف جذب السائحين من بوابة «سوق السفر العربي»

بمشاركة 60 شركة سياحية ومنشأة فندقية تعمل في جميع المقاصد السياحية المصرية، استقبل الجناح المصري جمهور «سوق السفر العربي» خلال نسخته الـ31.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

مصر تكثّف أنشطة السياحة الرياضية في الأماكن الأثرية

كثفت مصر إقامة الأنشطة الرياضية في عدد من الأماكن السياحية والأثرية، مثل سفح الأهرامات ومعابد الأقصر ومدينة دهب في جنوب سيناء.

محمد الكفراوي (القاهرة)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية بين «بهيج» التابعة لشركة «أسفار» السعودية و«كيرتين هوسبيتاليتي» الآيرلندية (الشرق الأوسط)

«أسفار» السعودية تتجه لتطوير واجهة بحرية غرب السعودية

وقّعت «بهيج» لتطوير الوجهات السياحية التابعة لـ«أسفار» المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة شراكة مع شركة «كيرتين هوسبيتاليتي» لتطوير الواجهة البحرية بينبع

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية متحدثاً خلال «قمة مستقبل الضيافة» (واس)

تدشين مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة بالسعودية

دشّنت وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الاستثمار مبادرة «ممكنات الاستثمار» في قطاع الضيافة التي تأتي ضمن برنامج الممكنات الاستثمارية في القطاع السياحي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق صورة من حفل الزفاف أمام الأهرامات (من مقطع فيديو لوزارة السياحة المصرية)

هل يفتح حفل زفاف الملياردير الهندي أنكور جين مسارات جديدة للسياحة المصرية؟

أثار حفل زفاف الملياردير الهندي أنكور جين على عارضة الأزياء الشهيرة أريك هاموند تساؤلات في إمكانية أن تفتح مثل هذه الحفلات مسارات جديدة للسياحة المصرية.

أحمد عدلي (القاهرة)

أسهم اليابان تتراجع قبيل إعلان نتائج الشركات

يابانيون يراقبون شروق الشمس قرب جبل فوجي (أ.ف.ب)
يابانيون يراقبون شروق الشمس قرب جبل فوجي (أ.ف.ب)
TT

أسهم اليابان تتراجع قبيل إعلان نتائج الشركات

يابانيون يراقبون شروق الشمس قرب جبل فوجي (أ.ف.ب)
يابانيون يراقبون شروق الشمس قرب جبل فوجي (أ.ف.ب)

أغلق المؤشر نيكي الياباني على تراجع يوم الاثنين مع تزايد حذر المتعاملين قبيل إعلان نتائج الشركات، في حين نال ارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية من المعنويات.

وانخفض المؤشر نيكي 0.13 في المائة ليغلق عند 38179.46 نقطة، بعد أن تراجع دون مستوى 38 ألف نقطة للمرة الأولى منذ الثاني من مايو (أيار) في وقت سابق من الجلسة. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.15 في المائة إلى 2724.08 نقطة.

وانخفض سهم «ميتسوي فودوسان» 5.39 في المائة بعد أن جاءت توقعات صافي الأرباح السنوية أقل من توقعات السوق. وانخفض سهم شركة «ميتسوبيشي إستيت» 4.11 في المائة. وخسر قطاع العقارات 3.26 في المائة ليصبح الأسوأ أداء بين 33 مؤشرا فرعيا في بورصة طوكيو.

وانخفض سهم «طوكيو إلكترون» لصناعة معدات صناعة الرقائق 1.03 في المائة ليصبح أكبر الخاسرين في المؤشر نيكي.

وعلى صعيد الرابحين، قفز سهم «أوليمبس» 9.65 في المائة بعد أن أعلنت شركة تصنيع المعدات الطبية أن أرباحها التشغيلية السنوية ستتضاعف أربعة أمثال وأعلنت عن إعادة شراء أسهم.

وكسب سهم «هوندا موتور» 1.12 في المائة بعد أن قالت شركة صناعة السيارات إنها ستعيد شراء ما يصل إلى 3.7 في المائة من أسهمها بقيمة 300 مليار ين (1.93 مليار دولار).

ومن الأسهم المدرجة على المؤشر نيكي البالغ عددها 225 سهما، ارتفع 87 وانخفض 136، في حين استقر سهمان.


عندما تهوي الإمبراطوريات

إطلاق صاروخ «توماهوك» من الغواصة الأميركية «نبراسكا» قبالة كاليفورنيا (رويترز)
إطلاق صاروخ «توماهوك» من الغواصة الأميركية «نبراسكا» قبالة كاليفورنيا (رويترز)
TT

عندما تهوي الإمبراطوريات

إطلاق صاروخ «توماهوك» من الغواصة الأميركية «نبراسكا» قبالة كاليفورنيا (رويترز)
إطلاق صاروخ «توماهوك» من الغواصة الأميركية «نبراسكا» قبالة كاليفورنيا (رويترز)

يقول المثل العاميّ: «عند تغيير الأمم احفظ رأسك». تغيير الأمم يعني تغيير المهيمن، وتغيير المهيمن يعني مزيداً من الصراعات والحروب، ومزيد من الحروب يعني أن التحوّلات والتغييرات في موازين القوى العالميّة أصبحت واضحة ومؤثّرة، وبشكل ما، تسعى الدول الصاعدة إلى تغيير الستاتيكو كي يعمل النظام الجديد لصالحها. مقابل ذلك، تسعى الدولة المهيمنة للحفاظ على الستاتيكو؛ لأنها مستفيدة منه. وبين السعي لضرب الستاتيكو من جهة، والسعي للحفاظ عليه من جهة أخرى، تتغيّر الأمم، ويتقدّم الصراع الجيوسياسيّ على كل ما عداه، وتكثر الحروب، ويغيب الشرطيّ العالمي، ويظهر عجز المؤسسات الدولية، والتي من المفروض أن تكون المرجعيّة لحلّ النزاعات والحروب.

