كيف تمضي أفضل 36 ساعة في قرطبة؟

رحلة إلى تاريخ الأندلس والقصص التي لا تنتهي

قرطبة مدينة الفن والتاريخ (نيويورك تايمز)
قرطبة مدينة الفن والتاريخ (نيويورك تايمز)
TT

كيف تمضي أفضل 36 ساعة في قرطبة؟

قرطبة مدينة الفن والتاريخ (نيويورك تايمز)
قرطبة مدينة الفن والتاريخ (نيويورك تايمز)

تهب رياح الابتكار مرة أخرى على أشجار البرتقال التي تظلل الممرات والساحات في قرطبة، وهي مدينة في منطقة الأندلس بجنوب إسبانيا. يمكن للزوار تتبع تاريخ قرطبة من أطلالها الرومانية إلى العمارة المغاربية التي خلفتها خمسة قرون من الحكم الإسلامي (عندما كانت المدينة واحدة من أكبر عواصم أوروبا وأكثرها حداثة وعالمية)، إلى كنائسها اللاحقة والقصور المسيحية.

ورغم أن كثيرا من المتنزهين النهاريين يتنقلون من مكان لآخر قبل حلول الظلام، فإن قرطبة اليوم تقدم عطاياها للمستكشفين لبضعة أيام: ليس فقط للاستمتاع بآثارها (المدينة بها أربعة مزارات خاضعة لحماية اليونسكو)، ولكن لمعرفة كيف يقوم الفنانون والطهاة الشباب بالتنقيب في ماضي المدينة الغني متعدد الثقافات. في فصل الشتاء، دائماً ما يكون هناك عدد أقل من الحشود وتعتدل درجات الحرارة، وأصبح الذهاب إلى قرطبة الآن أسهل (وأرخص) في ظل وجود مشغل جديد للسكك الحديدية عالية السرعة تمثل في شركة «أيريو» التي دخلت في منافسة على الأسعار مع شركة السكك الحديدية «رينفي».

لا ينبغي لأي زائر تخطي «كاتدرائية قرطبة وجامعها» وهما من مواقع التراث العالمي لليونسكو، حيث نرى المزج بين العمارة الإسلامية والمسيحية، وغابة الأعمدة غير محدودة العدد (حوالي 850 عموداً)، وأقواس حدوة الفرس باللونين الأحمر والأبيض. اذهب لزيارتها في وقت الغداء (يأكل الإسبان في وقت متأخر) يوم الجمعة عندما يكون هناك عدد أقل من الناس. بدأ بناء المسجد، الذي كان يوماً ما ثاني أكبر مسجد في العالم، حوالي عام 786 ميلادية، وتم تدوير المواد من كنيسة القوط الغربيين في «سان فيسنتي»، والتي حلت محلها. أصبح المسجد كاتدرائية عندما غزا المسيحيون المدينة عام 1236، وتم بناء كنيسة صغيرة ضخمة ذات أسقف مرتفعة تجمع بين الأنماط القوطية وعصر النهضة في عام 1523. (أسعار التذاكر: 13 يورو، حوالي 14 دولارا، بالإضافة إلى 3 يوروات لبرج الجرس. اشتر التذاكر عبر الإنترنت لتجنب الاصطفاف).

قرطبة مدينة الفن والتاريخ (نيويورك تايمز)

إذا لم تتسلق 191 درجة من درجات برج جرس الكاتدرائية والجامع، فإن قصر قرطبة المعروف الآن باسم قصر الملوك المسيحيين، هو قلعة في الجوار تعود هذه القلعة إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وبها أبراج أقصر وتطل على أسطح المدينة ذات القرميد الأحمر. بني قصر قرطبة في موقع قلعة رومانية على نهر «الوادي الكبير»، وكان القصر مقراً للملكية الإسبانية، وفي وقت لاحق، تحول إلى منشأة عسكرية وسجن. هناك تمثال يقع بين أشجار السرو والنوافير في الحديقة يحيي ذكرى لقاء جمع بين كريستوفر كولومبوس، والملك فرديناند والملكة إيزابيلا، التي أقنعها كولومبوس على مدى عدة سنوات بتمويل خطته للوصول إلى آسيا بالإبحار غرباً عبر المحيط الأطلسي. يتم ترميم أجزاء من قصر قرطبة، ولكن يمكن للزوار رؤية الحدائق وكذلك صالات العرض وأقسام كبيرة من أرضيات الفسيفساء الرومانية المكتشفة في جميع أنحاء المدينة وقد عُلقت الآن بوصفها لوحات على الجدران.

