جدد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الاثنين، دعم باريس «الواضح والمستمر» لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع حول الصحراء الغربية، مؤكداً على إرادة التقدم في هذا الملف، وذلك خلال زيارته للرباط.
وقال سيجورنيه في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة: «نعرف أنه رهان وجودي بالنسبة للمغرب»، معلناً أيضاً عن اقتراح باريس إقامة شراكة للثلاثين عاماً المقبلة مع المغرب.
وأضاف: «بإمكان المغرب أن يعول على الدعم الواضح والمستمر لفرنسا» لخطته للحكم الذاتي... سبق أن قلنا ذلك، وسأكرره اليوم ربما بقوة أكبر، لقد حان الوقت للتقدم، سأسهر على ذلك شخصياً».
وأشار إلى أن فرنسا تريد «مواكبة التنمية» في المنطقة التي تسيطر المملكة على غالبيتها؛ «دعماً للجهود المغربية» في هذا الصدد.
ومنذ اعتراف الولايات المتحدة أواخر عام 2020 بسيادة الرباط على هذا الإقليم المتنازع عليه مع جبهة «البوليساريو» منذ عقود عدة مدعومة من الجزائر، تنتظر المملكة موقفاً مماثلاً من باريس. وسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الفترة الماضية إلى التقارب مع الجزائر، في حين قطعت الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط عام 2021.
ووصل سيجورنيه إلى الرباط، مساء الأحد، قبل أن يستقبله بوريطة، الاثنين، في مسعى لتحسين العلاقات بين البلدين بعد سلسلة من الأزمات الدبلوماسية.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن «العلاقات المغربية الفرنسية يجب أن تتجدد وتتطور وفق مبادئ الاحترام المتبادل والطموح والتنسيق، وعلاقات دولة لدولة». وأشار إلى أن الجانبين تطرقا للتحضير لسلسلة من الزيارات الوزارية الثنائية في الفترة المقبلة.
وأعلن سيجورنيه أن فرنسا تقترح على المغرب إقامة شراكة «متقدمة» للثلاثين عاماً المقبلة، تشمل على الخصوص قطاعات الطاقات المتجددة والتكوين و«تطوير فضاءات صناعية حديثة».
وشهدت السنوات الأخيرة توترات قوية للغاية بين المغرب وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي تعيش فيها جالية مغربية كبيرة. وكان قرار فرنسا في سبتمبر (أيلول) 2021 بخفض عدد التأشيرات للمغاربة إلى النصف، قد قوبل بانتقادات حادة في المغرب.
وفي الجانب الفرنسي، أبدت السلطات امتعاضها بعدما كشف تحقيق صحافي استقصائي، استهداف المغرب أرقام هواتف ماكرون ووزراء في عام 2019 ببرنامج التجسس الإسرائيلي «بيغاسوس»، وهي اتهامات نفتها الرباط.
وأدت إدانة البرلمان الأوروبي في يناير (كانون الثاني) 2023 تدهور حرية الصحافة في المغرب، إلى زيادة التوترات الدبلوماسية، بعدما رأى مسؤولون مغاربة أن فرنسا تقف وراء القرار... وفي سبتمبر، نشأ جدل جديد بعدما تجاهلت الرباط عرض فرنسا تقديم المساعدة إثر الزلزال المدمر.
ثم بدت العلاقات كأنها وصلت إلى طريق مسدودة، قبل أن يقر السفير الفرنسي لدى المغرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بأن قرار تقييد حصول المغاربة على تأشيرات فرنسية كان خطأً، ويجري تعيين سفيرة مغربية في فرنسا بعد أشهر من الشغور.