وزير الثقافة الفلسطيني العائد من غزة يروي يوميّات الحرب

وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف (يسار) متحدثاً في مؤتمر صحافي بمدينة رام الله بالضفة الغربية في 6 فبراير 2024 بعد مغادرة غزة حيث كان عالقاً لمدة ثلاثة أشهر وسط المعارك المحتدمة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف (يسار) متحدثاً في مؤتمر صحافي بمدينة رام الله بالضفة الغربية في 6 فبراير 2024 بعد مغادرة غزة حيث كان عالقاً لمدة ثلاثة أشهر وسط المعارك المحتدمة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
TT

وزير الثقافة الفلسطيني العائد من غزة يروي يوميّات الحرب

وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف (يسار) متحدثاً في مؤتمر صحافي بمدينة رام الله بالضفة الغربية في 6 فبراير 2024 بعد مغادرة غزة حيث كان عالقاً لمدة ثلاثة أشهر وسط المعارك المحتدمة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف (يسار) متحدثاً في مؤتمر صحافي بمدينة رام الله بالضفة الغربية في 6 فبراير 2024 بعد مغادرة غزة حيث كان عالقاً لمدة ثلاثة أشهر وسط المعارك المحتدمة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

عاد وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، إلى الضفة الغربية من قطاع غزة، حيث علق لمدة تسعين يوماً، ويقول إن القطاع بعد انتهاء الحرب سيحتاج إلى «إيجاد غزة جديدة، لا إلى إعادة بناء» فحسب.

ويضيف الوزير، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، من مكتبه في رام الله: «غزة لم تعد غزة... الحزن والألم هناك مؤجّلان؛ لأنه لم يعد لهما معنى، والحرب الحقيقية التي ستواجهنا هي بعد الحرب».

وكان أبو سيف قد توجّه إلى غزة لإحياء «اليوم الوطني للتراث الفلسطيني»، الذي يصادف السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وهو اليوم الذي شنَّت فيه «حماس» هجوماً مباغتاً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع حوالي 1200 قتيل، وردّت عليه إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة أوقع أكثر من 27800 قتيل.

وقضى أبو سيف، المتحدّر من غزة، 48 يوماً مع ابنه البالغ 17 عاماً وأفراد من عائلته، في مخيم جباليا بمدينة غزة، قبل أن يقصف المنزل، ويضطروا للنزوح إلى رفح في جنوب القطاع المحاصَر.

أبو سيف (50 عاماً) هو واحد من ثلاثة وزراء في الحكومة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقراً، يتحدّرون من قطاع غزة، له 14 شقيقاً وشقيقة يعيشون في أنحاء مختلفة من القطاع.

دمار مرافق عامة

بعد 90 يوماً على بدء الحرب، خرج أبو سيف إلى مصر بعد تنسيق مع الجانب المصري، ثم توجّه إلى الأردن قبل أن يعود إلى الضفة الغربية.

ويقول: «لا يمكنني أن أتخيل شكل حارتي في مخيم جباليا الآن حين أعود ولا أجد نصف أصدقائي... أنا بتُّ مرعوباً من أن تنتهي الحرب، إلى هذه الدرجة».

ووفق تقرير صادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية حول الأضرار التي لحقت القطاع الثقافي الفلسطيني بقطاع غزة، فإنّ نحو 24 مركزاً ثقافياً تضرّرت كلياً أو جزئياً، كما تضرَّر 195 مبنى تاريخياً، بينها كنائس ومساجد.

ولحق الضرر ثماني دُور نشر ومطابع، وثلاثة استديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني، وفق التقرير.

ويتساءل أبو سيف: «لا أفهم مثلاً لماذا يجري تدمير متحف فيه أعمدة قديمة عمرها خمسة آلاف سنة، ومركز (رشاد شوا) الثقافي، وأماكن أثرية فينيقية قديمة، ولماذا تدوس الجرافات ميناء فينيقيا في غزة، وهو مِن أقدم الآثار هناك!».

ويشير إلى أن متحف القرارة، الذي كان يفترض أن يجري فيه إحياء يوم التراث في قطاع غزة للمرة الأولى، دُمّر في القصف الإسرائيلي.

ويضيف بأسف: «حتى نظام التعليم في غزة انتهى، وهو ما لم يحدث أيام النكبة في عام 1948، ولا أيام النكسة في عام 1967».

ويستغرب أبو سيف «صمت» مؤسسات الإغاثة الإنسانية الدولية ومنظمة «اليونسكو» إزاء ما يجري في القطاع.

يوميات الحرب

بعد عودته من القطاع قبل أسابيع، طلب وزير الثقافة من كُتاب وروائيين فلسطينيين وأدباء يعيشون في غزة، توثيق أيامهم، قبل أن يجمعها في كتاب صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية بعنوان «كتابة خلف الخطوط، يوميات الحرب في غزة».