إذن ما النظام العالميّ؟

هو نظام، ومجموعة قوانين ومعاهدات، اتفق عليها الأقوياء، خصوصاً أنها نتجت عن ديناميكيّة موازين القوّة بين هؤلاء الأقوياء. وهو؛ أي النظام العالميّ، من صنع الأقوياء، وهم الذين يديرونه، وهم الذين يغيّرونه عما كان بالاتفاق والتنسيق، أو عبر القوّة. لكن الأكيد أن القوة هي دائماً العنصر الأهم في ديناميكيّة التغيير. في أغلب الأحيان، هناك دائماً دخيل جديد على نادي الأقوياء. وبمجرّد دخوله النادي، فهو يُغيّر حتماً قوانين اللعبة الداخليّة، الأمر الذي يستلزم عملية تأقلم جديدة، قد تكون عملية التأقلم هذه سلميّة، لكن عادةً، هي دمويّة. يقول بعض المؤرّخين إن اللاعب الجديد القادم إلى نادي الأقوياء يأتي دائماً من الأطراف «Periphery». تقاتلت ألمانيا وأوروبا وأميركا مرّتين في حربين عالميّتين. تعب الأفرقاء الأوروبيّون، واستنزفوا كل عناصر القوّة لديهم، ليصبحوا هامشيّين في لعبة نادي الكبار. وعليه، برزت الولايات المتحدة الأميركيّة لاعباً مهيمناً في عالم ثنائيّ الأقطاب، مقابل الاتحاد السوفياتيّ، والذي يَعدُّه المفكّرون نسخة مُنقّحة عن الإمبراطوريّة الروسيّة التي سقطت عام 1922. بكلام آخر، الاتحاد السوفياتيّ هو إمبراطوريّة بطرس الأكبر، وكاترين الكبرى، لكن تحت غطاء آيديولوجيّ جديد، اشتراكية لينين للوصول إلى شيوعيّة مُتخيّلة.

إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

أسس النظام العالميّ

لا بد للنظام العالميّ من أن يرتكز على لاعبين من كلّ المستويات، فيه القوى العظمى، القوى الكبرى كما القوى الإقليميّة الكبرى. وأخيراً الدول العاديّة ذات الوزن المتواضع. يوجد بين هذه الدول تراتبيّة وهرميّة. ترتكز وتقوم هذه التراتبيّة على ما تملكه هذه الدول من عناصر قوّة الدولة؛ وهي: السياسة، والاقتصاد، والقوّة العسكريّة، كما التكنولوجيا الحديثة.

تُشكّل المؤسسات الدوليّة عامل امتصاص التوتّرات والنزاعات بين هذه الدول، خصوصاً العظمى والكبرى. في هذه التركيبة، تدفع، عادة، الدول ذات الوزن المتواضع كثيراً من الأثمان، كما تشكّل القوى العظمى الإقليميّة بيضة القبّان في التوازنات بين الأقوياء.

في كل تركيبة للنظام العالميّ، يوجد عادة مركز الثقل «Core». وخلال العهد الرومانيّ، كانت روما المركز. في عهد الإمبراطوريّة البريطانيّة، كانت لندن المركز. وخلال الحرب الباردة، كانت كفّة الميزان لمركز ثقل النظام العالميّ تميل نحو عاصمة الولايات المتحدة الأميركيّة واشنطن. بعد سقوط الاتحاد السوفياتيّ، ثُبّت مركز ثقل العالم مؤقتّاً في واشنطن لتُعرف تلك المرحلة القصيرة على أنها مرحلة النظام العالميّ الأحاديّ «Unipolarity».

يُطلق بعض الخبراء على المرحلة الحاليّة التي يمرّ بها النظام العالميّ مرحلة النظام المُتعدّد الأقطاب، كما يُطلق البعض الآخر عليها مرحلة «اللاقطبيّة»، خصوصاً بعد دخول اللاعب من خارج إطار الدولة «Non State Actor» بقوّة على ديناميكية اللعبة في النظام العالميّ، حتى إنه حلّ مكان الدول - الأمة في كثير من الدول، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.

صاروخ باليستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

يتميّز عادة مركز ثقل النظام العالميّ بأنه الأغنى، والأقوى، والأكثر مصداقيّة في العالم، هو ذلك المركز المُحبّب للبعض، ومرهوب الجانب من البعض الآخر. هكذا نصح ماكيافيللي أميره بأن يكون «محبوباً، ومرهوب الجانب» في الوقت نفسه. أما المصداقيّة فهي ترتكز على ربط القول بالفعل. عندما يُهدّد يُنفّذ. ومن يُخالف الوضع القائم، عليه أن يدفع الثمن.

