إريك دير.. إنجليزي برتغالي اكتشف نفسه في «وايت هارت لين»

واجه «صدمة ثقافية» عندما جاء للعب في إنجلترا بعد أن غادرها في سن السابعة

لم تكن الصدمة الثقافية كبيرة لدير عند مجيئه لإنجلترا للمرة الثانية
لم تكن الصدمة الثقافية كبيرة لدير عند مجيئه لإنجلترا للمرة الثانية
TT

إريك دير.. إنجليزي برتغالي اكتشف نفسه في «وايت هارت لين»

لم تكن الصدمة الثقافية كبيرة لدير عند مجيئه لإنجلترا للمرة الثانية
لم تكن الصدمة الثقافية كبيرة لدير عند مجيئه لإنجلترا للمرة الثانية

يتمتع إريك دير بالقدرة على استشفاف المستقبل والمسار الذي ستتخذه الأحداث الراهنة، ميزة ساعدته في أن يصعد نجمه بقوة داخل الملاعب. ولا يزال دير يتذكر تحوله من لاعب مدافع إلى لاعب خط وسط مدافع، وذلك في 2 مارس (آذار) 2013 أثناء مشاركته في صفوف سبورتنغ لشبونة أثناء تولي جوسفالدو فيريرا مهمة تدريب الفريق. ويشتهر فيريرا بلقب «البروفسور» داخل موطنه البرتغال، وهو صاحب فكرة نقل دير من مركز قلب الدفاع ليقوم بدور الرقابة على مهاجمي الخصم أمام رباعي خط الظهر. وعليه، فقد دفع فيريرا دير في هذا المركز الجديد خلال لقاء فريقه بـ«بورتو» الذي أقيم في استاد «خوسيه ألفالادي»، في واحدة من أهم المباريات في الموسم الكروي البرتغالي.
ويرى دير أن فيريرا كان طبعه ناريًا، وقال: «لم يكن بالشخصية البرتغالية المألوفة، وإنما كان سريع الغضب». وعندما لم تسر الأمور بشكل جيد بادئ الأمر بالنسبة لدير، أعلن فيريرا بوضوح عن رأيه في ذلك. إلا أنه بمرور الوقت، تحسنت الأوضاع، ومع إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف، كان أداء دير قد وصل حد الامتياز. وعن ذلك، قال دير: «ربما كانت تلك واحدة من أفضل المباريات بالنسبة لي مع سبورتنغ». وظل دير، الذي كان في الـ19 من عمره حينها، محتفظًا بمكانه في مركز خط الوسط المدافع حتى تعرض لإصابة أنهت موسمه في أواخر أبريل (نيسان) . الواضح أن دير ينتمي لتلك النوعية من البشر الذين يمتازون بالقدرة على التكيف والارتقاء لمستوى أصعب التحديات. خلال بدايته المهنية لصالح سبورتنغ قبل ذلك بأربعة شهور، في ظل قيادة المدرب السابق للنادي، فرانكي فيركواتيرين، لبى دير نداء طارئا لأن يشارك في مركز الظهير الأيمن. وفي غضون دقائق، ساهم دير في إحراز هدف الفوز بالمباراة، وفي مشاركته التالية سجل هدف التعادل أمام مورينيسي.
بعد ذلك، انتقل دير إلى توتنهام في صيف 2014. وكانت أول مشاركة له مع ناديه الجديد أمام وست هام يونايتيد، حيث أحرز هدف الفوز رغم إصابته، ثم سجل هدفًا آخر في أول مشاركة له داخل استاد «وايت هارت لين» أمام كوينز بارك رينجرز. بعد ذلك، جاءت مباراة نهائي كاس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام تشيلسي في مارس، الذي نجح دير خلالها في انتزاع إعجاب الكثيرين، وأهمهم مديره الفني ماوريسيو بوتشيتينو الذي وضعه في مركز قلب الدفاع، ورد إليه دير الجميل وتصدى بشجاعة لمهاجم تشيلسي دييغو كوستا. وقدم دير أداء عبر فيه عن قدراته، رغم خسارة فريقه للمباراة، واستحق عليه عبارات الثناء من بوتشيتينو الذي أدرك أنه يستطيع أن يضع ثقته في اللاعب. ويقول دير: «أظنني تعاملت جيدًا مع كوستا.. أعتقد أنه من نوعية الأشخاص الذين ينبغي أن تعاملهم بلطف، أرى كل هؤلاء اللاعبين الذين يحاولون مقاتلته، لست متأكدا أنه السبيل الأمثل للتعامل معه. في البداية، أردت أن يدرك أنني لن أكتفي بدحرجة الكرة، لكن بعد ذلك سار كل شيء على ما يرام. ولأننا نتكلم البرتغالية، فقد تبادلنا أطراف الحديث كثيرًا أثناء المباراة، كان حديثًا فكاهيًا، ولم تكن هناك كلمات خبيثة بيننا».
