ما مطاعم لندن الأكبر شهرة على «إنستغرام»؟

ديكور يجذب الكاميرا وأطباق تشد إليها المعدة

«سوشي سامبا» في شرق لندن (إنستغرام)
«سوشي سامبا» في شرق لندن (إنستغرام)
TT

ما مطاعم لندن الأكبر شهرة على «إنستغرام»؟

«سوشي سامبا» في شرق لندن (إنستغرام)
«سوشي سامبا» في شرق لندن (إنستغرام)

استطاعت لندن في الآونة الأخيرة أن تحتل مرتبة عالية عالمياً في عالم الطعام والمطاعم، وأصبحت تضم مجموعة كبيرة من المطاعم التي ذاع صيتها في كل أصقاع العالم، لدرجة أنها باتت تجذب السياح الذين يقطعون آلاف الأميال من أجل تذوق الطعام والتقاط الصور ونشرها في حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي؛ لأنها تعدّ من أجمل المطاعم من حيث الديكور، ويطلق على هذه المجموعة من المطاعم «Most instagrammable Restaurants» أو «المطاعم الأكثر انتشاراً» على منصة «إنستغرام».

وبعد تجربة كثير منها، وجدنا أن هناك بعض المطاعم التي تهتم بالديكور الجذاب على حساب نوعية الطعام، ولكننا اخترنا لكم المطاعم اللندنية الشهيرة على «إنستغرام» وغيرها من منصات التواصل، وفي الوقت نفسه تقدم مأكولات جيدة من حيث النوعية والنكهة.

إليكم لائحة أجمل مطاعم لندن ديكوراً وأفضلها طعاماً:

«آيفي إيجا (Ivy Asia)» في شرق لندن:

«أيفي إيجا» المطل على كاتدرائية «سانت بول»... (إنستغرام)

يقع هذا المطعم؛ الذي يتبع سلسلة مطاعم تحمل الاسم نفسه في مناطق أخرى في لندن وخارجها، في شرق لندن؛ وتحديداً مقابل «كاتدرائية القديس بولس (سان بول)». عبر سلم كهربائي تصل إلى الطابق العلوي، وأول ما تراه الأرضية الخضراء المضاءة المصنوعة من أحجار شبه نفيسة، وإطلالة مبنى الكاتدرائية المهيبة، وباراً ضخماً تصطف حوله الكراسي العالية والطاولات المستديرة التي تلفها الأرائك الملونة المصنوعة من المخمل.

لائحة الطعام منوعة وتشتهر بأطباق يابانية مثل السوشي والساشيمي ولحم الـ«واغو» وسمك الـ«بلا كود» الذي يحضر بوصفة فريدة من نوعها، وتقدم جميع الأطباق بطريقة جميلة جداً مع إضافة المؤثرات الجاذبة التي تجعل هذا المكان نقطة جذب لمحبي التقاط صور الأكل.

«سيركولو بوبولاري (Circolo Popolare)»:

من أطباق سيركولو بوبولاري (انستاغرام)

يقع هذا المطعم الإيطالي في منطقة فيتزروفيا القريبة جداً من شارع «أكسفورد» الأشهر في لندن، وقد لاقى إعجاب البلوغرز والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي منذ افتتاحه بسبب ديكوراته الجديدة من نوعها التي تعتمد على المفردات الإيطالية التي تذكرك بساحل أمالفي الجذاب، وزجاجات المشروب المعروضة على جميع الجدران. المأكولات لذيذة، والكمية في كل طبق كبيرة، والأسعار مدروسة.

«باكاناليا (Bacchanalia )»:

يعدّ هذا المطعم الإيطالي – اليوناني، والذي يقدم أطباق البحر المتوسط، من أكثر مطاعم لندن شهرة حالياً، ويجب عليك الانتظار أكثر من أسبوع للحصول على طاولة، وقد تصل فترة الانتظار للحصول على طاولة نهاية الأسبوع إلى أكثر من شهر.

جذب هذا المطعم المميز بديكوره المهيب الذي يعتمد على تماثيل عملاقة ورسوم على الجدران والأسقف، كثيراً من المهتمين بالأكل في المطاعم في لندن؛ خصوصاً الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي. ويعدّ أيضاً المرحاض في «باكاناليا» من أكثر الأماكن التي تنشر صورها على «إنستغرام»؛ نظراً إلى روعة تصميمه والاعتماد على الإضاءة والمرايا الكبيرة فيه. يستقبلك الندل والعاملون في المطعم بلباس روماني من الرأس إلى أخمص القدمين.

