ألمانيا تتبنى قانوناً جديداً يسمح بتعدد الجنسيات وسط انتقادات لاذعة من المعارضة

المستشار الألماني يرحب ويقول إن البلاد «بحاجة» للمهاجرين شرط الابتعاد عن معاداة السامية

العلم الألماني مرفوعاً أمام البرلمان الفيدرالي الذي تبنى الجمعة قانون جنسية جديداً (أ.ب)
العلم الألماني مرفوعاً أمام البرلمان الفيدرالي الذي تبنى الجمعة قانون جنسية جديداً (أ.ب)
TT

ألمانيا تتبنى قانوناً جديداً يسمح بتعدد الجنسيات وسط انتقادات لاذعة من المعارضة

العلم الألماني مرفوعاً أمام البرلمان الفيدرالي الذي تبنى الجمعة قانون جنسية جديداً (أ.ب)
العلم الألماني مرفوعاً أمام البرلمان الفيدرالي الذي تبنى الجمعة قانون جنسية جديداً (أ.ب)

رغم الانتقادات الواسعة من المعارضة وبعد كثير من التأجيل والنقاشات، أقر البرلمان الألماني (البوندستاغ) أخيراً قانون جنسية جديداً ومحدثاً يضع ألمانيا في مصاف الدول الغربية المتقدمة.

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر (إ.ب.أ)

ويقلص القانون الجديد مهلة الانتظار للتقدم بطلب للحصول على الجنسية من 8 سنوات إلى 5 سنوات، ويلغي شرط التخلي عن الجنسية الأصلية. كما يسمح للمولودين في ألمانيا بالحصول على الجنسية إن كان كان أحد الوالدين مقيماً بشكل قانوني في البلاد لـ٥ سنوات متتالية. وينص كذلك القانون الجديد على تسهيلات تتعلق باللغة لمن هم فوق الـ67 من العمر، ويشترط امتحاناً شفهياً فقط دون الامتحان الخطي. وتتعلق هذه النقطة بالمواطنين الأتراك الذين جاؤوا عمالاً مهاجرين إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

ويستفيد من القانون كذلك مئات الآلاف من الأتراك من الجيلين الثاني والثالث الذين وُلدوا وكبروا في ألمانيا، ولكنهم لا يحملون الجنسية الألمانية لرفضهم التخلي عن جنسيتهم التركية.

علم حزب «البديل لألمانيا» مرفوع خلال مظاهرة للمزارعين اعتراضاً على سياسات الحكومة بالقرب من بوابة براندنبورغ (إ.ب.أ)

وحتى الآن، يفرض القانون الألماني التخلي عن الجنسية الأصلية. وشكلت هذه النقطة تحديداً، أي السماح بازدواجية الجنسية، مادة جدل كبيرة واعتراضات واسعة من المعارضة خصوصاً من الحزب المسيحي الديمقراطي وحزبه الشقيق البافاري. وتنتمي المستشارة السابقة أنجيلا ميركل للحزب المسيحي الديمقراطي، وقد رفضت طوال الأعوام الـ15 التي قضتها في السلطة إدخال أي تعديلات على قانون الجنسية.

ومنذ أشهر يكرر نواب في الحزب بأن السماح بازدواجية الجنسية «يقلل من قيمة» جواز السفر الألماني، وهو كلام كرره نواب الحزب الذين تحدثوا داخل البرلمان خلال جلسة المناقشة والتصويت على مشروع القانون.

المستشار الألماني أولاف شولتز رحب بقانون الجنسية الجديد قائلاً للمهاجرين: ألمانيا بحاجة إليكم! (د.ب.أ)

ووصف النائب أليكسندر ثروم من الحزب المسيحي الديمقراطي والمعروف بمعارضته الشديدة للإصلاحات التي جرى تبنيها، بأنه «قانون التقليل من قيمة الجنسية». وأضاف أن الحكومة «تذهب في الاتجاه المعاكس» بتقليص شروط الحصول على الجنسية، عوضاً عن تشديدها. واتهم الحكومة التي يقودها الاشتراكيون، ويشارك فيها حزبا الخضر والليبراليين، بأنها «تزيد من الانقسام داخل المجتمع، وتجلب المشكلات، وستكون لها تبعات سلبية».

واتهم ثروم الحكومة بشراء الأصوات بالسماح لمئات الآلاف بالتجنيس من خلال القانون الجديد. وكان ثروم يقصد تحديداً الجالية التركية في ألمانيا التي تتراوح ما بين 3 إلى 4 ملايين شخص، والتي قال إن معظم أفرادها يؤيدون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وقال إن «الأشخاص الذين عاشوا هنا عقوداً، وقرروا ألا يتجنسوا بسبب حظر تعدد الجنسيات، هم الذين اختاروا بلدهم القديم على ألمانيا».

وكانت الحكومة الألمانية الائتلافية قد تعهدت بإصلاح قانون الجنسية في بيانها الحكومي بهدف جعل ألمانيا أكثر جاذبية للعمالة الماهرة التي تحتاج إليها الكثير من الصناعات والمهن في البلاد.

