بيانات التضخم البريطاني تحت المجهر مع ترقب الأسواق لخفض أسعار الفائدة

محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي يتحدث أمام لجنة الخزانة في مجلس العموم بلندن في 10 يناير 2024 (أ.ف.ب)
محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي يتحدث أمام لجنة الخزانة في مجلس العموم بلندن في 10 يناير 2024 (أ.ف.ب)
TT

بيانات التضخم البريطاني تحت المجهر مع ترقب الأسواق لخفض أسعار الفائدة

محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي يتحدث أمام لجنة الخزانة في مجلس العموم بلندن في 10 يناير 2024 (أ.ف.ب)
محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي يتحدث أمام لجنة الخزانة في مجلس العموم بلندن في 10 يناير 2024 (أ.ف.ب)

في اجتماع السياسة النقدية الذي انعقد في شهر ديسمبر (كانون الأول)، أبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير من خلال تصويت 6 - 3، مع تفضيل «المنشقين» الثلاثة زيادة سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى إلى 5.5 في المائة. وفي البيان المصاحب، تمت الإشارة إلى أن السياسة «ستحتاج إلى أن تكون مقيدة بما فيه الكفاية لفترة كافية لإعادة التضخم إلى هدف 2 في المائة بشكل مستدام على المدى المتوسط»، مع تسليط المحافظ أندرو بيلي الضوء على هذا الرأي في المؤتمر الصحافي الذي أعقب القرار.

ومع ذلك، يتوقع المستثمرون تخفيضات في أسعار الفائدة بنحو 125 نقطة أساس لهذا العام، مما يشير إلى احتمال بنسبة 80 في المائة لتنفيذ الخفض الأول بمقدار ربع نقطة في مايو (أيار). ربما كانوا قلقين بشأن حالة اقتصاد المملكة المتحدة بعد تعديل معدل الناتج المحلي الإجمالي الربع سنوي للربع الثالث إلى -0.1 في المائة، وكشفت القراءة الشهرية لشهر أكتوبر (تشرين الأول) عن انكماش بنسبة -0.3 في المائة، مما دق أجراس الإنذار من الركود.

رغم ذلك، حتى مع بيانات شهر نوفمبر (تشرين الثاني) التي تشير إلى انتعاش بنسبة 0.3 في المائة على أساس شهري، وتوقع أن يظل الناتج المحلي الإجمالي ثابتًا في الربع الرابع، وبعبارة أخرى تجنب الركود، فإن المستثمرين يحافظون بعناد على رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة. وربما يعتقدون أن بنك إنجلترا قد يضطر إلى الاتفاق معهم بعد أن توقعت شركة «أكسفورد» للاستشارات الاقتصادية والمحللون في «إنفيستيك» و«دويتشه بنك»، أن التضخم في المملكة المتحدة سوف ينخفض إلى أقل من 2 في المائة بحلول أبريل (نيسان). وقد أشارت توقعات بنك إنجلترا لشهر نوفمبر، إلى أن التضخم في مؤشر أسعار المستهلك سيعود إلى الهدف بحلول نهاية عام 2025.

مخاطر صعودية

مع أخذ كل ذلك في الاعتبار، قد يركز المتداولون الآن أنظارهم على أرقام مؤشر أسعار المستهلك (التضخم) هذا الأسبوع لشهر ديسمبر، التي من المقرر صدورها يوم الأربعاء. قد يجذب تقرير التوظيف لشهر نوفمبر، المقرر صدوره في اليوم السابق، الانتباه أيضاً، حيث يمكن أن يوفر متوسط الدخل الأسبوعي لمحة عن الاتجاه الذي قد يتجه إليه التضخم في الأشهر المقبلة. ومن المقرر صدور مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة يوم الجمعة.

وعلى الرغم من أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي أظهر أن أسعار البيع ارتفعت بشكل طفيف فقط في ديسمبر، فقد كشف مسح الخدمات أن تضخم تكاليف المدخلات تسارع إلى أعلى مستوى له في 3 أشهر، مما أسهم في أسرع ارتفاع بالأسعار منذ يوليو (تموز). ومع أن قطاع الخدمات يمثل نحو 80 في المائة من إجمالي الناتج الاقتصادي بالمملكة المتحدة، فإن هناك مخاطر من تسارع بيانات يوم الأربعاء. وإذا انتعش معدل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، فقد يرتفع المعدل الرئيسي أكثر مع استبعاد الاتجاه الهبوطي لعام 2022 في أسعار النفط من الحساب على أساس سنوي، مما يدفع التغير السنوي للنفط من سلبي إلى ما يقرب من الصفر.

ولكن هل سيواصل الجنيه الإسترليني اتجاهه الصعودي؟

إلى جانب الإشارات التي تشير إلى أن الاقتصاد البريطاني ربما يكون قد أفلت مرة أخرى من الركود، فإن تسارع التضخم قد يقنع المشاركين بالسوق في نهاية المطاف بدفع رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، مما يسمح للجنيه الإسترليني بتمديد انتعاشه الأخير، وربما اتجاهه الصعودي السائد على المدى القريب.


