«أول» كليب غنائي بالذكاء الاصطناعي في مصر يثير جدلاً

«أمور بسيطة» لهشام جمال وليلى زاهر حذف من «السوشيال ميديا» بعد انتقادات

الكليب أثار جدلاً في مصر (شركة روزناما ريكوردز)
الكليب أثار جدلاً في مصر (شركة روزناما ريكوردز)
TT

«أول» كليب غنائي بالذكاء الاصطناعي في مصر يثير جدلاً

الكليب أثار جدلاً في مصر (شركة روزناما ريكوردز)
الكليب أثار جدلاً في مصر (شركة روزناما ريكوردز)

أثارت الأغنية المصورة (فيديو كليب) بعنوان «أمور بسيطة»، للثنائي المصري هشام جمال وليلى زاهر، جدلاً وانتقادات حادة من جمهور «السوشيال ميديا»؛ ما دفع جمال إلى حذف النسخة الأولى من الكليب ونشر توضيح لفكرته وكواليسه.

وفي حين أشاد بعض محبي الثنائي بالكليب و«الانسجام بين هشام وليلى»، فإن كثيرين انتقدوا الاعتماد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي، بجانب انتقادهم صناع الكليب لوصفهم إياه بأنه «الأول مصرياً».

وأجرى الفنان هشام جمال تعديلاً على النسخة المنشورة عبر «إنستغرام»، وأعاد نشرها، وكتب رسالة لمتابعيه ومتابعي خطيبته ليلى زاهر شريكته في الأغنية عن كواليس خروجها للنور.

وذكر أن الأغنية تعتبر «أول فيديو كليب (في العالم العربي وغالباً في العالم) بجودة مناسبة ومن دون تغيير ملامح وجوه المغنيين»، مشيراً إلى أن «توظيف الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفنية واستخدام هذه التقنية»، لا يزال في بداياته.

لكن الناقد الموسيقي مصطفى حمدي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الأغنية «لا تعتبر الأولى التي تقدم بهذه التقنية»، مشيراً إلى أن «الفنان محمد حماقي قدم أغنية (حبيت المقابلة) قبل عدة شهور بالتقنية نفسها ولكن بشكل مختلف»، حيث أرجع حمدي «محاولة إبراز صناع أغنية (أمور بسيطة) ريادتهم؛ لرغبتهم في تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، وليس التركيز على الجانب الفني». وفق تعبيره.

وفيما يعتبر رداً ضمنياً على الانتقادات، لعدم جودة النسخة المطروحة على المنصات مقارنة بالنسخة الموجودة على «يوتيوب»، وعد هشام جمال متابعيه بـ«تطور أكبر» في التجارب المقبلة، موجهاً الشكر إلى من ساندوه في هذه التجربة.

وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها استخدام «الذكاء الاصطناعي» جدلاً في الوسط الفني بمصر، بعدما استخدمه الفنان عمرو مصطفى الصيف الماضي في تقديم أغنية من ألحانه بصوت السيدة أم كلثوم.

وانتقد المخرج جميل جميل المغازي الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي بصناعة «الفيديو كليب»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الاعتماد على هذه التقنية بشكل شبه كامل يفقد الصورة الروح التي تتوافر بالأغنيات المصورة في المواقع الطبيعية، وهو أمر يمكن ملاحظته عند مشاهدة عمل منفذ بالذكاء الاصطناعي وآخر بالشكل التقليدي».

وأضاف المغازي أن «افتقاد الروح لا يعني بالضرورة عدم مواكبة التطور التكنولوجي، ولكن يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بتوظيفه في بعض التفاصيل، أو بأجزاء محددة من الأغنيات التي تتطلب تقنيات لا يمكن تنفيذها، على غرار ما يحدث من توظيف تقنيات الغرافيك في بعض المشاهد، ولكن من دون الاعتماد عليه في صناعة المشهد بشكل كامل، كي لا يخرج بشكل باهت».

الملصق الدعائي للأغنية (حساب هشام جمال عبر «فيسبوك»)

رأي يدعمه الناقد الموسيقي محمود فوزي السيد، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الإبداع الإنساني سيظل هو الأساس مهما كانت درجة تقدم الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن «اللمحة الإنسانية في أي عمل فني هي التي تكون السبب الأساسي في بقائه مع الجمهور لفترات طويلة». ومعتقداً أن إخراج أغنية كاملة باستخدام هذه التقنية سيؤدي مع الوقت لتشابه الأعمال المقدمة، لأن المدخلات ستكون متشابهة، وبالتالي ستؤدي لنتائج متقاربة، على عكس الإبداع الإنساني الذي سيؤدي لابتكارات جديدة باستمرار في الأعمال الفنية.