وتقول الحكومة الألمانية إن القانون يضع ألمانيا بمثابة الدول الغربية الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي تسمح بالتقدم للحصول على جنسيتها بعد 5 سنوات وليس 8 كان هي الحال في ألمانيا. وصوتت الأحزاب الثلاثة المنتمية للحكومة لصالح القانون، بينما صوتت المعارضة من الاتحاد المسيحي وحزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف ضده، وحصل القانون على 382 صوتاً مقابل 243 صوتوا بالرفض و23 امتنعوا.

لافتات انتخابية داعمة لحزب «البديل لألمانيا» في برلين 2 يناير (أ.ف.ب)

ورد عدد من النواب من الحزب الاشتراكي على النائب المحافظ باتهامه بأنه «لا يثق بالجالية التركية في ألمانيا». وسأله النائب في الحزب الاشتراكي ديرك فايزا: «لماذا لا تهاجم المواطن الفرنسي الذي يحمل جنسية مزدوجة ويصوت لمارين لو بان؟».

وتحدثت مفوضة الهجرة في الحزب الاشتراكي ريم عبدلي وهي سورية مولودة في ألمانيا، بالقول إن كثيرين ينتظرون هذا القانون منذ مدة طويلة، وإن ازدواجية الجنسية طبيعية في عدد كبير من الدول. وأشارت العبدلي إلى أن كثيرين من المهاجرين باتوا «يشعرون بالخوف» في ألمانيا بعد الكشف عن الاجتماع السري ليمينيين متطرفين والذي ناقش ترحيل الملايين من المهاجرين من بينهم حملة الجنسية الألمانية.

أشخاص يسيرون وسط الثلوج عند بوابة براندنبورغ في برلين (رويترز)

وكان موقع «كوريكتيف» الاستقصائي قد كشف، الأسبوع الماضي، عن اجتماع سري عُقد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في مدينة بوتسدام المجاورة لبرلين، شارك فيه نواب من حزب «البديل لألمانيا» الممثل في البرلمان والذي ترتفع شعبيته بشكل كبير منذ أشهر. وناقش الاجتماع فكرة ترحيل كل من هو من أصول مهاجرة، مقدراً عدد هؤلاء بـ25 مليون شخص.

وأثار الاجتماع صدمة لدى الطبقة السياسية التي دعت للتكاتف لمواجهة المتطرفين ورفض أفكارهم التي قالوا إنها تذكر بالأفكار التي حملها النازيون، وروجوا لها قبل «الهولوكوست». وخرجت مظاهرات كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف من المدن الألمانية اعتراضاً على ما خرج من الاجتماع السري.

وحتى أن المستشار الألماني أولاف شولتز دعا هيئة حماية الدستور أي المخابرات الألمانية الداخلية لفتح تحقيق في الاجتماع ما يعني أن التحقيقات يمكنها أن تؤدي لحظر الحزب.

أنجيلا ميركل خلال أدائها القسم في البرلمان في 14 مارس 2018 (رويترز)

وبدأ نقاش كبير منذ أيام حول إمكانية وقانونية وجدوى حظر «البديل لألمانيا» الذي لا يبدو أن شعبيته تأثرت بعد الكشف عن مشاركة نوابه في الاجتماع المتطرف السري.

وقد رحب شولتز بقانون الجنسية الجديد، وقال في شريط فيديو مسجل إن «أي شخص يعيش هنا ويقدم المساهمات لن يُحْرَم من جذوره». وأشار شولتز في رسالته الأسبوعية إلى اجتماع اليمينيين المتطرفين وقال إن ما نوقش «هو آيديولوجية عنصرية نابعة من النازيين، وإن شيئاً كهذا لا يمكن أن يتكرر أبداً» في ألمانيا. وتابع يقول: «مسألة أن يكون هناك أشخاص يتساءلون عما إذا كان ما زال لديهم مستقبل في ألمانيا هو أمر مروع. وأريد أن أقول لهم: أنتم تنتمون إلى ألمانيا، ونحن بحاجة إليكم!». وفي إشارته إلى قانون الجنسية الجديد حرص شولتز على التذكير كذلك بضرورة الالتزام بـ«أسس الدستور الألماني» الذي يرفض «العنصرية ومعاداة السامية».


مقالات ذات صلة

تزايد مقلق في ألمانيا للاعتداءات على سياسيين يساريين من قبل «يمينيين متطرفين»

أوروبا عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)

تزايد مقلق في ألمانيا للاعتداءات على سياسيين يساريين من قبل «يمينيين متطرفين»

تعيش ألمانيا منذ أيّام موجة من العنف ضد سياسيين من اليسار والوسط، ما أثار دعوات للتحرك ضد عنف عناصر من اليمين المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا اقتياد المدعى عليه إلى قاعة المحكمة في شتوتغارت شتامهايم في بداية محاكمة «مواطني الرايخ» الذين يُزعم أنهم خططوا لانقلاب في ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: محكمة شتوتغارت ترفض طلب محامين تعليق محاكمة «مواطني الرايخ»