مقالات ذات صلة

الذهب يواصل تراجعه... والمستثمرون يترقبون بيانات أميركية وتعليقات من «الفيدرالي»

الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية بسيول (رويترز)

الذهب يواصل تراجعه... والمستثمرون يترقبون بيانات أميركية وتعليقات من «الفيدرالي»

هبطت أسعار الذهب للجلسة الثانية على التوالي الاثنين، في حين يستعد المستثمرون لبيانات اقتصادية أميركية وتعليقات من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مستهلكون يتسوقون في أحد مراكز التسوق في لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

بعد الانتخابات الأميركية... المستثمرون يحوِّلون أنظارهم إلى بيانات التضخم

مع انتهاء الانتخابات الأميركية وقرار «الاحتياطي الفيدرالي» خفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس، يحوِّل المستثمرون تركيزهم مرة أخرى إلى بيانات التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سجل معدل التضـخم السنوي لإجمالي الجمهورية 26.3 في المائة لشهر أكتوبر (الشرق الأوسط)

التضخم السنوي في مدن مصر يرتفع هامشياً إلى 26.5 % خلال أكتوبر

ارتفع التضخم السنوي في مدن مصر هامشياً إلى 26.5 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) من 26.4 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد متسوّقون يشترون الطماطم داخل سوق في بكين (رويترز)

أسعار المستهلكين في الصين ترتفع بأبطأ وتيرة خلال 4 أشهر

ارتفعت أسعار المستهلكين في الصين بأبطأ وتيرة في أربعة أشهر خلال أكتوبر، في حين انخفضت أسعار المنتجين بوتيرة أكبر، وذلك على الرغم من برامج التحفيز الحكومية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان خلال مؤتمر صحافي لإعلان تقرير التضخم الرابع للعام الحالي الجمعة (من البث المباشر للمؤتمر الصحافي)

«المركزي» التركي يكشف عن توقعات محبطة للتضخم ويتمسك بالتشديد النقدي

كشف البنك المركزي التركي عن توقعات محبطة ومخيبة للآمال، في تقريره الفصلي الرابع والأخير للتضخم هذا العام، رافعاً التوقعات بنهاية العام إلى 44 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الذهب يواصل تراجعه... والمستثمرون يترقبون بيانات أميركية وتعليقات من «الفيدرالي»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية بسيول (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية بسيول (رويترز)
TT

الذهب يواصل تراجعه... والمستثمرون يترقبون بيانات أميركية وتعليقات من «الفيدرالي»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية بسيول (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية بسيول (رويترز)

هبطت أسعار الذهب للجلسة الثانية على التوالي يوم الاثنين، في حين يستعد المستثمرون لبيانات اقتصادية أميركية وتعليقات من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» هذا الأسبوع لمزيد من الوضوح بشأن الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة الأميركية.

وانخفض الذهب الفوري 0.5 في المائة إلى 2669.22 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 03:06 بتوقيت غرينتش.

وهبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.7 في المائة إلى 2675.90 دولار.

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»: «كانت أسعار الذهب تُرى في السابق على أنها تحوط ضد المخاطر السياسية في الولايات المتحدة، وقد يكون الاستنتاج الأسرع من المتوقع في الانتخابات محفزاً لبعض التراجع في الأمد القريب، جنباً إلى جنب مع الدولار الأميركي الأكثر ثباتاً».

وفي يوم الجمعة، سجلت أسعار الذهب الفورية أسوأ أسبوع لها في أكثر من خمسة أشهر حيث أثار فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية احتمال فرض تعريفات جمركية أعلى مما قد يبقي أسعار الفائدة مرتفعة.

وقال ييب: «قد نتوقع أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذراً في عملية التيسير المقبلة، وهو ما قد يحد من أسعار الذهب».

تُعدُّ السبائك تحوطاً ضد التضخم، ولكن ارتفاع الأسعار يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بها. ومن المقرر أن يتحدث الكثير من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، هذا الأسبوع.

بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلك والمنتج في الولايات المتحدة، ومطالبات البطالة الأسبوعية وأرقام مبيعات التجزئة هذا الأسبوع.

ويرى المتداولون احتمالات بنسبة 65 في المائة لخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول) وفرصة بنسبة 35 في المائة لعدم حدوث تغيير، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».

وفي مكان آخر، أظهرت البيانات الصادرة خلال عطلة نهاية الأسبوع أن أسعار المستهلك في الصين، أكبر مستهلك، ارتفعت بأبطأ وتيرة في أربعة أشهر في أكتوبر (تشرين الأول) بينما تعمّق انكماش أسعار المنتجين حتى مع مضاعفة بكين للتحفيز لدعم الاقتصاد المتعثر.

وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.4 في المائة إلى 31.17 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين بنسبة 0.3 في المائة إلى 971.11 دولار، وأضاف البلاديوم 0.5 في المائة إلى 993.74 دولار.