وأسهم في الكتاب 24 كاتباً وكاتبة. ومن عناوين المقالات «حمار العودة» الذي يتحدث فيه الكاتب عن التنقل في غزة بواسطة الحمير بعد شحّ الوقود وتدمير المركبات، و«من بيت ستي إلى الخيمة»، و«سبع مرات نزوح»، و«خيمة رأس الشيطان»، و«نأمل أن ننجو».


مقالات ذات صلة

الضربة الإسرائيلية على إيران... كيف تؤثر في مسار مفاوضات «هدنة غزة»؟

شؤون إقليمية صورة من طهران بعد عدة انفجارات إثر موجات هجومية من إسرائيل (أ.ف.ب)

الضربة الإسرائيلية على إيران... كيف تؤثر في مسار مفاوضات «هدنة غزة»؟

قبيل يوم من انطلاق جولة محادثات في الدوحة، وبعد يومين من لقاءات مصرية بالقاهرة مع «حماس» و«الموساد»، أعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» أن الهجوم على إيران انتهى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مصابون فلسطينيون في مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه (رويترز)

مدير منظمة الصحة العالمية: الوضع في شمال قطاع غزة «كارثي»

حذّر مدير منظمة الصحة العالمية، السبت، من أن الوضع «كارثي» في شمال قطاع غزة الذي دمّرته الحرب، مع «عمليات عسكرية كثيفة تحصل داخل مؤسسات صحية وحولها».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي قوة من السيارات المدرعة الإسرائيلية في صحراء النقب خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 (غيتي)

أرشيف الجيش الإسرائيلي يكشف عن «ممارسات وحشية» منذ النكبة

كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي القديم عن أن جنود التنظيمات اليهودية الذين حاربوا في عام 1948 وتسببوا في نكبة الشعب الفلسطيني ارتكبوا جرائم وحشية بكل المقاييس.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا دخان كثيف يتصاعد من ضاحية بيروت الجنوبية عقب قصف إسرائيلي (رويترز)

اتصالات مصرية مكثفة لاحتواء التصعيد في المنطقة

كثفت القاهرة اتصالاتها خلال الساعات الأخيرة، في محاولة لاحتواء التصعيد بالمنطقة، عقب الضربات التي نفذتها إسرائيل ضد مواقع عسكرية في إيران، فجر السبت

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع تعرَّض لضربة إسرائيلية في وسط غزة اليوم (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعتقل العشرات في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها استعادت الاتصال بالموظفين في مستشفى «كمال عدوان» المحاصر في شمال غزة، وتبيَّن أن 3 من العاملين الصحيين أصيبوا، وتم احتجاز 44.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مدير منظمة الصحة العالمية: الوضع في شمال قطاع غزة «كارثي»

مصابون فلسطينيون في مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه (رويترز)
مصابون فلسطينيون في مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه (رويترز)
TT

مدير منظمة الصحة العالمية: الوضع في شمال قطاع غزة «كارثي»

مصابون فلسطينيون في مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه (رويترز)
مصابون فلسطينيون في مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه (رويترز)

حذّر مدير منظمة الصحة العالمية، السبت، من أن الوضع «كارثي» في شمال قطاع غزة الذي دمّرته الحرب، مع «عمليات عسكرية كثيفة تحصل داخل مؤسسات صحية وحولها».

وقال تيدروس أدهانوم غبرييسوس، عبر منصة «إكس»: «إن الوضع في شمال غزة كارثي»، لافتاً النظر إلى أن «نقصاً خطيراً في اللوازم الطبية، يضاف إليه وصول محدود للغاية (إلى هذه اللوازم)، يحرمان أناساً من علاجات حيوية»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وشنّت إسرائيل هجوماً جوياً وبرياً واسع النطاق على شمال غزة هذا الشهر، قائلة إنها تريد منع «حماس» من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة.

وفي السياق، اتّهمت سلطات «حماس»، الجمعة، الجيش الإسرائيلي باستهداف آخر مستشفى ما زال يعمل في غزة، وبشنّ ضربات في القطاع أوقعت 32 قتيلاً على الأقل.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا للاجئين، واحتجز مئات الفلسطينيين، بينهم مرضى والطاقم الطبي ونازحون.

وأضافت أن «الوضع كارثي»؛ حيث لا يوجد لدى المحتجزين منذ الصباح «لا طعام ولا أدوية، ولا مستلزمات طبية لازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى بالمستشفى».

ويعد كمال عدوان آخر مستشفى يعمل جزئياً في شمال القطاع. ومنذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يعاني المستشفى من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والوقود المشغل لمولد الكهرباء، وتفاقمت الأزمة مع بدء العملية الإسرائيلية البرية في شمال القطاع، في وقت سابق من هذا الشهر.