لكن، ووفق المؤرّخ البريطاني بول كينيدي، تقوم الإمبراطوريات على عاملَي «الثروة» و«القوّة»؛ الثروة لتصرف على القوّة، والقوّة لتحمي الثروة، لكن مع الوقت، تصل الإمبراطوريات إلى مداها الأقصى «Overstretched»، فتسقط عندها.

ينتج النظام العالميّ الجيوسياسيّ والمفروض من قِبل المهيمن، نظاماً اقتصاديّاً موازياً له ليخدم مصالح المهيمن. إذن هناك أولويّة جيوسياسيّة على البعد الاقتصادي، لكن التغيير الجيوسياسيّ للنظام العالميّ القائم - أي نظام - يبدأ عادة من التغيير في النظام العالميّ الاقتصاديّ. ألا يحدث هذا الأمر، اليوم، بين الولايات المتحدة الأميركيّة والصين؟ وبذلك تكون معادلة التغيير على الشكل التالي: جيوسياسيّ يفرض الاقتصادي، ليعود الاقتصادي ليُغيّر الجيوسياسيّ، وهكذا دواليك. لكن المهمّ في قيام النظام العالميّ هو تلك العلاقة الجدليّة بين «الثروة» و«القوّة».

حال النظام العالميّ الحاليّ

ينظر المفكّر الأميركيّ الراحل جورج مودلسكيّ إلى أن مدّة حياة النظام العالميّ - أي نظام - هي تقريباً 100 سنة، مقسّمة على 4 مراحل، لكلّ منها 25 سنة، المرحلة الأولى هي مرحلة الحرب الكبرى، الثانية هي مرحلة صعود المهيمن، الثالثة هي مرحلة فقدان المهيمن الشرعية والمصداقيّة في عيون اللاعبين الدوليين. أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة فقدان مركز الثقل «Core» القدرة على إدارة أزمات وشؤون النظام الذي أنتجه، وبذلك يصبح العالم «لا مركزيّاً». وبناء عليه، قد يمكن طرح الأسئلة التالية: ألا يمرّ عالم اليوم بالمرحلة الثالثة؛ مرحلة فقدان شرعيّة المهيمن؟ ألا نعيش، اليوم، في عالم لا مركزيّ، يفتقد المدير - البوليس الدوليّ، الأمر الذي يحتّم حفظ الرأس لأن الأمم بدأت عملية التغيير؟


ارتفاع حالات التسمم الغذائي في الصيف يثير مخاوف من «المايونيز»

ارتفاع حالات التسمم الغذائي في الصيف يثير مخاوف من «المايونيز»
TT

ارتفاع حالات التسمم الغذائي في الصيف يثير مخاوف من «المايونيز»

ارتفاع حالات التسمم الغذائي في الصيف يثير مخاوف من «المايونيز»

تزداد أعراض حالات التسمم في بعض الأطعمة مع قدوم فصل الصيف والتي ترتفع معها موجات الحرارة المسببة في نقل الأمراض عن طريق الغذاء الملوث. ومن هذه الأطعمة «المايونيز» الذي يعتبر الحاضن الأول لكل أنواع البكتيريا، وسط مطالب بتكثيف الرقابة على المصانع والمطاعم والبوفيهات لمنع حدوث حالات التسمم من هذا المنتج تحديدًا.

ويحذر مستشارو التغذية والخبراء المختصون، من عدم تنفيذ الاشتراطات الصحية على الأطعمة خاصةً مع زيادة موجات الحرارة التي تتكاثر فيها الجراثيم والبكتيريا المنقولة من الأطعمة، وتحديدًا المايونيز.

ومن أشهر أسباب التسمم الغذائي في فصل الصيف بحسب المختصين «المايونيز»، كونها تعتمد في صناعتها على البيض الذي يتعرض لتكاثر البكتيريا بداخلة في دراجات الحرارة المرتفعة.

ونظرًا لخطورة هذا المنتج، تشتهر مدينة الجبيل الصناعية الواقعة شرق المملكة، بمنعها استخدام المايونيز خلال فصل الصيف كونه يزيد من احتمالية التسمم الغذائي مع ارتفاع موجات الحرارة.

موظفات من أمانة جازان خلال جولة تفتيشية على المنتجات الغذائية (واس)

ضغط الدم

وشرحت أخصائية التغذية العلاجية والرياضية ريدة الحبيب لـ«الشرق الأوسط»، أن منتج المايونيز غير صحي كونه معداً بإضافة البيض غير المطبوخ، ومعروف عنه أنه يحتوي على بكتيريا السالمونيلا، التي من الممكن أن تتسبب بالعدوى البكتيريا الصعبة «السالمونيلا الملهبة للأمعاء»، وهذه بدورها تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، وبالتالي هي من الأغذية غير الصحية ولا ننصح بتناولها لا صيفاً ولا شتاءً.