لقد أصبح دير رمزًا لولاية بوتشيتينو التدريبية، فهو غير مغرور متعطش للفوز ويتمتع بالمرونة التكتيكية المطلوبة. لقد دعا البعض بوتشيتينو خلال موسم الصيف إلى سد الفجوة في مركز خط الوسط المدافع عبر التعاقد مع اسم كبير، لكن المدرب الأرجنتيني أدرك أن حل المشكلة يكمن في دير الذي لعب الموسم الماضي في مركزي قلب الدفاع والظهير الأيمن. بوتشيتينو، شأنه شأن فيريرا في سبورتنغ، كان يرى أن دير يمتلك السمات اللازمة لهذه المهمة - الكفاءة والقدرة على اتخاذ القرار - وهكذا تحول الشك الذي يحيط دائمًا بتغيير المراكز إلى إعجاب بأداء اللاعب الشاب. وفي ظل هوس الانتقالات الذي يميز عالم الفرق الكبرى بالدوري الإنجليزي، افتقرت هذه الخطوة للبريق والاهتمام المطلوبين، لكنها عززت الرضا عن اللاعب في نهاية المطاف. وهكذا أسهم دعم دير لرباعي خط الظهر في تحقيق فريق توتنهام أفضل سجل دفاعي مشترك في الدوري الإنجليزي «البريميرليغ». واتسمت تمريرات دير بالدقة، كما أنه ساعد على إخراج أفضل أداء من زملائه، وبات يزداد تألقًا كل أسبوع. وبالنسبة إلى كثير من مشجعي توتنهام، يعد دير أفضل لاعبي الفريق حتى الآن هذا الموسم.
ويقول دير: «يعجبني أنني أثبت خطأ المشككين.. لأنني أعرف أن كثيرين كانوا يشكون في نجاحي، الناس يقولون: لا أعرف شيئًا عن تلك الأمور. البعض يحاول التظاهر بالهدوء وعدم الاكتراث لكنك تستطيع تمييزهم. لم يزعجني ذلك، فكرت أنه ليس لدي ما أخسره، والآن أصبحت مسألة الحفاظ عليه فحسب». ويتحدث دير بنضج لا يتناسب مع عمره، 21 عامًا، لكن ذلك نتاج خبرته الحياتية. فقد هاجر في سن الـ7 مع والديه و5 من إخوته من إنجلترا إلى البرتغال، لأن والدته لويز حصلت على مهمة إدارة برنامج الاستضافة لبطولة أوروبا عام 2004. وبعد عام قضته العائلة في منطقة الغارف البرتغالية، انتقل جميع أفرادها إلى العاصمة لشبونة، حيث التقطته عيون الكشافين وانضم إلى ناشئي فريق سبورتنغ، الذي أفرز لويس فيغو وكريستيانو رونالدو وغيرهما من اللاعبين المتميزين. ولعب دير كرة القدم السباعية في سبورتنغ من سن الـ8 وحتى الـ13. وفي تشكيل 2 - 3 - 1، بدأ في الطرف الأيمن ضمن ثلاثي خط الوسط ثم أصبح أحد ثنائي الدفاع اللذين على حد قوله: «يلعبان كجناحين في حقيقة الأمر». وعندما وصل إلى مرحلة الفريق الكامل شارك في مركز قلب الدفاع، وكان يلعب بشكل روتيني على ملاعب طينية مما شحذ أداءه وأسلوبه الكروي.
ويقول دير: «كان لعب كرة القدم في سبورتنغ يتبع نهجا مسترخيًا للغايًة.. كانوا يفتخرون بتنشئة لاعبين مهذبين ومحترمين، لم يغضبوا منك قط إذا أخطأت التمرير، لكنهم كانوا يغضبون لو تصرفت بصورة غير لائقة تجاه أحدهم، لم يكن هناك أي صياح، سمعت كثيرًا أن هذا هو الحال في إنجلترا». ويمضي قائلاً: «اللاعب الجيد بالنسبة إليهم كان ذلك اللاعب الذي يدرك أنه ارتكب خطأ ويصححه بنفسه. عندما قدمت إلى إنجلترا للعب كرة القدم، رأيت مدربين ينتقدون لاعبيهم عندما يرتكبون خطأ ما، بل ويتحدثون إليهم خلال سير المباراة». ويضيف اللاعب الشاب «في البرتغال يجلس المدرب على مقعده ولا يتفوه بكلمة، كنا نلعب فحسب ونرتكب الأخطاء ثم نتعلم منها بأنفسنا، تفهم اللعبة على نحو أفضل كثيرًا بهذه الطريقة. بالنسبة إلي، ارتكاب الخطأ الواحد مرتين علامة على سوء مستوى اللاعب».