لقطة من الكليب (شركة روزناما ريكوردز)

ويشير مصطفى حمدي إلى أن توظيف «الذكاء الاصطناعي» أصبح موضة بين عدد من صناع الأغاني في الفترة الأخيرة، وهو أمر لن يتوقف قريباً؛ كما أنه رأي يدعمه محمود فوزي السيد، مؤكداً: «هوس الفئة العمرية الشبابية بتقنياته واستخدامه باعتباره يوفر حلولاً سريعة تمكنهم من إنجاز أعمال كثيرة بأسرع وقت».


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يحدد قصر النظر

صحتك معدلات قصر النظر تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً بين الأطفال (جامعة ولاية أريزونا)

الذكاء الاصطناعي يحدد قصر النظر

يعكف باحثون في كلية الحوسبة والذكاء المعزز بجامعة ولاية أريزونا الأميركية على تطوير أدوات تشخيصية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يتشارك المستخدمون محادثات عميقة وتأملية مع نسخة من أنفسهم تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سن الستين (MIT)

نظام ذكاء اصطناعي يجعلك تتكلم مع «ذاتك المستقبلية»!

يجري ذلك عبر محادثات عميقة وتأملية مع نفسك وأنت في عمر الستين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تقدم الميزة عشرة خيارات صوتية مختلفة حصرياً للمستخدمين الذين يدفعون اشتراكاً في الخدمة (شاترستوك)

​«جيمناي لايف» من «غوغل» متاح مجاناً لمستخدمي «آندرويد» بالإنجليزية

كانت الميزة حصرية لمشتركي «جيمناي أدفانسد» (Gemini Advanced) بتكلفة 20 دولاراً شهرياً

نسيم رمضان (لندن)
خاص «إتش بي»: تأثير الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكومبيوتر الشخصية للمستهلكين مشابه للتأثير التحويلي للإنترنت (غيتي)

خاص كيف تحوّل «إتش بي» الحواسيب الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

تقول شركة «HP» إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إضافة، لكنه سيعيد طريقة تفاعلنا مع الكومبيوترات الشخصية.

نسيم رمضان (بالو ألتو - الولايات المتحدة)

سائح بريطاني يحاول دفن رفات والدته بمعبد أبو سمبل

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)
معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

سائح بريطاني يحاول دفن رفات والدته بمعبد أبو سمبل

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)
معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أحبطت السلطات المصرية، الأحد، محاولة سائح بريطاني الجنسية دفن رفات والدته في معبد أبو سمبل الأثري بأسوان (جنوب مصر).

وقال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور أيمن عشماوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أفراد الأمن بمعبد أبو سمبل تمكنوا من ضبط سائح بريطاني حاول دخول المعبد ومعه صندوق صغير، اشتبهوا في محتواه»، مشيراً إلى أنه «بعد تفتيش السائح تبين أن الصندوق يحتوي على رفات آدمية».

وأضاف عشماوي أن «السائح كان معه مرشد سياحي، أوضح عند سؤاله أن الرفات لوالدة السائح التي توفيت وأوصت بدفنها في مصر»، مشيراً إلى أن «السائح البريطاني جاء إلى مصر تنفيذا لوصية والدته». وفق تعبيره.

ووقّع السائح البريطاني على تعهد أكد فيه أنه «لن يحاول مجدداً دفن رفات والدته في أي مكان بمصر». بحسب عشماوي الذي أشار إلى أنه «تم السماح للسائح باستكمال زيارته للمعبد بعد منعه من دفن الرفات به».

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل من الداخل (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ويقع معبد أبو سمبل في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر. وقد بناه الملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة، في الجبل، نحو عام 1264 قبل الميلاد. ويشتهر المعبد بـ4 تماثيل ضخمة جالسة تزين واجهته، انهار أحدها بسبب زلزال قديم، ولا تزال بقاياه على الأرض، وفق موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.

وتقف تماثيل الملك الضخمة على جانبي الصالة الرئيسية المؤدية إلى قدس الأقداس، حيث تجلس 4 معبودات من مصر القديمة؛ هي آمون رع، رع حورآختي، بتاح، رمسيس الثاني. ويشهد المعبد ظاهرة تتكرر مرتين في العام، حيث تتعامد الشمس على واجهته في 22 فبراير (شباط) و22 أكتوبر (تشرين الأول).

والحضارة المصرية محاطة بكثير من الغموض، ما يدفع لانتشار خرافات بشأن «لعنة الفراعنة» أو «الزئبق الأحمر»، مثيرة حالة من الهوس العالمي بشأن «أسرار الدفن في مصر القديمة».