يظهر المعمار المغاربي والعربي في كل زاوية من قرطبة (نيويورك تايمز)

السبت

يمكنك السير عبر «الوادي الكبير» على الجسر الروماني الحجري بلونه العسلي وسط تكرار إيقاعي للأقواس. وقد تم ترميمه وإعادة بناء غالبيته، خاصة في القرن الثامن. عبر الجسر هناك «برج قلهرة» الحصين، الذي يضم متحفاً صغيراً عن العصر الذهبي متعدد الثقافات في قرطبة، مع دليل صوتي جذاب ونماذج للمباني، مثل «قصر الحمراء» في غرناطة مع نموذج لمنزل قرطبي بفناء. المكان يستحق الزيارة (4.5 يورو) فقط لإطلالة السطح على النهر باتجاه كاتدرائية المسجد والمدينة بالقرب من «مركز الأندلس للفن المعاصر» (مجاني) الذي تم افتتاحه في عام 2016.

تذوق طعم قرطبة بالتنقل بين المقاهي الثلاثة في «جوديريا». يقدم بار سانتوس الصغير «تورتيلا البطاطس» (الأومليت الإسباني) الأشهر في المدينة، وهي عجة بسمك ست بوصات تشبه تقريبا قرص الجبن (شرائح بسعر 2.80 يورو). وبجوار المقهى ستجد مطعم «إلتشوراسكو» الذي يحوي فرنا يعمل بالحطب، يقدم طبق رقائق الباذنجان المقلي (9.80 يورو) مع حساء «غازباتشو» السميك الغني بالطماطم مع رذاذ العسل. المقهى في «كازا بيبي دي لا جودر» يكتظ بالناس الذين يستمتعون بطبق «مازامورا»، وهو حساء اللوز يقدم مع مكعبات من معجون السفرجل الحلو (12 يورو) ومقبلات أخرى.

في ساحة جميلة معطرة بأشجار البرتقال والياسمين بعيداً إلى حد ما عن أنظار الحشود التي تتجول وسط المعالم الأثرية على طول ضفة النهر، ستجد «متحف خوليو روميرو دي توريس» (4.50 يورو). من بين أشهر رسامي قرطبة هناك روميرو دي توريس، الذي توفي عام 1930، المعروف بلوحاته القوية للنساء والتي تظهر فيها شخوص لوحاته تحدق في الناظرين. أمام المتحف ستجد متحفا آخر هو «متحف بلباو للفنون الجميلة» (1.50 يورو) الذي يسلط الضوء على الفنانين الإسبان غالبيتهم من عصر النهضة حتى وقتنا الحاضر. يمكنك أيضا العودة إلى بدايات المدينة الأولى المتمثلة في المتحف الأثري، على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام، حيث تجد صفوفاً من المقاعد من المسرح الروماني القديم في قرطبة الذي يعرض منحوتات صغيرة منها تماثيل نصفية.

في حين يرى المتنزهون في النهار كاتدرائية قرطبة وجامعها فقط، فإن المركز الحقيقي للسكان المحليين في قرطبة يقع حول ساحة «بلازا دي لا تينديلاس» الكبيرة المليئة بالمحلات التجارية والمطاعم. (على الرغم من أنه يبدو وكأنه جزء جديد من المدينة، فقد عاش كولومبوس في مكان قريب في أواخر ثمانينات القرن الخامس عشر). ابدأ زيارتك بتفقد قصر «بالاسيو دي فيانا»، وهو قصر نبيل يعود إلى القرن الخامس عشر جرت توسعته وإعادة بنائه على مدى أكثر من 500 عام. ويضم القصر 12 حديقة تقليدية مصممة بشكل رائع يجري استخدامها بوصفها قاعات مفتوحة. يغلق القصر أبوابه في السابعة مساء، لكن المكان يتمتع بسحر خاص عند وقت الغروب. بالقرب من القصر تستطيع مشاهدة تمثال ليسوع محاط بمجموعة من الفوانيس الأنيقة يحيي بداخلك الذكريات المثيرة بعد حلول الظلام.