المأكولات لذيذة، وأشهر طبق يقدمه «باكاناليا» المعكرونة بالسلطعون (لشخصين) والأخطبوط. أسعار المطعم غالية، ولكن زيارة هذا المكان مناسبة لمحبي اختبار كل شيئ جديد ولو لمرة واحدة في حياتهم.

«براسري أوف لايت (Brasserie of Light)»:

هذا المطعم لا يُمل منه لأسباب عدة؛ على رأسها موقعه في الطابق الأول من متجر «سيلفريدجز» الشهير في شارع «أكسفورد»، وديكوره الرائع، ومأكولاته اللذيذة، وأسعاره المتوسطة. ميزة هذا المطعم أيضاً أنه يضم مدخلاً خاصاً حيث يمكن الولوج إليه من باب منفصل عن المتجر.

صمم تماثيل وحيد القرن اللماعة فيه الفنان ديميان هيرست. ويفتح المطعم أبوابه لتقديم الفطور والغداء والعشاء.

«غلوريا (Gloria)»:

شركة «بيغ ماما» الفرنسية تملك كثيراً من المطاعم في لندن؛ من بينها «آفي ماريو» و«سيركولو بوبولاري» و«كارلوتا» و«جاكوزي»، وجميع هذه المطاعم معروفة بديكوراتها الإيطالية المميزة، ويختلف ديكور كل منها عن غيره. «غلوريا»؛ الذي يقع في شورديتش إلى الشرق من لندن، يتميز بأنه يشبه البيت الإيطالي القديم، فالأثاث يذكرك ببيوت الجدات أو الـ«نونا» في إيطاليا، والطعام يقدم في حاويات كبيرة، والأسعار جيدة جداً. من أكثر الأطباق التي تنشر صورها على «إنستغرام» عجلة الجبن مع المعكرونة.

«كولونيل ساب (Colonel Saab)»:

من أجدد عناوين الأكل الهندي في لندن. فتح أبوابه منذ نحو سنتين في منطقة هولبورن القريبة من «كوفنت غاردن». ديكوره جميل جداً، جلب صاحبه (ابن كولونيل سابق في الجيش الهندي) كثيراً من المقتنيات الشخصية من منزل والديه في الهند وزين بها المكان؛ بما في ذلك صور عائلية. يعتمد الديكور على الثريات العملاقة واللونين الأحمر والذهبي وقطع أثرية يعود تاريخها إلى قرون عدة. الطعام لذيذ ومستوحى من مناطق عدة في الهند.

«ميركاتو (Mercato)»:

هذا المكان غريب بعض الشيء؛ لأنه كان في الماضي كنيسة وتحول اليوم إلى مكان يضم مطاعم عدة تقدم مطابخ عدة تحت قبة الكنيسة التي لا تزال على حالها من الداخل، فجرى الحفاظ على جميع الديكورات الأصلية ولم يُنزع أي شيء يدل على أنها كانت كنيسة؛ بما في ذلك المذبح الذي تحول إلى جلسة طعام.

هذا المكان يقصده المتسوقون في شارع «أكسفورد»؛ لأنه قريب جداً منه، ويمكن طلب الطعام من أي مطعم موجود فيه والجلوس على أي طاولة شاغرة. يضم أيضاً جلسة خارجية جميلة، وجرى تطوير الطابق السفلي، وأضيف فيه مطعم ياباني جديد إلى مجموعة المطاعم التي كانت موجودة من قبل.

«ذات 51 (TH @ 51)»:

يعدّ هذا المطعم من أجمل المطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام». يتميز بالحديقة الجميلة المزينة بالمزروعات، فتشعر كأنك تجلس في غابة وليس في وسط لندن. وتتوسط هذه الجلسة نافورة ماء. ويقصد هذا المطعم الذواقة والباحثون عن مكان جميل للاحتفال بمناسبة خاصة لا تنسى.

«سكاي غاردن (Sky Garden)»:

إذا كنت تبحث عن مكان جميل ومطل على معالم لندن الخلابة، فما عليك إلا التوجه إلى شرق لندن والصعود إلى «سكاي غاردن» الواقعة على سطح أحد المباني العملاقة المعروفة باسم «فينفيرتش» في وسط لندن المالي.

توجد في هذا المكان جلسة بسيطة يمكنك تناول السندويتشات والمأكولات السريعة فيها، و«Fenchurch Brasserie» المطعم الرئيس في المكان ويقدم مأكولات لذيذة وغير معقدة.