ووفق ريدة الحبيب، فإن المايونيز يسبب خللاً في زيادة المعادن واحتباس الماء وارتفاع ضغط الدم وهي أمور غير مناسبة للمصابين بأمراض القلب والكولسترول، ويجب على الحوامل والأطفال الحذر منها كون هذه الفئة اكثر الفئات عرضة للإصابة بالعدوى.


ساوثغيت مدرب إنجلترا: لا توجد مفاوضات مع يونايتد

غاريث ساوثغيت (رويترز)
غاريث ساوثغيت (رويترز)
TT

ساوثغيت مدرب إنجلترا: لا توجد مفاوضات مع يونايتد

غاريث ساوثغيت (رويترز)
غاريث ساوثغيت (رويترز)

أكد غاريث ساوثغيت، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، أن تركيزه ينصب بالكامل على بطولة أمم أوروبا صيف العام الحالي، وسط ترشيحه للعمل مديراً فنياً لمانشستر يونايتد.

ويستعد ساوثغيت (53 عاماً) لقيادة المنتخب الإنجليزي في «بطولة أوروبا 2024» مع تقارير تفيد بأن هذه البطولة الرابعة قد تكون الأخيرة له مدرباً للمنتخب.

وينتهي تعاقد ساوثغيت مع منتخب إنجلترا في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ويتردد أنه مرشح لقيادة مانشستر يونايتد حال إقالة المدرب الهولندي إيريك تين هاغ.

ورد ساوثغيت على هذه التقارير عبر قناة «آي تي في نيوز»: «لا أهوى المراهنات. بإمكانهم تحديد احتمالاتهم، ولكن لم توجد مفاوضات معي»، مضيفاً: «لديّ شيء واحد أركز عليه؛ هو تقديم بطولة ناجحة مع منتخب إنجلترا، وأي شيء آخر خلاف ذلك؛ فلا يمثل أي أهمية بالنسبة إليّ».

ويعمل غاريث ساوثغيت مديراً فنياً لمنتخب إنجلترا منذ عام 2016، علماً بأنه عمل أيضاً مدرباً لمنتخب الشباب الإنجليزي تحت 21 عاماً.

وشدد ساوثغيت: «إذا بدأت الحديث عن أي شيء آخر فسأشتت نفسي، وأعتقد أن إنجلترا بأكملها تنتظر أن يكون تركيزي مع المنتخب، وهو أمر صحيح بالفعل».

وأضاف المدرب الإنجليزي: «لقد أخذنا الجمهور في رحلة رائعة بثلاث بطولات مختلفة، وأعتقد أن الجميع لديه الرغبة في المضي قدماً، ولدينا فرصة رائعة لتحقيق ذلك».

وقاد ساوثغيت منتخب إنجلترا للتأهل إلى ما قبل نهائي كأس العالم في «مونديال روسيا 2018» وذلك لأول مرة منذ نسخة 1990، ووصل أيضاً لنهائي بطولة أمم أوروبا الأخيرة في 2021. ولكن المنتخب الإنجليزي خسر اللقب أمام إيطاليا بركلات الترجيح في ملعب «ويمبلي». ويسعى منتخب إنجلترا لإنجاز أفضل هذا الصيف في ألمانيا. ويبدأ منتخب إنجلترا مشواره في البطولة بمواجهة صربيا يوم 16 يونيو (حزيران) المقبل، قبل أن يستكمل مشواره في المجموعة الثالثة بمواجهتي الدنمارك وسلوفينيا.


غالانت: حرب غزة ستحدد حياة الإسرائيليين خلال العقود المقبلة

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال كلمة في إحياء ذكرى الجنود وضحايا الإرهاب (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال كلمة في إحياء ذكرى الجنود وضحايا الإرهاب (د.ب.أ)
TT

غالانت: حرب غزة ستحدد حياة الإسرائيليين خلال العقود المقبلة

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال كلمة في إحياء ذكرى الجنود وضحايا الإرهاب (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال كلمة في إحياء ذكرى الجنود وضحايا الإرهاب (د.ب.أ)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الاثنين، إن نتيجة الحرب القائمة حاليا في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، ستحدد حياة الإسرائيليين خلال العقود المقبلة.

ووصف غالانت الحرب، خلال كلمة ألقاها بمناسبة اليوم السنوي لإحياء ذكرى جنود البلاد الذي لقوا حتفهم وضحايا الإرهاب، بأنها حرب «لا بديل لها»، وفقا لـ«وكالة الأنباء الألمانية». وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي أن «هذه الحرب ستستمر حتى نعيد رهائننا، ونسحق حكم حماس وقدراتها العسكرية، ونعيد دولة إسرائيل إلى ازدهارها وإبداعها، ونعيد البسمة إلى وجوه المواطنين».

وكانت إسرائيل بدأت حملتها العسكرية للقضاء على «حماس» في أعقاب الهجمات المباغتة التي شنتها «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.

وفي الوقت نفسه، قال غالانت إن أحد أهداف الحملة العسكرية الإسرائيلية، هو تمكين ما يقرب من 250 ألف مواطن إسرائيلي ممن اضطروا إلى ترك ديارهم بالقرب من غزة ولبنان بسبب القتال مع «حزب الله»، من العودة.


