وصف الرئيس السوداني التحديات التي تواجه عملية الحوار السوداني - السوداني بالطبيعية، واعتبرها امتدادا للتعقيدات التي تحيط بالإقليم وتهدف إلى تفتيت العالم العربي، وأمر أجهزة حكومته بوضع الترتيبات اللازمة لتأمين التخطيط الاستراتيجي ليكون مرجعية للأداء الوطني، وبإعادة هيكلة مؤسسات التخطيط، بما يمكنها من تقديم العون الفني والمهني لقيادة الدولة، ولتحويل ما قد يتوصل إليه «الحوار الوطني» الجاري في البلاد إلى واقع بوضعه ضمن خطط الدولة، كما طلب من الجهات المسؤولة عن التخطيط بتطوير «الاستراتيجية القومية» لتعبر عما يتم الاتفاق عليه في جلسات الحوار، وتحويله إلى «خطة قومية» ملزمة للجميع، في الوقت الذي أعلنت فيه رسميًا مشاركته في القمة الأفريقية الهندية على رأس وفد بلاده على الرغم من تحدي محكمة الجنايات الدولية الذي يواجهه خلال سفراته إلى الخارج.
وقال الرئيس البشير في كلمته لدورة انعقاد المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي التي عقدت بالقصر الرئاسي بالخرطوم أول من أمس، إن دورة المجلس تنعقد في ظل انطلاق عملية الحوار الوطني الذي يؤمل في أن يتوصل لرؤية وطنية ترسم ملامح المستقبل السوداني، وفقًا للإرادة الوطنية دون إملاء أو وصاية. وكان البشير قد دعا قبل قرابة عامين إلى حوار وطني، يشارك فيه المعارضون المدنيون والمسلحون قصد الوصول إلى حلول لمشكلات البلاد عبر التفاوض، إلا أن دعوته تعثرت وتأخرت بخروج قوى معارضة رئيسية عنه، كحزب الأمة القومي بزعامة المهدي وقوى مدنية أخرى، بينما رفضتها الحركات المسلحة، وقوى المعارضة المنضوية تحت لواء تحالف قوى الإجماع الوطني، وعوضًا عن ذلك اشترطت قوى الممانعة للحوار عقد مؤتمر تحضيري في أديس أبابا لبناء الثقة، وتوفير الضمانات اللازمة لمشاركة قادتها في الحوار، بيد أن الرئيس البشير رفض هذا الشرط، وشرعت حكومته في حوار بدأ منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وصفته «قوى الممانعة» بأنه حوار داخل في الحكومة ولا يعنيها.
وقال البشير: «نحن ندرك أن تشكيل مستقبلنًا في ظل التطورات في الإقليم الذي يموج بالاستراتيجيات الأجنبية التي تسعى لتأسيس واقع جديد، يعبر عن مصالحها أكثر من كونه يعبر عن مصالح دول المنطقة»، واعتبر التحديات التي تواجه عملية الحوار الوطني «طبيعية» في ظل التعقيدات الراهنة والمتوقعة التي تواجه مستقبل الإقليم بكامله، وليس حكومة أو حزبا محددا، باعتبارها محاولات رامية إلى تفتيت العالم العربي.
من جهة أخرى، توجه الرئيس البشير اليوم إلى الهند مترئسًا وفد السودان المشارك في «القمة الأفريقية الهندية»، التي تبدأ غدا الخميس، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزير الخارجية إبراهيم غندور قوله إن الرئيس سيجري لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الهندي.
ولا يعد سفر الرؤساء للمشاركة في الأحداث الدولية حدثًا، لكن سفر الرئيس السوداني، ووفقًا لمذكرة القبض الصادرة من محكمة الجنايات الدولية ضده، جعل من سفراته الخارجية «حدثًا» مهمًا، خصوصا بعد التعقيدات التي رافقت سفره إلى جنوب أفريقيا في يونيو (حزيران) الماضي.
البشير: تحديات الحوار الوطني امتداد لمحاولات تفتيت العالم العربي
الرئيس السوداني إلى الهند في تحدٍ جديد لـ«الجنائية الدولية»
البشير: تحديات الحوار الوطني امتداد لمحاولات تفتيت العالم العربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة