«الأسطول الشبح» أداة روسية للتملّص من العقوبات النفطية

ناقلة نفط تابعة لشركة الشحن الروسية «سوفكومفلوت» تبحر عبر مضيق البوسفور في مايو (أيار) 2022 (رويترز9
ناقلة نفط تابعة لشركة الشحن الروسية «سوفكومفلوت» تبحر عبر مضيق البوسفور في مايو (أيار) 2022 (رويترز9
TT

«الأسطول الشبح» أداة روسية للتملّص من العقوبات النفطية

ناقلة نفط تابعة لشركة الشحن الروسية «سوفكومفلوت» تبحر عبر مضيق البوسفور في مايو (أيار) 2022 (رويترز9
ناقلة نفط تابعة لشركة الشحن الروسية «سوفكومفلوت» تبحر عبر مضيق البوسفور في مايو (أيار) 2022 (رويترز9

بعد سنتين على الهجوم على أوكرانيا وفي مواجهة سيل العقوبات الغربية على موسكو المرتبطة في المقام الأول بصادراتها من النفط عبر البحر، تمكّنت موسكو من تشكيل أسطول من ناقلات النفط التابعة لجهات غامضة أو تفتقر إلى التأمين المناسب، يُعرف باسم «الأسطول الشبح» لتصدير النفط والالتفاف على العقوبات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد أدرجت واشنطن، الجمعة، على قائمتها السوداء 14 ناقلة نفط تستخدمها روسيا في إطار سعي الولايات المتحدة لإبقاء السقف المحدّد لأسعار الخام الذي فرضه الغرب على روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا.

وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على شركة الشحن الروسية «سوفكومفلوت» التي تديرها الدولة، وأشارت إلى أنها أعطتها مهلة 45 يوما لتفريغ الحمولات النفطية وغيرها من الناقلات الـ14 قبل دخول القرار حيّز التنفيذ.

الكرملين مقر الرئاسة الروسية في موسكو (أ.ف.ب)

تعرّف كلية الاقتصاد في كييف «الأسطول الشبح» بأنه يضم مراكب تجارية لا تملكها دول ضمن ائتلاف مجموعة السبع أو الاتحاد الأوروبي، ولا تستخدم تأمين الحماية المخصّص للنقل البحري والذي يعوّض الأضرار إن حصلت من دون سقف محدّد.

وتقول خبيرة الاقتصاد في الكلية إيلينا ريباكوفا إن هذه الممارسة كانت قائمة «حتى قبل الحرب».

ويستخدم هذا النوع من السفن التي يطلق عليها أيضا اسم «الأساطيل الغامضة» في دول مثل إيران وفنزويلا الخاضعتين لعقوبات نفطية أميركية، وحتى كوريا الشمالية، بحسب الباحثة لدى «المجلس الأطلسي» إليزابيث براو.

وبناء على إحصاءات خدمة «لويدز ليست إنتيليجنس» التي تعنى بجمع المعلومات عن الملاحة البحرية، فإن عدد هذه السفن تضاعف العام الماضي وباتت حاليا تمثّل نحو 10 في المائة من ناقلات النفط التي تعمل دوليا. ويعادل ذلك نحو 1400 سفينة، وفق ما أعلنه المجلس الأطلسي في يناير (كانون الثاني).

ويصعب غالبا تحديد الجهة الحقيقية المالكة للسفينة بسبب تجمّع شركات في شركة واحدة أو اللجوء الى شركات وسيطة...

روسيا والحظر

فُرض حظر نفطي على روسيا وسقف لأسعار الخام الروسي إضافة إلى حظر على تقديم خدمات لنقل النفط بحرا لحرمانها من تمويل حربها في أوكرانيا.

وللالتفاف على هذه العقوبات، اضطرت موسكو لخفض اعتمادها على الخدمات البحرية الغربية عبر شراء ناقلات وتوفير تأمين خاص بها، وفق ما تقول شركة «رايستاد إنرجي» الاستشارية.

وتقدّر ريباكوفا أن أكثر من 70 في المائة من النفط الروسي الذي ينقل بحرا يستخدم «الأسطول الشبح».

وقالت شركة «لويدز ليست إنتيليجنس» في ديسمبر (كانون الأول) «يزداد برنامج روسيا للالتفاف على العقوبات ضخامة وتعقيدا بفضل أسطول غامض يزداد توسعا».

وفي تقريرها بشأن «تعقّب النفط الروسي» الصادر في يناير، قدّرت كلية الاقتصاد في كييف أن 196 ناقلة من الأسطول الشبح محمّلة بالنفط «غادرت الموانئ الروسية في ديسمبر 2023».

وأضافت أن أكثر أعلام ترفعها سفن «الأسطول الشبح الروسي» هي «أعلام بنما وليبيريا والغابون».

وتحذّر كلية الاقتصاد في كييف من أن السفن المتقادمة تشكّل «خطرا بيئيا هائلا للاتحاد الأوروبي»، إذ تمرّ السفن القديمة وذات الصيانة الرديئة من أمام سواحل عدد من الدول الأوروبية. وتشير الى أن 73 في المائة من السفن التي نقلت النفط الروسي في بنيت قبل أكثر من 15 عاما.

