ماذا وراء النشاط المكثف على خط أنقرة بغداد أربيل؟

تركيا تركز على «العمال الكردستاني»... وملف المياه يشغل العراق

وزير الدفاع التركي التقى رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني خلال زيارته لأربيل الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي التقى رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني خلال زيارته لأربيل الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)
TT

ماذا وراء النشاط المكثف على خط أنقرة بغداد أربيل؟

وزير الدفاع التركي التقى رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني خلال زيارته لأربيل الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي التقى رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني خلال زيارته لأربيل الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)

يشهد خط أنقرة - بغداد - أربيل حركة مكثفة على مدى الأشهر الأخيرة، تتمحور بشكل خاص حول مكافحة نشاط «حزب العمال الكردستاني» وقطع الدعم عنه، وفرض إجراءات للسيطرة على الحدود العراقية مع تركيا وسوريا.

وفي إطار زيارات متبادلة رفيعة المستوى، زار وزير الدفاع التركي يشار غولر، رفقة رئيس أركان الجيش متين جوراك، بغداد وأربيل يومي الثلاثاء والأربعاء.

وكشفت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» عن أن التحركات الأخيرة تهدف إلى نقل رسالة واضحة إلى بغداد وأربيل حول الإصرار على القضاء على تهديدات «العمال الكردستاني»، وأنه لا يشكل خطراً فقط على تركيا، وإنما على العراق أيضاً، وأن أنقرة على استعداد لتقديم الدعم للقضاء على هذه التهديدات.

رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يستقبل وزير الدفاع التركي

وقالت المصادر إن وزير الدفاع التركي عرض، خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس عبد اللطيف رشيد ووزير الدفاع ثابت العباسي والمسؤولين في كردستان العراق، 3 مطالب محددة تتلخص في أن تفرض الحكومة المركزية سيطرتها على مناطق سلطتها، وأن يتم فرض السيطرة على مناطق الحدود العراقية - السورية، واتخاذ خطوات ملموسة لوقف نشاط عناصر «العمال الكردستاني»، ومنع الدعم المقدم لهم بشكل خاص من حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردستاني» برئاسة بافل طالباني، على ما تقول المصادر.

وبدأت سلسلة اللقاءات الدبلوماسية والأمنية باجتماع وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في البلدين في أنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعقبتها زيارة رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين إلى بغداد وأربيل، في 23 و28 يناير (كانون الثاني)، ثم زيارة وزير الدفاع رفقة رئيس الأركان يومي الثلاثاء والأربعاء.

وشددت أنقرة خلال هذه اللقاءات على أنها «تريد المزيد من التعاون الملموس ضد الإرهاب» من حكومتي بغداد وإدارة أربيل، وحذرت من أنها قد تضطر إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد السليمانية، بعد وقف رحلات الخطوط التركية منها وإليها، إذا لم يحدث ذلك.

وأبدت أنقرة في الفترة الأخيرة ارتياحاً للتعاون مع بغداد وأربيل، وتفهمهما لحقيقة أن «العمال الكردستاني» يشكل تهديداً للعراق أيضاً، لكنها ترى أن مدينة السليمانية «بؤرة توتر»، بسبب المزاعم بأن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» يقدم الدعم لـ«حزب العمال الكردستاني».

لكن هجوم «حزب العمال الكردستاني» على القوات التركية المشاركة في عملية «المخلب - القفل» في شمال العراق بعد اجتماع أنقرة بـ4 أيام فقط، ما أدى إلى مقتل 9 جنود، ثم الهجوم الثاني في 23 يناير الذي قتل فيه 12 جندياً تركياً، دفع أنقرة إلى تصعيد لهجتها.

جانب من مباحثات وزير الدفاع التركي مع رئيس وزراء إقليم كردستان نيجرفان بارزاني في أربيل (وزارة الدفاع التركية)

أزمة السليمانية

وحذر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأسبوع الماضي، قبل أيام قليلة من زيارة وزير الدفاع إلى بغداد وأربيل، من اتخاذ إجراءات جديدة ضد السليمانية.

وسبق أن لفت فيدان إلى أن «التنظيم الانفصالي (العمال الكردستاني) يحاول زيادة نفوذه السياسي داخل العراق، نرى أن بعض التشكيلات السياسية المرتبطة بـ(حزب العمال الكردستاني) تحاول الدخول في الانتخابات بأسماء مختلفة في برلماني العراق وكردستان، (حزب العمال الكردستاني) يعتزم زيادة نفوذه في العراق».

وعدّ فيدان في تصريحات في 4 فبراير (شباط) أن «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني» «عدو» لتركيا، بسبب تعاونه مع «حزب العمال الكردستاني»، وأن هذه القضية برزت الآن لتصبح سياسة رسمية.