ساحة «بلازا دي لا كوريديرا» هي ساحة عامة كبيرة توفر مساحة كبيرة مفتوحة وسط شوارع وممرات قرطبة المتعرجة، تصطف على جانبيها الحانات والمقاهي التي تتراص مقاعدها في الخارج. في الأشهر الباردة، ابق دافئا بالتوجه إلى سلسلة الحانات الداخلية القريبة على طول طريق «كالي دياريو دي قرطبة»، وهو امتداد قصير لطريق رئيسية تنحدر إلى النهر. تبدو طريق «لابويمي» ذات الإضاءة الخافتة وكأنها غرفة معيشة مريحة، في حين يبدو مقهى «أولتيمو تانغو» المجاور، على الرغم من أنه أكبر وأكثر قتامة، فإنه يعج برواده الذين يتبادلون أطراف الأحاديث الحميمة. الحال تبدو أكثر ضجيجا شمالا في حي «كالي الفاروس»، حيث مقهى «أوتوماتيكو» الذي يجتذب محبي الفن في المدينة. يمكنك ختام الجولة في مقهى «كازا كوبا» المضيء، حيث تصدح الموسيقى الحية كل ليلة بتكلفة 5 يوروات فقط.

ممرات جميلة في قلب المدينة (نيويورك تايمز)

الأحد

بار «تابيرنا لا كوارتا» هو مقهى إسباني أنيق يفتح من الصباح الباكر حتى بعد منتصف الليل، وهو واحد من أفضل الأماكن في قرطبة لتناول وجبة إفطار بسيطة. والأفضل من ذلك أنه يضع رواده أمام أنقاض معبد روماني. مع هذا المنظر ومع تناول قهوة (1.50 يورو) ونصف كعكة محمصة مغطاة بالطماطم المبشورة الطازجة والمربى ورذاذ زيت الزيتون (3.50 يورو)، يحصل الزائر على جرعة مضاعفة من جاذبية المدينة التاريخية ومذاقها.

من بين التقاليد العظيمة والدائمة (أو على الأقل التي أعيد تنشيطها) للثقافات الرومانية والإسلامية هو عشق الحمامات الساخنة. فقد أحيا متحف «الحمامات العربية» (بسعر 3 يوروات)، وهو متحف صغير لكنه غني بالمعلومات، ذكريات بعض غرف الحمام الملكي السابق وأعادها للحياة، ليعرض كيف كان يجري الاستحمام مركزيا في الثقافة المحلية. على بعد 10 دقائق سيرا على الأقدام، سر وكأنك الخليفة في «حمام الأندلس» لتستمتع بجلسات الاستحمام لمدة 90 دقيقة، والتي يمكن أن تشمل علاجات المساج المختلفة (تبدأ الجلسات من 40 يورو). أو التجوال لمدة 15 دقيقة فقط خارج المدينة لاستكشاف البقايا الأثرية التي تعود للقرن العاشر من مدينة الزهراء (1.5 يورو، بالإضافة إلى 3 يوروات للحافلة ذهابا وإيابا) حيث مجمع قصور متطورة بناها عبد الرحمن الثالث، الخليفة الأول لقرطبة، عندما كان بلاط القصور الأندلسية الكبيرة تنافس نظيرتها في دمشق وبيزنطة باعتبارها الأقوى والأعظم في ذلك العصر.

أين تأكل؟

«مطعم المودين» هو حانة يرتادها السكان المحليون، به ردهة من طابقين غنية بالمساحات الخضراء.

يتميز مطعم «تيرا أوليا» بأطباقه الراقية التقليدية من مطبخه المفتوح.

«بار سانتوس» هو بار كلاسيكي معروف بتقديمه أطباق التورتيلا الإسبانية، عجة البطاطس السميكة.

بار «بويمي» حانة ذات إضاءة خافتة تقدم الشاي والقهوة.

مقهى «أوتوماتيكو» يرتاده محبو الفنون بالمدينة.

«كازا كوبا» مقهى كوبي يقيم الحفلات.

«تابيرنا لا كوارتا» مقهى وبار أنيق يعمل طوال اليوم، ويقدم المأكولات الإسبانية التقليدية، ويتميز بإطلالته على معبد روماني.

أين تقيم؟

يشتمل فندق «بالكون دي قرطبة» على 10 غرف مريحة موزعة على ثلاثة أفنية صغيرة على بُعد خطوات فقط من مبنى الكاتدرائية والجامع، مع تراس على السطح ومطعم ذي إطلالات خلابة على آثار المدينة. في فصل الشتاء، تبدأ الغرف من 195 يورو (حوالي 213 دولارا).

