فرح الزاهد: لا أتعجل خطواتي الفنية ولا تشغلني النجومية والانتشار

أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن العمل مع شقيقتها «هنا» مؤجل في الفترة الحالية

فرح وشقيقتها هنا الزاهد (حسابها على انستغرام)
فرح وشقيقتها هنا الزاهد (حسابها على انستغرام)
TT

فرح الزاهد: لا أتعجل خطواتي الفنية ولا تشغلني النجومية والانتشار

فرح وشقيقتها هنا الزاهد (حسابها على انستغرام)
فرح وشقيقتها هنا الزاهد (حسابها على انستغرام)

قالت الفنانة المصرية فرح الزاهد إنها لا تفضل بالوقت الحالي مشاركة شقيقتها الفنانة المصرية هنا الزاهد في أعمال فنية، لا سيما أنها ترى أن إثبات نفسها وترسيخ مشاركاتها الفنية أولاً يعدان أمراً ضرورياً، كما عدت الزاهد الفن حياتها وشغفها وشغلها الشاغل.

وتؤكد الفنانة الشابة التي يعرض لها حالياً فيلم «عصابة عظيمة» بالسينمات في مصر ودول الخليج خلال حوارها لـ«الشرق الأوسط» أن ردود الفعل حول الفيلم مبشرة، كما ترى أن شخصية «ماهي» الفتاة التي تزوجت مبكراً وأنجبت، بعيدة كل البعد عن شخصيتها الواقعية، لكنها أحبتها لأنها طموحة ومتطلعة وشخصية خفيفة، لذا أحدثت تفاعلاً كبيراً بين الناس.

كشفت فرح عن رغبتها في تقديم عروض مسرحية في الفترة المقبلة (حسابها على انستغرام)

وعن دورها في «عصابة عظيمة» وسبب حماسها له تقول: «اختلاف الشخصية معي في مناطق بعينها أحد أسباب موافقتي، كذلك وجود الفنانة إسعاد يونس والمخرج وائل إحسان»، وتضيف فرح: «حاولت التقريب بين وجهة نظري في الواقع وبين شخصية (ماهي) حتى أتسق معها لتخرج طبيعية للناس».

أعربت الزاهد عن شغفها لتقديم كل ما هو مختلف، وتقول: «هذا يشعرني بأنني أراوغ الشخصية وأتعايش معها لأنها جديدة بالنسبة لي»، كما كشفت عن تعجب بعض المقربين منها حيال موافقتها على تقديمها دور الأم في الفيلم، وتقول: «وجدت الأمر طبيعياً؛ كون عمري في الواقع يؤهلني لتقديم دور الأم على الشاشة».

وتستكمل: «عايشت الشخصية وجسدتها بحب واقتناع ومتعة، وتعاملت مع البنت التي قدمت دور طفلتي بود، لدرجة اعتنائي بها خارج أوقات التصوير، كما أنني عشت مشاعر الأمومة التي أحبها، وأرى أن الممثل الواعي قادر على تجسيد كل الشخصيات من دون ربطها بحياته الشخصية».

بوستر فيلم عصابة عظيمة (الشركة المنتجة بفيسبوك)

الفنانة الشابة التي تشارك أيضاً ضيف شرف في فيلم «كارت شحن» الذي يعرض حالياً، أكدت أنها استفادت كثيراً في تعاملها وتعاونها مع كبار النجوم، لكنها في الوقت نفسه لا تتعجل العمل في الفن وتفضل السير بتأنٍ، وتقول: «يعرض علي أدوار تؤهلني للوجود على الشاشة كل دقيقة، لكنني أنتقي الأفضل والقادر على صنع مسيرتي بشكل يحترم المتلقي، ويضيف لرصيدي الفني».

تعاونت الزاهد في «عصابة عظيمة»، مع إسعاد يونس ووائل إحسان، وحسب قولها، فإن العمل معهما له مذاق خاص، لكنها أكدت أنها لا تقصد التركيز في السينما على حساب الدراما التلفزيونية، وتوضح أن ما يعرض عليها في هذا الجانب هو الأفضل من ناحية الشكل والمضمون، بالإضافة إلى أنها ترى أن تشكيل سيرة الفنان بالسينما في البداية إيجابي.