ما دلالات تعيين بيلوسوف وزيراً للدفاع في روسيا؟

أندريه بيلوسوف (أ.ف.ب)
أندريه بيلوسوف (أ.ف.ب)
TT

ما دلالات تعيين بيلوسوف وزيراً للدفاع في روسيا؟

أندريه بيلوسوف (أ.ف.ب)
أندريه بيلوسوف (أ.ف.ب)

في واحد من أكبر التعديلات الوزارية التي أجراها، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعيين أندريه بيلوسوف، البالغ من العمر 65 عاماً، وزيراً جديداً للدفاع، خلفاً لسيرغي شويغو.

ومن المثير للاهتمام أن بيلوسوف، الخبير الاقتصادي، ليس لديه خبرة في شؤون الدفاع. وقد قالت مجموعة من الخبراء إن تعيينه وزيراً للدفاع يقدم دلالات عن «إحباط الرئيس الروسي» وعن «سعيه لإجراء تغييرات عميقة في سير الحرب المستمرة في أوكرانيا»، وفقاً لما نقله موقع «فيرست بوست» الإخباري.

ويشير الخبراء إلى أن بيلوسوف سيكون مجرد واحدة من «الدمى» في يد بوتين، وأن الهدف من تعيين اقتصادي مدني لا يمتلك خبرة عسكرية في منصب وزير الدفاع هو تمكين الرئيس الروسي من الانخراط بشكل أكبر في الحرب، وإعطاؤه الحرية الكاملة لتعديل تكتيكاتها وفقاً لرؤيته الشخصية.

وأشار خبراء آخرون لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية إلى أن بوتين اختار بيلوسوف على وجه الخصوص لتقييم مدى صحة السياسة الإنفاقية للحكومة الروسية فيما يتعلق بالحرب.

وقال الخبراء إن الاقتصاد الروسي بأكمله موجه نحو الجيش في الوقت الحالي، وإن بوتين يريد التأكد من أن حكومته تعمل بأكبر قدر ممكن من الكفاءة في هذا الشأن، حتى تستمر حربه، ولهذا فهو يحتاج إلى شخص لديه معرفة بالاقتصاد.

ومن جهته، قال مايكل كوفمان، وهو زميل بارز في مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي في واشنطن والخبير في شؤون الجيش الروسي، لصحيفة «فايننشال تايمز»، إن التغيير أظهر أنه «من الواضح أن أداء النخب الاقتصادية الروسية كان أفضل بكثير من أداء النخب العسكرية في هذه الحرب».

ومع ذلك، يشير البعض إلى أن تعيين بيلوسوف يعد مؤشراً واضحاً على أن بوتين أصبح محبطاً، ولم يكن سعيداً بحليفه القديم والوزير الأطول خدمة في روسيا؛ شويغو.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع المقال سيرغي شويغو (أ.ف.ب)

وواجه شويغو انتقادات داخل روسيا وسط عدد من الإخفاقات في الحرب الطويلة التي شنها بوتين في 24 فبراير (شباط) 2022.

وقد واجه هجمات لاذعة من زعيم مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، الراحل يفغيني بريغوجين، الذي قاد تمرداً ضد الحكومة الروسية قبل عام تقريباً، للمطالبة تحديداً بالإطاحة بشويغو. وعلى الرغم من انتهاء التمرد سريعاً ومصرع بريغوجين في أغسطس (آب) الماضي إثر انفجار طائرته في الجو، فقد أدى هذا التمرد إلى اضطرابات للجيش الروسي، وأشعل التساؤلات بشأن قوته وقدرته على مواجهة أي جماعات أو قوات شبه عسكرية.

وكانت بعض التكهنات قد راجت بشأن احتمال إقالة شويغو، الذي تولى وزارة الدفاع منذ عام 2012، خاصة بعد القبض على تيمور إيفانوف، أحد نوابه، منذ أسابيع قليلة، بتهم فساد.

وفسر المراقبون ذلك على أنه علامة على صراع على السلطة داخل الجيش الروسي والأجهزة الأمنية.

وأصدر بوتين مرسوماً بتعيين شويغو أميناً عاماً جديداً لمجلس الأمن القومي، خلفاً لنيكولاي باتروشيف الذي ستُعلن مهماته الجديدة «في الأيام المقبلة»، وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية.


«أوروبا 2024»: استعدادات لإجراءات أمنية مشددة

هذه الصورة الملتقطة في 13 مايو 2024 تُظهر منظراً داخلياً لملعب «أليانز أرينا» في ميونيخ بجنوب ألمانيا... وستقام بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 في الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو في 10 ملاعب بجميع أنحاء ألمانيا (أ.ف.ب)
هذه الصورة الملتقطة في 13 مايو 2024 تُظهر منظراً داخلياً لملعب «أليانز أرينا» في ميونيخ بجنوب ألمانيا... وستقام بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 في الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو في 10 ملاعب بجميع أنحاء ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

«أوروبا 2024»: استعدادات لإجراءات أمنية مشددة

هذه الصورة الملتقطة في 13 مايو 2024 تُظهر منظراً داخلياً لملعب «أليانز أرينا» في ميونيخ بجنوب ألمانيا... وستقام بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 في الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو في 10 ملاعب بجميع أنحاء ألمانيا (أ.ف.ب)
هذه الصورة الملتقطة في 13 مايو 2024 تُظهر منظراً داخلياً لملعب «أليانز أرينا» في ميونيخ بجنوب ألمانيا... وستقام بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 في الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو في 10 ملاعب بجميع أنحاء ألمانيا (أ.ف.ب)

قبل شهر من استضافتها «كأس أوروبا» التي ستكون الحدث الكروي الدولي الكبير الأول على أراضيها منذ مونديال 2006، تنشغل ألمانيا بالإجراءات الأمنية المشدّدة، ضمن مسعاها للحفاظ على سلامة وأمن المشجعين واللاعبين، في مهمّة ضخمة تزداد صعوبتها في ظل التوتر الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا، والنزاع المتجدد بين إسرائيل والفلسطينيين.