فشل كثير من المحامين في شتوتغارت بتمرير طلبهم تعليق محاكمة أعضاء من حركة «مواطني الرايخ» بقيادة هاينريش الثالث عشر

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت (ألمانيا))
أوروبا صحافيون متجمعون أمام قاعة المحكمة في شتوتغارت مع انطلاق محاكمة الخلية اليمينية المتطرفة الإرهابية (د.ب.أ)

انطلاق محاكمة خلية إرهابية خططت للانقلاب على الدولة في ألمانيا

انطلقت في ألمانيا محاكمة خلية إرهابية خططت لتنفيذ انقلاب مسلح على الدولة، وتنفيذ اغتيالات تستهدف سياسيين وصحافيين على رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا مايكل غوف شدد على أن التعريف الجديد لـ«التطرف» كان بمثابة استجابة محسوبة للخطر الذي يشكله اليمين المتطرف والمتطرفون الإسلامويون على الديمقراطية (غيتي)

لندن: قانون جديد يحظر على الوزراء والمسؤولين التواصل مع الجماعات المتطرفة

من المقرر إصدار تعريف يحظر على الوزراء والمسؤولين البريطانيين التواصل أو تمويل المنظمات التي تقوّض «نظام المملكة المتحدة للديمقراطية البرلمانية الليبرالية».

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا صورة عامة للعاصمة البريطانية لندن (أرشيفية - رويترز)

بريطانيا تكشف عن تعريف جديد للتطرف

كشفت بريطانيا، اليوم (الخميس)، عن تعريف جديد للتطرف رداً على تصاعد جرائم الكراهية ضد اليهود والمسلمين منذ هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (لندن )

جورجيا: الشرطة تبعد المحتجين عن البرلمان قبل مناقشة قانون «العملاء الأجانب»

تحاول الشرطة احتجاز متظاهر بالقرب من مبنى البرلمان وسط  تبليسي في جورجيا (أ.ب)
تحاول الشرطة احتجاز متظاهر بالقرب من مبنى البرلمان وسط تبليسي في جورجيا (أ.ب)
TT

جورجيا: الشرطة تبعد المحتجين عن البرلمان قبل مناقشة قانون «العملاء الأجانب»

تحاول الشرطة احتجاز متظاهر بالقرب من مبنى البرلمان وسط  تبليسي في جورجيا (أ.ب)
تحاول الشرطة احتجاز متظاهر بالقرب من مبنى البرلمان وسط تبليسي في جورجيا (أ.ب)

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء اليوم الاثنين أن مواطنَيْن أميركيَيْن وآخر روسي، كانوا من بين 20 شخصاً اعتقلوا خلال احتجاجات في تبليسي بينما كان المشرعون الجورجيون يناقشون مشروع قانون بشأن «العملاء الأجانب» أثار أزمة سياسية.

اشتباك بين المتظاهرين وعناصر من الشرطة في جورجيا (أ.ب)

وقالت الوكالة إن الشرطة في جورجيا بدأت في إبعاد متظاهرين تجمعوا في احتجاج خلال الليل عند البرلمان في العاصمة تبليسي قبل مناقشة المشرعين فيه لمشروع قانون العملاء الأجانب الذي تسبب في أزمة سياسية.

الشرطة تحاول إبعاد المتظاهرين من الوصول إلى البرلمان (أ.ب)

ونقلت وكالة تاس عن شهود أن الشرطة بدأت في إبعاد المتظاهرين من مداخل البرلمان مما أدى لبعض المناوشات.

ودعت المعارضة في جورجيا المحتجين على مشروع القانون إلى تنظيم احتجاج طوال الليل خارج البرلمان لمنع المشرعين من الدخول اليوم لبدء المداولات حول القراءة الثالثة لمشروع القانون.

المتظاهرون تجمعوا في احتجاج خلال الليل عند البرلمان (إ.ب.أ)

وتعهد أراكلي كوباخيدزه رئيس وزراء جورجيا أمس الأحد بالمضي في مساعي إقرار القانون بعد أن احتشد معارضون للمشروع في أحد أكبر الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في 1991.

متظاهرون أمام البرلمان (رويترز)

ويطالب مشروع القانون المنظمات التي تتلقى أكثر من 20 في المائة من تمويلها من الخارج بالتسجيل بصفتها من «الوكلاء لنفوذ أجنبي» وإلا ستتعرض لفرض غرامات عليها.

وترى دول غربية ومعارضون في جورجيا أن مشروع القانون استبدادي ومستلهم من روسيا التي تستخدم قانوناً شبيهاً منذ 2012 قال منتقدون لبنوده إنه ساعد الكرملين على قمع معارضيه.


«اقتصادي» على رأس وزارة الدفاع في روسيا... ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟

أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)
أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)
TT

«اقتصادي» على رأس وزارة الدفاع في روسيا... ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟

أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)
أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)

اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، خبيراً اقتصادياً مدنياً ليتولى منصب وزير الدفاع، خلفاً لسيرغي شويغو، في خطوة مفاجئة، تبدو كمحاولة لتهيئة روسيا لحرب اقتصادية، من خلال محاولة الاستفادة بشكل أفضل من ميزانية الدفاع، وتسخير مزيد من الابتكار لتحقيق الفوز في أوكرانيا.