في المقابل، قال فيدان: «لدينا تعاون كامل مع أربيل في الحرب ضد الإرهاب، إنهم يشاركوننا الحساسيات، خاصة فيما يتعلق بـ(حزب العمال الكردستاني)، نحن نتحسن كل يوم من حيث التعاون معهم... لا أرى أي ضرر في قول ذلك».

وتشير التقييمات التي تم إجراؤها في أنقرة إلى أن «حزب العمال الكردستاني» يواصل الاستفادة من الفجوة المستمرة في السلطة السياسية والعسكرية والانقسام السياسي في العراق وسوريا، وأن إضعاف سلطة الدولة، خاصة في العراق منذ التسعينات، هو العامل الأكثر أهمية في تعاظم نشاط «حزب العمال الكردستاني»..

وبحسب الخبير الأمني التركي عبد الله أغار، فإن النفوذ المتزايد لـ«العمال الكردستاني» في المناطق الجبلية في العراق، مثل «قنديل» و«متينا»، وكذلك في «سنجار» و«مخمور» و«السليمانية» و«كركوك»، من بين التطورات التي تشعر أنقرة بالقلق.

وأضاف أن التطور الآخر الذي لاحظته أنقرة هو أن «العمال الكردستاني» يتبع استراتيجية التوسع في المناطق التي يسيطر عليها، وبالتالي ترسيخ وجوده في منطقة عبور رئيسية على الحدود السورية - العراقية، مثل سنجار.

ويذهب مراقبون إلى أنه بغض النظر عن هذه العوامل، فإن حقيقة أن بغداد ترى مشكلة المياه الناشئة من نهري دجلة والفرات بوصفها أولوية في العلاقات مع تركيا، هي عامل آخر يحول دون اتخاذ خطوات بشأن هذا التعاون في مكافحة «العمال الكردستاني».

وأوضحوا أنه لهذا السبب أدرجت أنقرة أيضاً قضية المياه على جدول أعمال اجتماع 19 ديسمبر في أنقرة، وتم التأكيد على أن الآليات القائمة لحل المشكلة ستواصل عملها.

الرئيس العراقي استقبل وزير الدفاع التركي خلال زيارته لبغداد الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)

تعاون ضروري

وخلال لقائه مع غولر في بغداد، أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أن «الملف الأمني هو الملف الضاغط على كل الملفات»، مشيراً إلى وجود «إرادة حقيقية لإنهاء هذا الملف، من خلال التعاون الأمني والاستخباري وتبادل المعلومات، لملاحقة العناصر الإرهابية»، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي له.

ورأى الخبير الأمني عبد الله أغار أن احتمالات أن تكون هناك عملية مشتركة بين تركيا والعراق ضد «العمال الكردستاني» تبقى قائمة، وأن تركيا لديها الاستعداد لتقديم مساعدة كبيرة للعراق في هذا الصدد.

في سياق متصل، كشفت المخابرات التركية، الخميس، عن مقتل القيادي في «العمال الكردستاني» يونس دمير، الذي كان يحمل الاسم الحركي «شيفان غور»، المدرج على النشرة الحمراء للمطلوبين في تركيا، والنشرة الحمراء للإنتربول.

وقالت مصادر أمنية إن قيادة «العمال الكردستاني» كانت كلفت دمير خصيصاً باستهداف القوات التركية المشاركة في عملية «المخلب - القفل»، وكان يقوم بتدريب مجموعة إرهابية تعتزم تنفيذ هجمات على القوات في المنطقة.


مقالات ذات صلة

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

شؤون إقليمية مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

خرجت مسيرة حاشدة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، رفضاً للمفاوضات مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا تركيا أقامت مراسم عسكرية رسمية لوداع جثامين ضحايا طائرة الحداد ومرافقيه قبل نقلها إلى طرابلس السبت (الدفاع التركية - إكس)

تركيا تودّع ضحايا طائرة الحدّاد بمراسم عسكرية... وطرابلس تقيم تأبيناً رسمياً

تم نقل جثامين رئيس أركان الجيش الليبي محمد على الحداد ومرافقيه الذين كانوا على متن طائرة تحطمت ليل الثلاثاء الماضي عقب مباحثات رسمية في أنقرة

«الشرق الأوسط» (أنقرة - القاهرة)
شؤون إقليمية يؤدي المسؤولون الصلاة بجوار نعوش رئيس أركان الجيش الليبي محمد علي أحمد الحداد وسبعة مسؤولين آخرين الذين لقوا حتفهم إثر تحطم طائرتهم بعد نحو 30 دقيقة من إقلاعها من أنقرة متجهة إلى طرابلس وذلك خلال مراسم نقل الجثامين إلى ليبيا من أنقرة (رويترز) play-circle 00:32

