نمر الهيمالايا ينتقل بصورة متزايدة إلى ارتفاعات أعلى

نمر بنغالي يتوقف في غابة متنزه كازيرانجا الوطني على بعد نحو 280 كيلومتراً شرق جواهاتي بالهند في 21 ديسمبر 2014 (أ.ف.ب)
نمر بنغالي يتوقف في غابة متنزه كازيرانجا الوطني على بعد نحو 280 كيلومتراً شرق جواهاتي بالهند في 21 ديسمبر 2014 (أ.ف.ب)
TT

نمر الهيمالايا ينتقل بصورة متزايدة إلى ارتفاعات أعلى

نمر بنغالي يتوقف في غابة متنزه كازيرانجا الوطني على بعد نحو 280 كيلومتراً شرق جواهاتي بالهند في 21 ديسمبر 2014 (أ.ف.ب)
نمر بنغالي يتوقف في غابة متنزه كازيرانجا الوطني على بعد نحو 280 كيلومتراً شرق جواهاتي بالهند في 21 ديسمبر 2014 (أ.ف.ب)

ينتقل نمر الهيمالايا الذي يعيش عادة في الجبال المنخفضة والمتوسطة العلوّ، بصورة متزايدة إلى ارتفاعات أعلى تصل إلى 4 آلاف متر؛ وذلك نتيجة الضغط البشري والتغير المناخي، بحسب باحثين هنود، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد التقطت كاميرات أوتوماتيكية في ولاية سيكيم في جبال الهيمالايا الهندية، «صوراً كثيرة» لنمور تتجوّل على ارتفاعات تصل إلى 3966 متراً، على ما أفاد معهد «وايلدلايف إنستيتيوت أوف إنديا» الهندي المتخصص في الحياة البرية.

وعلى عكس نمر الثلج الذي يعيش عادة على ارتفاعات عالية جداً، تفضّل نمور البنغال مبدئياً الغابات الموجودة في قيعان الأودية، بحسب مدير الأبحاث في «وايلدلايف إنستيتيوت أوف إنديا» قمر قريشي.

ويؤكد عالم الأحياء «أنّ مجرّد صعود هذه الحيوانات إلى الجبال يثبت أنها تواجه ضغوطاً».

وكانت بين الحين والآخر تُرصد نمور على ارتفاعات تتخطى أربعة آلاف متر في نيبال وبوتان، وهما دولتان تقعان في منطقة الهيمالايا.

لكنّ النتيجة الجديدة تظهر تسارعاً في الظاهرة بالهند، حيث وصلت الأرقام القياسية السابقة إلى 3602 متر في عام 2019 و3640 متراً قبل عام، وفق مدير المكتب الهندي التابع لمنظمة الصندوق العالمي للطبيعة أنوراغ داندا.

نمر بنغالي يسير داخل حظيرة مفتوحة في حديقة سفاري البنغال على مشارف سيليجوري بالهند في 11 فبراير 2018 (أ.ف.ب)

«جزر صغيرة»

يرى الباحث في «وايلدلايف إنستيتيوت أوف إنديا» بوجا بانت، أنّ تطوّر هذه الظاهرة يعود بشكل رئيسي إلى «التغير المناخي وزيادة الضغط البشري».

ويشير الخبير في النمور برانابيش سانيال إلى أنّ «درجات الحرارة على الارتفاعات العالية زادت بشكل أسرع من الدرجات السائدة على ارتفاعات تقل عن ألفي متر خلال العقدين الفائتين»؛ ما يوفر إمكانية إيجاد «موئل جديد» للنمور.

ويواجه هذا النوع أيضاً زيادة في أعداده، بحسب قريشي.

وبعدما كانت أعدادها تبلغ نحو 40 ألف نمر في مرحلة الاستقلال عام 1947، انخفضت إلى 1411 نمراً سنة 2006، قبل أن تعود لتتجاوز عتبة 3000 حيوان بفضل برامج الحماية.

وفي غضون نصف قرن، زادت الهند مساحة المناطق المحمية ثلاث مرات، لتصبح نحو 76 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من مساحة سريلانكا المجاورة.

لكنّ معظم المحميات الطبيعية في البلاد والبالغ عددها 53 محمية لا تزال «جزراً صغيرة في محيط من الاستغلال غير المستدام للمساحات»، على ما يذكر تقرير هندي يتمحور على وضع النمور.