فمن مثيري الشغب المعروفين بـ«الهوليغنز»، إلى الهجمات الإرهابية المحتملة وحتى الهجمات الإلكترونية، يتطلّع منظّمو البطولة القارية إلى احتواء التهديدات وإقصائها.

نانسي فيزر وزيرة الداخلية الألمانية في مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وستكلّف قوّات الأمن الألمانية بحماية نحو 2.7 مليون مشجّع و24 معسكراً للمنتخبات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى تأمين الملاعب العشرة التي تحتضن 51 مباراة، بين 14 يونيو (حزيران) و14 يوليو (تموز).

ومن المتوقع أيضاً أن تستقطب المناطق المخصّصة للمشجعين نحو 12 مليون زائر خلال الحدث القاري.

وقال مدير البطولة فيليب لام لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «منذ البداية، كان الأمن على رأس أولوياتنا».

مشاركة 300 خبير أمني

وفي خطوة غير مسبوقة، دعت ألمانيا نحو 300 خبير أمني من جميع الدول التي تخوض النهائيات القارية، للمشاركة في مشروع مراقبة، في المركز الدولي للتعاون البوليسي بمدينة نويس غرب البلاد.

والى جانب مسؤولين من ألمانيا، سيتناوب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول)، على مراقبة الوضع على الأرض، انطلاقاً من مقرّ مركزي في غرفة اجتماعات ضخمة تبلغ مساحتها 500 متر مربع مجهّزة بـ129 جهاز كومبيوتر، وشاشة عملاقة يبلغ حجمها 40 متراً مربعاً، وفق ما شاهدت «وكالة الصحافة الفرنسية» خلال زيارتها للمنشأة.

استنفار أمني للشرطة الألمانية في برلين (متداولة)

لا إجازة للشرطة

وقال مدير المركز الدولي للتعاون البوليسي، أوليفر شترودهوف، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «كل دولة تعرف مثيري الشغب لديها أفضل من أي دولة أخرى، وسيكون الخبراء الأجانب الموجودون في نويس قادرين على التعرف عليهم بسرعة أكبر».

وتابع: «حجم الوفود (ممثلو كل دولة في المركز الدولي للتعاون البوليسي) سيعتمد على عدد المشجعين ومدى خطورتهم. على سبيل المثال: سيكون لإنجلترا ممثلون أكثر بكثير من سويسرا»، نظراً لتاريخ مشجعيها في إثارة الشغب.

وخلال المباريات، سيكون الجميع في حال جاهزية واستنفار تام، لدرجة أن عناصر الشرطة محرومون من الإجازات خلال النهائيات القارية.

وستفرض ألمانيا أيضاً ضوابط أمنية على جميع حدودها الممتدة مع تسع دول. وقال متحدّث باسم وزارة الداخلية الألمانية: «في القطارات وفي المحطات، ستعزّز الشرطة الفيدرالية وجودها بشكل واضح»، على أن ينطبق الأمر ذاته على المطارات.

وسيؤمِّن الدرك الفرنسي الدعم للشرطة الألمانية، من خلال دوريات مشتركة لمراقبة القطارات على السكك الحديدية التي تربط فرنسا بألمانيا ذهاباً وإياباً، وتلك المؤدية إلى الملاعب التي يخوض فيها المنتخب الفرنسي مبارياته.

وقالت الحكومة البريطانية إن أكثر من 1600 مشجع إنجليزي وويلزي الذين مُنعوا من دخول الملاعب بسبب سجلهم العنفي، لن يكونوا قادرين على السفر إلى ألمانيا خلال البطولة.

عناصر من الشرطة الألمانية أمام مقر المركز الإسلامي في هامبورغ (رويترز)

طوق أمني ثلاثي

بالإضافة إلى الإجراءات الاعتيادية، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، إن المنتخب الأوكراني سيخضع لإجراءات أمنية معززة، في ظل الحرب الدائرة على أراضيه بسبب الغزو الروسي للبلاد.

وسيتم نشر ما بين 800 و1300 شرطي حول الملاعب في كل مباراة، اعتماداً على طرفيها.

وفي محاولة لمنع أي شخص من دخول الملعب بأسلحة أو متفجّرات، سيتم إنشاء طوق أمني ثلاثي حول كل ملعب، وستُفحص السيارات عند الحاجز الأول، بينما تفتّش حقائب المشجعين عند الثاني، قبل مسح تذاكرهم عند الثالث.