ولا تملك أي من السفن المنضوية في «الأسطول الشبح» الروسي تأمين حماية وتعويضا مناسبا، وهو أمر إجباري للمراكب التجارية لتغطية الأخطار الناجمة عن الحروب أو حوادث الاصطدام أو الأضرار البيئية مثل التسرّب النفطي.


مقالات ذات صلة

شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين تضاعف إنفاقها على الذكاء الاصطناعي

الاقتصاد رجل يمشي أمام شعار مجموعة «علي بابا» بمبنى مكاتبها في بكين (رويترز)

شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين تضاعف إنفاقها على الذكاء الاصطناعي

ضاعفت شركات التكنولوجيا العملاقة في الصين الإنفاق الرأسمالي هذا العام مع إنفاقها بسخاء على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، على الرغم من العقوبات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد هيكل خرساني قائم على الجاذبية لمشروع «أركتيك 2» قيد الإنشاء في حوض جاف بمنطقة مورمانسك (رويترز)

رصد «بايونير» الخاضعة للعقوبات تنقل الغاز الطبيعي المسال الروسي

رُصدت ناقلة غاز خاضعة لعقوبات أميركية حملت شحنة من مصنع الغاز الطبيعي المسال الروسي الجديد (أركتيك 2) هذا الشهر، وهي تقوم بعملية نقل من سفينة إلى أخرى.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أناس يسيرون على طول شارع هوغوسي في منطقة شيتشنغ وهو شارع مخصَّص للطعام في بكين (أ.ف.ب)

الصين تنتقد أميركا بسبب إضافة شركات إلى قائمة مراقبة الصادرات

أعلنت وزارة التجارة الصينية معارضتها الشديدة لقرار الولايات المتحدة إضافة كيانات صينية متعددة إلى قائمة الرقابة على الصادرات بسبب قضايا تتعلق بروسيا.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ جندي روسي يطلق طائرة مسيرة صغيرة خلال المعارك في أوكرانيا (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

عقوبات أميركية جديدة على قطاع الصناعات الدفاعية الروسي

أعلنت واشنطن سلسلة جديدة من العقوبات تستهدف 400 كيان وفرد، في روسيا والخارج، بينهم نحو 60 شركة لتكنولوجيا الدفاع.

«الشرق الأوسط» ( واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزارة الخزانة الأميركية (أ.ب)

عقوبات أميركية جديدة تستهدف شبكات تجارية تابعة للحوثيين و«حزب الله»

قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت اليوم (الخميس) عقوبات تستهدف شبكات تجارية تابعة لجماعة الحوثي اليمنية وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حزب «فرنسا الأبية» يسعى إلى تأمين دعم برلماني لعزل ماكرون

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
TT

حزب «فرنسا الأبية» يسعى إلى تأمين دعم برلماني لعزل ماكرون

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

طلب حزب «فرنسا الأبية» اليساري، السبت، من المجموعات البرلمانية الأخرى دعم محاولته، التي يبدو أنها بعيدة المنال، لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون بسبب «إخفاقات خطيرة» في تأدية واجباته الدستورية.

ويدور خلاف بين ماكرون وحزب «فرنسا الأبية» وحلفائه من الخضر والاشتراكيين والشيوعيين؛ بسبب رفضه تسمية مرشحتهم لوسي كاستيه رئيسة للوزراء بعد الانتخابات البرلمانية غير الحاسمة في يوليو (تموز).

ورغم أن تحالفهم «الجبهة الشعبية الجديدة» فاز بأكبر عدد من المقاعد، فإن النتائج لم تمنح أي كتلة الأغلبية في الجمعية الوطنية المنقسمة إلى حد كبير بين اليسار، ووسطيي ماكرون، والتجمع الوطني اليميني.

وكتب نواب «فرنسا الأبية» في مشروع قرار العزل، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الجمعية الوطنية (المجلس الأدنى) ومجلس الشيوخ يمكنهما، ويجب عليهما الدفاع عن الديمقراطية ضد ميول الرئيس الاستبدادية».

وقالت زعيمتهم البرلمانية ماتيلد بانو إنهم أرسلوا الوثيقة إلى نواب آخرين لجمع التوقيعات. وتواجه أي محاولة لعزل إيمانويل ماكرون من خلال المادة 68 من الدستور الفرنسي عقبات كبيرة، إذ تتطلب موافقة ثلثَي أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ مجتمعين.

ويقول حزب «فرنسا الأبية» إن الأمر لا يعود إلى الرئيس «لإجراء مقايضات سياسية»، مشيراً إلى جهود ماكرون منذ يوليو للعثور على رئيس وزراء يحظى بإجماع.

لكن العديد من الخبراء الدستوريين يرون أن دستور الجمهورية الخامسة الذي أقر عام 1958 وكتب على افتراض أن النظام الانتخابي سينتج أغلبية واضحة، غامض بشأن المسار الذي يجب اتخاذه في حال تعطل العمل البرلماني.

وبرر ماكرون رفضه تسمية كاستيه رئيسة للوزراء بقوله إنه من واجبه ضمان «الاستقرار المؤسسي».