أحد المارة ينظر إلى لعبة نمر معروضة خارج متجر بينما تتساقط الثلوج في اليوم الثاني على التوالي في سريناجار - كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية الأحد 4 فبراير 2024 (أ.ب)

استخدام متزايد للتكنولوجيا؟

يؤكد الرئيس السابق لهيئة الغابات في ولاية أوتاراخاند شريكانت تشاندولا، أن الضغط على النمور «يتزايد في كل مكان».

ويشير إلى أنّ «أعداد الفرائس تنخفض وباتت النمور الصغيرة تطارد تلك الكبيرة في السن».

وأصبحت النمور أكثر عدوانية تجاه البشر. ففي يناير (كانون الثاني)، تسبب هجوم نمر بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين قرب محمية كوربيت في أوتاراخاند؛ ما أثار غضب السكان.

ويكثّف مدير المحمية ديراج باندي حملات الوقاية من النمور لتجنّب وقوع حوادث. ويقول: «لا يمكن أن نأمر نمراً بالتجوّل في أماكن معينة وعدم الذهاب إلى أخرى».

وتشير أبحاث «وايلدلايف إنستيتيوت أوف إنديا» إلى أنّ النمور تنتقل بشكل متزايد إلى المناطق المرتفعة.

ومع أنّه لا يشكك في الظاهرة، يشير قريشي إلى أنّ كثرة صور النمور الموجودة على ارتفاعات عالية يعود إلى الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، مشيراً إلى أن «تصويرها بات أسهل بكثير من السابق، في ظل تطوّر مصائد الكاميرا والهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار الحراري».


مقالات ذات صلة

أميركيون يصطادون دبّاً من أعلى شجرة فيسقط على أحدهم ويقتله

يوميات الشرق مجموعة الصيد طاردت الدب إلى شجرة عندما أطلق أحدهم النار عليه فسقط وأصاب أحد أفراد المجموعة (أرشيفية- أ.ب)

أميركيون يصطادون دبّاً من أعلى شجرة فيسقط على أحدهم ويقتله

لم يتخيل صياد أميركي أنه بإطلاقه النار على دب أعلى شجرة بغرض اصطياده، سيتسبب في وفاة أحد رفاقه الصيادين أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

أعلن مسؤولون معنيّون بالحياة البرّية في الولايات المتحدة تمديد دائرة الحماية الفيدرالية لتشمل «الفراشات الملكية» بعد سنوات من تحذيرات أطلقها خبراء البيئة...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق للحياة البرّية عجائبها (إدارة الأسماك والحياة البرّية الأميركية)

أقدم طيرة برّية في العالم تضع بيضة بسنّ الـ74

أعلن علماء أحياء أميركيون وَضْع أقدم طيرة برّية معروفة في العالم، بيضةً في سنّ تُقدَّر بنحو 74 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست» ببريطانيا، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة توضيحية لنوعين من الزواحف المجنحة من العصر الجوراسي الذي تم التعرف عليهما حديثاً من نوع «سكيفوسورا» (رويترز)

«ذيل السيف»... حفرية تكشف عن تاريخ زواحف طائرة عاشت قبل 147 مليون سنة

كشف العلماء عن حفرية محفوظة بحالة جيدة لهيكل عظمي من الزواحف الطائرة (التيروصورات).

«الشرق الأوسط» (برلين)

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
TT

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

أعلنت إدارة مهرجان «الأقصر للسينما الأفريقية»، الجمعة، عن تفاصيل الدورة الرابعة عشرة من المهرجان، التي تحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف، وتحتفي بمئوية الممثل المصري شكري سرحان، ومن المقرر أن تقام خلال الفترة من 9 إلى 14 يناير (كانون الثاني) في مدينة الأقصر بصعيد مصر، بمشاركة 35 دولة، وعرض أكثر من 65 فيلماً.

وقال مؤسس ورئيس المهرجان، السيناريست سيد فؤاد، إن الدورات السابقة شهدت عدداً من الصعوبات، مع تمسك فريق العمل بإقامة المهرجان بفعالياته المختلفة، الأمر الذي لم يكن ممكناً من دون دعم عدد من الجهات والمسؤولين.