«هوسبيس بالاسيو دي باليلا» أول فندق خمس نجوم في قرطبة، يضم 53 غرفة في جزء من قصر تم ترميمه مع حدائق جميلة ومسبح بعيد عن صخب منطقة «جيدوريا» والكاتدرائية والجامع. تبدأ الغرف في الشتاء بحوالي 150 يورو.

فندق «فينتو 10» فندق رائع فئة الثلاث نجوم به ثماني غرف حديثة بنيت حول فناء بأعمدة تعود للقرن السادس عشر، حيث يتم تقديم وجبة الإفطار. هناك أيضا حمام سبا مع ساونا، وحوض استحمام ساخن، ومجموعة مختارة من جلسات التدليك. تبدأ الغرف من 70 يورو، ويغلق من 7 – 30 يناير (كانون الثاني).

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

الاقتصاد جناح «برنامج الربط الجوي» في «مؤتمر مسارات العالم» المقام بالبحرين (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» يتفاوض مع شركات عالمية لتوسيع الرحلات البينية مع السعودية

عقد «برنامج الربط الجوي» السعودي اجتماعات ثنائية مكثفة مع كبرى شركات النقل الدولية المشاركة في «مؤتمر مسارات العالم».

بندر مسلم (المنامة)
الاقتصاد صورة لوزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي مع مسؤولي برنامج الربط الجوي السعودي خلال مؤتمر مسارات العالم (الشرق الأوسط) play-circle 00:46

السعودية تستقطب شركات طيران وتفتح مسارات جديدة في 2024

تحدّث الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي السعودي، ماجد خان، لـ«الشرق الأوسط»، عن نجاح البرنامج، هذا العام، في جذب 12 شركة طيران.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق الرياض تستضيف أكبر الفعاليات الترفيهية الشتوية في العالم (الشرق الأوسط)

1000 فعالية سياحية يشهدها «شتاء السعودية» لخَلْق تجارب لا تُنسى

تتيح منصة «روح السعودية» للسياح والزوار الراغبين في معلومات إضافية عن برنامج هذا العام، الاطّلاع على العروض والباقات والخصومات الخاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)

جنيف... أناقة بالخط العريض

هل تعلم بأن أكثر من %40 من سكان مدينة جنيف هم من غير السويسريين؟ والسبب هو أن هذه المدينة تضم العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر.

جوسلين إيليا (جنيف)

جنيف... أناقة بالخط العريض

نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)
نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)
TT

جنيف... أناقة بالخط العريض

نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)
نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)

هل تعلم بأن أكثر من 40 في المائة من سكان مدينة جنيف هم من غير السويسريين؟ والسبب هو أن هذه المدينة المميزة تضم العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، كما أنها تتسم بالهدوء والنظافة مما يجعل منها ملاذاً مناسباً للسكن والاستجمام والزيارة والعلاج.

مبنى "أولتيما كي وليسون" في جنيف (الشرق الاوسط)

موقع جنيف الفريد على حدود فرنسا يحولها في فصل الشتاء إلى معبر لآلاف المتزلجين الذين يحطون رحالهم فيها لينطلقوا في رحلات نحو الجبال المحيطة بها. إنها مدينة مميزة بتاريخها العريق وعناوين الإقامة الراقية فيها، كل ما فيها يهمس في أذنك بكلمة «رقي» فهي تحتضن الجامعات والمعاهد المرموقة وتعد مركزاً مهماً للتعليم في أوروبا.

القسم القديم من مدينة جنيف (الشرق الاوسط)

أما عن طبيعتها فحدث ولا حرج، لأنها امتداد لروعة سويسرا المعروفة بجمال جبالها الوادعة وبحيراتها، ولكن يبقى لجنيف رونق مختلف؛ لأنها تمزج ما بين العراقة والحداثة في آن معاً، وأشهر ما فيها نافورتها المعروفة باسم «جيت دو» Jet D’Eau وهي من بين الأطول في العالم؛ حيث يصل ارتفاع المياه إلى 140 متراً، وتقع في وسط بحيرة لومان Leman وتعد رمزاً للمدينة.

المدينة جميلة جداً ولكنّ أياماً معدودة فيها كافية لاكتشاف معالمها.

