المغرب: الأمن يقتحم كلية الطب لتمكين الطلبة من متابعة دراستهم

ابن كيران يحذر الأطباء المحتجين على العمل في المناطق النائية

المغرب: الأمن يقتحم كلية الطب لتمكين الطلبة من متابعة دراستهم
TT

المغرب: الأمن يقتحم كلية الطب لتمكين الطلبة من متابعة دراستهم

المغرب: الأمن يقتحم كلية الطب لتمكين الطلبة من متابعة دراستهم

اقتحم أفراد من قوات الأمن المغربي، أمس، كلية الطب والصيدلة في الرباط، من أجل تمكين عدد من الطلبة من دخول المدرجات لمتابعة الدراسة، بعد منعهم من طرف بعض الطلبة والأطباء المحتجين منذ أسابيع داخل الكلية، الذين يهددون بسنة بيضاء احتجاجًا على مشروع قانون يلزمهم بالعمل بعد التخرج لمدة عامين في المناطق النائية، وجرى اعتقال أربعة طلبة من المحتجين قبل إطلاق سراحهم.
وحذر عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، الطلبة المحتجين، وقال إن «حرية متابعة الدراسة مضمونة قانونيًا، والدولة ستقوم بواجبها بكل جدية لكي تسمح للطلبة الذين يريدون متابعة دراستهم بولوج المدرجات والأقسام»، مشيرًا إلى أن الطلبة الذين يهددون بمقاطعة الدراسة خلال الموسم الحالي «أحرار ولا أحد يمنعهم من ذلك».
وعبر ابن كيران خلال اجتماع مجلس الحكومة، أمس، عن استعداده لاستقبال الطلبة المحتجين، بعد أن طالبوا بمقابلته، بيد أنه اشترط عودتهم إلى مقاعد الدراسة، بعدما فشلت جلسات الحوار التي عقدت بينهم وبين وزارة الصحة في التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع «الخدمة الوطنية الطبية»، الذي يرفضه الطلبة والأطباء الداخليون والمقيمون.
وكان وزير الصحة قد أكد أن مشروع القانون قابل للتفاوض والتعديل والمراجعة، وحتى الحذف إذا ما قدم المحتجون بديلاً له، مشيرًا إلى أنه جرت مفاوضات مع ممثلي الطلبة المحتجين، أفضت إلى اتفاق موقع بين الطرفين، حيث التزمت الوزارة بتخصيص مبالغ مالية لتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية في القرى لتوفير ظروف عمل ملائمة، استجابة لمطالب الأطباء. إلا أن الطلبة أصروا على مواصلة احتجاجاتهم مهددين بسنة بيضاء.
وتتشبث وزارة الصحة بهذا المشروع من أجل توفير الخدمات الصحية لسكان القرى، الذين لا يتوفرون سوى على 24 في المائة من الأطباء، بينما يقول الطلبة إنهم لا يرفضون العمل في المناطق النائية، بل يرفضون مبدأ الإجبار على ذلك، ويطالبون بالتوظيف في المستشفيات العمومية، بدل التعاقد معهم لمدة عامين. ويخشى الطلبة من وقف التوظيف في القطاع العام لفسح المجال أمام المصحات الخاصة لاستقبال أعداد الخريجين، الذين سبق لهم أن أدوا الخدمة الإجبارية لمدة سنتين بعد انتهاء عقود عملهم.
وكشفت وزارة الصحة عن إحصائيات رسمية تؤكد عدم التحاق عدد كبير من الأطباء بمقرات عملهم في المناطق النائية بعد نجاحهم في مباراة التوظيف، فبعد أن جرى الإعلان عن توظيف 225 طبيبًا عامًا موزعين على الصعيد الوطني في أغسطس (آب) من العام الماضي، بلغ عدد الأطباء الذين التحقوا بمقرات تعيينهم 121 طبيبًا فقط، وتخلف 104 عن الالتحاق بمقرات عملهم، أي 26 في المائة من المناصب المفتوحة.
وأعلنت الوزارة أن عدد المناصب المخصصة لتوظيف الأطباء العامين برسم سنة 2015 يبلغ 315 منصبًا (225 منصبًا للتوظيف بالمستشفيات العمومية، و90 منصبًا للتوظيف بالمراكز الاستشفائية الجامعية). وسيستفيد طلبة الطب المتخرجون، الذين سيخضعون للخدمة الإجبارية في المناطق النائية «من منحة شهرية لا تقل عن الأجر المقرر لنظرائهم العاملين في القطاع العام، علاوة على التعويضات عن التنقل والحراسة والخدمة الإلزامية، والأخطار المهنية، والتعويضات العائلية، مع الاستفادة من التأمين على المرض، وعلى الأخطار المهنية، وحوادث الشغل خلال مزاولتهم لمهامهم»، بحسب مشروع القانون، و«ذلك بموجب عقد معد من لدن الإدارة، لا ينتج عنه في أي حال من الأحوال حق الترسيم (التثبيت)»، وهي النقطة التي يرفضها الطلبة الأطباء الداخليون والمقيمون، على الرغم من أن مشروع القانون يفتح الباب أمام الخاضعين للخدمة الإجبارية إمكانية الترشح لاجتياز مباريات التوظيف المفتوحة بالإدارات أو المؤسسات العمومية، وكذا مباريات ولوج نظام الإقامة بالمراكز الاستشفائية الجامعية، على أن يظلوا ملزمين باستكمال مدة الخدمة في حال نجاحهم في المباريات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.