توجد شرفة مطلة على معالم لندن يمكن للزائرين الخروج إليها والتقاط أجمل الصور منها.

«سكيتش (Sketch)»:

يعدّ هذا المطعم من أكثر مطاعم لندن شهرة، فهو قديم؛ لكنه استطاع أن يجد لنفسه موقعاً مميزاً على خريطة المطاعم الجذابة في لندن. الديكور جميل ويطغى عليه اللون الوردي، والمرحاض فيه مصمم بطريقة استثنائية تقف فيه السيدات لوقت طويل لالتقاط الصور ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

يقع هذا المطعم بالقرب من شارع «ريجنتس» في وسط لندن، وهو داخل مبنى تجد فيه أكثر من عنوان للطعام يملكه رجل الأعمال الجزائري مراد معزوز الحائز جوائز عدة في مجال تطوير المطاعم وإدارة الأعمال في مجال الضيافة. شغف معزوز واهتمامه بالفن واضح في اللوحات التي تزين المكان. الطعام لذيذ أيضاً، وحافظ على مستواه منذ افتتاحه قبل سنوات عديدة.

«تاتو لندن (Tattu London)»:

يقصد هذا المطعم محبو الطعام الصيني والديكورات الجميلة في الوقت نفسه. يقع على مقربة من شارع «أكسفورد»، ويتميز بديكوره الجميل الذي يعتمد على أشجار الكرز والأثاث المميز. يقدم مأكولات لذيذة، ومن أشهر أطباقه لحم الـ«واغو» البقري والـ«ديم سام» والـ«سي باس» التشيلي.

«ماديرا آت تريهاوس (Madera at Treehouse)»:

يتبع هذا المطعم فندق «تريهاوس» الواقع قرب مبنى «الإذاعة البريطانية» في وسط لندن بالقرب من شارعي «أكسفورد» و«ريجنتس». يقع في الطابق الأخير من المبنى المطل على معالم لندن.

الديكور جميل وتشعر من خلاله كأنك تجلس في حديقة وليس داخل مطعم عادي. يقدم الأطباق المكسيكية على طريقة التاباس أو المازة... أجواؤه جميلة، وصوره تنتشر بشدة على مواقع التواصل.

«جاكوزي (Jacuzzi)»:

تابع لشركة «بيغ ماما»، ويقع في منطقة كينزينغتون، تتوزع الجلسات فيه على 3 طوابق، ويشبه البيت الإيطالي، ويعتمد على الجلسات المستديرة التي تشبه الجاكوزي، ويطغى عليه اللون الأحمر من استخدام كثير من الأشجار. يشتهر بتقديم جبن البوراتا الذي يُجلب من إيطاليا، كما يشتهر بالباستا والستيك.

«آفي ماريو (Ave Mario)»:

فتح أبوابه في منطقة كوفنت غاردن السياحية. تميز منذ افتتاحه بديكوره وأرائكه الجلدية الحمراء. هو تابع أيضاً لـ«بيغ ماما»، ويقدم المأكولات الإيطالية؛ على رأسها الباستا، بنكهات كثيرة.

تنتشر صوره بكثرة على شبكات التواصل؛ لأنه يقدم الطعام في أطباق إيطالية تقليدية جميلة جداً.

«ذا آيفي تشيلسي (The Ivy chelsea)»:

«ذا آيفي»، كما ذكرنا، هو سلسلة مطاعم تنتشر بكثرة في لندن وباقي مدن إنجلترا، ولكن لكل فرع ميزته ولا يشبه سواه. هذا الفرع يعدّ من بين أجملهم؛ لأنه يقع في «كينغز رود» ويضم حديقة رائعة مرصوصة بالشتلات والأشجار.

تنتشر صوره كثيراً على «إنستغرام»، ويقدم المأكولات الأوروبية العصرية غير المعقدة، وأسعاره مقبولة جداً قياساً بموقعه في وسط العاصمة. المعروف عن المؤثرين والبلوغرز أنهم يحرصون على زيارته خلال فترة أعياد الميلاد؛ لأنه يلبس حلة العيد ويزين بطريقة فريدة من نوعها.

«سوشي سامبا (Sushi Samba)»:

ينتشر في لندن كثير من المطاعم التي تقع على سطح مبنى شاهق العلو؛ بما فيهم هذا المطعم الذي يقدم المأكولات اليابانية والآسيوية. يقع في مبنى «هيرين تاور» بالقسم الشرقي من لندن، ويطل على أجمل معالم المدينة، ويضم جلسة خارجية تفتح أبوابها في فصل الصيف.