ساحة الزهور الشهيرة في جنيف (الشرق الاوسط)

أجمل ما في جنيف القسم القديم منها Vieille Ville الذي يضم شوارع ضيقة مرصوفة بالحصى ومباني قديمة تعود إلى العصور الوسطى.

عندما تمشي بين ثناياها فسوف تجد نفسك تتنفس التاريخ وتتغزل بالجغرافيا، لا سيما عندما تلج إلى كاتدرائية القديس بطرس التي تعود إلى القرن الثاني عشر، وعندما تعرّج على ميدان «بورغ دي فور» الذي يعد أقدم ساحة في المدينة المليئة بالمقاهي والمطاعم، وتشدك رائحة الزهور إلى الحديقة الإنجليزية المطلة على بحيرة جنيف وتضم ساعة الزهور الشهيرة Horloge Fleurie التي ترمز لصناعة الساعات السويسرية.

وبعدها تصل إلى قصر الأمم المتحدة (Palais Des Nations) المقر الأوروبي للأمم المتحدة، الذي يعد واحداً من أهم المقرات الدبلوماسية في العالم. يمكن للزوار القيام بجولات داخله.

غرفة طعام خاصة للذين يفضلون الاقامة في فيلا بدلا من الفندق (الشرق الاوسط)

أما إذا كنت من محبي الحدائق فأنصحك بزيارة الحديقة النباتية Jardin Botanique التي تضم أنواعاً نادرة من النباتات من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى حديقة حيوانات صغيرة إذا كنت برفقة الصغار.

بما أن السياحة في جنيف تتمحور حول بحيرة «لومان» فمن الممكن أن تقوم برحلة بالقارب لتشاهد أجمل إطلالات على الجبال المحيطة، بما في ذلك جبال الألب وجبل مون بلان Mont Blanc.

المشي في جنيف هو حليفك وأفضل طريقة لاكتشاف شوارعها وزواياها، فتوجه إلى شارع دو رون Rue Du Rhone حيث تنتشر المحلات التجارية الفاخرة والعلامات التجارية العالمية، فهذا الشارع هو الأفضل لمحبي التسوق، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن أسعار السلع الفاخرة في جنيف أغلى منها في باقي المدن العالمية، ولكن في بعض الأحيان قد تجد قطعاً قد خصصت فقط للبيع فيها.

الرقي والاناقة في مدينة الهدوء جنيف (الشرق الاوسط)

ومن الزيارات المهمة في جنيف، زيارة متحف الفن والتاريخ، الأكبر في المدينة، الذي يحتوي على مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية والتحف الأثرية من عصور مختلفة، بما في ذلك لوحات ممهورة بريشة كبار الفنانين الأوروبيين.

الأنشطة التي يمكن القيام بها:

* التزلج على الجليد في الشتاء في المناطق الجبلية القريبة.

* الرحلات الجبلية والمشي لمسافات طويلة في الطبيعة المحيطة.

* تصنيع ساعة من تصميمك في محل «إينيتيوم» Initium في القسم القديم من المدينة، تقوم في هذا المحل باختيار كل عناصر تكوين ساعة يدك من التصميم الداخلي إلى لون السوار، تحت إشراف مختص بصناعة الساعات، وتستغرق عملية تصنيع الساعة نحو 3 ساعات، تحصل في نهايتها على شهادة تصنيع وساعة سويسرية لا مثيل لها. وفي الطابق العلوي من المحل تجد قسماً مخصصاً لتصنيع الحلي وتطويع الفضة لتحويلها إلى قطع خاصة من تصميمك، وتقوم بهذه التجربة تحت إشراف مختص في تصنيع المجوهرات.

* إذا كنت من محبي الشوكولاته فلا بد من تخصيص وقت لزيارة محلات «فاجارجيه» Favarger حيث تستطيع تحضير الشوكولاته بنفسك، فتختار المكونات التي تفضلها ونوع الشوكولاته المفضل لديك، كما تستطيع التبضع وشراء أفخم أنواع الشوكولاته السويسرية.