وليست لدى أندريه بيلوسوف (65 عاماً)، البديل المرشح لشويغو، أي خلفية عسكرية، وكان النائب الأول لرئيس الحكومة الأخيرة منذ عام 2020 وأحد المستشارين الاقتصاديين الرئيسيين لبوتين في السنوات الأخيرة، حتى إنه شغل، لفترة وجيزة، منصب وزير التنمية الاقتصادية بين مايو (أيار) 2012 ويونيو (حزيران) 2013.

ويقول موقع الحكومة الروسية إن بيلوسوف تخرَّج في كلية لومونوسوف بموسكو متخصصاً في الاقتصاد عام 1981، وعمل في عدة وظائف بحثية حتى تولى منصب مدير عام مركز تحليل الاقتصاد الجزئي والتنبؤ على المدى القصير، خلال الفترة من 2000 إلى 2006، وعمل في الفترة نفسها مستشاراً مستقلاً لرؤساء الحكومة الروسية.

أندريه بيلوسوف عندما كان نائباً لرئيس الوزراء الروسي في 7 مايو (أيار) 2024 (أ.ب)

وفي الفترة من 2006 إلى 2008، عمل نائباً لوزير التنمية الاقتصادية والتجارة في روسيا، ثم تولى إدارة دائرة الاقتصاد والمالية بحكومة روسيا من 2008 إلى 2012، ثم تولى وزارة التنمية الاقتصادية حتى عام 2013.

وعمل بيلوسوف، طوال سبع سنوات من 2013 حتى 2020، مساعداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يصبح، في يناير (كانون الثاني) 2020، النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.

الحاجة إلى «الابتكار»

قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم «الكرملين»، إن قرار بوتين استبدال شويغو يرجع بشكل مباشر لجبهة القتال، موضحاً: «اليوم، في ساحة المعركة، الشخص الذي ينتصر هو الأكثر انفتاحاً على الابتكار».

وأضاف بيسكوف أنه، في نظر بوتين، «يجب أن تكون وزارة الدفاع منفتحة تماماً على الابتكار، وعلى إدخال كل الأفكار المتقدمة، وتهيئة الظروف للقدرة التنافسية الاقتصادية».

وأطلقت روسيا ما وصفته بأنه «عملية عسكرية خاصة» ضد أوكرانيا، في فبراير (شباط) 2022، وحاولت القوات الروسية السيطرة على كييف، إلا أنها فشلت في ذلك، وأصبحت تقاتل القوات الأوكرانية في شرق وجنوب أوكرانيا، المدعومة من حلف الـ«ناتو».

وفرضت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عدداً من حُزم العقوبات ضد روسيا؛ على خلفية غزو أوكرانيا. واستهدفت العقوبات الأميركية القطاع المالي في روسيا وأنظمة الدفع الإلكتروني والمؤسسات المالية الروسية، وعدداً من البنوك الروسية وشركات الاستثمار وصناديق رأس المال الاستثماري وشركات تكنولوجيا مالية، بما في ذلك بنك SPB المملوك لثاني أكبر بورصة في روسيا، والمتخصصة في تداول الأسهم المالية.

واستهدفت العقوبات الأميركية أيضاً القاعدة الصناعية الدفاعية وصادرات الطاقة الروسية وشبكات المشتريات، والمتهربين من العقوبات في قارات عدة، كما فُرضت قيود على التصدير على 100 كيان روسي يقدم الدعم لآلة الحرب الروسية، وشددت إجراءات لخفض عائدات الطاقة من خلال عقوبات استهدفت شركة زفيزدا الروسية لبناء السفن التي تملك 15 ناقلة للغاز المُسال وتقوم بتصدير الغاز الطبيعي المسال.

وتهدف العقوبات الاقتصادية الغربية إلى التأثير على صناعات الدفاع الروسية التي تغذي الحرب في أوكرانيا، وكذلك القطاعات الاقتصادية الروسية المعاونة.

شويغو للأمن القومي

أما عن شويغو فقال «الكرملين» إن بوتين يرغب في أن يصبح شويغو أميناً لمجلس الأمن الروسي، ليحل محل نيكولاي باتروشيف، وأن يتولى أيضاً مسؤوليات مجمع الصناعات العسكرية.

ومن المقرر أن يصادق ممثلو مجلس الدوما ومجلس الاتحاد، مجلسا البرلمان الروسي، يومي الاثنين والثلاثاء على هذه التغييرات غير المتوقعة.


رئيس ليتوانيا ورئيسة وزرائه يتواجهان في الجولة الثانية من الانتخابات

سيدة وطفلها يشاركان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بليتوانيا (أ.ب)
سيدة وطفلها يشاركان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بليتوانيا (أ.ب)
TT

رئيس ليتوانيا ورئيسة وزرائه يتواجهان في الجولة الثانية من الانتخابات

سيدة وطفلها يشاركان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بليتوانيا (أ.ب)
سيدة وطفلها يشاركان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بليتوانيا (أ.ب)

يتواجه الرئيس الليتواني المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا، ورئيسة وزرائه إينغريد سيمونيت، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في 26 مايو (أيار)، وهو اقتراع يُنظّم وسط سعي البلاد العضو في حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى تعزيز أمنها في مواجهة «تهديد» روسيا المجاورة.