وواجه دير صدمة ثقافية عندما جاء للعب في إنجلترا. وفي يناير (كانون الثاني) 2011، ولأن سبورتنغ لم يكن لديه فريق «ب»، وجد دير ابن الـ17 أنه لا سبيل للصعود إلى تشكيلة الفريق الأول. وبناء على نصيحة من والده، جيريمي، وهو لاعب تنس محترف سابق، انضم دير إلى إيفرتون على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر. كما جرت مناقشات مع نادي مانشستر يونايتد. وكانت الفكرة هي إضافة القوة الحديدية التي تتميز بها الكرة الإنجليزية إلى أسلوب أدائه البرتغالي. فقد نجح ذلك من قبل مع الفتى رونالدو. ويقول دير ضاحكًا: «أفعل ذلك على مستوى منخفض كثيرًا عنه.. لكن بالنسبة إلي، إذا كنت 50 في المائة برتغاليا و50 في المائة إنجليزيا، فإن ذلك هو المزيج المثالي بحق. والدي قال بالأساس إنني أحتاج دفعة قوية إلى الأمام. وهكذا ذهبت إلى ميرسيسايد (إيفرتون)، ولا يسعك قط أن تحصل على دفعة بقوة أكبر مما نلتها هناك، لا سيما في ضوء أنني قادم من البرتغال!». الأشهر الستة الأولى كانت بمثابة الكابوس للاعب الشاب؛ ويقول دير: «لو تكلمت بصراحة تامة، أنا بالقطع.. لم أكره الأمر لكنني، في ذلك الوقت، فكرت في لو أن يخرجني أحدهم من هنا. كانت الأجواء جد مختلفة عما اعتدت عليه؛ أسلوب الحياة، والطقس، والمكان، والناس.. حتى اللغة كانت عاملاً مهمًا حينذاك. كانت اللهجة صعبة بالنسبة إلي، وبلغة كرة القدم، كانت أشد خشونة كثيرًا».
ورغم ذلك عرض إيفرتون على دير تمديد فترة الإعارة 12 شهرًا آخر، ووافق اللاعب. لقد أدرك أن ذلك سوف يعزز أداءه، وهو ما أثبتته الأيام لاحقًا. وربما كان وصول آلان إيرفين في ذلك الصيف لتولي منصب مدير أكاديمية النادي نقطة التحول في رحلة دير مع إيفرتون، حيث شارك مع الفريق الاحتياطي وخاض عدة حصص تدريبية مع الفريق الأول تحت قيادة ديفيد مويز. ويصف إيرفين بأنه شخص «يمكنه الذهاب للتدريب في البرتغال، تلك هي عقليته، إنه متوافق مع كل شيء هناك»، وهكذا وجد دير نفسه بعد العودة إلى سبورتنغ وقد تفوق على أقرانه. ولم يضطر إلى الانتظار طويلاً حتى استهل انطلاقته مع الفريق الأول، ورغم أنه عانى في موسم 2013 - 2014 بعدما خلف ليوناردو جارديم «البروفسور» فيريرا، ثم جاء الانتقال إلى البريميرليغ بعد استجابة توتنهام لشرط شراء اللاعب بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني.
ويقول دير: «هذه المرة في إنجلترا لم تكن الصدمة الثقافية كبيرة.. لكنني أظن أن بعض الناس ينسون أنني لاعب أجنبي بالأساس، بالتأكيد فعلوا الموسم الماضي. أنا إنجليزي لكن، بالنسبة إلي، الأمر لم يكن يختلف عن مجيء أي لاعب أجنبي آخر إلى البريميرليغ للمرة الأولى». ويضيف «كان صعبًا بالنسبة إلي وعانيت تراجعًا كبيرًا في مستواي في ذلك الوقت من العام الماضي. ولأن عملية الانتقال استمرت حتى أغسطس (آب)، لم أحظ باستعداد جيد قبل انطلاق الموسم. أصبحت أحس بالتعب بينما أشعر الآن بأنني على ما يرام». تراجع مستوى دير جعله يتخذ قرارًا بعدم المشاركة في المباراتين الوديتين اللتين خاضهما المنتخب الإنجليزي تحت سن 21 ضد البرتغال وفرنسا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مفضلاً التدريب في توتنهام.