أين تقيم؟

جنيف مدينة عالمية راقية، وتضم العديد من الفنادق الفاخرة التي توفر خدمات مميزة وتجارب إقامة فريدة. سواء كنت تبحث عن الفخامة أو الخيارات الأكثر تواضعاً، فهناك أسماء كبرى ارتبطت باسم جنيف مثل فندق بوريفاج وماندرين أورينتال والريتز كارلتون دو لا بيه وفندق بريزيندت ويلسون... واختيار عنوان الإقامة يكون بحسب غرض الزيارة، فإذا كانت زيارتك سياحية فينصح باختيار فندق قريب من البحيرة أو المدينة القديمة، أما إذا كانت زيارتك بهدف العمل فينصح بالإقامة في وسط منطقة الأعمال والوسط المالي؛ لأنه قريب من المواصلات العامة ومحطة القطار.

"غراند فيلا" القريبة من وسط جنيف (الشرق الاوسط)

باختصار، جنيف تقدم مجموعة متنوعة من الفنادق التي تناسب جميع الأذواق، من الفخامة المطلقة إلى الخيارات الأكثر تواضعاً مع خدمة متميزة وموقع ممتاز.

أما إذا كنت تسافر برفقة أكثر من عائلة أو شخص، وتبحث عن مكان راق ويتمتع بخصوصية عالية جداً، يعد بعيداً وقريباً في الوقت نفسه من وسط المدينة، فلا بد من اختيار «غراند فيلا» التابعة لمجموعة أولتيما Grand Villa، وهذه المجموعة تعتمد أسلوباً جديداً للإقامة يعتمد على الأناقة والخصوصية مع تأمين كل متطلبات الزائر من خدمات شخصية ممتازة. ومن المعروف أيضاً عن جنيف أنها تستقطب الزائرين الباحثين عن العلاج، فقد يكون هذا النوع من الإقامة هو الأفضل لأنه فسيح وخاص جداً.

جنيف مدينة الرقي والاناقة (الشرق الاوسط)

تبعد الفيلا نحو 10 دقائق من مطار جنيف و20 دقيقة من وسط المدينة. باب من الزجاج المقوى داكن اللون يفصلك عن هذا المكان الذي يوفر خصوصية تامة، وهذا واضح من خلال عدم وضع اسم الفيلا على الباب. وخلف ذلك الباب الضخم يتموضع مبنى الفيلا المصمم بطريقة عصرية جداً، المدخل جميل ومشجر، يستقبلك فريق العمل بداخله فتشعر تلقائياً وكأنك في منزلك، هذا النوع من الإقامة يناسب الباحثين عن الهدوء والخدمة الشخصية والشعور كأنهم في المنزل، غرفة معيشة رائعة التصميم مع مجلس محفور في قعر صدر الصالة، ثريات ضخمة متدلية من الأسقف العالية، ونوافذ زجاجية تفصلك عن الباحات الخارجية وبركة السباحة المدفأة والجاكوزي والجلسات العديدة والمدافئ الأنيقة.

"غراند فيلا" في جنيف (الشرق الاوسط)

تتألف هذه الفيلا من 8 غرف نوم، فهي مناسبة للعائلات والأصدقاء، وتعتمد أولتيما أسلوباً مغايراً في تأجير هذه الفيلا وباقي أماكن الإقامة الخاصة بها، يحدد بأن يكون تأجير المكان لمدة لا تقل عن أسبوع، ولمجموعة واحدة، فلا تقبل الشركة بتأجير الغرف لأشخاص من عائلات مختلفة؛ وذلك لتأمين أكبر قدر من الخصوصية للعائلات التي تبحث عن كل شيء خلال الإقامة تحت سقف واحد.

شقة سياحية مفروشة للباحثين عن الاقامة في وسط جنيف (الشرق الاوسط)

الفيلا تقدم مستوى عالياً من الخصوصية، وهي مثالية للمسافرين الذين يبحثون عن تجربة فاخرة دون الوجود في فندق مزدحم. تبدأ نهارك فيها بفطور يحضره الطاهي الموجود في الفيلا مع فريقه طوال فترة إقامتك، كما أن الأطباق تحضر بحسب رغبتك، وتتوفر أيضاً خدمات الكونسييرج على مدار الساعة.

صالة ألعاب مع مرآب للسيارات (الشرق الاوسط)

تضم الفيلا أيضاً مرافق من الدرجة الأولى مثل حمامات سباحة خاصة، سبا داخلي، غرف ساونا، صالة لياقة بدنية، سينما. هذه المرافق مصممة لتوفر لك تجربة استرخاء شاملة دون الحاجة لمغادرة الفيلا. وأجمل ما في المكان إلى جانب كل ما ذكرناه من خدمات هو صالة الألعاب الواقعة في الطابق السفلي، ففي هذه الصالة تجد كل الألعاب المناسبة للصغار والكبار مع مرأب يتسع لعشر سيارات، بما في ذلك شاحن كهربائي للسيارات التي تعمل بالكهرباء.