وبعد فرز كل الأصوات تقريباً التي جرى الإدلاء بها، الأحد، في الجولة الأولى، حلّ نوسيدا أولاً بفارق كبير بنسبة 46 في المائة من الأصوات، متقدماً على سيمونيت التي حصلت على 16 في المائة، وفق ما قال مسؤول انتخابي، ليل الأحد - الاثنين.

وأدلى الناخبون في ليتوانيا، الأحد، بأصواتهم في الدورة الأولى لانتخابات رئاسية هيمنت على حملات المرشحين لخوضها المسائل الدفاعية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

الرئيس الليتواني المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا يدلي بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات (أ.ف.ب)

وتخشى الجمهورية السوفياتية السابقة في البلطيق، البالغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة وتُحيط بجيب كالينينغراد الروسي حيث الوجود العسكري الكبير، من أن تكون الهدف المقبل لموسكو، في حال خرجت منتصرة من حربها في أوكرانيا.

وقال مدير مركز دراسات أوروبا الشرقية في فيلنيوس، ليناس كويالا، إن «فهم ليتوانيا للتهديد الروسي هو موضع إجماع ولا جدالَ حوله، ويتوافق المرشحون الرئيسيون بشأنه».

ومنحت استطلاعات الرأي الرئيس المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا، وهو مصرفي سابق في التاسعة والخمسين من العمر، تقدماً على سبعة مرشحين آخرين؛ بينهم رئيسة الوزراء سيمونيت، والمحامي إينياس فيغيلي.

أعضاء في اللجنة الانتخابية يفرزون أوراق الاقتراع عقب الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بليتوانيا (أ.ف.ب)

ويتوقع مراقبون فوز نوسيدا بالدورة الثانية المقررة أواخر مايو (أيار). وأغلقت مراكز الاقتراع عند الساعة 17:00 ت غ.

وقالت المتقاعدة ألدونا مايوسكيني (82 عاماً)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنها اقترعت لنوسيدا؛ «لأنه الأفضل في مختلف المجالات».

من جهتها، أكدت الموظفة في القطاع العام آريني (53 عاماً) أنها اختارت سيمونيت؛ «لأنني أمنح صوتي للقادرين فعلاً على تحسين أمننا وجودة حياتنا».

ويتشارك الرئيس مع الحكومة وضع السياسة الخارجية للبلاد ويمثّلها في قمم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن يتوجّب عليه أن يتشاور مع الحكومة والبرلمان في تعيين الموظفين الكبار بالدولة.

وفي حين تتشابه مواقف المرشحين الثلاثة الرئيسيين بشأن قضايا الدفاع، تختلف وجهات نظرهم بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية، مثل العلاقة مع الصين؛ والتي تشهد توتراً منذ أعوام على خلفية العلاقات مع تايوان.


روسيا: إسقاط 16 صاروخاً و31 مُسيرة أطلقتها أوكرانيا

صورة نشرها حاكم بيلغورود لعمال إنقاذ يفحصون حطام مبنى سكني دمره هجوم أوكراني في بلغورود أمس (إ.ب.أ)
صورة نشرها حاكم بيلغورود لعمال إنقاذ يفحصون حطام مبنى سكني دمره هجوم أوكراني في بلغورود أمس (إ.ب.أ)
TT

روسيا: إسقاط 16 صاروخاً و31 مُسيرة أطلقتها أوكرانيا

صورة نشرها حاكم بيلغورود لعمال إنقاذ يفحصون حطام مبنى سكني دمره هجوم أوكراني في بلغورود أمس (إ.ب.أ)
صورة نشرها حاكم بيلغورود لعمال إنقاذ يفحصون حطام مبنى سكني دمره هجوم أوكراني في بلغورود أمس (إ.ب.أ)

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 16 صاروخاً و31 طائرة مُسيرة أطلقتها أوكرانيا على الأراضي الروسية أثناء الليل.

وكتبت الوزارة، على تطبيق «تلغرام»، أنه جرى تدمير 12 صاروخاً موجهاً فوق منطقة بلغورود على الحدود مع أوكرانيا، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضافت أنها دمرت أيضاً أربعة صواريخ موجهة، وسبع طائرات مُسيرة فوق شبه جزيرة القرم، وثماني طائرات مُسيرة فوق منطقة كورسك، واعترضت أربع مُسيرات فوق منطقة ليبيتسك.