وصول جثامين رئيس الأركان الليبي ومرافقيه إلى طرابلس

أفادت وزارة الدفاع التركية بأنّ جثامين رئيس الأركان الليبي ومرافقيه الذين قضوا في حادث تحطم طائرة قرب أنقرة ستُعاد إلى البلاد اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أفريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية) play-circle

رفض عربي وأفريقي لاعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

أكّدت السعودية ومصر والصومال وتركيا وجيبوتي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، الجمعة، إدانتهم ورفضهم التام اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال دولةً مستقلةً

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية متظاهرون يرفعون صورة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مطالبين بإطلاق سراحه (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

تركيا: المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعطي أولوية لنظر احتجاز إمام أوغلو

قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إعطاء الأولوية لمراجعة قضية احتجاز رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

السوداني يؤكد تلقي العراق تهديدات «عبر طرف ثالث»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
TT

السوداني يؤكد تلقي العراق تهديدات «عبر طرف ثالث»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)

أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني تلقي بغداد تهديدات إسرائيلية «مستمرة» وصلت عبر طرف ثالث، في أول إقرار رسمي من هذا المستوى بعد أيام من تقرير لـ«الشرق الأوسط» تحدث عن تحذيرات غير مباشرة من ضربات وشيكة داخل العراق.

وقال السوداني، في مقابلة متلفزة مساء السبت، إن «التهديدات الإسرائيلية مستمرة ووصلتنا عبر طرف ثالث»، من دون أن يحدد طبيعة الجهة الناقلة أو مضمون الرسائل، مكتفياً بالإشارة إلى أن الحكومة تعاملت مع الملف بحذر بالغ لتجنيب البلاد المزيد من التصعيد.

وجاء التصريح بعد نحو أسبوع من تقرير نشرته «الشرق الأوسط» كشف، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الحكومة العراقية وجهات سياسية فاعلة تلقت رسالتي تحذير غير اعتياديتين من دولة عربية وجهاز استخبارات غربي، تضمنتا معلومات «جدية» عن اقتراب تنفيذ ضربات عسكرية واسعة داخل العراق.

ورجحت المصادر أن تشمل الضربات المحتملة مواقع ومخازن طائرات مسيَّرة وصواريخ ومعسكرات تدريب، إلى جانب مؤسسات وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري على صلة بفصائل شيعية و«الحشد الشعبي»، في سياق تصعيد إقليمي مرتبط بالمواجهة بين إسرائيل ومحور تقوده إيران.

وكان جهاز المخابرات العراقي قد نفى «جملة وتفصيلاً»، في بيان رسمي، تلقي الحكومة أية رسائل تحذير من هذا النوع.

وفي سياق آخر، أكَّد السوداني خلال المقابلة المتلفزة «قيام الحكومة العراقية بمسعى مهم لترتيب لقاء ثنائي بين طهران وواشنطن في بغداد لاستئناف الحوار بين الطرفين»، كاشفاً عن أنه «طرح على المبعوث الأميركي توم برَّاك استثمار علاقة بغداد مع طهران من أجل استئناف التفاوض الإيراني الأميركي».


القبض على أحد أعضاء خلية «سرايا الجواد» في الساحل السوري

بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
TT

القبض على أحد أعضاء خلية «سرايا الجواد» في الساحل السوري

بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم (الأحد)، القبض على أحد أعضاء خلية تابعة لسهيل الحسن (الذي يتهم بارتكاب مجازر بحق الشعب السوري في عهد نظام الأسد)، بريف جبلة بالساحل السوري.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي اليوم: «استكمالاً للعملية الأمنية التي نفَّذتها قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية ضد خلية ما تُسمى (سرايا الجواد) الإرهابية التابعة للمجرم سهيل الحسن في قرية دوير بعبدة بريف جبلة، تمكَّنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة جبلة من القبض على المدعو باسل عيسى علي جماهيري، أحد أعضاء الخلية».

https://www.facebook.com/syrianmoi/posts/في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB3في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة83في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة8B-في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA3في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة81في المائةD8في المائةB0في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةA7-في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAFفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA3في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAFفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAEفي المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةADفي المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة81في المائةD8في المائةB8في المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB0في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةB6في المائةD8في المائةAF-/1192465459642717/?locale=ar_AR

وأشارت إلى أنه «خلال التحقيق، اعترف المذكور بإخفاء كمية من الأسلحة والذخائر التي كانت تستخدمها الخلية الإرهابية في استهداف مواقع الأمن الداخلي والجيش».