وتعد الفيلا مثالية للاحتفال بمناسبات خاصة؛ مثل أعياد الميلاد وحفلات الزفاف. من الممكن حجزها مع فريق العمل التابع لأولتيما أو الاستغناء عنه من خلال استقدام فريق العمل الخاص بك من طاهٍ إلى خادم شخصي.

سبا وخدمات صحية عديدة (الشرق الاوسط)

عندما نتكلم عن غراند فيلا لا يمكن أن نغض الطرف عن الديكور واللمسات الفنية الرائعة الموزعة على الطبقات الثلاث، بدءاً بالبيانو الشفاف «أليك مونوبولي بيانو» وإكسسورات من دار هيرميس وبولغاري ولوي فيتون، فتشعر وكأنك في منزل أميركي حديث مع لمسات أوروبية راقية جداً.

توجد في جنيف عناوين راقية جدا للاقامة (الشرق الاوسط)

شقق مفروشة

وإذا كنت من الذين يفضلون الإقامة في وسط جنيف وتحديداً عند الضفة اليمنى من البحيرة، وتبحث عن الخصوصية ولا تفضل النزول في فندق، فقد يكون مناسباً مشروع «كي ويلسون» Quai Wilson المؤلف من 5 شقق سكنية في مبنى تاريخي في قلب المدينة.

من عناوين الاقامة الراقية والخاصة في جنيف (الشرق الاوسط)

من المنتظر أن يجهز المشروع في غضون نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إلا أن «الشرق الأوسط» حصلت على إذن لمعاينة الشقق قبل جاهزيتها، فالديكورات رائعة تمزج ما بين كلاسيكية مفردات المبنى مثل مدافئ الرخام القديمة، وحداثة المفروشات. تدخل المبنى فتجد المصعد الحديد القديم بانتظارك، ومنه تصل إلى 5 طبقات في كل منها شقة تتألف مما بين 3 و6 غرف نوم ومطابخ مجهزة بأحدث المعدات لتجعل الإقامة سلسة ومريحة.

"غراند فيلا" في جنيف (الشرق الاوسط)

وقد تكون الشقة الواقعة في الطابق الأخير من بين أجمل الأماكن التي يمكن أن تنزل فيها في جنيف، لأنها تضم شرفة واسعة مطلة على أجمل المناظر. في «كي ويلسون» تستطيع الحصول على جميع الخدمات التي تقدمها الفنادق ولكن في خصوصية تامة وبعيداً عن زحمة النزل. يمكن تأجير الشقق لمدة أسبوع (أقل فترة). ومن الممكن الحصول على فريق ضيافة كامل وخدمات سبا.

بركة سباحة خاصة (الشرق الاوسط)

أين تأكل؟

في جنيف، تنتشر العديد من المطاعم الشهيرة بتقديم الأطباق السويسرية التي تعتمد على الجبن واللحوم. إليك بعضها:

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (شاترستوك)

Les Armures يقدم هذا المطعم واحداً من أفضل أطباق الفوندو والراكليت. يُعد من أقدم وأشهر المطاعم في المدينة، يتميز بالأجواء التقليدية السويسرية داخل مبنى تاريخي. الحجز المسبق ضروري لأن الطلب عليه عالٍ جداً وزواره من الذواقة والمشاهير والسياسيين، أمثال هيلاري كلينتون.

Edelweiss يتميز بديكوراته المستوحاة من الثقافة السويسرية ويقدم عروضاً موسيقية حية تشمل الألحان الشعبية التقليدية.

مأكولات يحضرها أهم الطهاة في خصوصية تامة (الشرق الاوسط)

«Le Chalet De La Pecherie» يقدم أطباقا تقليدية بالإضافة إلى الأطباق الريفية السويسرية الأخرى. المكان يتميز بأجواء خشبية على الطراز الجبلي السويسري.

Café du Soleil يشتهر بأنه يقدم أفضل فوندو في المدينة، وخاصة فوندو الجبن التقليدي. المطعم له تاريخ طويل يتجاوز 400 عام ويُعد واحداً من أقدم مطاعم جنيف.