وشاركت فرح بعدد من الأعمال الفنية من بينها «الطاووس»، و«شوجر دادي»، و«البطة الصفرا»، و«سوشيال» وغيرها، مع كبار النجوم فماذا استفادت من الوقوف أمامهم؟، تقول: «استفدت الانضباط واحترام المواعيد وحب العمل والتواضع والخبرة الحياتية، نحن لا نشبه جيل الفنانين الكبار، ونفتقد لكثير من سماتهم وصفاتهم».

تطمح فرح في تقديم اللون الشعبي والصعيدي فنياً (حسابها على انستغرام)

وتنوه الزاهد بأن النجومية والشهرة آخر همها، قائلة: «لا يشغلني أن أكون نجمة مشهورة ومنتشرة، بل أسعى لأكون ممثلة جيدة تعرف كيف ترسم الضحكة على وجوه الناس، وكيف تبكيهم أيضاً، هذا ما يشغلني»، مشيرة إلى أن عملها بالفن خلال الفترة الماضية كان بناء على موهبتها، مؤكدة أنها لم تتدرب على التمثيل ولكنها تحرص على الإمساك بعيوبها وتفاديها.

وعن تعاونها مع شقيقتها الفنانة هنا الزاهد، ترى فرح أنه رغم عدد الأعمال التي تعرض عليهما سوياً فإنها تفضل تأجيل الخطوة في الوقت الحالي لإثبات نفسها بمفردها أولاً، موضحة أن القلق من المقارنة بينها وبين شقيقتها ليس السبب وراء التأجيل، وتقول: «المقارنة أمر فعلي وستحدث شئنا أم أبينا، لكننا نكتفي حالياً باستشارة بعضنا في السيناريوهات وأزياء الشخصيات وشكلها، وبالنسبة لي هنا هي أكثر شخصية أثق فيها، خصوصاً أنها داخل المجال».

في فيلم «عصابة عظيمة» عشت مشاعر الأمومة التي أحبها

وكشفت فرح عن رغبتها في تقديم عروض مسرحية في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنها قدمت عروضاً من قبل في طفولتها، خصوصاً في السعودية بمشاركة الفنان الراحل سعيد صالح والفنان يونس شلبي وشقيقتها هنا منذ 15 عاماً، وتقول: «لا أخاف من تقديم كل ما هو مختلف ولا أفضل السير على وتيرة واحدة، بل أرحب بالتنوع وليست لدي رهبة الكاميرا أو خشبة المسرح».

ولفتت فرح إلى أنها تحب الفن منذ الصغر «كنت أبكي وأرقص وأقوم بتأليف مشاهد من وحي خيالي داخل حدود غرفتي، لذلك الفن هو الشيء الوحيد الذي أحبه وأجيده، وأتطور فيه». وأفصحت فرح عن السبب وراء تركها الفن رغم مشاركاتها في أعمال في طفولتها، فتقول: «توقفي كان سببه اجتهادي وتفوقي في دراستي، حيث فضلت حينها التركيز في جانب واحد لأنني لست من الشخصيات التي تجيد فعل أكثر من شيء في آن واحد؛ لذا قررت الانتهاء من الدراسة أولاً ومن ثم التركيز في الفن فعلياً بداية من 2021، وشجعتني والدتي كي أعيش طفولتي أولاً واختيار ما يناسبني عند الكبر».

وتشير فرح إلى أنها درست الإعلام وعرض عليها العمل الأكاديمي لتفوقها، إلا أنها رفضت ذلك لأنها لم تجد أنه يناسبها، كما أن هناك الكثير من البرامج التي عرضت عليها لتقديمها ورفضتها لتثبت نفسها فنياً أولاً، كما رفضت قرار خطوة الجلوس على كرسي المذيع والاستفادة من دراستها الأكاديمية، وفق قولها.

وتطمح الفنانة الشابة إلى تقديم اللون الشعبي والصعيدي فنياً، مؤكدة أنها ترحب بالتغيير الكلي في شكلها لتقديم الشخصية بكل جوانبها ولا تخاف من ذلك، مؤكدة أن هذه الألوان تستهويها بشكل كبير، وأن لديها عملاً ينتمي لهذه النوعية ستشارك به قريباً.

وعن دور الفنان الراحل طلعت زكريا «زوج والدتها» في حياتها الشخصية والعملية، قالت فرح إن الفنان طلعت زكريا كان أباً روحياً لها، وله دور كبير في كل مناحي حياتها، كما كان سبباً من أسباب حبها للفن.


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».