«بلوغر» مصرية تخدع ألفي سيدة وتجمع مليار جنيه

«البلوغر» المصرية سلمى الغزولي (صورة متداولة)
«البلوغر» المصرية سلمى الغزولي (صورة متداولة)
TT

«بلوغر» مصرية تخدع ألفي سيدة وتجمع مليار جنيه

«البلوغر» المصرية سلمى الغزولي (صورة متداولة)
«البلوغر» المصرية سلمى الغزولي (صورة متداولة)

تشهد مصر واقعة نصب جديدة تثير الجدل وقع ضحيتها ما يقرب من 2000 فتاة وسيدة، حيث جمعت «بلوغر» مصرية، ما يقرب من مليار جنيه مصري بغرض التجارة في الملابس عبر الإنترنت.

وتداولت التقارير المحلية، أن المصرية سلمى الغزولي (في العشرينات من عمرها)، جمعت ما يقرب من مليار جنيه مصري عن طريق صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي «ع الموضة» عبر تحويلات بنكية ومحافظ إلكترونية من 2000 فتاة مصرية بزعم توظيفها في تجارة الملابس ماركة «شي إن العالمية» ومستحضرات تجميل أخرى. وفي رحلة البحث عن «الربح السريع» في ظل الوقت الذي تشهد فيه مصر وتيرة سريعة من ارتفاع الأسعار وتغييرات اقتصادية تدفع المصريين للبحث عن وسائل للاستثمار والادخار، كان هذا منفذ الغزولي وشركائها للنصب، حيث نشرت عبر صفحاتها تفاصيل لجذب الفتيات في التجارة بالملابس ومستحضرات التجميل العالمية.

وقالت سلمى الغزولي عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في إعلان وهمي للاستدراج ضحاياها قائلة: «عايز تشغل فلوسك ومش عارف؟ معاك 20 ألف؟ طب إيه رأيك ف بيزنس يدخل لك 2000 جنيه مكسب كل شهر على الـ20 ألف دول، وبتاخد ربحك كل شهر وتقدر تسحب فلوسك في وقت ما تحب ومش مطلوب منك حاجة تانية، لو معاك من 20 ألف جنيه لمليون جنيه عايز تشغلهم ومش عارف، تقدر تتواصل معايا وهقول لك التفاصيل يا ريت اللي داخل يستفسر بس فضول ميكلمنيش»، وذلك حسب ما نشرت وسائل إعلام محلية.

واشترت سلمى الغزولي صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عليها عدد كبير من المتابعين، واستغلت صفحات «البلوغرز» المشاهير في مصر للإعلان عن منتجاتها، الأمر الذي جعل الفتيات يتواصلن معها ويطلبن المنتجات من القاهرة ومحافظة المنوفية (دلتا مصر)، وخلال وقت قصير، استطاعت سلمى الغزولي جمع الملايين من الفتيات بمساعدة شقيقها (محمد) وشابة مصرية أخرى تدعى خلود الصاوي تملك شركة شحن.

ولم تفِ سلمى الغزولي بوعودها الوهمية في الأرباح، مما دفع الفتيات والسيدات من القاهرة والمنوفية، لتقديم بلاغات إلى الجهات الأمنية بقسم شرطة أشمون بالمنوفية (مسقط رأسها)، ومكتب النائب العام ومباحث الإنترنت ومباحث الأموال العامة، يتهمونها فيها بالاحتيال والنصب عليهم، مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك.

وحسب وسائل إعلام محلية، قالت محامية الدفاع عن بعض الضحايا، نهى الجندي، إنه تم القبض على سلمى الغزولي وشقيقها وآخرين بتهمة النصب، بينما هربت المتهمة الأخيرة خلود الصاوي صاحبة شركة الشحن خارج البلاد. وتم ترحيل البلوغر وشقيقها إلى محافظة المنوفية، وأمرت النيابة بحبسهما على ذمة التحقيقات.

وتشهد مصر في الآونة الأخيرة العديد من حوادث الاحتيال الإلكتروني بتجميع الأموال لتوظيفها في مجالات تجارة العقارات أو المحاصيل الزراعية والسيارات والبضائع وكذلك جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي والمضاربة بأسعار العملات عن طريق إخفائها عن التداول والاتجار بها خارج نطاق السوق المصرفية. ويحدد قانون العقوبات المصري، عقوبة النصب والاحتيال على المواطنين إلى السجن مدة 7 سنوات، فضلاً عن رد المبالغ المالية.


مقالات ذات صلة

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

شمال افريقيا السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع لحظات بكاء وتأثر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه، الخميس، مع قادة القوات المسلحة المصرية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا مشاركون في ندوة جامعة أسيوط عن «الهجرة غير المشروعة» تحدثوا عن «البدائل الآمنة» (المحافظة)

مصر لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» عبر جولات في المحافظات

تشير الحكومة المصرية بشكل متكرر إلى «استمرار جهود مواجهة الهجرة غير المشروعة، وذلك بهدف توفير حياة آمنة للمواطنين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

خاص كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».