ولفتت إلى أن «فرقاً مختصة توجَّهت، استناداً إلى تلك الاعترافات، إلى المواقع المحددة، وضبطت أسلحة رشاشة وذخائر متنوعة جرت مصادرتها»، موضحة أن «المقبوض عليه أُحيل إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقه».

وكانت خلية «سرايا الجواد» متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية، وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة للأمن الداخلي، والجيش، والتخطيط لأعمال إرهابية في رأس السنة، وفق ما صرح قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز هلال الأحمد.


غزة: نازحون يبيتون في العراء وسط البرد القارس بعد غرق خيامهم

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
TT

غزة: نازحون يبيتون في العراء وسط البرد القارس بعد غرق خيامهم

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)

توفيت شابة فلسطينية إثر سقوط جدار منزل قصفه الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على خيمتها في حي الرمال غربي مدينة غزة، فيما تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة، بغرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى بمناطق متفرقة من قطاع غزة.

وحذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم (الأحد) من أن سوء الأحوال الجوية يزيد من المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة.

وقال لازاريني عبر منصة «إكس»: «تفاقم الأحوال الجوية القاسية في الشتاء أكثر من عامين من المعاناة. يكافح الناس في غزة للبقاء على قيد الحياة داخل خيام بالية ومغمورة بالمياه وبين الأنقاض». وأضاف المفوض الأممي: «ما يحدث ليس أمراً لا مفرّ منه. فإمدادات المساعدات لا يُسمح بدخولها بالحجم المطلوب»، مشيراً إلى أن الوكالة «تواصل بذل كل ما في وسعها». وتابع: «يمكننا مضاعفة هذه الجهود فوراً إذا سمح بدخول المساعدات».

https://x.com/UNLazzarini/status/2005206310803968316

أغرقت الأمطار خيام النازحين في مدينة غزة، وعصفت الرياح بمئات أخرى، مع استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب المدينة، منذ يوم أمس.

وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم، بوفاة مواطنين فلسطينيين اثنين نتيجة المنخفض الجوي. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل قوله إنه «منذ بدء تأثير المنخفض وحتى صباح اليوم، سجلنا حالتي وفاة لطفل وامرأة، نتيجة غرق الطفل في حفرة مياه بمنطق السودانية شمالي القطاع، فيما توفيت السيدة نتيجة سقوط جدار عليها قرب ميناء غزة».

وأوضح بصل أن مئات الخيام غرقت وتطايرت نتيجة المنخفض، بالرغم من محدوديته بالمقارنة مع المنخفضات السابقة ، مضيفا: «تلقينا مناشدات من
مئات الحالات نتيجة الغرق، وتدخلنا للعشرات منها في مراكز إيواء وأماكن متفرقة».

وتتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع تعرضه لمنخفض جوي شديد مصحوب بأمطار غزيرة ورياح عاتية، وسط عجز تام في سبل الحماية والإمكانات الإغاثية، ما اضطر النازحين إلى قضاء ليلتهم يوم أمس، تحت تأثير البرد القارس، في ظل نقص الإمكانات، وغياب وسائل الحماية من البرد والأمطار.

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف. وقالت بلدية غزة إن «آلاف العائلات باتت تعيش في العراء بعد غرق خيامهم»، مطالبة بـ«الضغط على الاحتلال من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات ومستلزمات الإيواء».

بدوره، قال جهاز الدفاع المدني إن غزة تعيش أوضاعاً إنسانية شديدة القسوة و«تردنا نداءات استغاثة متواصلة من نازحين جراء العاصفة، الخيام البالية لم تصمد أمام شدة الرياح، ما أدى إلى تمزقها واقتلاع بعضها وترك العائلات في العراء». وأضاف أن محاولات أصحاب الخيام تثبيتها باءت بالفشل، بسبب شدة الرياح وقوة العاصفة.

ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في الشهر الجاري، لقي 17 فلسطينياً بينهم أربعة أطفال حتفهم، فيما غرقت نحو 90 في المائة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق للدفاع المدني بالقطاع. كما أدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة. وتسببت أيضاً في انهيار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.

ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبانٍ متصدعة آيلة للسقوط نظراً لانعدام الخيارات وسط تدمير إسرائيل معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار، وفق المركز.

ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، حيث يقيم أغلبهم في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

صورة عامة لخيام النازحين على شاطئ مدينة غزة (د.ب.أ)

ويفاقم غياب الوقود الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلاً، الأمر الذي انعكس سلباً على كثير من الأطفال، حيث سجلت وفاة عدد منهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي يشن فيه الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة على مدن في القطاع، تزامناً مع تواصل القصف وعمليات النسف في مختلف المناطق الشرقية من القطاع.