الأطباق تجمع بين مطبخ أميركا اللاتينية واليابان وأرجاء آسيا كافة. من أشهر أطباقه الـ«واغو». أسعاره لا تناسب أصحاب الميزانيات المتواضعة.

«دولوواي تيراس (Dolloway Terrace )»:

يتبع هذا المكان فندق «بلومزبيري» القريب من المتحف الوطني البريطاني وكوفنت غاردن. يشتهر بالزهور التي تكسو جدرانه، ويتهافت إليه محبو التقاط الصور في أماكن مميزة في لندن. يقدم الفطور والغداء والعشاء.

يتبدل الديكور فيه وفق المواسم. الحجز المسبق ضروري؛ لأن المكان صغير الحجم ولا يتسع لكثير من الطاولات.


مقالات ذات صلة

طارق إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: نعيش مرحلة انتقالية للعودة إلى الجذور

مذاقات الشيف طارق إبراهيم في مطبخه (إنستغرام)

طارق إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: نعيش مرحلة انتقالية للعودة إلى الجذور

في جعبته أكثر من 30 عاماً من الخبرة في صناعة الطعام. مستشار هيئة اللحوم والماشية الأسترالية.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات «السوشي»... شارة اجتماعية أم أكلة محبوبة؟

«السوشي»... شارة اجتماعية أم أكلة محبوبة؟

«جربت السوشي؟»... سؤال يبدو عادياً، لكن الإجابة عنه قد تحمل دلالات اجتماعية أكثر منها تفضيلات شخصية لطبق آسيوي عابر من ثقافات بعيدة.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف العالمي أكيرا باك (الشرق الأوسط)

الشيف أكيرا باك يفتتح مطعمه الجديد في حي السفارات بالرياض

أعلن الشيف العالمي أكيرا باك، اكتمال كل استعدادات افتتاح مطعمه الذي يحمل اسمه في قلب حي السفارات بالرياض، يوم 7 أكتوبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
مذاقات البرغر اللذيذ يعتمد على جودة نوعية اللحم (شاترستوك)

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

البرغر ليس أميركياً بالأصل، بل تعود أصوله إلى أوروبا، وبالتحديد إلى ألمانيا.

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

طارق إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: نعيش مرحلة انتقالية للعودة إلى الجذور

الشيف طارق إبراهيم في مطبخه (انستغرام)
الشيف طارق إبراهيم في مطبخه (انستغرام)
TT

طارق إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: نعيش مرحلة انتقالية للعودة إلى الجذور

الشيف طارق إبراهيم في مطبخه (انستغرام)
الشيف طارق إبراهيم في مطبخه (انستغرام)

في جعبته أكثر من 30 عاماً من الخبرة في صناعة الطعام. مستشار هيئة اللحوم والماشية الأسترالية.

يعدّ المصري طارق إبراهيم أول شيف عربي يحصل على لقب ماستر شيف من قبل «الجمعية العالمية للطهاة».

يدأب على زيارة بيروت باستمرار. ويجد في «صالون هوريكا» للضيافة والخدمات الغذائية، المناسبة الأفضل للقيام بهذه الرحلة.

يشتهر الشيف طارق بتحضير الأطباق الشرق أوسطية. ويعرف بتحضيره أشهى اللحوم المشوية. فهو يقدّمها في مطاعمه في مصر والساحل الشمالي ومناطق أخرى. يفتخر بما حققه حتى الآن في مجاله. ويرى أن هناك مواهب شابة جديدة واعدة في مجال الطبخ. ويتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن مدى تطور مطبخ البحر المتوسط: «كل شيء في الحياة يتطوّر من دون شك. ولكن بالنسبة لأطباق البحر المتوسط فهي في حالة تطور دائم. المكونات التي يتألف منها غنية وكثيرة، توفّر لنا بوصفنا طهاة قدرة على الابتكار».

يقول إن هذا المطبخ واسع جداً ويتنوع حسب البلد الأم. ويوضح في سياق حديثه: «يحضر هذا المطبخ في البلدان العربية كما في أوروبا. كل بلد يحضّر الطبق بأسلوبه فيأخذ خطّاً خاصاً به. نحن في مصر مثلاً نستخدم السمنة، وفي لبنان زيت الزيتون، وفي المغرب دهن اللحمة. فالطعام برأيي ليس اختراعاً بل ابتكار طعم مميز ومرغوب به من قبل الزبون، في الوقت نفسه».