وتشكّل مناطق المشجعين أيضاً تحدياً أمنياً، لا سيما أكبرها عند بوابة براندنبورغ في برلين، والتي من المقرّر أن تستقبل عشرات الآلاف من الزوار في كل مباراة.

وقال يوهانس سال، الخبير الأمني في جامعة لوسيرن، إن هذه «الأهداف السهلة» أكثر عرضة للخطر؛ لأنه «من الأسهل على المرتكبين التسلّل إليها وتنفيذ مخططاتهم».

وسيقوم الجيش الألماني أيضاً بمراقبة الأجواء، انطلاقاً من المركز الوطني للأمن الجوي الذي يقع على بعد نحو 70 كيلومتراً من المركز الدولي للتعاون البوليسي.

وسيُراقب استخدام الطائرات المُسيَّرة (درون) من كثب، مع تحديد مناطق محظورة على هذه الطائرات. وقال سال: «إن الأحداث الرياضية الكبرى هي دائماً أهداف محتملة للهجمات الإرهابية»، واصفاً الوضع الأمني بأنه «متوتر جداً» في سياق الحرب في غزة والتهديد الدائم للتطرّف الإسلاموي.


هل من المفيد إعادة أحبابنا الراحلين على شكل نموذج يعمل بالذكاء الاصطناعي؟

صورة مخلقة بإحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي تصور شخصين يجلسان في غرفة
صورة مخلقة بإحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي تصور شخصين يجلسان في غرفة
TT

هل من المفيد إعادة أحبابنا الراحلين على شكل نموذج يعمل بالذكاء الاصطناعي؟

صورة مخلقة بإحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي تصور شخصين يجلسان في غرفة
صورة مخلقة بإحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي تصور شخصين يجلسان في غرفة

في الأشهر الأخيرة استخدم أبوان من باركلاند في فلوريدا الأميركية الذكاء الاصطناعي لإعداد خطبة بصوت ابنهم، خواكين أوليفر الذي قتل في حادثة إطلاق نار، يطالب فيها بالحد من انتشار الأسلحة.

قبلها أيضاً استخدمت هوليوود الذكاء الاصطناعي لتُظهر الممثلة الراحلة كاري فيشر في أحد أفلام حرب النجوم بعد رحيلها. مع تطور التطبيقات والأدوات أصبح من الممكن الاحتفاظ بنسخة حية تفاعلية من أحبائنا الذي غادروا دنيانا عن طريق محاكاة أصواتهم وأشكالهم.

لكن هل من المسموح أن نفعل ذلك؟ وما التعقيدات التي قد تسببها هذه النسخ الرقمية من الراحلين؟

مرعب

ترى دوروثي ماكجراه من كاليفورنيا أن وجود صور أو مقاطع فيديو لأحبائنا الراحلين هو أمر مريح، لكنها تعتقد أن تخليق أفكار أو تصرفات الشخص الراحل عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي هو أمر «مرعب».

وتتابع: «أتمنى أن يوصي الناس بعدم استخدام صورهم بهذا الشكل بعد رحيلهم».

إيجابي

يقول مايكل جورج من كاليفورنيا، إن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي سيصبح شعبياً، وإن محاكاة الراحلين ستظهر بعض العيوب في البداية لكن مع تطور التطبيقات ستتحسن الأمور سريعاً.

ويضيف: «على المدى الطويل، هذا الأمر سيقود إلى تغير في أحاسيسنا تجاه كبار السن، وسيكون مثيراً وإيجابياً بشكل غير عادي للعديد منا».

لا يمكن نسخ الإنسان

يرى براد جريزنكو من نيويورك أن تطبيقات المحادثة بالذكاء الاصطناعي ستطيل من مدة الإحساس بشعور الفقد، وأنها ستشوش فهم الإنسان للواقع وإنه لا يمكن «نسخ» الإنسان.

جلسات «تحضير أرواح» عصرية

من وجهة نظر كلاي بارسيلز من إيلنوي، فإن إعادة الراحلين عن طريق الذكاء الاصطناعي سيتنشر خلال الفترة المقبلة كما انتشرت «جلسات تحضير الأرواح» في أميركا في القرن التاسع عشر.

لقطة من أحد أفلام سلسلة حرب النجوم حيث استخدمت تقنية «التزييف العميق» لإظهار الممثلة الراحلة كاري فيشر في أحد المشاهد بعد وفاتها

الذكريات تكفي

تقول دالي توماس من ألاباما: «لقد أحببت والدي وأجدادي، وأفكر بهم كل يوم، ومع ذلك لا أرغب في أن أتعامل مع نموذج محاكاة لأي منهم، وأجد هذه الفكرة مزعجة».

ليس بديلاً

ويؤكد مارك واكيفيلد من بنسلفانيا، أنه ليس من المريح الحديث إلى نموذج محاكاة عن أحد أفراد الأسرة الراحلين، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لأي خوارزميات أن تقلد روح الدعابة والعفوية والغرابة لديهم، مستحيل».

مخيف لكن عبقري

يصف ديفيد بوجاي من كاليفورنيا إنشاء نماذج محاكاة للراحلين بأنها مخيفة لكن عبقرية، ويضيف: «أود الدخول في نقاشات مع شخصيات تاريخية راحلة، وأعتقد أن الكثير من الناس يرغبون في ذلك أيضاً. سواء أكان هذا الأمر صحيحاً أم لا فهو قادم لا محالة».

