قصة الفلسطيني الذي فقد 103 من أقاربه في غزة

أفراد من الجيش الإسرائيلي يسيرون أمام أنقاض مبنى مدمر في حي الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أفراد من الجيش الإسرائيلي يسيرون أمام أنقاض مبنى مدمر في حي الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

قصة الفلسطيني الذي فقد 103 من أقاربه في غزة

أفراد من الجيش الإسرائيلي يسيرون أمام أنقاض مبنى مدمر في حي الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أفراد من الجيش الإسرائيلي يسيرون أمام أنقاض مبنى مدمر في حي الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب)

عندما قُتل 103 من أقاربه في غارة جوية على منزل العائلة في مدينة غزة، كان أحمد الغفيري عالقاً على بعد 80 كيلومتراً في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة؛ بسبب ظروف عمله.

وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد كان الغفيري، الذي يعمل في مجال البناء، يتحدث إلى زوجته وبناته الثلاث، تالا ولانا ونجلاء، كل يوم، إلا أن مكالمة زوجته معه ليلة وقوع الهجوم الذي أودى بحياة العائلة في يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) كانت مختلفة وغريبة من نوعها.

وقال الغفيري: «كانت زوجتي تعلم أنها ستموت. لقد طلبت مني في هذه الليلة أن أسامحها على أي شيء سيئ ربما فعلته بي. أخبرتها بأنه لا داعي لقول ذلك. وكانت تلك آخر مكالمة بيننا».

وأدى هجوم كبير بالقنابل على منزل عائلته في حي الزيتون بمدينة غزة، الذي كان مكوناً من 4 طوابق، إلى مقتل 103 من أقاربه، من بينهم زوجته وبناته الـ3، ووالدته، و4 من إخوته وعائلاتهم، بالإضافة إلى عماته وأعمامه وأبناء عمومته.

وبعد مرور أكثر من شهرين، لا تزال بعض جثث أقارب الغفيري محاصرةً تحت الأنقاض.

وقال الغفيري، وهو يغالب دموعه، إنه لم يستطع حمل جثث أطفاله أو حضور مراسم دفنهم، مضيفاً: «أشعر وكأنني في حلم. وما زلت لا أستطيع أن أصدق ما حدث لنا».

وأضاف: «ماذا فعلت لأحرم من أمي وزوجتي وبناتي وإخوتي. وماذا فعلوا هم؟ لقد كانوا جميعاً مدنيين».

ولا يزال الغفيري عالقاً في أريحا. إلا أنه لم يعد متأكداً مما إذا كان يرغب في العودة إلى حي الزيتون الآن.

أنقاض مبنى في حي الزيتون (أ.ب)

وقال: «لقد تحطّم حلمي في غزة. مَن الذي يجب أن أعود إليه؟ مَن سيناديني يا أبي؟ مَن سيناديني يا حبيبي؟».

وقام الغفيري بحذف صور بناته من هاتفه وجهاز الكومبيوتر المحمول الخاص به، في محاولة لتهدئة روعه.

ووصف حامد الغفيري، أحد أقارب أحمد الناجين، ما حدث يوم الهجوم، قائلاً: «عندما بدأت الضربات، نجا أولئك الذين فرّوا إلى أعلى التل، وقُتل أولئك الذين ظلوا محتمين بالمنزل».

وأضاف: «ما حدث كان حزاماً نارياً. كانت هناك غارات على المنازل الـ4 المجاورة لمنزلنا. كانوا يضربون منزلاً كل 10 دقائق».

وتابع: «كان هناك 110 أشخاص من عائلة الغفيري. لم تكتب النجاة إلا لعدد قليل منهم».

وكانت الضحية الكبرى في العائلة سيدة تبلغ من العمر 98 عاماً، في حين كان أصغرهم طفلاً وُلد قبل 9 أيام فقط من الهجوم.


مقالات ذات صلة

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

المشرق العربي الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «الضوء الأخضر الذي حصل عليه بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية جعله يستمر في عدوانه».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
الولايات المتحدة​ طفل فلسطيني يعاني من سوء التغذية يتم حمله أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ميداني تابع لهيئة الخدمات الطبية الدولية في دير البلح في جنوب قطاع غزة (رويترز)

آسيان تعبر عن قلقها إزاء العدد المروع للقتلى في غزة

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة «تعمل يومياً بشكل حثيث» من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (فينتيان)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يركبون على ظهر عربة وهم يحملون أمتعتهم في غزة (أ.ف.ب)

غزة: تحذير من انتشار فيروس شلل الأطفال بين النازحين

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، من انتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض بين جموع النازحين في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تصاعد الدخان خلال غارة إسرائيلية على دير البلح في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

غزة: مقتل 30 فلسطينياً بهجوم إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن ما لا يقل عن 30 فلسطينياً قُتلوا، السبت، في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين غرب مدينة دير البلح.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تنسحب من مخيم قلنديا للاجئين قرب رام الله في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

بينهم أطفال... القوات الإسرائيلية تعتقل 40 فلسطينياً من الضفة

شنت القوات الإسرائيلية، الجمعة والسبت، حملة اعتقالات واسعة طالت 40 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية، بينهم أطفال، وأسرى سابقون.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)
TT

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)

أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، اليوم (السبت) أن «الضوء الأخضر الذي حصل عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية، جعله يستمر في عدوانه ضد شعبنا وأرضنا، وآخرها المجزرة البشعة التي ذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى من أبناء شعبنا، جرَّاء استهداف جيش الاحتلال مدرسة تؤوي آلاف النازحين في مدينة دير البلح، ومستشفى ميدانياً».

ونقلت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا) عن أبو ردينة قوله إن «هذه المجازر الوحشية تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأميركية والكونغرس اللذين صفَّقا وأعطيا الدعم السياسي والمالي والسلاح لهذا الاحتلال، ليستمر في قصف الأطفال والنساء والشيوخ؛ لأنه يعلم مسبقاً أنه محمي من العقاب، جراء الدعم الأعمى والمنحاز من قبل الجانب الأميركي؛ خصوصاً لقاءاته الأخيرة في الكونغرس».

وأشار أبو ردينة إلى أن «الاحتلال انتهك كل المحرمات التي أقرها القانون الدولي، بقصف مدرسة تؤوي مدنيين عزلاً يبحثون على ملاذ آمن، غير موجود بالأساس في قطاع غزة، بعد نحو 10 أشهر من العدوان المتواصل، وفي كل مرة يقصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين لا نرى سوى بعض الإدانات والاستنكار الذي لن يجبر إسرائيل على وقف عدوانها الدموي».

وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بـ«إجبار إسرائيل على وقف عدوانها، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية وقرارات المحاكم الدولية، وعدم إعطائها الدعم للاستمرار في الجرائم الوحشية، وهي تتحمل مسؤولية كل ما يجري من عدوان على غزة والضفة والقدس».