قلق إسرائيلي من خطر تراجع الدعم الكندي في المؤسسات الدولية

وزير يهدد بالاستقالة إذا وافق نتنياهو على مشروع دولي حول الأقصى

قلق إسرائيلي من خطر تراجع الدعم الكندي في المؤسسات الدولية
TT

قلق إسرائيلي من خطر تراجع الدعم الكندي في المؤسسات الدولية

قلق إسرائيلي من خطر تراجع الدعم الكندي في المؤسسات الدولية

أعربت مصادر سياسية في تل أبيب، عن قلقها من فوز جيستين ترودو برئاسة الحكومة الكندية، لما يعرف عنه من مواقف ليبرالية مناقضة لمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الكثير من القضايا الدولية. وقالت هذه المصادر إن ترودو معروف، ليس فقط بتأييد الاتفاق مع إيران وبتأييد حل الدولتين، إنما هناك خطر في أن يوقف التقليد الذي اتبعه سابقه، رئيس الحكومة الحالي ستيفن هاربر، بالتصويت بشكل أوتوماتيكي مع إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة. وقالت هذه المصادر في تصريحات نشرتها معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، إن الخارجية الإسرائيلية تقيم اتصالات مع عدد من المقربين من ترودو، المعروفين بصداقتهم مع إسرائيل، وبينهم عدد من المستشارين اليهود، لضمان تقليص أضرار هذا الفوز.
وكانت أوساط سياسية مقربة من نتنياهو، تباهت بأن نتنياهو نجح في تخفيض لهيب الاحتجاج الفلسطيني واستعادة أصدقاء إسرائيل في العالم، ولذلك قرر السفر إلى برلين للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وقد كشف أحد وزراء اليمين المتطرف، أن نتنياهو يسافر للتباحث في حل وسط يقيد زيارات اليهود في باحات «جبل البيت» (الأقصى المبارك). والوزير هو أوري أرئيل، الذي يحمل حقيبة الزراعة ودائرة الاستيطان، وهو الذي كان قد قام بالزيارة الاستفزازية للمسجد الأقصى والصلاة في باحاته، في مطلع الشهر، وكانت زيارته الشرارة التي أشعلت الهبة الفلسطينية المتقدة حتى اليوم.
وقال أرئيل: «لقد وصلت معلومات تفيد بأن ورقة جديدة سيتم عرضها على نتنياهو من قبل كيري وميركل، تهدف إلى رفع القيود على الفلسطينيين في دخول المسجد الأقصى المبارك، في حين يتم منع وزراء الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين من دخوله». وأضاف، أن الوقف المسيطر على المسجد الأقصى ستكون بيده صلاحية السماح لمن يدخل ومن لا يدخل، مع صلاحية للوقف بمنع اليهود من أداء طقوس تلمودية. وحسم أرئيل، أنه لمن العار على نتنياهو أن يوافق على تلك الورقة.
ومن الجدير ذكره، أن نتنياهو، تعمد عشية اجتماعاته في برلين، مهاجمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة، إذ بلغت حد مقارنة سلوكه بسلوك حماس و«داعش». وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الرئيس عباس انضم إلى «داعش» وحماس في ادعائه بأن إسرائيل تهدد المسجد الأقصى. «هذا كذب مطلق». ورأى سياسيون إسرائيليون، أن تصريح نتنياهو هذا، يدل على عمق الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين في موضوع الحرم القدسي، وكم ستكون صعبة مهمة كيري في كبح التصعيد والمواجهة السياسية بين الجانبين. وادعى نتنياهو أن إسرائيل تحافظ وتدافع عن الأماكن المقدسة لكل الديانات، وتحافظ على الوضع الراهن، متهما الفلسطينيين بخرق الوضع الراهن، من خلال إدخال مواد ناسفة إلى المسجد الأقصى ومحاولة منع اليهود والمسيحيين من زيارة المكان ومن خلال خطوتهم في اليونيسكو لطرح مشروع قرار يحدد بأن الحائط الغربي هو جزء من المسجد الأقصى، ولذلك فإنه مقدس للإسلام وليس له أي علاقة باليهود. وقال: «آن الأوان كي نقول الحقيقة حول أسباب الإرهاب الفلسطيني – المسألة ليست المستوطنات ولا العملية السلمية، وإنما الرغبة بتدمير إسرائيل». وأضاف أن «عباس لبالغ الأسف يؤجج النار. لقد قال قبل عدة أيام إنه يحيي كل نقطة دم تسفك في المسجد الأقصى. عباس لم يشجب أي واحد من الـ30 هجوما إرهابيا ضد إسرائيل في الشهر الأخير، ويواصل تمجيد الإرهابيين كأبطال». وقد رد عباس قائلا، إن «نتنياهو يقدم مغالطات يشوه فيها الحقائق. وإنه عمل بكل قوة من أجل تغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي، وفي كل المناطق الفلسطينية المحتلة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.