كان قد وصل لتوه إلى ناد جديد في دوري لم يألفه، ويصارع من أجل استعادة لياقته ويشعر بالتوتر والقلق، وكان الشعور السائد بأنه إذا لم يشركه غاريث ساوثغيت المدير الفني لمنتخب تحت 21 في المباريات، كما كان متوقعا، فإن دير سوف يستفيد على المدى البعيد عبر التقاط أنفاسه في توتنهام. ودارت أحاديث مع ساوثغيت أبلغ فيها بوضوح أنه إذا قرر الاستعانة بدير، فإن اللاعب لن يتردد في الاعتذار. وبدا أن ساوثغيت اقتنع بأنه من المستحسن أن يستبعد دير. لكن ذلك ألصق باللاعب في بعض الدوائر، ولو فترة قصيرة، تهمة عدم الرغبة في المشاركة مع المنتخبات الإنجليزية.
ويقول دير: «لم أقل يومًا إنني لا أريد اللعب في صفوف المنتخب الإنجليزي أو أدرت ظهري لبلادي.. أريد اللعب لصالح إنجلترا وهذا العام واصلت اللعب في منتخب 21، إنني برتغالي من نواح كثيرة لكنني إنجليزي في النهاية». وأضاف «الموقف برمته أسيء تفسيره، لا أعتقد أنه عولج على النحو الصحيح من الجانبين، كان يمكن تسويته بصورة أفضل، والمرء يتعلم من مثل هذه التجارب. لكن لو راجعت الأمر الآن، أعتقد أنه كان القرار الصحيح. كنت أعرف أنني لو بقيت في توتنهام، كنت سأتدرب جيدًا وأعود في مستوى طيب». لقد انغمس دير في شؤون النادي، حتى أدق التفاصيل. بل أنه جرب الأسبوع الماضي أن يقوم بتركيب البلاط وأعمال الدهانات في إطار مشروع ترميم ينفذ بالشراكة مع مؤسسة النادي التي تساعد في تطوير المنطقة. طرق دير سبيلاً غير مألوف حتى بلغ هذه المرحلة، لكنه عندما ينظر إلى المستقبل لا يجد أمامه سوى الحماسة والتفاؤل. ويختتم دير كلامه قائلا: «كنا أصغر فريق تحت 21 في كل نهاية أسبوع خلال الموسم الماضي عندما حللنا في المركز الخامس، وكان من الواضح أنه فريق سوف ينمو.. ذلك هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحدث عندما تكون في هذا السن الصغيرة وتكتسب الخبرات كل أسبوع. من الطبيعي أن يتحسن مستواك باستمرار».
من جانبه، أكد يان فيرتونجن مدافع توتنهام ثقته في أن فريقه يملك تشكيلة كبيرة بشكل كاف للتغلب على مشكلات الإصابات.
وكان الجناح ناصر الشاذلي أحدث المنضمين لقائمة المصابين في توتنهام بجانب نبيل بن طالب ورايان ميسون وأليكس بريتشارد وسون هيونغ مين. وقال مدافع منتخب بلجيكا للصحافيين: «لدينا تشكيلة كبيرة وعدد كاف من اللاعبين الجاهزين، نعاني من بعض الإصابات لكن التشكيلة الحالية مستعدة للعب» وأضاف «أعتقد أن الأمور تسير على نحو جيد للغاية، ونريد الاستمرار على هذه الوتيرة في المباريات المقبلة». وأرسل كيران تريبير الوافد الجديد لتوتنهام - الذي شارك في ثلاث مباريات هذا الموسم - تحذيرا لزميله كايل ووكر، وأفصح عن رغبته في أن يكون الخيار الأول في مركز الظهير الأيمن. وقال تريبير لوسائل إعلام بريطانية: «أتطلع للعب في الدوري الإنجليزي، ومن المؤكد أنني سأنتهز الفرصة حين تتاح لي». وأضاف «أردت الانضمام لتوتنهام وربما كان بإمكاني الانتقال لمكان آخر تكون فيه المنافسة أقل قوة، لكن تجمعني علاقة جيدة بووكر ونحاول معا أن نقدم أفضل ما بوسعنا في مركزنا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».