يحب الناس في آيرلندا الشمالية شرب الشاي؛ إذ يتناولون في المتوسط ما بين 4 و6 أكواب في اليوم الواحد، ولكن متى يمكن أن تصبح هذه العادة مشكلة؟
ربما عندما ينتج عن كل هذه الأكواب الملايين من أكياس الشاي التي قد ينتهي بها المطاف في مكبّ النفايات، مما يؤدي إلى توليد غاز الميثان الذي يتسبب في تغير المناخ، حسب «بي بي سي».
وقد توصل أحد العلماء بجامعة كوينز بلفاست» البريطانية، وهو من محبي الشاي، إلى طريقة لاستخدام مخلَّفات هذا المشروب، التي يمكن أن تساهم في تحسين الصحة وإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى إبعادها عن مكبات النفايات.
ويعتقد الدكتور شيرانغانو مانغواندي، وهو محاضر في الهندسة الكيميائية، أنه من الممكن استخدام أوراق الشاي في معالجة مياه الصرف الصحي وإزالة الملوِّثات منها. وفي سبيل ذلك، جَمَع مخلفات الشاي من مقهى في الحرم الجامعي لاختبار نظريته؛ بأن قام بتنظيف أوراق الشاي المستخدَمة وإخضاعها لعدة عمليات، للخروج في النهاية بمنتج ماصٍّ للملوثات، ثم اختبر مدى قدرة هذا المنتج على إزالة المعادن الثقيلة، مثل الكروم والزرنيخ من مياه الصرف الصحي، ونجحت الفكرة.
وتعليقاً على ما توصل إليه، قال الدكتور مانغواندي: «إنها مجرد تجربة بسيطة لقياس كمية محددة (من أكياس الشاي) يجري وضعها في مياه الصرف الصحي اعتماداً على مستوى التركيز الذي تريد إزالته، وفي نهاية المطاف تحصل على مياه نظيفة أصبحت الآن خالية من الكروم»، مضيفاً: «كما ينتهي بك الأمر أيضاً إلى تجنُّب إرسال مخلفات الشاي إلى مكبات النفايات، وهو أمر جيد للبيئة».
ويُعدّ الكروم والمعادن الثقيلة الأخرى من الأسباب الرئيسية لتلوُّث المياه في مناطق مثل بنغلاديش، حيث يجري استخدامها في مدابغ الجلود، كما أنها مرتبطة بعدد من المشكلات الصحية، بما في ذلك مرض السرطان.
واستطرد الدكتور مانغواندي قائلاً: «أعتقد أن القدرة على تحويل مادة عادةً ما يتم التخلص منها بشكل طبيعي إلى منتج آخر يساعد في حل المشكلات أمر مهم للغاية». كما يمكن لمخلفات الشاي المُعالَجة أن يكون لها تطبيقات أوسع أيضاً، حيث يبحث فريق الدكتور مانغواندي في مدى قدرتها على إزالة الأصباغ وآثار الأدوية من الماء.