تقدم روسي في خاركيف... وكييف تقر بـ«صعوبة الوضع»

إجلاء امرأة مسنة في منطقة خاركيف الأوكرانية التي تشهد هجمات روسية مكثفة أمس (أ.ف.ب)
إجلاء امرأة مسنة في منطقة خاركيف الأوكرانية التي تشهد هجمات روسية مكثفة أمس (أ.ف.ب)
TT

تقدم روسي في خاركيف... وكييف تقر بـ«صعوبة الوضع»

إجلاء امرأة مسنة في منطقة خاركيف الأوكرانية التي تشهد هجمات روسية مكثفة أمس (أ.ف.ب)
إجلاء امرأة مسنة في منطقة خاركيف الأوكرانية التي تشهد هجمات روسية مكثفة أمس (أ.ف.ب)

في حين أكدت موسكو تقدم قواتها ميدانياً في خاركيف وسيطرتها على عدد من البلدات في المنطقة الواقعة شمال شرقي أوكرانيا، أقر قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، أمس الأحد، بأن الوضع «تدهور إلى حدّ كبير وأصبح معقّداً»، إلا أنه أكد أن قوات بلاده «أوقفت محاولات المحتلّين الروس لاختراق دفاعاتنا». وكتب سيرسكي على «تلغرام»: «تخوض وحدات قوات الدفاع معارك دفاعية شرسة... الموقف عصيب لكن قوات الدفاع الأوكرانية تقوم بكل ما في وسعها للصمود عند خطوط ومواقع الدفاع، وتكبيد العدو الخسائر».

كما قال المتحدث باسم الجيش الأوكراني نزار فولوشين للتلفزيون الأوكراني أمس: «العدو ينفذ عملياته على جبهتين... إنهم يحاولون توسيع نطاق الجبهة». وحضّ السكان على البقاء هادئين، قائلاً إن روسيا تشن حملة إعلامية «لبثّ الذعر»، إلى جانب هجومها العسكري.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على أربع بلدات إضافية في منطقة خاركيف المحاذية للحدود، بعد يومين من بدء عملية برية. وسبق للجيش أن أكّد، السبت، سيطرته على 6 قرى أوكرانية بينها 5 في خاركيف، وسط تنفيذ أوكرانيا عملية إجلاء واسعة لآلاف السكان ونقلهم إلى مناطق أكثر أمناً.

وفي موازاة ذلك، جُرح 20 شخصاً على الأقل في انهيار جزئي لمبنى في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، بعد ضربة شنّها الجيش الأوكراني، حسبما أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين لم تسمهم أن 7 أشخاص قتلوا في المبنى المنهار، وهو ما لم يتأكد رسمياً.


الرئيس الروسي يقيل وزير الدفاع سيرغي شويغو

وزير الدفاع الروسي المقال سيرغي شويغو (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي المقال سيرغي شويغو (أ.ب)
TT

الرئيس الروسي يقيل وزير الدفاع سيرغي شويغو

وزير الدفاع الروسي المقال سيرغي شويغو (أ.ب)
وزير الدفاع الروسي المقال سيرغي شويغو (أ.ب)

أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأحد)، وزير الدفاع سيرغي شويغو، في تغيير كبير للقيادة العسكرية، بعد مرور أكثر من عامين على الحرب في أوكرانيا، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

واقترح بوتين الاقتصادي أندريه بيلوسوف ليحل محل شويغو، وفقاً لقائمة الترشيحات الوزارية التي نشرها مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي.

كذلك أصدر بوتين مرسوماً بتعيين شويغو أميناً عاماً جديداً لمجلس الأمن القومي، خلفاً لنيكولاي باتروشيف الذي سيتم الإعلان عن مهامه الجديدة «في الأيام المقبلة»، وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله: «سيواصل شويغو العمل في هذا القطاع (الدفاع) الذي يعرفه جيداً، يعرفه جيداً من الداخل، جنباً إلى جنب مع زملائه وشركائه في مكان عمله السابق».

وقد تمت الإشارة إلى التحول المحتمل في مكانة شويغو الشهر الماضي، عندما اعتقلت السلطات الروسية أحد كبار نوابه بتهم الفساد. كما أن استبداله ببيلوسوف - الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه أحد المستشارين الاقتصاديين الأكثر ثقة لدى بوتين - يسلط الضوء أيضاً على نجاح الكرملين في إبقاء الاقتصاد الروسي متعافياً في مواجهة العقوبات الغربية. ويأتي هذا التغيير بعد أقل من أسبوع من تنصيب بوتين لولايته الخامسة رئيساً لروسيا.

بوتين ملزم دستورياً بتعيين مجموعة جديدة من الوزراء في الحكومة - أو إعادة تعيين الوزراء الحاليين - بعد فوزه في انتخابات مارس (آذار) التي غابت عنها المعارضة.

ويجب أن يوافق المشرعون في البرلمان الروسي على ترشيحات الرئيس، وهو من المقرر أن يفعلوه بعد غد.

ويأتي التعديل الكبير مع تقدم القوات الروسية في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ أشهر.

وكان شويغو عُين وزيراً للدفاع في عام 2012.

ورغم سلسلة الانتكاسات العسكرية التي منيت بها روسيا، بما في ذلك الفشل في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف والانسحاب من مناطق شمال شرقي خاركيف وجنوب خيرسون، فإن بوتين حافظ على ثقته في شويغو حتى الآن.