أحلام سعيدة

يقول روب جاريسون من دالاس: «تقضي أمي معظم أوقاتها وحيدة في دار لرعاية المسنين، ومع تقدمها في السن أصبحت تحن لماضيها، لبلدتها التي نشأت فيها ولزوجها وأختها». ويضيف: «أنا متأكد أنها كانت لتسعد بالتحدث إلى والدي الراحل، أو على الأقل أن يتمنى لها أحلاماً سعيدة».

لا تفاعل

يقول داون تاغلبوم من فيلادلفيا، إنه يعتقد أن عرض مقاطع صوتية أو فيديوهات للراحلين قد يكون جيداً لكن من دون الحديث معهم.

ويوضح: «قد نستخدم محاكاة الذكاء الاصطناعي لنراهم يرددون العبارات المفضلة لدينا ونضحك عليها لنشعر بنوع من الراحة، لكن التفاعل مع هذه النماذج سيكون مؤذياً نفسياً».


تير شتيغن على رادار الاتحاد الصيف المقبل

تير شتيغن (أ.ف.ب)
تير شتيغن (أ.ف.ب)
TT

تير شتيغن على رادار الاتحاد الصيف المقبل

تير شتيغن (أ.ف.ب)
تير شتيغن (أ.ف.ب)

كشفت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية عن رغبة نادي الاتحاد السعودي في التعاقد مع حارس مرمى برشلونة تير شتيغن الصيف المقبل.

ووضع المدير الرياضي لنادي الاتحاد، رامون بلاينز، الحارس هدفاً رئيسياً للنادي، حيث يعرف المدير الرياضي الحارس جيداً منذ كان يعمل في برشلونة.

وليس لدى المدير الرياضي لنادي الاتحاد أي شك في أن تير شتيغن هو الخيار المثالي والأول لنادي الاتحاد في مركز حراسة المرمى.

جدد الحارس الألماني عقده مع برشلونة في أغسطس (آب) الماضي حتى عام 2028 وينوي الاستمرار لاعباً في برشلونة، ولكن تعتقد مصادر صحيفة «موندو ديبورتيفو» أن الأمور قد تتغير بالنسبة إلى الحارس كما حدث مع كثير من اللاعبين عندما يجري التفاوض معهم من أندية سعودية.


كييف تتبنى استهداف منشآت للطاقة غرب روسيا

دمار ناتج عن غارة أوكرانية في بيلغورود (أ.ف.ب)
دمار ناتج عن غارة أوكرانية في بيلغورود (أ.ف.ب)
TT

كييف تتبنى استهداف منشآت للطاقة غرب روسيا

دمار ناتج عن غارة أوكرانية في بيلغورود (أ.ف.ب)
دمار ناتج عن غارة أوكرانية في بيلغورود (أ.ف.ب)

تبنت كييف اليوم (الاثنين) استهداف منشأة للنفط ومحطة للتحويل الكهربائي في منطقتي بيلغورود وليبتسك بغرب روسيا على مقربة من الحدود، على ما أفاد مصدر دفاعي أوكراني «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح المصدر: «وقعت انفجارات في ميناء أوسكولنبفتسناب النفطي قرب بلدة ستاري أوسكول، إضافة إلى محطة التحويل الكهربائية في إيليتسكايا»، مشيرا الى أن العملية نفّذها جهاز الاستخبارات (إس بي يو) باستخدام طائرات مسيّرة.

وفي سياق متصل، أقر الجيش الأوكراني، اليوم، بأن القوات الروسية تحقق تقدما في هجومها بمنطقة خاركيف شمالي شرقي أوكرانيا. يشار إلى أن القوات الروسية تشن حملة منسقة داخل المنطقة، ما أثار قلق الأوكرانيين وحلفائهم في الغرب من أن هجوما شاملا على مدينة خاركيف الكبرى هو أمر وشيك الحدوث. وتقع مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، على بعد 30 كيلومترا فقط إلى الجنوب من الحدود الروسية، وفقا لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقريرها عن الوضع، والذي نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت مبكر صباح اليوم، إن «العدو يحقق حاليا نجاحا تكتيكيا». وأضافت أنه عقب السيطرة على عدة بلدات في منطقة خاركيف، ذات الأغلبية الروسية، يدور القتال حاليا حول بلدة فوفشانسك، على بعد 5 كيلومترات فقط من الحدود الروسية. وقالت أوكرانيا إن الجيش الروسي ينشر قوات كبيرة في معركة فوفشانسك، حيث تتقدم خمس كتائب صوب المدينة. وخضعت فوفشانسك للاحتلال الروسي في بداية الحرب.

وخلال الهجوم الذي شنته أوكرانيا في خريف عام 2022 في منطقة خاركيف، انسحبت القوات الروسية من فوفشانسك. وبحسب البيانات الأوكرانية، كان نحو 3500 شخص لا يزالون يعيشون في المدينة في ذلك الوقت. وشنت روسيا حملة جديدة في منطقة خاركيف يوم 10 مايو (أيار) الحالي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الاستيلاء على تسع بلدات خلال اليومين الماضيين.