التطور الذي يتحدث عنه الشيف طارق ينبع من البساطة. «ليس بالضرورة أن نبالغ في الابتكار، الأهم أن نحافظ على هوية الطبق. فبدل أن نضيف الليمون الحامض والزيت مثلاً على طبق سلطة، في استطاعتنا استبدال عصير البرتقال به. ويمكننا أن نلجأ إلى طعم مختلف مع عصير الفراولة أو الكرز. وبذلك نكون ابتكرنا طبق سلطة لذيذ الطعم يتألف من مكونات أساسية. ولكن فيما لو قدمنا صحن الحمص بالطحينة المخلوط مع الأفوكادو أو البروكلي والشمندر السكري، فإننا بذلك نشوه شهرة هذا الطبق».

من أطباق الشيف طارق إبراهيم (انستغرام)

يخبر «الشرق الأوسط» عن ابتكاراته التي يهمّه الحفاظ على طعمها الأصلي فيها.

«أحضر في مطعمي حساء الطماطم الأبيض اللذيذ، فنتعرّف إليه من طعمه وليس من شكله، أستخرج منه لون الطماطم الأحمر فيتحول إلى شفاف لا لون له، وأضيف إليه الحبق والكريمة. ويتفاجأ من يتذوقه بطعم الطماطم مع غياب لونها عن الطبق. وبذلك أكون قد اعتمدت التطوير وحافظت على الهوية في آن».

ملاحظاته على الساحة اليوم تقتصر على الفوضى التي تعمّها. برأيه هناك مواهب واعدة ولكنها بحاجة الى الخبرة. «ليس من السهل دخول مجال الطعام والنجاح فيه على الأصول. بعض المواهب الشابة تركن إلى إبراز مهارتها في أكثر من 20 طبق مرة واحدة، فتعتقد أن النجاح ركيزته إنتاج غزير ومنوّع. وفيما بعد، تكتشف تلك المواهب مع الوقت ضرورة اختصار ابتكاراتها بأطباق تعدّ على أصابع اليد الواحدة. فالزبون لا يهمه العدد بل الجودة والطعم. ولذلك تلك المواهب يلزمها الخبرة التي توصلها إلى مرحلة النضج فيما بعد».

الشيف طارق إبراهيم (إنستغرام)

الساحة اليوم كما يقول، تشهد مرحلة انتقالية بحيث تحاول العودة إلى الجذور. «الرجوع إلى الأصل ضرورة كي نحافظ على تاريخنا وتراثنا. وأنا سعيد بهذه العودة. لا بأس في اعتمادنا التطوير المقبول. ولكن في خضم هذه الفوضى التي نعيشها نحن معرّضون لخسارة هويتنا. فالعودة إلى الأصول أمر نلاحظه اليوم بشكل لافت. وصار المذاق الحقيقي للطبق هو الهدف الرئيسي للشيف بشكل عام».

يشدد الشيف إبراهيم على ضرورة استخدام المكوّن الطبيعي في الطعام. فالفرق يصبح واضحاً إذا ما لجأنا إلى مكونات نابعة من زراعات كيميائية. «إنهم يبحثون عن الربح السريع والوفير. وهذا الأمر أسهم في فقدان أصالة أطباق كثيرة من مطبخنا الشرقي».

يقارن بين الطبق والفنان، ويقول: «عندما يطلق الفنان أغنية يهمّه الانتشار والنجاح. ولكن بعدها يصبح قلقه مصدره إضافة النقاط إلى نجاحاته هذه. فتصبح خياراته أكثر دقة ويدرسها بشكل واف. وهواة الطهي الشباب يحاولون إبراز كل إمكاناتهم وطاقتهم في بداية المشوار. ومن ثم يحللون ويكتشفون أن الاستمرارية هي الأهم. فيأخذون بالتعاطي مع أطباقهم من باب الطبق اللذيذ والطويل الأمد».

الساحة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» تزخر بطهاة شغوفين بعملهم وبينهم من وصل إلى العالمية. «إنهم يشكلون مدرسة بابتكاراتهم. وعلى الشباب أن يتعلّموا منهم كي يحققوا تمنياتهم».

وعن الطبق اللبناني الذي يحب تقديمه يختم لـ«الشرق الأوسط»: «طبق البطارخ مع حبوب الثوم وزيت الزيتون. تخيلي على الرغم من شهرتنا الواسعة بهذا الطبق في مصر، لم يقدمه أحد بهذه الطريقة. وأنا تعلّمته في لبنان، أعجبت به وأنشره اليوم في مصر».