وليس لدى بيلوسوف، البديل المرشح لشويغو، أي خلفية عسكرية، وقد كان أحد المستشارين الاقتصاديين الأكثر نفوذاً لبوتين على مدى العقد الماضي.


زيلينسكي: قتال عنيف يدور في قسم كبير من المنطقة الحدودية لخاركيف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي: قتال عنيف يدور في قسم كبير من المنطقة الحدودية لخاركيف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأحد)، إن معارك عنيفة تدور في أنحاء حدودية لمنطقة خاركيف، حيث نزح الآلاف هرباً من هجوم تشنه روسيا.

وأوضح الرئيس الأوكراني: «تتواصل المعارك الدفاعية والقتال العنيف في قسم كبير من حدودنا»، وأشار إلى أن «الهجمات في منطقة خاركيف ترمي إلى إنهاك قواتنا وتقويض معنويات الأوكرانيين وقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم».

وتم إجلاء الآلاف من سكان منطقة خاركيف الحدودية شرق أوكرانيا إلى مناطق آمنة وسط العمليات الهجومية الروسية الحالية هناك.

وكان نحو أربعة آلاف شخص قد غادروا المنطقة بالفعل في اليومين الماضيين، حسبما كتب الحاكم الإقليمي أوليه سينيهوبوف على «تلغرام» اليوم.

وقال إن العديد منهم تمكنوا من البقاء مع الأصدقاء والأقارب، بينما تم توفير السكن للآخرين. كما نشر سينيهوبوف صوراً لأشخاص تجمعوا في نقاط التجمع مع الأمتعة وبعضهم يصطحب حيواناته الأليفة.

وبعد أكثر من عامين من شن روسيا الغزو واسع النطاق لجارتها، تواجه أوكرانيا صعوبات حادة في الدفاع عن نفسها. ويرجع ذلك جزئياً إلى التأخيرات الأخيرة في إمدادات المعدات العسكرية الأميركية والذخيرة.


الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون «التأثير الأجنبي»

صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)
صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)
TT

الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون «التأثير الأجنبي»

صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)
صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)

يستعد آلاف المعارضين الجورجيين للتظاهر، لليلة الثانية على التوالي، الأحد؛ رفضاً لمشروع قانون «التأثير الأجنبي» الذي تؤيده الحكومة، وتعرّض لانتقادات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويرى منتقدو النص أنه مستلهم من القانون الروسي بشأن «العملاء الأجانب»، ويهدف إلى إسكات المعارضة، وقد يؤثر على طموح البلاد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ومنذ التاسع من أبريل (نيسان)، تشهد جورجيا الواقعة في القوقاز مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة، بعدما أعاد حزب «الحلم الجورجي» تقديم مشروع قانون «التأثير الأجنبي» الذي يخالف طموحات تبليسي في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأثار مشروع القانون الذي مرّ بقراءة ثانية في البرلمان الأربعاء ولا يزال يحتاج إلى قراءة ثالثة، انتقادات دولية وغربية.

«الفيتو» الرئاسي

متظاهرون يحملون علم جورجيا في تبليسي السبت (رويترز)

يتوقع أن تستخدم رئيسة البلاد سالومي زورابيشفيلي، وهي في صراع مفتوح مع «الحلم الجورجي»، حق النقض ضد القانون. لكنّ «الحلم الجورجي» يتمتع بغالبيّة كبيرة في المجلس التشريعي؛ ما يسمح له بإمرار القوانين والتصويت ضدّ الفيتو الرئاسي من دون الحاجة إلى دعم أيّ من نواب المعارضة. وفي حالة إقرار القانون، فإنه سيلزم أيّ منظمة غير حكومية أو مؤسسة إعلامية تتلقى أكثر من 20 في المائة من تمويلها من الخارج، بالتسجيل باعتبارها «منظمة تسعى لتحقيق مصالح قوة أجنبية». وتؤكد الحكومة أنّ هذا الإجراء يهدف إلى إجبار المنظمات على إظهار قدر أكبر من «الشفافية» في ما يتعلق بتمويلها.

مظاهرات حاشدة

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في تبليسي، عاصمة جورجيا، للاحتجاج ضد القانون. وتوجّه المتظاهرون، السبت، إلى ساحة أوروبا، ورفعوا أعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي الذي تقول تبليسي إنها تريد الانضمام إليه، على الرغم من أن منتقدي النص يرونه مستلهَماً من القانون الروسي بشأن «العملاء الأجانب» ويهدف إلى إسكات المعارضة، وقد يؤثر على طموح البلاد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

أثار قانون «التأثير الأجنبي» غضب داعمي انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)

وهتف عدد كبير من المتظاهرين «جورجيا! جورجيا!»، وساروا على طول نهر «كورا» على الرغم من هطول أمطار غزيرة. وقالت المتظاهرة مريم مونارجيا، إنها جاءت لتظهر أن بلادها «تريد ببساطة أن تكون جزءاً من المجتمع الأوروبي». وأضافت: «نحن نحمي مستقبلنا الأوروبي»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وهتف المتظاهرون: «لا للقانون الروسي!» و«لا للديكتاتورية الروسية». وأفادت فيكتوريا سارجفيلادزي (46 عاماً)، حاملةً العلم الأوكراني، بأنها موجودة هنا لأن زوجها يقاتل على الجبهة ضد الجيش الروسي. وقالت: «كلانا يقاتل ضد روسيا. لا نحتاج إلى العودة إلى الاتحاد السوفياتي». في حين نبّهت ليلا تسيكلوري، وهي معلمة جورجية تبلغ 38 عاماً، من أن «كل شيء سيزداد سوءاً في بلادنا إذا تم اعتماد هذا القانون».