وأوضح أن «الدورة الجديدة تشهد عدداً من الشراكات، سواء مع مؤسسات إعلامية أو مع جهات عدة، دعّمت فكرة إقامة الورش للمجتمع المحلي الذي يقام فيه المهرجان»، معلناً عن «تنظيم عدد من الورش المعنية بالسينما خلال الفعاليات».

ويُقيم المهرجان 14 ورشة متنوعة ما بين النقد السينمائي، والتمثيل، والإخراج، بجانب ورش رسم للأطفال ومسرح العرائس وسينما الأطفال، ويتناوب على تقديمها عدد من صناع السينما، منهم الناقد رامي عبد الرازق، والمخرج خالد الحجر، والمنتج معتز عبد الوهاب، إضافة إلى عدد من السينمائيين الأكاديميين، منهم الدكتور منى الصبان.

نور الشريف وزوجته بوسي (صفحة ابنتهما مي بـ«إنستغرام»)

ويُكرم المهرجان في دورته الجديدة كلاً من الممثل المصري خالد النبوي، والمخرج المصري مجدي أحمد علي، بجانب الممثل التونسي أحمد الحفيان، والممثلة والمخرجة الغانية أكوسوا بوسيا، والمخرج السنغالي موسى أبسا، في حين يصدر المهرجان عدة كتب، من بينها «رائدة السينما الأفريقية» عن المخرجة السنغالية الراحلة صافي فاي، وكتاب «نور الشريف... قراءة في مشوار الأستاذ»، بجانب كتاب «ابن النيل» عن الفنان شكري سرحان، وكتاب «سقف جديد للإبداع» عن الممثل المصري خالد النبوي، الذي يعرض المهرجان 4 أفلام له بمناسبة تكريمه، هي «المواطن»، و«الديلر»، و«المهاجر» و«يوم وليلة».

وتشهد مسابقة الفيلم الطويل بالمهرجان عرض 11 فيلماً، من بينها فيلمان مصريان هما «الهوي سلطان»، للمخرجة هبة يسري، و«لأول مرة»، للمخرج جون إكرام، مع مشاركة عربية من تونس لفيلم «عصفور جنة»، للمخرج مراد بالشيخ، ومن الجزائر للمخرج عبد النور زحزح بفيلمه «الحكايات الحقيقية لمستشفى بليدا جوينفيل للأمراض النفسية».

وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل من المخرج السنغالي موسي سيني أبسا رئيساً، وعضوية كل من المخرج السوداني إبراهيم شداد، والسيناريست المصري تامر حبيب، والمخرجة الجزائرية صوفيا دجاما، والممثلة الغانية أكوسوا بوسيا.

أما لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، فضمت كلاً من الروائي والسيناريست المصري أحمد مراد رئيساً، وعضوية كل من الناقد المغربي عبد الكريم أوكريم، والناقد السنغالي نجيب ساجنا، والمخرجة الجنوب أفريقية أندريا فوجس، والمخرج والسيناريست السوداني أمجد أبو العلا.

لقطة تذكارية تجمع الحضور (إدارة المهرجان)

ويدشن المهرجان في دورته الجديدة «ملتقى مستقبل المهرجانات السينمائية في عصر الرقمنة» على مدار يومين، الذي يهدف لتوفير منصة تعاونية تجمع صانعي الأفلام مع منظمي المهرجانات، والقنوات التلفزيونية، والمنتجين، وخبراء الصناعة لمناقشة كيفية تعزيز التكنولوجيا الرقمية لتطوير صناعة الأفلام الأفريقية وزيادة ظهورها على الساحة العالمية.

وعدّت الناقدة المصرية فايزة هنداوي أن المهرجان من أهم الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام في مصر، خصوصاً مع تسليطه الضوء على السينما الأفريقية بصورة مركزة ولا تتوافر في أي فعالية سينمائية أخرى، الأمر الذي يجعله حدثاً فنياً يستحق، ليس فقط الإشادة ولكن أيضاً الدعم، لكونه يقدم فرصة للاطلاع على السينما الأفريقية.

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان يعكس تطبيقاً عملياً لفلسفة القوى الناعمة، بالتواصل مع أفريقيا سينمائياً، واستعراض أبرز التجارب السينمائية فيها، إضافة إلى عدد من المشاركات المتميزة، والتنسيق والتفاعل مع صناع السينما الأفريقية، الأمر الذي يحظى باهتمام حقيقي من القائمين على المهرجان، ويزداد عاماً بعد الآخر».