كييف: روسيا فقدت482 ألف جندي منذ بدء غزوها الشامل

جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)
جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)
TT

كييف: روسيا فقدت482 ألف جندي منذ بدء غزوها الشامل

جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)
جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)

ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الأوكرانية، الأحد، أن روسيا فقدت 482 ألفاً و290 جندياً في أوكرانيا، منذ بدء غزوها الشامل في 24 فبراير (شباط) 2022.

ويشمل هذا الرقم 1260 جندياً، خسائر بشرية تكبدتها القوات الروسية في اليومين الماضيين، وفق صحيفة «كييف إندبندنت» الأوكرانية، التي أوضحت أن روسيا خسرت أيضاً 7454 دبابة، و14 ألفاً و375 مركبة قتالية مدرّعة، و16 ألفاً و819 مركبة وخزان وقود، و12 ألفاً و472 نظاماً مدفعياً، و1066 نظام إطلاق صواريخ متعدداً، و797 نظام دفاع جوي، و350 طائرة، و325 مروحية، و9910 طائرات مُسيّرة، و26 سفينة وزورقاً وغواصة.

ويتعذر التحقق من مصدر مستقل من البيانات المتعلقة بالخسائر في الأرواح والعتاد من طرفي الصراع منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.


بوتين يكلف اثنين من كبار المسؤولين بمهام جديدة

بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)
بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)
TT

بوتين يكلف اثنين من كبار المسؤولين بمهام جديدة

بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)
بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)

كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثنين من كبار مسؤولي الحكومة، يشرفان على قطاعي الصناعات الدفاعية والطاقة، بمزيد من المهام، في ضوء توقع استمرار الحرب في أوكرانيا لأمد أطول.

واقترح بوتين منح مزيد من السلطات لدينيس مانتوروف (55 عاماً)، وهو النائب الأول الوحيد لرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة برئاسة ميخائيل ميشوستين، بينما سيظل ألكسندر نوفاك (52 عاماً) في منصبه نائباً لرئيس الوزراء، ومشرفاً على قطاع الطاقة، لكنه سيتولى مهام إضافية لإدارة الاقتصاد، وفقاً لما ذكرته الحكومة.

ويشرف مانتوروف على الصناعات الدفاعية والمدنية الروسية التي فاجأت الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين بزيادة إنتاج المدفعية بشكل أسرع من حلف شمال الأطلسي العسكري بأكمله رغم العقوبات.

دينيس مانتوروف (55 عاماً) النائب الأول الوحيد لرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة (أ.ب)

وقالت الحكومة الروسية إن «زيادة مكانة نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الصناعة ترجع إلى أهمية ضمان الريادة التكنولوجية»... وإنها تطمح إلى «الريادة التكنولوجية في جميع المجالات»، مثل تصنيع الطائرات، وبناء الأدوات الآلية والإلكترونيات اللاسلكية، والمجمع الصناعي العسكري.

وأوضحت في بيان أن «نوفاك يتمتع بالخبرة الإدارية اللازمة، وقام لفترة طويلة بتنسيق القضايا الاقتصادية والمالية في مناصب مختلفة، سواء في مجال الأعمال أو في الخدمة البلدية والعامة».

وتتعين موافقة مجلس النواب على المقترحات التي قدمها ميشوستين رسمياً.

وسيصبح ديميتري باتروشيف، وزير الزراعة السابق، نائباً لرئيس الوزراء المشرف على القطاع الزراعي، وستصبح أوكسانا لوت وزيرة للزراعة.

وترك بوتين وزير المالية أنطون سيلوانوف ووزير الاقتصاد مكسيم ريشتنيكوف في منصبيهما، لكنه اقترح اسم سيرغي تسيفيليف، حاكم منطقة كيميروفو، وزيراً للطاقة بدلاً من نيكولاي شولغينوف. وجرى اقتراح اسم أنطون عليخانوف، حاكم كالينينغراد البالغ من العمر 37 عاماً، وزيراً للتجارة والصناعة.

ومن المرجح إعلان ترشيحات مهمة أخرى، مثل اقتراحات الأسماء المرشحة لتولي وزارتي الدفاع والخارجية ورؤساء الأجهزة الأمنية المهمة، الاثنين.

عاجل «كتائب القسام» و«سرايا القدس» تعلنان استهداف القوات الإسرائيلية في معبر رفح بقذائف الهاون الثقيلة